تخوف إسرائيلي: نحن في الطريق لأن نصبح دولة معزولة مصابة بالجذام
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
ما زالت المظاهرات التي شهدتها الجامعات الأمريكية المؤيدة للفلسطينيين، تترك تأثيراتها الصادمة لدى الاحتلال الاسرائيلي، حتى أن المواقع الإخبارية الأهم في العالم، باتت تركز بشكل كبير على عزلة الاحتلال المتزايدة، لأنها تنبع من سياسة حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو.
إيتمار ليفين، وهو كاتب إسرائيلي في موقع "نيوز ون"، أبدى ذهوله من أهم ثاني عنوان رئيسي على موقع صحيفة "نيويورك تايمز" وجاء بالعبارة التالية: "إسرائيل معزولة ومتحدية، تعلن أنها ستقف بمفردها في الحرب ضد حماس"، وكأنه عندما ترتفع تكلفة قتلاها في غزة، تدير الدول ظهرها للاحتلال، الذي يعيش حالة من الانشقاقات الداخلية من الأمن إلى الاقتصاد، وبالتالي يمكن أن تتحول دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى دولة مجذومة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الكاتب الإسرائيلي يشير بذلك إلى مقال الصحفي داميان كيف، وهو مراسل الشؤون الدولية في الصحيفة الأمريكية، ورغم أنه ليس من كبار المعلقين في الصحيفة، لكن بروز المقال بهذه الطريقة يُظهر أهميته، حيث يذكر الكاتب المقاطعة التجارية التركية، وإمكانية صدور مذكرة اعتقال من محكمة لاهاي.
كذلك، يتحدّث عن نوايا إسبانيا وإيرلندا الاعتراف بدولة فلسطينية، وتوسيع موقف السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة، والمظاهرات على هامش مسابقة الأغنية الأوروبية، وبالطبع تحذير الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بوقف شحنات القنابل إذا غزا الاحتلال".
وأشار الكاتب أنه "بعد سبعة أشهر من تعهد معظم دول العالم بدعم الاحتلال بعد هجوم حماس عليه، فإنه يجد نفسه معزولا بشكل متزايد، ولعا أخطر سبب للقلق هو العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، خاصة أن تحذير بايدن يُظهر أن الغضب السائد في العواصم والجامعات مستمر في الاتساع".
وتابع: "بل إن التداعيات قد تؤدي لمقاطعة الرياضيين والأكاديميين الإسرائيليين، وعدم الاعتراف بهم، في مؤشر جديد على العزلة المتزايدة، رغم محاولة الاحتلال تجاهلها، مع أننا أمام عملية بطيئة لخلق دولة مجذومة".
ونقل عن ألون بينكس، وهو عضو حزب العمل والقنصل العام السابق في نيويورك، أنه "لا يمكن تجاهل النشطاء المناهضين للاحتلال، حيث يواجه بسببهم عواقب حقيقية، من الأمن إلى الاقتصاد، مع أن العزلة التي يعيشها الاحتلال ترجع جزئياً إلى الطريقة التي جرت بها الحرب على غزة، فضلاً عن الإحباط الدولي من القيود المفروضة على المساعدات المقدمة إلى غزة".
وأوضح: "هو تغيير في السياسة العالمية أدى لخفض مكانة الاحتلال في ترتيب الأولويات، وتركيز الجمهور الإسرائيلي على ما يواجهه، بعد أن حظي بتعاطف عالمي هائل بعد السابع من أكتوبر، ولكن منذ ذلك الحين ظهرت علامات قلق بشأن ما أسماه نتنياهو "النصر المطلق".
وأكد أن "الشعار الذي رفعه الاحتلال "بالقضاء على حماس" بدا في نظر العديد من الاستراتيجيين العسكريين أوسع من أن يكون فعالاً، ولذلك ضعف الدعم للاحتلال مع اشتداد القصف في غزة، وعدم إدخال المساعدات لقطاع غزة، وغياب النقاش في مسألة اليوم التالي، كل ذلك عمّق الخلافات في الرأي بين الاحتلال والغرب، وتفاقمت عندما وصل عدد القتلى في غزة إلى الآلاف".
واسترسل بأن "هذه ضربة ليست سهلة لفرص بايدن في الفوز بانتخابات نوفمبر، لاسيما عقب قتل جيش الاحتلال لعمال المطبخ المركزي العالمي، والتقارير المتواترة عن تضوّر الأطفال جوعاً في غزة، ووصف أفعال الاحتلال بأنها "إبادة جماعية" أكثر من كونها دفاعاً عن النفس".
