صحيفة صدى:
2025-04-23@23:15:28 GMT

بالتقسيط_قسّطها

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

بالتقسيط_قسّطها

حياتنا المُغلّفة بالأقساط ، ظاهرة اجتماعية اقتصادية نفسيّة في الآونة الأخيرة أنتشرت إنتشار النار في الهشيم..

كحدث قديم نستشهد بقوله تعالى في سورة القصص :(قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚسَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)آية (27).

.

سيدنا موسى تزوج من ابنه سيدنا شعيب عليهما السلام بالقسط الآجل لثمان سنوات يعمل عنده أجير في رعي الغنم ، وإن أتممها سيدنا موسى عشر سنوات فهذا كرم من عنده ..
.
قبل الحديث عنها كظاهرة نبدأ بحكم الشرع فيها..
رأي الفقة الشرعي في البيع إلى أجل معلوم جائز ؛ لعموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) الآية [البقرة:282] ، والأجل المُسمى هُنا في الآية الكريمة هي الأقساط ، والزيادة في القيمة مقابل الأجل لا مانع منها ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على جواز ذلك ، وذلك أنه عليه الصلاة والسلام أمر عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن يجهز جيشًا ، فكان يشتري البعير بالبعيرين إلى أجل..
.
المتلمس لظاهرة التقسيط خلال الأربعين عاماً السابقة بدءً من القروض البنكيّة بغرض شراء أو بناء مسكن أو سيارة للتنقل ، مروراً بشراء أساسيات المنزل من أثاث وأدوات كهربائية ، ثم توسع الأمر ليشمل القروض من أجل التعليم أو العلاج أو الزواج و الاستعانة لبناء مشروع تجاري حُر ، ومن ثم تقسيط المبلغ بشكل يُناسب المستفيد لأجل يصل لأعوام ممتدة من عمر هذا المستفيد ، كل ذلك و مازال سابقاً الاقتراض في إطار ضيّق لم يتوسع..
.
لكن أن يشمل الاقتراض والتقسيط كماليات الحياة كلها من جهاز هاتفك المتنقل الذي في يدك لقنينة العطر التي تستخدمها مروراً بالوجبة التي تأكلها للنادي الرياضي المشترك به لورشة السيارة التي تغيّر فيها زيت محرك سيارتك ، لملابسك التي تتباها بها أمام الناس لتذكرة سفرك التي تتنقل بها ؛ فهذا شيء مُخيف ومُرعب جداً كظاهرة غير صحيّة ، إجتماعياً و اقتصاديّاً ونفسيّاً ، تُشير بأن صرفنا الشهري أكبر من دخلنا المادي وهوسنا الشرائي الاستهلاكي نذير خلل نفسي..
.
وإن قُلتَ لي يا قارئي العزيز بأن مُتطلبات الحياة كثيرة في هذا الزمن ، سأرد عليك بأن متطلبات الحياة هي نفسها منذُ بدء الخليقة ، ولكن الخلل في سوء إدارتنا لمتطلبات هذه الحياة ..
.
لهثنا خلف الكماليات وحرصنا على توفيرها ، ضاربين بالأساسيات عرض الحائط ، تركنا رغبة التملك تتحكم فينا وتسير بنا حيث شاءت ، إلى أن أوصلتنا لأشخاص مديونين طيلة حياتنا والأقساط تُحيط بنا من كل مكان..
.
في قديم العهد كانوا الوالدين يوفرون لأبنائهم متطلباتهم الأساسية من أجل توفير حياة كريمة لهم ، الأبناء يقدّرون جهد الوالدين ويعيشون بالرضا والتراضي ، وإن جنحت الرغبة في امتلاك شيء ، يُرفع داخل الأسرة شعار “إذا أكملتَ تعليمك من راتبك الشخصي أشتري ما تريد وتحب” ، وهنا يكمُن التوازن داخل العائلة..
.
أما الآن في هذا الزمن للأسف أصبح الوالدان يلهثان خلف تحقيق رغبات ومتطلبات أبنائهم الأساسيّة وتغطيتهم بشتى الكماليات التي من الممكن تأجيلها لاحقاً ، مما جعلهما في حالة دين كامل من الجانب المادي الاقتصادي والضغط النفسي السيء ، ألم أقل آنفاً أنه سوء إدارة للحياة الاستهلاكية بشكل كامل..!
.
قارئي الكريم من وجهة نظرك ما الحل لهذه الظاهرة التي أستنزفت الأفراد والأسر مادياً ومعنوياً.

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: (المقهى فى الحياة السياسية المصرية) !!



