لجريدة عمان:
2025-02-09@00:21:58 GMT

الأسرار تتكاثر في الحانة

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

(1)

الكتابة من قصور الأشواق، وطِوال المنايا، وكاسِدات السُّوق، وقِصار السُّور، وبخس الكؤوس (لا تذهب، يا هذا، بعد هذا، إلى أية حانة إلا بذاكرةٍ سقيمة، وقلمٍ نافد الحبر، وطفلٍ أصم، وقلبٍ أخْرَس).

(2)

كأن ليس في الهواء حلق، مثلما هذه الصُّورة آتية من الحلق، ولا تكفي.

(3)

الأوراق مَحْضُ أصابعي (والرَّماد كذلك).

(4)

كم أُعجب بالواثقين من أنفسهم (أفعل هذا في انتظار حافلة النَّقل العام).

(5)

أنا في انتظارك (وتغفين، وتعنفين، وتنسين، وتتذكرين، وتَرْتَدين المياه، وترقِّصين السَّناجب، وتَشْجُبين القِطط، وتنهُرين الأضواء، وتُحَذِّرين الألوان، وتأتين أو لا تأتين).

(6)

يعتقد أنه (أخيرا) وصل إلى تلك الحالة التي كتب بها هرمَن هِسِّه عن «ذئب البوادي» و«سدهارتا».

لكن هذه مجرد نقطة للمغادرة إلى حانة أخرى، لا غير.

(7)

يا أيها الملكوت: ابتدأ نضالي قبل ذلك.

(8)

الجنازة ستكون جاهزة بعد قليل؛ فلا تغربوا عن وجهي طويلا (من يدري، قد أفتقدكم وأنا في طريقي إلى هناك).

(9)

في هذا الليل الطَّويل ينجلي الوقت والقلب (القلب والوقت فقط يا امرأ القيس).

(10)

العالم، بحدِّ ذاته، ليس مشكلة. المشكلة هي وجودك فيه (خاصة إذا كان الآخرون لا يرون في وجودك فيه أية مشكلة).

(11)

الشِّعر وطنٌ بديل. أما الشُّعراء فليسوا كذلك بالضرورة (في كثير من الحالات، الشُّعراء ليس لهم بديل، ولا ضرورة).

(12)

بالكاد أتنفَّس مُتَخَفِّفا من بقية الأهواء، والعادات، والأعضاء، والحانات.

(13)

الميّت زيادةٌ غير ضروريَّة في النَّفقات، واعتذارٌ جلفٌ من بقية الفواتير.

(14)

لا أستيقظ في الصَّباح، ولا أرمي الحجارة على باب الحانة الموصد.

(15)

كارثة كبيرة حدثت في اليوم التالي: العالم يبدو كما كان في حانة البارحة.

(16)

لا أطمئن إليكِ. لا أثق بالنجوم. لا أحب الشَّرشف.

(17)

تعالي، وسأقدِّس الغياب مرة أخرى (أيضا).

(18)

ذلك الشَّاعر تفتقده المعارك المُدَّعاة، ولم يعد مقيما حتَّى في مخازنهم الاحتياطيَّة.

(19)

السُّكوت صار سيِّد الموقف، والصمت لم يعد كافيا.

(20)

الخطوة الخامسة لن تكون إلى البلاد.

(21)

في كل يوم أكتب ولو سطرا واحدا فحسب (أحيانا من ثلاث كلمات فقط). والمعركة بيني وبين الموت لا تزال مريرة ومستمرة.

(22)

الشوق كارثة. الحنين من موضوعات الأدب والفن. الموت هو اللقيا في الحانة.

(23)

آه يا إلهي: لماذا جعلتني أنتصر؟

(24)

أكملي ارتشاف قهوتكِ التُّركيَّة قليلة السُّكَّر، وعليك أن تدفعي الفاتورة هذه المرة (الطوفان سيكون صغيرا مثل قُبلة سريعة، وعتاب بطيء).