إلى ذلك، تكشف المتابعة الإسرائيلية الحثيثة لما يكتب ويقال عن الاحتلال في وسائل الإعلام العالمية من الخشية الحقيقية عن اقتراب كابوس العزلة الكاملة على نمط كوريا الشمالية، رغم أنها لا تلوح في الأفق، على الأقل حاليا، لكن العديد من المعلقين يحذرون أن الإسرائيليين فقدوا الدعم.
وأكد البروفيسور إيان بريمر من جامعة كولومبيا أن "الشباب العالمي اليوم يرون "إسرائيل" القوية جداً تشن حرباً منذ سبعة أشهر وغير مبالية بمعاناة الفلسطينيين، وهذا سبب كفيل بأن تمرّ بطريق العزلة والمقاطعة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة السياسة العالمية امريكا غزة السياسة العالمية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
فيلم «الهاتف الخلوي» .. امرأة العزلة المكانية تلاحقها أصوات وصور الماضي
لاشك ان التجارب السينمائية تنوعت لجهة التعامل مع الموضوعات غير الواقعية والخيالية والتي تفضي الى بث الخوف كشعور فطري لدى الانسان، وغالبا ما يتم الانتقال من ما هو قائم على الوهم والخيالات والهلوسات الى ما هو ابعد باتجاه الثيمات والمعالجات التي تحرك في المشاهد مكامن الخوف.
ولقد تدرجت التجارب السينائية في مقاربتها لمجمل هذه الجوانب اللاواقعية حتى صرنا امام منظومة فيلمية تتعكز على تسلل الخوف الى المشاهد والتباس الاحداث بما يدخل المشاهد في دائرة من الجدل والحيرة والتساؤلات وهي احدى الغايات التي أرادها بعض المخرجين لكنها غالبا ما اصطدمت بقدرات متباينة ما بين مخرجين متمرسين في هذا النوع واخرين يحاولون ان يجدوا لأنفسهم مكانا في وسط الموجة.
في فيلم "الهاتف الخليوي" للمخرج لوك سومر وكاتبة السيناريو شقيقته راشيل سومر سوف نتلمس كثيرا مما ذكرناه في اطار المعالجة السينمائية لإشكالية تتعلق بالفرد المعزول عن العالم الخارجي ومن خلال الحياة اليومية التي تعيشها
ويني – تقوم بالدور الممثلة ويتني نوبل، في منزل بعيد تماما وناء في وسط احراش وغابات وحيث تحاول الخروج من ازماتها النفسية وخسارتها لزوجها لتعيش في منزل مهجور تتولى رعايته فيما تتلقى التعليمات من صاحب ذلك المنزل الكبير الذي يعيش في بلد آخر وهو يوهم ويني بأن هنالك اشباحا في ذلك المنزل وان الجميع قد تعودوا عليهم ولم يعودوا يرهبونهم.
تعود ذكرى الزوج الذي تلاحقه صور ومعلومات يرسلها مجهول يعتمد على الهاتف النقال او الخليوي وفي كل مرة يكشف له حقيقة غامضة وغير مرئية عن المكان الذي يتواجد فيه، اذ كلما تم توجيه الهاتف باتجاه معين تكشفت له حقائق مرعبة وهي ذات الثيمة التي اريد لها ان تنتقل الى الزوجة بنفس الطريقة وهي التي ما تزال تعيش على ذكرى الزوج الذي قضى في حادثة سير.
على الجانب الاخر هنالك اشتغال على الشعور بالضياع والتشتت وصولا الى الهلوسات والتي تفضي الى اظهار الزوج وهو يقدم على الانتحار وهو الامر الذي ظل يلاحق الزوجة التي صارت ترعبها تدريجيا المعلومات التي تتلقاها من مجهول عبر هاتفها وبما في ذلك الأشياء التي تتحرك او تخرج من اماكنها وهذا النوع من المعالجات المرتبطة بالبيوت المهجورة لطالما اعتمدت عليها المسلسلات والأفلام والتي تكرس للرعب ومحاولة ادخال المشاهد الى وسط تلك الدائرة فيتسرب اليه الخوف تدريجيا.
من جهة أخرى هنالك جدلية اثبات الذات وهو ما يؤرق ويني وهي تحاول اثبات او نفي ما تقوم بالاستدلال عليه عبر الهاتف من حقائق حتى لا يكاد يصدقها احد لاسيما ان تلك المعلومات القادمة عبر الهاتف لها امتداد بما كان زوجها قد شاهده وبذلك تم تكريس الهاتف في طار وظيفة تأسيس الرعب الذي يتسلل الى الشخصية ومن ثم الى المشاهد ولو بشكل نسبي وتدريجي.
