«موقف قومي».. مصطفى بكري يعلق على تدخل مصر لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
أكد الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية ثابت، فهي قضيتها المركزية، مشيرا إلى أن تدخل مصر لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية هو موقف قومي يؤكد غضب مصر من السياسة العدوانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وكتب مصطفى بكري، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "X" تويتر سابقا، اليوم الأحد: "عندما تعلن مصر اعتزامها التدخل لدعم الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، فهذا موقف قومي يعبر عن ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية".
وتابع: "إن الحيثيات التي تضمنتها مذكرة الخارجية المصرية ضد إسرائيل تؤكد غضب مصر الشديد تجاه السياسة العدوانية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. إن مواقف مصر ليست عرضة للمزايدة، فالقضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية، وما يجري على أرض فلسطين من جرائم هدفه تصفية القضية وتهجير الفلسطينين ودفعهم قسرا باتجاه الحدود المصرية".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جنوب إفريقيا فلسطين إسرائيل القضية الفلسطينية الخارجية مصطفى بكري الخارجية المصرية بكري غزة قضية فلسطين محكمة العدل الدولية العدوان على غزة موقف مصر من القضية الفلسطينية ضد إسرائیل
إقرأ أيضاً:
شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري.. حلوان تنتصر في 2005
- الجماهير تهتف ( ليلة سودة.. ليله طين على خدوا البطاطين).
- رغم التزوير أعلن فوزي على مرشح الحزب الوطني بفارق كبير.
- جماهير القرى في قنا خرجت على الطريق الرئيسي من الأقصر إلى بلدتي احتفالا بالفوز
هذه ليست قصة حياة، بل شهادة حية على مرحلة تاريخية مهمة، عشت فصولها، انتصاراتها وانكساراتها، حلوها ومرها، اقتربت من صناع هذه الأحداث أحيانًا، وكنت ضحية لعنفوانهم في أحيان أخرى، معارك عديدة دخلتها، بعضها أودى بي إلى السجون، لم أنكسر، ولم أتراجع عن ثوابتي، وقناعاتي.
أروي هذه الشهادات بصدق وموضوعية، بعض شهودها أحياء، والبعض رحل إلى الدار الآخرة، لكن التاريخ ووقائعه لا تنسى، ولا يمكن القفز عليها، وتزوير أحداثها.
في هذه الحلقة يروي الكاتب والبرلماني مصطفى بكري شهادته عن أزمات وأحداث كان شاهدًا عليها، خلال فترات حكم الرئيس السادات والرئيس مبارك والمشير طنطاوي ومرسي والرئيس السيسي.
مؤتمرات حاشدة وإصرار على الاستمرار في الانتخابات البرلمانيةبعد التجربتين السابقتين في الانتخابات البرلمانية 1995، 2000 والتدخل الحكومي السافر، كنت قد قررت مراجعة الأمر جيدًا مع أبناء دائرة حلوان ومايو والتبين، كان إصرار الناس على الاستمرار كبيرًا، ومع إعلان بدء الحملة الانتخابية قررت الانخراط فيها بكل قوة.
منذ البداية التفت الحشود الكاسحة، آلاف المواطنين من كافة المناطق، رأيت في وجوههم إصرارًا قويًا على مواجهة كل التحديات، انتفضت الدائرة من شمالها إلى جنوبها، عاد الأمل إلى النفوس مجددًا، كثيرون لم يصدقوا الحديث عن الحياد والشفافية في الانتخابات القادمة، لكن كان لديهم إصرار على المواجهة وعدم الاستسلام.
بدأنا بعقد المؤتمرات الحاشدة، كان المؤتمر الأول في منطقة التبين وحضره عشرة آلاف شخص، مضوا بعد المؤتمر في مظاهرة حاشدة طافت الشوارع وهزت الأركان، ومرت الأمور بسلام، وبعدها بنحو يومين كان هناك مؤتمر حاشد في منطقة «15 مايو» حضره عدد من قيادات التجمع الوطني للتحول الديمقراطي الذى كنت المتحدث الرسمي باسمه، حيث حضر الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء الأسبق والدكتور يحيى الجمل الوزير الأسبق والكاتب والإعلامي الكبير حمدي قنديل والإعلامي الكبير أسامة الشيخ.
تحدث الجميع عن الأزمة التى كانت تعيشها البلاد وسبل مواجهتها على كافة الاتجاهات، لكن كلمات الإعلامى الكبير حمدى قنديل عن الحزب الوطنى وقضية التوريث جرى استغلالها بشكل تحريضى كبير ضدى شخصيًا.
