فعالية للمنطقة العسكرية الخامسة بالذكرى السنوية للصرخة
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
وخلال الفعالية أكد محافظ الحديدة محمد عياش قحيم، أهمية التمسك بالمشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد والعمل على ترسيخ الثقافة القرآنية لإفشال المؤامرات التي تحاك ضد اليمن.
ولفت إلى مدلولات شعار الصرخة كمشروع كرامة وعزة لاستنهاض الهمم والتحرك لمواجهة قوى الاستكبار والوقوف بوجه المتربصين شراً بأبناء الأمة.
ودعا قحيم، إلى الوقوف بمسؤولية للتمعن في دلالات هذه الذكرى والاستفادة منها باستحضار ما خاضه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وأقواله المشهودة عن الحرية والكرامة والجهاد في سبيل الله والانتصار لقضايا الأمة.
كما دعا إلى استنهاض الأمة والعمل على تحريك صحوة إسلامية حقيقية تنعكس على دعم مشروع الجهاد والدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية المقدسات والأراضي المحتلة والابتعاد عن التخاذل الذي ألحق العار والخزي والأمتين العربية والإسلامية.
وتطرق محافظة الحديدة، إلى أن التضامن مع الشعب الفلسطيني من مقتضيات المسؤولية التي تستدعي التحرك لدعم القضية المركزية وعدم خيانتها بمظاهر التطبيع التي تمثل خيانة كبرى لقضايا الأمة ومضاعفة التأثير السلبي في المواقف المعيبة التي تشجع الانتهاكات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية.
من جانبه تناول مدير شعبة التوجيه بالمنطقة العسكرية الخامسة هلال الشامي، أهمية إحياء الذكرى السنوية للصرخة، لتجديد التمسك بشعار الصرخة والسير على نهج المشروع القرآني الذي أسسه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي.
وأوضح أن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني، منذ اكثر من تسعة أعوام هي معركة تحرر واستقلال، من أجل نصرة دين الله والمستضعفين في مواجهة المستكبرين أمريكا وإسرائيل وأذنابهم، لافتا الى أن صمود اليمنيين وما يتحلون به من روح معنوية وإيمانية وتقديم التضحيات كفيلة بنصر الله لهم مهما بلغت التحديات.
تخلل الفعالية، التي حضرتها قيادات المنطقة العسكرية الخامسة فقرات متنوعة، عبرت عن أهمية شعار الصرخة كسلاح وموقف لرفض المشروع الأمريكي الصهيوني، والتحرر من الهيمنة والارتهان والعمالة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
كتاب وأكاديميون يسترجعون أهمية الدراسات الأمازيغية في لقاء تكريم رائدها عبد الله بونفور
أشاد المشاركون في لقاء تكريم الأستاذ الجامعي عبدالله بونفور، المتخصص في الدراسات الأمازيغية، نظمه الأحد 20 أبريل 2025 مجلس الجالية المغربية بالخارج، ضمن برنامجه بمناسبة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، بحضور عدد من المفكرين والجامعيين والمثقفين والفنانين والإعلاميين.
واعتبر الإعلامي والكاتب نجيب الرفايف في بداية هذا اللقاء الذي حضره ادريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن « الحياة إما أن نحققها أو نحلم بها، وقال مخاطبا المحتفى به عبدالله بونفور « أنت حققت الغرضين معا، لقد تعرفت عليك في زمن كان الكلام والتعبير محجوزا ومع ذلك تقاسمنا نفس الاهتمام بالفنون والثقافة ومختلف أشكال التعبير، من وضعيتك كباحث جامعي وأنا كصحفي في بداية المشوار ».
وأضاف الرفايف، إن كتاب بونفور « مقدمة في الأدب الأمازيغي » الصادر في ثلاثة أجزاء، يعد أهم إنجازاته في التأليف، في الوقت الذي يعد كتابه عن بورغواطة آخر أعماله، والذى أماط فيه اللثام على البرغواطية بنياتها وتشكيلاتها، ولغتها …
أما عبد الغني أبو العزم، فتوقف طويلا عند علاقته ببونفور، وقال لا بد لي أن أعترف أن الكلمات كانت تخوننى، عندما حاولت أن أصف ولو جزءا مما تسرب في ذهني من صور منذ التقيت بالصديق عبد الله بونفور، وكيف تطورت علاقتي معه، سواء على المستوى الإنساني والاجتماعي والثقافي أو على المستوى العلمي وتبادل المعلومات؟
وقال في هذا الصدد « لا مفر من إبراز بعض الصور التي كان بإمكانها إيضاح الرؤية حول شخصيته، مؤكدا أن صاحبه بونفور « لم يكن حالما أو متوهما، وهو بذلك لا يحكم على الأشياء والأسماء التي لا يعرفها، أو كانت مجرد شائعة مما جعله عصامي النشأة، وبذلك نجده شديد الحساسية تجاه المواقف القائمة على التخمين، ولا تتضمن ما هو تجريبي وتنقيبي ».
وأضاف المتدخل « يمكن أن أقول إن مواقفه ( بونفور) كانت تتسم بميزان دقيق، هكذا تعرفت عليه منذ 60 سنة خلت، مشيرا إلى أن عددا من التلاميذ الذين نجحوا في امتحان الشهادة الثانوية، التحقوا بمدرسة المعلمين في النصف الأخير من سبتمر 1960، حيث تم قبول عدد محدود منهم لقضاء سنة دراسية وحسب نظامها القائم على تكوين نظري وتطبيقي، حيث كان بونفور من أصغر الملتحقين بها، واعتبر آنذاك دخول مدرسة المعلمين الإقليمية امتيازا عظيما، مذكرا بأنه تعرف داخل هذه الأجواء على من صار فيما بعد صديقا عزيزا ومازالت علاقاتنا مستمرة إلى الآن.