(25)

الحُبُّ محاولة أخرى لتصفية الشَّوائب أو الحسابات مع حُبٍّ آخر (الحُبُّ فعلٌ من أداء التَّراكم غير المقصود).

(26)

في الصَّباح غادَرَني الليل الآخر، ولم أعد قادرا على اللُّغة بغير هذي النِّياط التي تتشبَّث بي منذ حانة البارحة.

(27)

أيها القمر: لم أطلب منك أبدا أن تراني.

(28)

استقالت السُّلطة الرَّجعية من الثَّوريِّين التَّقدميين (وهذا أعظم إنجازات تلك البلاد في تاريخها المعاصر).

(29)

لا تتكرَّر (كم هو طويلٌ قلقي من تَنَفُّسك).

(30)

لا أريد ملاءة على سريركِ. لا أطمح لكعبة تحت سُرَّتكِ.

(31)

في ما تبقى من العمر، أتوق لأن أراك ولو مرة واحدة وأخيرة (بشرط أن تكوني على الضِّفة الأخرى من النَّوم، أو البحيرة، أو الحانة).

(32)

في هواكِ، النَّدم محض استغفار، والموت لا يستطيع أن يكون غير احتضان الاعتذارات في حانة لن أحتسيها أبدا.

(33)

ليس الموت سببا وجيها للانتحار (حين لا تدرك الفرق بينهما بما فيه الكفاية).

(34)

تعلَّم درسا مريرا: ما يقوله الناس غير صحيح.

تتلمذ على درس فاجع لاحقا: أمُّه تعيد عليه الكلام غير الصحيح.

فَقِهَ درسا عاشرا في الخسارة: لم يَعُد له حليب، ولا حانة.

(35)

مشكلة الشَّاعر في الحرب مُضاعفة وكارثيَّة: عليه أن يكون في المقدِّمة، والمؤخَّرة، والميمنة، والميسرة.

وبعد أن تضع الحرب أوزارها يقتلُ الشَّاعرَ المنتصرون والمهزومون معا.

(36)

يستطيع الدَّم ألا يكون لحما (في بعض الحالات).

(37)

لا تبحث عن الحياة إلا بالأخمص.

(38)

لم يتبقَّ لهم سوى الغنيمة.

(39)

الشَّماتة فضيلةٌ غُفرانيَّة (وإلا كيف نستطيع تفسير أن الرذيلة كانت خطأ غير مقصود)؟

(40)

التَّقديس عبادةٌ بعينٍ واحدة فقط.

(41)

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي هذا، والانتقال بالصّوت والصّورة من الجثَّة إلى مائدة الغداء، تجرَّد الموت من هيبته ووقاره (وقد يكون هذا من حُسن صنيع الأخبار والضَّجر الجاثم على قبور الجميع).

(42

لم يعد في وارد الموت سوى غياب المجاملة.

(43)

يزدردون الأمتعة، ويقترفون الأشعار، ويكتبون الرِّوايات.

(44)

الوصول لا ينتظرنا (المحطَّة القادمة تنتظر المحطَّة القادمة).

(45)

أرنو إليكَ هكذا، هنا وهناك، من هذه الشَّمس أو من تلك البئر، لأني أدرك - أكثر من أي وقت مضى - أنكَ لست البداية.

(46)

تبدأ الكارثة حين يقرؤك أحد غيرك (خاصة إذا ما حدث ذلك في حانة).

(47)

الوطن استراحة (أحيانا فقط، وليس للجميع).

(48)

لُعابهم الطُّعم.

(49)

الغَدُ تُهمة.

(50)

قبرٌ يُنازِع في النَّشيج الذي ينسجه.

(51)

لا يستطيع الباب أن يفعل كل شيء.

(52)

المَقْتُ انشغال (تقريبا مثل الحُب، وكما الموت).

(53)

لا يصيخون إلا للصَّفيح.

(54)

يهادِنون بالرِّقاب.