رسالة للرئيس مبارك للمطالبة بالحياد في الانتخابات
لقد أشاع البعض في هذا الوقت أن قرارًا قد اتخذ بإسقاطي، وأن الباب بات مفتوحًا أمام مرشح الحزب الوطني المهندس نبيل الجابري رئيس الشركة القومية للأسمنت، متابعًا: «بعد ذلك فوجئت بالعديد من كبار رجال المباحث والأمن بمديرية أمن القاهرة يتدفقون إلى حلوان، حيث بدأوا في استدعاء رموز العائلات والقيادات الشعبية والعمالية وتحريضهم ضدي، بل تم استدعاء بعض المرشحين خاصة من المرشحين على مقعد العمال وطلبوا منهم التنسيق مع مرشح الحزب الوطني بهدف إسقاطي، وكانوا يشيعون في هذا الوقت أن هناك قرارًا قد اتخذ على أعلى المستويات يقضي بإسقاطي، ولذلك بعثت برسالة إلى الرئيس مبارك من خلال صحيفة «الأسبوع» طالبته فيها بالحياد في المعركة الانتخابية».
معركة الانتخاباتكانت كل التحركات تجرى خفية، وكانت التعليمات بالتدخل تبدو جادة، بالرغم من التعهدات التي تلقيتها من عدد من كبار المسئولين بالتزام الحيدة.
وفى اليوم الأول للانتخابات، فوجئنا باكتشاف أوراق اقتراع خاصة بالدائرة «25» المرشح عليها موجودة في الدائرة «24» والتي يترشح عليها وزير الدولة للإنتاج الحربي، ساعتها أدركت أن البطاقات الانتخابية الخاصة بالدائرة المرشح فيها متناثرة في أماكن بعيدة عن الدائرة، كان ذلك في وقت مبكر من صباح اليوم الأول للانتخابات، وبعد قليل بدأت المعلومات تتدفق عن وقائع تزوير يجرى ارتكابها في لجان السيدات بعدد من المناطق، بالإضافة إلى العديد من التجاوزات الأخرى التي كانت تقوم بها عناصر الحزب الوطني المدعومة من عناصر الأمن.
في لجان الفرز بعد ذلك، بدأت الأمور عادية في البداية، ولكن لوحظ أن عمليات الفرز بدأت قبل أن تصل صناديق حلوان البلد التي شهدت تجاوزات كبيرة لصالح مرشح الحزب الوطني وكذلك الحال بعض صناديق 15 مايو ومنطقة كفر العلو.
كانت النتائج الأولية تؤكد حصولي على نحو 80% من الأصوات، ولكن فجأة بدأت الأمور تتغير بعد وصول الصناديق التي تأخرت بدون مبرر، وفجأة أغلق بعض المشرفين على اللجان الأبواب وصرفوا المندوبين وبقى الناس في الانتظار، لقد تحركت السيارات باتجاه اللجنة العامة، لم نكن ندرى ماذا حدث بداخل السيارات التي كان الأمن يشرف على متابعتها حتى مقر اللجنة العامة، ولكن حدثت المفاجأة داخل الفرز، حيث بدأت الأصوات التي حصل عليها مرشح الحزب الوطني تتزايد، بل وتتفوق في هذه الصناديق بدرجة كبيرة على الأصوات التي كنت أحصل عليها، انتهت عملية الفرز في الحادية عشرة والنصف مساء.
كان القلق باديًا على ضباط الأمن الذين تواجدوا داخل لجان الفرز بكثافة، ورفضوا الانصياع لمطالب المرشحين بإخراجهم من داخل لجان الفرز، وقبيل حدوث ذلك، كانت قد اتصلت بي قناة «أوربت» على الهواء، وسألتني عن موقفي من العملية الانتخابية، قلت لهم: «إن الأمن كان محايدًا، وأن ثقتنا في القضاء كبيرة، ولكن بعد وقت قليل بدت الصورة الأخرى تتضح»، كان الجو متوترًا، ضباط المباحث يدخلون ويخرجون، اتصالات تجرى، وصناديق يؤجل إعلان نتيجتها، وبعد الانتهاء من الفرز أصبح الأمر معلقًا لأكثر من 4 ساعات دون أن يعرف أحد ماذا يجرى بالضبط.
