ما حقيقة تهديد مصر بإنهاء اتفاقية كامب ديفيد بعد اجتياح رفح؟
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
علق وزير الخارجية المصرية سامح شكري، الأحد، على أن الأنباء التي تحدثت عن تهديدات من القاهرة بشأن إنهاء اتفاقية "كامب ديفيد" بعد الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال شكري خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيرته السلوفينية تانيا فايون بالقاهرة، إن "اتفاقية السلام مع إسرائيل خيار استراتيجي، وأي مخالفات لها سيتم تناولها عبر آليات، منها لجنة اتصال عسكري".
وجاء تعليق شكري، الذي يعد الأول من جانب مصر، ردا على سؤال بشأن انتهاك إسرائيل للاتفاقية التي وقعت قبل عقود، بعد سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح جنوبي قطاع غزة.
وقال شكري إن "اتفاقية السلام مع إسرائيل هي خيار مصر الاستراتيجي منذ 40 عاما، وركيزة السلام الرئيسية في المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار".
وأكد أن "اتفاقية السلام مع إسرائيل لها آلياتها الخاصة التي يتم تفعيلها لتناول أي مخالفات إذا وجدت، وذلك في إطار فني ولجنة الاتصال العسكري"، مضيفا أننا "نستمر (في التعامل) مع هذه الاتفاقية بهذا المنظور".
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن مصر هددت تل أبيب بشكل صريح بإنهاء اتفاقية "كامب ديفيد"، إذا لم تنسحب من رفح المتاخمة للحدود المصرية.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين مصريين نقلوا إلى ويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، خلال زيارته للقاهرة، مطالبتهم من الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية والعودة إلى مفاوضات فعالة، وأنه إذا لم تستجب إسرائيل، فمن الممكن أن تقوم مصر بتجميد أو إنهاء اتفاقيات كامب ديفيد للسلان الموقعة بينهم.
وذكرت أن مسؤولين إسرائيليين تواصلوا مع نظرائهم المصريين، للتأكد من جدية المطالب المصرية بإلغاء الاتفاقية، بعد تصاعد الخطاب الإعلامي المصري حول هذا الأمر.
وبحسب "معاريف"، فإن مصر أكدت للولايات المتحدة أن التهديد بإلغاء اتفاق السلام هو جزء من استراتيجية للضغط على إسرائيل، ما يشير إلى أن الاتفاق لا يزال ساريا ولن يتأثر بشكل كبير.
ولفتت إلى أن مصر طلبت من سائقي شاحنات المساعدات، لأول مرة منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر الماضي، الابتعاد عن منطقة معبر رفح، بسبب استمرار تشديد الإجراءات الأمنية، وهو ما يعكس التخوف من حدوث تصعيد وتدهور الوضع الأمني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصرية كامب ديفيد الحرب مصر الاحتلال الحرب كامب ديفيد اجتياح رفح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کامب دیفید
إقرأ أيضاً:
رحيل عملاق السينما السيريالية ديفيد لينش
توفي المخرج والكاتب الأمريكي الشهير ديفيد لينش، الخميس، عن عمر 78 عاماً، تاركاً بصمة فنية خالدة في عالم السينما والتلفزيون، إذ اشتهر لينش بجلب السريالية إلى صالات السينما، والمزج بين الدراما العاطفية والرعب في أفلام مثل "بلو فيلفت" و"مولهولاند درايف"، بالإضافة إلى مسلسل "توأم بيكس-Twin Peaks الذي أحدث ثورة في التلفزيون في التسعينيات.
أعلنت عائلته خبر وفاته أمس الخميس، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، وجاء في المنشور: "هناك فراغ كبير في العالم الآن بعد رحيله عنا، ولكن كما كان يقول: 'ركز على الكعكة وليس على الثقب'... إنه يوم جميل مع شمس ذهبية وسماء زرقاء على طول الطريق".
وكان لينش قد كشف في أغسطس (آب) العام الماضي أنه كان يعاني من مرض الانسداد الرئوي المزمن (انتفاخ الرئة)، الذي سببه "سنوات عديدة من التدخين.
وعن مرضه قال لينش: "لقد أصبت بالتهاب الشعب الهوائية المزمن بسبب التدخين لفترة طويلة، وبالتالي أنا محجوز في المنزل سواء أحببت ذلك أم لا"، مضيفاً أنه لا يتوقع أن يصنع فيلماً آخر.
