المياه العكرة تحمي السواحل في مناطق المد والجزر
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
تقول دراسة جديدة إن الحفاظ على مناطق المد والجزر المهمة والمستنقعات المالحة قبالة سواحلنا في المستقبل يحتاج إلى المزيد من "المياه العكرة". ويوصف الماء بالعكر عندما تحدّ الجزيئات العالقة فيه من انتقال الضوء وتعطي مظهرا غائما أو موحلا.
ففي دراسة نشرت يوم 6 مايو/أيار الجاري في مجلة "نيتشر جيوساينس"، استنتج باحثون أنه في الدلتا والمناطق النائية، فإن الدفاع الساحلي معرض للخطر على المدى الطويل، لذلك فإن المياه الكثيفة الجزيئات (العكرة) لا تسهم فقط في الدفاع عن الساحل، وإنما تؤدي لنمو مناطق المد والجزر.
وتُعتبر مسطحات المد والجزر مناطق غذاء مهمة للطيور وتسهم في إضعاف الأمواج، لذلك فإن التعكّر المنخفض نسبيا يهدد المناطق الأساسية للتنوع البيولوجي والسلامة الساحلية على مستوى العالم.
قياسات الأقمار الصناعيةوربط الباحثون قياسات الأقمار الصناعية لمناطق المد والجزر حول العالم ببيانات عن تعكّر المياه، والتي تقاس أيضا بواسطة الأقمار الصناعية. ووفقا للباحث في الجغرافيا الطبيعية بالمعهد الهولندي الملكي لعلوم البحار "تيم غرانديان" وهو الباحث الرئيسي في الدراسة، أظهرت القياسات أن مناطق المد والجزر تنمو فقط عندما تكون المياه عكرة بدرجة كافية. ويوضح الباحث في حديث مع "الجزيرة نت" أنه "في نهاية المطاف، المياه العكرة تعني المزيد من جزيئات الرمل والطمي في الماء، مما قد يسمح للساحل بالنمو".
وأشار غرانديان إلى أن العديد من مناطق المياه الساحلية حول العالم شهدت انخفاضا في كمية المياه العكرة على مدى العقود القليلة الماضية، مما يجعل مسطحات المد والجزر حساسة للخسارة. وبالإضافة إلى ذلك، يتطلب ارتفاع مستوى سطح البحر أن يكون الماء أعلى تعكرا للاستمرار في الحفاظ على مسطحات المد والجزر.
وأضاف غرانديان أن بيانات ديناميكيات مناطق المد والجزر وفرت نظرة ثاقبة للثغرات التي تهدد مناطق الدلتاوات والسواحل على المدى القصير. وتُظهر القياسات القائمة على هذه البيانات أنه عند ارتفاع المد، يمكن أن يتغير ارتفاع منطقة المد والجزر بسهولة بمقدار سنتيمتر أو سنتيمترين خلال يوم واحد، وهي معدلات لا تبدو مقلقة لنا كبشر، لكنها تهدد الأحياء البحرية.
ويوضح الباحث أنه "يمكن قياس ديناميكيات مناطق المد والجزر باستخدام أجهزة استشعار باهظة الثمن أو من خلال قياسات يدوية كثيفة العمالة. وبهذه الطريقة لن نتمكن أبدا من جمع البيانات في العديد من الأماكن المختلفة في الوقت نفسه. لذلك طور الفنيون في المعهد الملكي أجهزة استشعار رخيصة الثمن تكفي لتسجيل ارتفاع القاع إلى المليمتر عدة مرات في اليوم في مواقع مختلفة على طول نهر شيلدت الغربي والشرقي لعدة سنوات حتى الآن".
السدود تواجه انتقادات من دعاة حماية البيئة لأنها تغير النظام البيئي للأنهار (شترستوك) التدخلات البشريةويقول الباحثون إن الدراسة تهدف أيضا إلى تسليط الضوء على التدخلات البشرية والتعديلات واسعة النطاق على أنظمة المياه الطبيعية، فعلى سبيل المثال أدى بناء السدود الكبيرة -مثل سد المضائق الثلاثة على نهر اليانغتسي في الصين- إلى انخفاض كبير في إمدادات الرواسب باتجاه مجرى النهر، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "يوريك آلارات".