غادرنا إلى منازلنا في وقت متأخر من هذا المساء، وفى اليوم التالي أعلنت النتيجة التي مثلت صدمة للمواطنين، إذ قالت اللجنة المشرفة إن مصطفى بكرى حصل على (7837) صوتًا، ومرشح الحزب الوطني نبيل الجابري حصل على (5235) صوتًا، وهنا تساءل الناس: من أين لمرشح الحزب الحصول على هذا الرقم وكيف لمصطفى بكرى أن يدخل الإعادة وهو الذى ظل مكتسحًا منذ البداية، وهل يعقل أن يكون الفارق بينه وبين مرشح الحزب فقط (2502) صوتًا؟!، لم تصدق حلوان وقائع ما جرى، كان الناس غاضبون وخرجوا يهتفون في الشوارع «ليلة سودة.. ليلة طين على اللى خدوا البطاطين» وكانوا يقصدون آلاف البطاطين التى وزعها الحزب الوطني فى هذه الانتخابات.
بعد أيام من إعلان النتيجة جاء إلينا بعض المواطنين بأوراق انتخاب وجدوها ملقاه فى ترعة الخشاب بمنطقة كفر العلو ومناطق أخرى، (800 بطاقة)، حيث جاءت إلينا المعلومات لتقول إنه تم استبعاد هذه البطاقات الانتخابية المصوت عليها لصالحي وجرى استبدالها ببطاقات مزورة، حملت هذه البطاقات وقدمت بها شكوى إلى رئيس اللجنة العليا للانتخابات للتحقيق فى هذا التزوير، إلا أن الأمور مضت دون تغييرات، وأصبحنا أمام جولة الإعادة بلا محال.
وفى هذا المساء شعرت مجددًا بالظلم والقهر، عادت إلى ذهني مشاهد انتخابات 1995، عندما تم الإعلان عن الإعادة بيني وبين وزير الأوقاف بفارق لم يزد عن (500) صوتًا بعد التزوير، وفى جولة الإعادة حدث التزوير الفاضح في كافة اللجان، مما دعاني للانسحاب مبكرًا بعد ما رأيت.
مرت الأيام ثقيلة كأحداثها وجاءت انتخابات (2000) التى فزت فيها فى الجولة الأولى بـ7 آلاف صوت مقابل 4 آلاف صوت حصل عليها وزير الأوقاف، ومع ذلك قالوا «إعادة» تجرعت المرارة والألم وفى الإعادة منع الناخبون من الإدلاء بأصواتهم فى كافة اللجان التى حققت فيها فوزًا كاسحًا وتحديدًا منطقتى (15 مايو) و«المساكن الاقتصادية».
لم يتطرق اليأس إلى نفسى أبدًا، وكان الناس أشد إصرارًا على تحقيق الفوز
ورغم كافة الإغراءات والتهديدات وزيارات الوزراء ومساندتهم لمرشح الحزب الوطني، إلا أن جماهير حلوان صممت على تحقيق الانتصار الذى حدث بالفعل في مساء الثلاثاء 15 من نوفمبر عندما أعلن المستشار محمد جمال أحمد كامل عن فوزى الساحق على مرشح الحزب الوطني.
الفرحة تعم حلوان و15 مايوعمت المظاهرات كافة مناطق حلوان والتبين و15 مايو، سهر الناس حتى الصباح، شعر الناس لأول مرة بطعم الحرية بعد أن تحرروا من سيطرة الحزب الحاكم ومصادرته لأصواتهم وحريتهم، وعندما قررت الذهاب للاحتفال مع أهلي في قنا، خرجت الجماهير الحاشدة في الطريق من الأقصر إلى قنا بعد أن شاع موعد وصولي على الطائرة التي ستحط في الأقصر، ومنها استقل السيارة إلى بلدتي «المعنى» في قنا.
لقد جاء إلى المطار المئات الذين استقلوا أسطولًا من السيارات يرفعون علم مصر وصورتي، كانت الجماهير الغفيرة تنتظر أمام القرى بطول 56 كيلومترًا حتى وصلت إلى بلدتي، وهناك وجدت الآلاف في انتظاري، وكان إلى جواري شقيقاي محمود وأحمد وبقية الأشقاء، لقد عقدوا احتفالًا ضخمًا حضرته جماهير غفيرة من أبناء بلدتي وأبناء مراكز محافظة قنا وبعض المحافظات الأخرى، وأصر العشرات من أبناء حلوان على أن يشاركونا هذه الفرحة التي جاءت بعد سنوات من القهر وتزوير إرادة الناخبين.
اقرأ أيضاًشهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: التجمع الوطني وعلاقتي بعزيز صدقي
«مصطفى بكري»: مصر والأردن ستتوليان مسؤولية تحقيق الأمن الداخلي في غزة «فيديو»
حفل إفطار جريدة وموقع «الأسبوع».. مصطفى بكري: سنظل مستمرين في كفاحنا من أجل الوطن