(55)

الموت ضرب من ضروب الكلام (الذي لا ينبغي من أحد أن يلوم أي أحد بسببه).

(56)

يخوننا كمن يتصدَّق على غيرنا في الحانة.

(57)

الحياة قصيرة. الخيارات قليلة. الحانات ضئيلة. القرارات كبيرة.

(58)

لن ينفجر رأسي (والأسرار تتكاثر في الحانة).

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الحانة

إقرأ أيضاً:

سجون مليشيا الإصلاح في مارب.. رحلة من الجحيم إلى الموت

الثورة /

تشهد سجون مليشيا الإخوان الموالية لتحالف العدوان في مدينة مارب تزايدا ملحوظا في حالات الوفاة للمعتقلين والمختطفين نتيجة ما يتعرضون له من انتهاكات وتعذيب ومعاناة وحرمان، وهي جرائم قد لا تكون موجودة في أسوأ سجون العالم.

فخلال اليومين الماضيين تم الإعلان عن وفاة معتقلين اثنين في حادثتين منفصلتين خلال أقل من 24 ساعة هما الشاعر راشد الحطام، من أبناء قيفة بمحافظة البيضاء، والشاب ماجد مبارك العامري الجهمي من أبناء قبيلة جهم في مديرية صرواح، واللتين لقيتا استنكارا واسعا وإدانات شعبية وحقوقية، وسلطتا الضوء على ما يتعرض له السجناء من تعذيب يؤدي إلى وفاة الكثير منهم.

وتشير إحصائيات محلية إلى أن حالات الوفاة في تلك السجون جراء التعذيب تقدر بالعشرات، إلى جانب ما يسببه من إعاقات دائمة، موضحة أن جثث بعض الضحايا لاتزال محتجزة في ثلاجات مستشفيات مدينة مارب.

وبحسب إفادات ناجين من جحيم سجون الإخوان في مارب فإن صنوفا من التعذيب التي يصعب وصفها بل وقد لا يتخيل الإنسان أن تصدر من بشر يمارسها السجانون بحق المعتقلين، فمن حرمانهم من الأكل والشرب إلى التعذيب والتعليق بالأيدي والأرجل وبتر الأطراف أحياناً بحق السجناء الرافضين لامتهان كرامتهم وإنسانيتهم والذين ينتهي الحال بالكثير منهم إلى الوفاة.

وبعد أن كان عدد السجون في مدينة مارب لا يتجاوز سجنين قبل العدوان، تشرف قيادات في الجهاز الأمني لحزب الإصلاح، على أكثر من 20 سجناً داخل المدينة ومديرية الوادي وتديرها بوحشية لا نظير لها لترهيب السجناء وتمارس أقسى أنواع التعذيب بحقهم بعد إصدار فتاوى بتكفيرهم.

ومن ضمن جرائم تعذيب السجناء وقتلهم داخل السجن قضية السجين حسن عبدالله زايد الشريف من أبناء مارب المدينة الذي تم اعتقاله لأشهر والإعلان عن وفاته، وكذا الملازم ضيف الله هرشل المرادي أحد أبناء قبيلة مراد، والطفل طارق سعد المحورن وهو أحد النازحين من مديرية مدغل إلى الوادي، ونايف الحسيني المرادي من قبيلة الصعاترة مراد، والشاب بشير حسين عيلوق من أبناء مديرية الجوبة، والعميد خالد محمد الأمير الحوشبي وابنته صفاء من محافظة لحج، وجميعها شواهد حية على حجم الإجرام بحق المعتقلين في سجون مارب.

ووفقا لإفادات معتقلين سابقين خرجوا من سجن الأمن السياسي سيئ الصيت بمدينة مارب فإن من يشرفون على السجون ويتولون التحقيق مع السجناء هم عناصر تتبع حزب الإصلاح وتدين بالولاء لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وترفض سلطة العرادة ومسؤولو الملف الأمني بمارب السماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بزيارة السجون والاطلاع على أوضاع السجناء ومعاناتهم، كما يتم إخفاء مصيرهم عن ذويهم وعدم السماح لأهاليهم بزيارتهم والاطلاع على أحوالهم وهو إجراء مخالف لكل مواثيق حقوق الإنسان والقوانين الدولية والإنسانية.

