سواليف:
2025-04-26@03:14:00 GMT

العقل زينة

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

#العقل_زينة د. #هاشم_غرايبه

على مدار التاريخ هنالك كثير من الزيف جرى بإسم العلم والبحث عن الحقيقة، وقُدِّم الى الناس بهدف التضليل والتعمية على الحقيقة، أكثره جرى عندما نزل الدين، ورأى فيه المترفون الذين يخشون فقدان امتيازاتهم أنه يشكل خطرا عليها فحاربوه، ولم يتركوا وسيلة لتنفيذ مآربهم إلا استعملوها، وسخروا في ذلك ثرواتهم ونفوذهم، فاستمالوا به علماء ومفكرين، ليناصروا بهم الباطل، “وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ متْرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ” [سبأ:34].


سأورد مثلين مشهورين على ذلك، الأول: مقولة أن داروين هو صاحب نظرية أن الإنسان أصله قرد.
يقول “د. أناتولي كلوسوف” مؤسس علم جينيالوجيا الحمض النووي، وهو العلم الذي يعنى بالأنساب وتتبع السلالات البشرية، إن داروين على عكس ماهو شائع لم يقل بذلك أبدا، بل يؤكد أنه لم يذكر القرد أبدا في كتاباته، ولم يكن داروين ملحدا فقد رد على منتقديه من ذهابه الى الكنيسة :” إنه من العبث الشك في قدرة الإنسان على الجمع بين الإيمان بالله ونظرية التطور في نفس الوقت”.
لكن من قال بذلك هو “فريدريك إنجلز”، والذي نسب رأيه هذا الى “داروين” ليكتسب رداء علميا زائفا، لكن الغريب هو أن الجميع تقبل أن نظرية التطور هي التي قالت بأن القرد هو جد الإنسان، ولم يكلف أي عالم نفسه أو حتى إنسان عادي، عناء البحث للتحقق من صدق ادعاء “أنجلز”، فهم يعتبرونه مفكرا ثقة لا يكذب!!، والى اليوم لا يقبل بحث علمي لا يقول أن الإنسان منحدر من سلالة القرود، رغم أنه لا يوجد أي دليل مادي واحد على ذلك.
الطريف أن العلم لا يتقبل أية فرضية إلا بأدلة ثبوتية، ولا تعتمدها المؤسسات العلمية كنظرية إن لم يقدم واضعها تجربتين على الأقل تنقضان النظرية، وبفشلهما بإثبات العكس تعتبر النظرية صحيحة، الى أن يتمكن أحد من إثبات عدم صحتها.
أما فكرة أن الإنسان أصله قرد، فهي فرضية ليس عليها دليل مادي واحد، بمعنى أنه لم توجد مستحاثة أو عظمة لكائن بشري يمثل المرحلة الوسيطة في التطور المزعوم من قرد الى إنسان رغم أنه نظريا حقبة من مئات الملايين من السنين، فهي لا تعدو فكرة جاء بها “أنجلز” ليدعم بها فكرته القائمة على أنكار وجود خالق او ضابط للمخلوقات.
ومع ذلك تتعامل معها جميع المعاهد البحثية في العالم على أنها حقيقة مؤكدة وليست حتى نظرية..ما هو السر؟.
إنه التضليل الذي يمارسه المترفون (حكومة العالم الخفية)، وبمالها ونفوذها تمارس التزييف، وتحميه من الطعن بسيطرتها على أمهات مراكز البحوث التي تتولى رعاية وتمويل المؤسسات العلمية.
المثل الثاني: هو تزييف معنى القول الشهير المنسوب الى “ماركس”، وهو “الدين أفيون الشعوب”.
عند تحري الحقيقة نجد أن هذه الفقرة مقتطعة من قول “ماركس”: “الدين زفرة الإنسان المسحوق، روح عالم لا قلب له، كما أنه روح الظروف الاجتماعية التي طرد منها الروح. إنه أفيون الشعب”، وقد وردت في مقدمة كتابه الذي كتبه عام 1843 وينتقد فيه أفكار “هيجل” الإلحادية، وإسمه “نقد فلسفة الحق عند هيغل”.
إن المعنى لما قاله واضح، فهو يعتبر الدين بلسما شافيا، والملتجأ الوحيد للمظلومين، وليس كما يريد المعادون له بتصويره على أنه مخدر للشعوب يمنعها من النهوض والتصدي للإستغلاليين.
فلماذا يلجأ من يدعي الثقافة والتنوير الى الكذب والتواطؤ عليه؟.
لا توجد إلا إجابة واحدة وهي هشاشة الفكرة التي يتبناها وضعف حجتها، ويؤكد ذلك ادعاؤه الكاذب باتباع المنطق والخضوع لسلطان العقل.
المشكلة أنهم يغلقون عقولهم أمام معرفة الدين، ولا يرونه إلا بالصورة الكنسية الأوروبية: رجال دين مستبدون، وطقوس وأيقونات، وتراتيل يرددها قساوسة ورهبان بلغة لا يفهمونها، وهي صورة لا توحي بأن يكون الدين ملتجأ للمقهورين.
بالطبع هم لتعصبهم لا يعترفون بحقيقة الدين، ولا بأن القرآن من عند الله، فلا إجابة عندهم على السؤال: لماذا أن التوراة من الله والقرآن ليس كذلك؟، إذ يقفز التعصب الموروث فورا ليغلق عقولهم ويلغي منهجهم العلمي الذين يدّعون زيفا اتباعه.
لذلك نرى كيف يحسن إسلام الأوروبي عندما يتاح له اختراق التضليل المضروب عليه، فيستخدم عقله ويتبع الحقائق.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: العقل زينة