وأوضح أن أغلبية أفراد هذا الفوج كانوا يحملون طموحا ليكتسبوا موقعا بعد تخرجهم واستطاع بعضهم، أن يحققه بامتياز، ورغبتهم في التحضير لنيل شهادة الباكلوريا، وهذا ما حصل فيما بعد مع بونفور الذي التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وتمكن من تحضير أطروحة السلك الثالث حول موضوع » البلاغة العربية »، وبعدها أطروحة دكتوراه الدولة حول « موازين عروضية في اللغة الأمازيغية ».
ومن جهتها اعتبرت الباحثة الجامعية خديجة محسن، أن لحظة التكريم تكون دائما صعبة ومعقدة، لأنها قد تتحول إلى اختزال للمنجز، وقد لا توفي المحتفى حقه، مبرزة أن المحتفى به، يتوفر على أعمال جامعية أكاديمية خاصة على مستوى الأدب الأمازيغي الذي تمكن من تثمينه، وكذلك التعريف بالشعر الأمازيغي الشعبي، وذلك عبر أعماله في مجالي الترجمة والتدوين، الذي تمكن من الانتقال به من الشفوي إلى الكتابي والانفتاح على الحكايات والأحاجي بلهجات ولغات أمازيغية ( القبايلية وتاريفيت وتشلحيت)، من خلال التركيز على المتن الأدبي، والذي مر فيه بمرحلتين الأولى » كمية » عبر التدوين، والثانية عبر الاهتمام بالجوانب الجمالية باعتماد المناهج التحليلية الجديدة البنيوية، ومن هنا تبدو أهمية أعمال بونفور، في كونه عمل على إبراز القيمة الجمالية للأدب الأمازيغي ( البلاغة – الأسلوب- القاموس …).
أما الباحث الأكاديمي محمد الصغير جنجار فقال « كنت في البداية أعرف بونفور من بعيد كمشتغل على اللغة، ولما اقتربت منه وتعرفت على مشروعه البحثى وانفتاحه على العلوم الإنسانية والاجتماعية، عملت على مرافقة أعماله، خاصة كتابه عن بورغواطة الإمارة التي نشأت في القرون الوسطى على الساحل الأطلسي للمغرب، وضمت مجموعة من قبائل مصمودة ».
وأضاف في هذا السياق، « كنت أتساءل آنذاك ماذا يمكن أن يضيف كتاب جديد حول هذه الحقبة التاريخية، لأن كل شيء قد تم نشره، لكن بونفور لم يكن مقتنعا، بأن كل ما نشر قد أظهر جوانب غير معروفة عن هذه الفترة الغامضة في تاريخ المغرب، ملاحظا أن بونفور لم يكتف بالأعمال الجامعية الصارمة، بل واكب التحولات المجتمعية الراهنة لبعد ما عرف بالربيع العربي، وانخرط في ورش تحديث المغرب، حتى يتبوأ مكانته في عالم متغير.
ومن جانبه قال الباحث حسن وهبي إن مسار بونفور، مسار غني ومتنوع ومكثف، واختار عدم حشر نفسه في زاوية مغلقة في مجال البحث، من خلال اهتمامه بالكتابة وبالنقد الفني والتشكيلي حصريا، ملاحظا بأن أعماله كلها مطبوعة بالصرامة العلمية والنبش والتدقيق والدقة.
أما الفنان التشكيلي فؤاد بلامين فتوقف عند انشغالات بونفور بالفن المعاصر في سبعينات القرن الماضي، وهي الفترة التي شهدت فورة للأعمال التشكيلية التي واكبها بونفور بعناية فائقة، موضحا أن المحتفى به كان يزور محترفات التشكيليين، ويواظب على حضور « لقاءات الخميس » التي كانت تجمع لفيفا من الفنانين التشكيليين، ويقوم كل واحد منهم بالتعريف بأعماله الفنية ويتحدث عن انشغالاته، وكانت هذه المجموعة متنوعة الاهتمامات والتخصصات ( الأدب، التشكيل، الموسيقى…) مشيرا إلى أن بونفور كان يلقن خلال هذه اللقاءات الأسبوعية كيف نعد بطاقة القراءة ومنهجية البحث الجامعي، حيث استفدت كثيرا، من ذلك خاصة عند تحضير شهادة الدكتوراه في جامعة باريس. وقال « إني مدين لبونفور كثيرا في عملي، كما أنا مدين في الوقت ذاته لمقهى بليما بالرباط التي كانت بمثابة جامعة مفتوحة ».
وفي أعقاب هذه المداخلات، ذكر عبد الله بونفور بأن لوحة كان يتضمنها ملصق الإعلان عن ندوة دولية حول اللسانيات أنجزها فؤاد بلامين، تحولت إلى نقاش حاد حول مدى احترام الاختيارات الفنية والجمالية للفنان، وبعدم التصرف في منجزه الفني، موضحا أن هذه اللوحة كانت تتضمن بعض الرموز، التي فهمت على أنها يونانية، وتم رفضها بذريعة المحافظة على الهوية الوطنية.
وقال بونفور « إن كتابنا وشعراءنا وفنانينا، يحتاجون إلى إقامة جسور فيما بينهم، مع العلم أن هناك أيضا نوعا من الإهمال يطال المبدعين الراحلين، ومستدلا في هذا الصدد بالمفكر عبد الكبير الخطيبي الذي أصبح مغيبا، حيث لا نكاد نسمع عنه شيئا الآن، معتبرا أنه دخل مجال الكتابة التاريخية عنوة.