ينجح المخرج خلال ذلك في تأسيس نسق بصري وتعبيري قائم على تمثيل الشخصية الواحدة وهي ميزة استثنائية اذ استطاعت ويني في عزلتها قيادة الاحداث وسد الفراغات الزمانية والمكانية وهي ميزة تشكل تحديا للمخرج في كيفية الارتقاء بالشخصية الواحدة الى مستوى التميز.
وفي هذا الصدد يقول الناقد السينمائي في موقع موفي مان " ان الرعب الذي نشهده في هذا الفيلم هو جزء من المتعة الشاملة، وذلك من خلال محاولة إخافة الجمهور بواسطة احداث ما تلبث ان تتسلل تحت الجلد وتتلوى، وترسل قشعريرة في عمق الذات. في المقابل ثمة معطيات في هذا الفيلم تكشف عن افتقاره إلى العمق السردي والحبكة المقنعة".
اما الناقدة آبي برينشتاين من موقع اساينمينت فتقول" يتميز هذا الفيلم بإدراك متميز للتفاصيل الصغيرة حول كيفية تعامل الناس مع اضطراب ما بعد الصدمة ، وبما أن ويني تعاني من الهلوسة والكوابيس، فإن الهاتف المحمول يبدو وكأنه مجرد عنصر آخر يمكن استخدامه بطرق متعددة لغرض استكشاف الواقع الى اقصى مدى ممكن إنه يقدم جزءا من الصورة الكبيرة، لحياة أخرى غير مرئية ولن نستكشف عمليا الا جزءا منها".
في مقابل ذلك سوف يمضي المخرج في تأسيس البنية السردية المرتبطة بشخصية ويني على افتراض انها تعاني من متلازمة ما بعد صدمة الفقدان فإذا بها تواجه اليكس، تلك الشخصية التي سوف تساهم في تغيير كثير من مدركات ويني وعلاقتها بما حولها بطريقة مختلفة واستثنائية.
يحضر اليكس في كل وقت وخلال ذلك يسعى الى طمأنة ويني التي يسيطر عليها الذعر ومهما حاولت ثنيه عن الحضور الا انه يأتي في أي وقت سواء في ليل او نهار ويمضي في مهمته في اعداد ميني لما هو قادم فهو عفوي تماما حتى قال عنه احد النقاد بأنه شخصية افلاطونية فهو متجرد من أي غرض وهو استنتاج متأخر اذ ان ظهوره المباغت واقترابه من عالم امرأة ارملة تعيش وحيدة كان يثير كثيرا من الريبة، هل هو سارق ام يريد الانتقام بشكل ما ام انه مجرد انسان يعاني من وضع نفسي ما.
لكن كل ذلك ما يلبث ان يتبدد مع رسوخ الشخصية وقيامها بالمساعدة في انتشال ويني من بؤسها بل انه يجعلها تواجه ما كانت تتهرب منه ومن ذلك قيادة السيارة واستعمال سلاح بدائي يعود الى سنوات الحرب العالمية الاولى ثم الطريقة التي يتعامل بها مع ويني متجاوزا كل تحفظاتها وصولا الى تلك المشاهد التي تستجمع فيها قواها وتقول ما صمتت طويلا عن قوله.
يستخدم المخرج المكالمات الهاتفية من جهة أخرى للكشف عن جوانب من شخصية ويني وهي التي تتفاعل مع كل ما هو من حولها وكأن هنالك علاقة ما يتم نسجها بعناية بينها وبين المكان حتى يغدو المكان مألوفا لكن ما يلبث ان يتشوه بتقادم الوقت وتوالي المشاهد اذ تتحول العلاقة مع المفردات المكانية الى متاهة من المجهول والخوف، فخلف كل باب او مدخل او خلف كل لوحة هنالك سر وذلك ما يحاول من يراسلها ان يوهمها به.
على اننا سوف نصل الى تلك النهايات غير المتوقعة والتي اسرف المخرج في لا واقعيتها وذلك بظهور صورة أخرى من ويني، تشبهها تماما ومن دون الإفصاح عمن تكون ولماذا ظهرت أصلا ولكنها في الواقع ليست الا عدو لدود لويني الى درجة التصادم معها ولاحقا إصابة كريس حتى التخلص منها بإعجوبة وهي احدى الذروات المهمة والاستثنائية في الفيلم.
....
إخراج / لوك سومر
سيناريو/ راشيل سومر
تمثيل/ ويتني نوبل في دور ويني، جوستن جاكسن في دور كريس، إسحاق فيرساو في دور برايان
موسيقى/ موديرن هيومان