المقهى " القهوة "، لها دور بالغ في الحركة الثقافية المصرية، ففى المقاهي ،كان يلتقي الأصدقاء وزملاء المهنة ،" أية مهنة "، لكي  يناقشوا أحوال حياتهم، ومتاعب أعمالهم، علي دخان المعسل " الجوزة " سابقًا، والأن " الشيشة " والشيشة أنواع منها " التفاح "، ومنها " الكريز " ومنها " الشمام " وكل أنواع المعسل المخلوط بالفاكهة، ومع أكواب الشاي بالنعناع أو الشاي باللبن أو السحلب أو الينسون أو الجنزبيل أو القرفة ( سادة وبلبن ) وغيرها من المشروبات الساخنة وطبعًا الباردة...
ونعود للمقاهي ( القهاوى ) ودورها في الحياة الاجتماعية والسياسية، والثقافية المصرية، فهناك " قهوة" النقاشين وقهوة النجارين " المسلح " حرفة في  الإنشاءات وقهوة الحدادين، وفي هذه القهاوي يلتقي أصحاب المهنة ويمكن أن يتعاقد " الزبون " مع  الاسطي الحرفي علي مهنة ما في القهوة، لكي تبدأ العلاقة بين صاحب عمل والمهني  المطلوب !!
وفي بعض مقاهي هذا الزمن ( القديم )، كان يلتقي الفنانون والموسيقيين، وكذلك الأدباء، وأشهرهم الأستاذ نحيب محفوظ ( قهوة ريش ) بشارع سيلمان باشا ( طلعت حرب حاليا ) أو المرحوم الأستاذ توفيق الحكيم في قهوة " باب اللوق "، وهناك قهوة " متاتيا " في العتبة الخضراء، وفي هذه المقاهي(القهاوي ) كانت بداية كل الإبداعات الأدبية والفنية مثل قهوة الفيشاوي (بسيدنا الحسين) والتى تدخل في برنامج الزيارات السياحية.


ومازالت بقايا هذه المقاهي بعد قليل من التطوير موجودة، مثل " مقهى زغلول " في شارع القصر العيني ،ويلتقي فيه نخبه من المثقفين المصريين ( القاهريين ) والصحفيين خاصة وأنها ملاصقة لأحد اقدم دور النشر المصرية والعربية وهي روزاليوسف.
وتطورت المقاهي في الزمن الرديء سمعنا عن مقاهي يتم فيها الإتفاق علي الفساد (والعمولات )، والجرائد والحوادث نشرت تفاصيل عن هذه المقاهي وعن أجهزة الرقابة التي استخدمت تلك المقاهي للإيقاع بهذه الفئة المنحرفة في المجتمع، ولعل أسماء تلك المقاهي وخاصة في مدينة نصر وبجانب (مول العقاد) قد جاء سيرتهم كمسرح لتقاضي الرشاوي وقضايا الفساد المشهورة أيضًا 
ثم تحولت المقاهي إلى شبة مطاعم، وكافتيريات علي كورنيش النيل أو على ضفاف البواخر الثابتة إلى محلات وسط البلد، والمهندسين، مصر الجديدة والمعادي، والهرم، إلى مراكز لتدخين الشيشة مع كل ما يقدم علي المائدة من أطعمة شعبية ولعل ما أستحدث الآن، هو وجود تلك المقاهي المتنقلة في سيارات نصف نقل، حيث يتم فرشها علي الكباري الكبرى في القاهرة، والجيزة، وأهم هذه الكباري (كوبري المنيب، وكوبري الوراق وأجزاء من كباري الطريق الدائري)!!.
وقد نقل المصريون هذه الشعيرة الخاصة جدا بالأدب الشعبي المصري إلى الدول التي هاجروا إليها، فوجدت في روما مقهي " تراسي تيفري " تقدم الشيشة " الحجر " الواحد بـ 15 يورو – ووجدت ذلك في لندن في شارع العرب " إدوارد استريت "  وكذلك في " بيكاديلي ستريت "، وفي فرنسا في أهم شوارع باريس " الشانزليزية " في قهوة ومطعم الديوان، تقدم الشيشة مع أشهى المأكولات العربية !!ومازالت المقاهي، هي مركز تجمع للمهنيين، سواء كانت المهنة ( حرفة ) أو المهنة 
( فن ) أو المهنة ( رأي وأدب  )ولكن الجديد هي مهنة ( قلة الأدب ) والفساد، فقد أصبح لها أيضا مقاهي خاصة !!!!!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • كبار المواطنين: «بركتنا» تعكس حرص القيادة على جودة حياتنا
  • قصف بلا هوادة ونسف للخيام والمنازل.. الحياة في غزة تتحول إلى جحيم.. فيديو
  • في النهاية، نحن نكتب الحياة، والحياة في بلادي هي الحرب.
  • صفاء حمودة: طلب معرفة راتب الزوج قد يعكر صفو الحياة الزوجية
  • وداعاً لضعف الإنترنت.. خدعة فعالة تعيد الحياة للواي فاي
  • مصر.. أطباء يعيدون الحياة لـ"يد مبتورة بالكامل"
  • د.حماد عبدالله يكتب: (المقهى فى الحياة السياسية المصرية) !!
  • قصف وحصار وتجويع حتى الموت.. وكالات أممية وطبية: حرب شاملة على الحياة في غزة
  • الجنوب اللبناني يعيد الحياة إلى أسواقه
  • أيقونة المسرح المصري بين الحياة والموت (صورة)