إقرأ أيضاً:

دعا للمساواة في الميراث..كيف رد علماء الأزهر على سعد الدين الهلالي؟

القاهرة- أثار تصريح أطلقه أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، حول إمكانية المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، موجة غضب واستنكار واسعة في الأوساط الدينية، باعتبار أن ما قاله يتنافى مع نصوص القرآن الكريم و"تعدٍّ على ثوابت الدين".

وكان الهلالي قد صرح أن المساواة بين الذكور والإناث في الميراث "ليست محرمة بنص صريح" في القرآن أو السنة، مشيرا إلى إمكانية ذلك حال تساوي درجة القرابة كالحال بين الأخ والأخت، واستشهد بتجارب دول أخرى مثل تركيا، إضافة لقانون المعاشات في مصر الذي يساوي بين الجنسين.

أستاذ الفقه المقارن بالأزهر الدكتور أحمد كريمة قال إن نصوص الميراث واضحة وصريحة (مواقع التواصل) أحكام قطعية

وشنَّ أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، هجوما حادا على الهلالي، معتبرا تصريحاته "تجاوزا غير مقبول للحدود". وقال للجزيرة نت إن "نصوص القرآن الكريم واضحة وصريحة في تنظيم الميراث، ولا تقبل النقاش أو الاجتهاد، لأنها تمثل أحكاما قطعية لا مجال فيها للرأي".

وأضاف أن "مثل هذه القضايا ليست مسألة خاضعة للاستفتاء الشعبي، فالورث ليس قرارا ديمقراطيا يُتخذ وفق رغبات الناس، وإنما فريضة من الله، لا يجوز أن نتعامل معه وكأنه ماسورة مياه نركبها أو نغير اتجاهها حسب الحاجة".

إعلان

وشدد كريمة على أن "الانتقائية في الاستدلال والتدليس من خلال تأويل النصوص لتبرير الحرام أو تطبيع المنكرات، هي جرائم فكرية ومعرفية يجب محاسبة مرتكبيها".

من جهته، أعرب المشرف على الرواق الأزهري، الدكتور عبد المنعم فؤاد، عن استيائه من تصريحات الهلالي، قائلا إنه "يختبئ خلف صفة أستاذ جامعي في الأزهر لتمرير أفكار تخالف الشريعة". وأن "الأزهر سبق أن أعلن انحراف هذا الفكر، وتصريحات الهلالي ليست سوى محاولة لتفريغ الدين من مضمونه".

وتساءل في تصريح للجزيرة نت "هل يجوز أن نستفتي الناس على الصلاة؟" واستدرك مجيبا "فكيف نطلب استفتاء الشعب في قضايا حددها الشرع؟".

وتابع يقول "لا شيء في الدين يعجبه -في إشارة للهلالي- لا فريضة الحج، ولا نظام الميراث، بل سبق وصرّح بأن الراقصة قد تُعد شهيدة، ومثل هذه التصريحات تدفع الناس إلى الإلحاد والكفر، لأنها تشوه صورة الدين وتخلق البلبلة في المفاهيم".