في حين تغض المنظمات الدولية والحقوقية الطرف عن ممارسات وانتهاكات مرتزقة العدوان بحق السجناء والمعتقلين، وهو ما يشير إلى دعم سعودي أمريكي لجرائم الاختطافات والاعتقالات والتعذيب بحق السجناء في محاولة لإرهاب المواطنين وشرعنة ممارسات الاحتلال بحق المدنيين.

وبالإضافة إلى تعذيب السجناء فإن اختطاف المواطنين من نقاط التفتيش والطرق والأماكن والأسواق في محافظة مارب مهمة أساسية للجهاز الأمني الإخواني، حيث يتم تجميعهم إلى هذه السجون المخصصة للتعذيب وإجبارهم على الإقرار بتهم ملفقة.

حيث يتم الاعتقال في معظم الحالات بسبب اللقب أو المنطقة وأحياناً أخرى لمجرد الاشتباه فيقضي المختطفون سنوات خلف القضبان وتحت التعذيب دون أي محاكمة بل ويتم تغييبهم عن أسرهم ومنعهم من التواصل مع أي أحد.

كما سُجلت العديد من حالات الاختطاف بحق النساء، سواء من المناطق المحتلة أو المسافرات، حيث يخضعن لصنوف التعذيب والحرمان ومنع أهاليهن من زيارتهن أو التواصل بهن في انتهاك صارخ لكل القيم والأعراف والعادات اليمنية الأصيلة التي تعلي من شأن المرأة.

وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استنكر محافظ مارب علي طعيمان جرائم مرتزقة العدوان السعودي بحق الأسرى والمختطفين والانتهاكات التي تمارس بحقهم في السجون والتي ترقى لجرائم ضد الإنسانية، وآخرها قتل الشاعر راشد الحطام، والشاب ماجد العامري داخل السجون.

وأكد أن ممارسات مرتزقة العدوان بحق الأسرى والمختطفين لا تمثّل قبائل مارب وأحرارها.. لافتا إلى أن قيادات حزب الإصلاح تتحمل المسؤولية القانونية حيال أوضاعهم المعيشية، كما دعا قبائل مارب وكافة القبائل اليمنية لإدانة جرائم قتل المختطفين داخل السجون باعتبارها سابقة خطيرة تتنافى مع عادات وأعراف المجتمع اليمني.

وتكشف الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والمختطفون في سجون مرتزقة العدوان بمارب النزعة الإجرامية والعدوانية للجماعات التكفيرية التي يمولها ويرعاها تحالف العدوان لامتهان كرامة الإنسان، وهو ما لن يرضى به الشعب اليمني الحر.

مقالات مشابهة

  • الذخائر الصامتة في غزة .. فخاخ الموت بين الأنقاض
  • كيف تشكلت الأخاديد الضخمة على القمر.. دراسة تكشف الأسرار
  • سجون مليشيا الإصلاح في مارب.. رحلة من الجحيم إلى الموت
  • عمر الشناوي: الصلاة أنقذتني من عقدة الموت
  • موعد عرض مسلسل المداح 5 أسطورة العهد.. عائد من الموت
  • خطر الألغام في السودان.. الموت المختبئ تحت الأقدام
  • علماء يكتشفون نشاط الدماغ لحظة الموت.. ماذا يحصل؟
  • من البصرة إلى بابل.. إنقاذ شاب وفتاة من الموت في محاولتي انتحار خلال ساعات
  • التعذيب حتى الموت.. صفة لازمة لمرتزقة العدوان في مأرب
  • فتاة تخنق والدتها حتى الموت