يُعتبر لينش من المخرجين المبدعين الذين يرفضون الانصياع للتقاليد، فهو شخصية فريدة، ربما غامضة وجادة كما أفلامه، معروف بحبه للسيريالية وشغفه بالفن، وخبير في كسر القواعد، متلاعب بمسارات الوقائع السردية على مختلف المستويات، إذ كان ينسج في أعماله قصصاً تتبع منطقها غموض دائم ونهاية يشوبها عدم الفهم، كما أنه كان متحفظاً في تفسير أعماله لجمهوره، فعندما كان يُسأل عن تفسير أفلامه، غالباً ما كان يرفض.
حصل لينش على ثلاث ترشيحات لجائزة أوسكار لأفضل مخرج طوال مسيرته، عن أعماله "بلو فيلفيت- Blue Velvet"، و"رجل الفيل-The Elephant Man"، و"مولهولاند درايف-Mulholland Drive".
وكان آخر مشروع رئيسي له هو "توأم بيكس: العودة" الذي تم بثه في عام 2017، والذي استكمل المسلسل التلفزيوني الراديكالي الذي عرض في أوائل التسعينات، والذي يروي قصة وفاة غامضة لملكة جمال المدرسة الثانوية لورا بالمر، في بلدة خيالية في ولاية واشنطن اسمها توين بيكس وتواجهه عقبات من خارج نطاق الطبيعة. وقد حصل لينش على هذا المسلسل على 5 ترشيحات لجائزة إيمي عن موسمه الأول.
ويعد "توأم بيكس"، الذي أنشأه لينش مع الكاتب مارك فروست، واحداً من أكثر المسلسلات غموضاً وتميزاً في تاريخ التلفزيون الأمريكي، حيث كان يقوده المخرج بشكل غير تقليدي.
كما فاز لينش بجائزة السعفة الذهبية المرموقة في مهرجان كان السينمائي عن فيلم "Wild at Heart" في عام 1990، وبجانب الترشيحات الثلاثة للأوسكار، حصل لينش على جائزة أوسكار شرفية عن مُجمل أعماله في عام 2020، كما تم تكريم مسيرته الفنية الفريدة من خلال جائزة خاصة في حفل توزيع جوائز الروح المستقلة لعام 2007، وحصل على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي لعام 2006.
وُلد لينش في 20 يناير (كانون الثاني)1946 في مدينة ميسولا بولاية مونتانا، وانتقل كثيراً مع عائلته أثناء طفولته بين الولايات المختلفة قبل أن تستقر في فيرجينيا، وكان يشعر براحة أكبر بعيداً عن الدراسة حراً في استكشفا شغفه بالعالم.
وكان والد لينش باحثاً في وزراة الزراعة الأمريكية ووالدته معلمة إنجليزية، التحق بالمدرسة الثانوية، لكنه لم يكن يهتم بالدراسة بل كان يركز على الرسم، وفي عام 1965، التحق بأكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة في فيلادلفيا.
وبعد سنوات من العمل كفنانٍ تشكيلي، ومخرجٍ لأفلام الرسوم المتحركة القصيرة والأفلام الحيّة، اقتحم لينش الساحة السينمائية بأول فيلم روائي عام 1977 بعنوان Eraserhead، وسرعان ما لفت أسلوبه الغريب انتباه هوليوود، ومؤسسة صناعة الأفلام الدولية.
قال لينش لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" في عام 1986: "هناك أشياء تكمن في العالم وداخلنا يجب أن نتعامل معها. يمكنك الهروب منها لبعض الوقت، ربما لفترة طويلة، لكن إذا واجهتها وسمّيتها، فإنها تبدأ في فقدان قوتها. بمجرد أن تسمي العدو، يمكنك التعامل معه بشكل أفضل."
وقال المخرج ستيفن سبيلبرغ في بيان: "لقد حددت أفلام 'بلو فيلفيت' و 'مولهولاند درايف' و 'إلفنت مان' ديفيد لينش كحالم مبدع وله رؤية فريدة من نوعها، أخرج أفلاماً كانت تبدو يدوية الصنع". وأشار سبيلبرغ إلى أنه قام باختيار لينش لتجسيد شخصية المخرج جون فورد في فيلمه "ذا فابلمنز" الذي عُرض عام 2022.
وأضاف سبيلبرغ: "العالم سيفتقد هذه الصوت الفريد والأصلي."
وأصبح مصطلح "لينشيان" أسلوبا خاصاً به، لكنه في النهاية كان ينتمي إليه وحده، وبات المصطلح تعبيراً رسمياً، يثبت فرادة أسلوب لينش.