وأكد فؤاد أن الميراث هو الموضوع الوحيد في القرآن الذي فُصِّل بدقة، مشيرا إلى أن "النص القرآني واضح ولا يقبل الاجتهاد، ومن يزعم خلاف ذلك فإنه يتعدى على حق من حقوق الله عز وجل".

مطالب علمانية

وفي السياق، اعتبر أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر فرع أسيوط، مختار مرزوق، أن ما طرحه الهلالي يعكس ما وصفه بـ"الأجندة العلمانية" في العالم العربي.

وقال مرزوق في حديثه للجزيرة نت "تصريح الدكتور الهلالي نموذج واضح لما يطالب به العلمانيون، الذين يسعون إلى تبديل أحكام شرعية قطعية، رغم أن علم الميراث يُعرف بعلم الفرائض، أي أنه فُرض من الله عز وجل وليس مجالًا للاجتهاد أو التغيير".

وأضاف "المرأة في الإسلام لا تأخذ نصف ما يأخذه الرجل دائما، فهناك حالات تأخذ فيها مثله، بل وأحيانا تأخذ أكثر منه، وهذا معروف لكل من درس علم الفرائض بالأزهر أو في كليات الحقوق".

إعلان

وأشار مرزوق إلى أن الفكر العلماني الذي يتبناه البعض أثمر عن "أقوال خطيرة"، مثل اعتبار الصلاة مجرد علاقة روحية بين العبد وربه، أو أن الخمر ليست حراما، والصيام ليس فرضا، وقال "هذه الطروحات ليست معزولة، وإنما تتكامل في إطار مشروع تفكيكي للدين".

وأكد أن الأزهر ودار الإفتاء والهيئات الشرعية في مصر تصدت لهذه الطروحات، وأن "بعض العلماء طالبوا الهلالي بالتوبة علنا من هذه الأفكار التي تُعد خروجا صريحا عن الشريعة الإسلامية" حسب قوله.

التفاف على الشرع

وفيما يتعلق بظاهرة قيام بعض الأهالي بكتابة أملاكهم لأبنائهم أثناء حياتهم لتفادي توزيع الإرث وفقا لأحكام الشرع، قال مرزوق إنه "لا يشجع ذلك مطلقا"، مبينا أنه ومن الناحية الشرعية قد يُحرم ورثة آخرون مستقبلا مثل الأبناء من زوجة ثانية أو حتى الأحفاد، و"هذا يُعد تعديا صريحا على العدالة الإلهية في التوزيع".

وتابع "أحيانا يقع الشخص الذي كتب أملاكه في مأزق حين يحتاج المال لإجراء عملية أو تغطية نفقات، فيضطر إلى طلب العون من أبنائه الذين صاروا مالكين شرعيين، هذا الأمر يُفقده الكرامة، ويخلق مشكلات لا تُحمد عقباها".

وأوضح مرزوق أن كثيرين يُقدمون على هذه الخطوة بدافع "حرمان أشقاء الأب أو الورثة الشرعيين من نصيبهم"، معتبرا ذلك تهربا من تطبيق شرع الله، ومخالفا للأمانة التي كُلِّف بها الإنسان في ماله وأهله.

ويرى المراقبون أن التصريحات التي أطلقها الهلالي أعادت إلى الواجهة الجدل الدائم حول حدود الاجتهاد الديني، والفصل بين حرية الرأي والخروج عن النصوص القطعية.

مقالات مشابهة

  • اعتقال ضابط في الجيش العراقي ارتكب جريمة قتل في صلاح الدين
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: حين ينفصل العقل عن الإيمان ينهار العمران وتنحرف القاطرة عن القضبان.. والإفلاس الحقيقي إتيان المرء يوم القيامة متلبسًا بظلم الناس
  • صلاح الدين.. طفل نزل الماء لغرض السباحة فخرج جثة (تحديث)
  • عصام الدين جاد يكتب: حب الفداء لسيناء
  • دعا للمساواة في الميراث..كيف رد علماء الأزهر على سعد الدين الهلالي؟
  • مشاكل شائعة في الفك تسبب صداع
  • صدمات الطفولة.. كيف تترك بصمتها في العقل والجسم؟
  • النائب العام ينعى محمد صلاح الدين الألفي وكيل النيابة
  • النائب العام ينعي محمد صلاح الدين نجيب الألفي وكيل النائب العام
  • موقف عمومي