ويوضح غرانديان أن "هذا الانخفاض يعد أمرا بالغ الأهمية لانتشار مسطحات المد والجزر، مما يؤدي إلى شح الرواسب وبالتالي إعاقة عملية إعادة البناء الطبيعي لمناطق المد والجزر الحيوية لحماية السواحل والتنوع البيولوجي. ففي هولندا على سبيل المثال، أدى بناء حاجز العواصف في أوسترشيلده في الثمانينيات إلى شح شديد في الرواسب الرملية، وبسبب هذا الحاجز يمكن أن تتدفق كمية أقل من الرمال من بحر الشمال إلى المصب، مما يؤدي إلى مياه أكثر نقاء تفشل في تجديد مناطق المد والجزر، وهو ما يؤدي إلى تآكلها".
ويعتقد الباحث أنه عندما تختفي مساحة كبيرة جدا من منطقة المد والجزر، فإن سلامة الساحل بأكمله تصبح على المحك. فيجب أن نبدأ في حماية المناطق الواقعة خارج السدود بشكل أكثر فعالية، ليس فقط من أجل حماية الطبيعة، ولكن أيضا من أجل سلامة الشواطئ.
ويقول: "إن التوازن الدقيق بين الحفاظ على الطبيعة وحماية السواحل أمر ضروري، مما يضمن تعزيز كلا الهدفين بدلا من التعارض بين بعضهما البعض".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المیاه العکرة
إقرأ أيضاً:
باحث صهيوني: إعلان النصر على حماس في هذه المرحلة وهمٌ خطير
الثورة نت/
دعا الباحث الصهيوني الكبير في معهد “مسغاف” للأمن القومي، موشيه بوزيالوف، إلى “الاستيقاظ من الوهم” بشأن ادعاءات هزيمة حركة حماس في قطاع غزة.. مؤكداً أنّ الادعاء بهزيمة حماس سابق لأوانه، وفي الواقع غير صحيح.
وكتب بوزيالوف في مقال له نشره في صحيفة “معاريف” الصهيونية.. قائلا: إنّ “الحسم الحقيقي بشأن قضية هزيمة حماس لا يُقاس بعدد قتلى حماس أو حجم الدمار في قطاع غزّة بل بقدرة “إسرائيل” على فرض إرادتها على الحركة، بحيث تتوقف عن كونها تهديداً استراتيجياً، وتُجبَر على التخلي عن سلطتها”.
ولفت بوزيالوف إلى أنّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أدرك هذا الأمر جيداً، لذلك، طرح خطّة إمكانية توزيع سكان غزة في أنحاء العالم، وهي خطوة تستند إلى فهم استراتيجي عميق للشروط المطلوبة لتحقيق الحسم الحقيقي.
كما استشهد الباحث الصهيوني بكتاب “الحرب والاستراتيجية” للبروفيسور يهوشفاط هركافي الذي يؤكد أنّ “الحسم لا ينتهي بمجرّد تحقيق إنجازات تكتيكية أو توجيه ضربة عسكرية قاسية للعدو، فهناك معياران أساسيان لتحديد النصر، هما: تحقيق الأهداف التي وُضعت للمعركة، وخلق واقع استراتيجي جديد، لا يستطيع فيه العدو الاستمرار في كونه تهديداً كبيراً”.
لذلك، شدد بوزيالوف على أنّ “إعلان النصر على حماس في هذه المرحلة ليس سوى وهم خطير، فعلى الرغم من الضربة القاسية التي تلقتها حماس وقيادتها، فهي لا تزال تحتفظ بالأسرى، وتحافظ على قوتها السياسية والاجتماعية في القطاع، لذلك فهي لم تهزم بعد”.
وأيضاً، أشار الباحث الصهيوني إلى أنّ المناورة العسكرية لـ”جيش” الإحتلال في قطاع غزة ألحقت ضرراً بالغاً بالقدرات العسكرية لحماس، لكن الاختبار الحقيقي هو ما إذا كانت المنظمة قد توقفت عن كونها تهديداً.
وفي الواقع، لا تزال حماس قادرة على إطلاق الصواريخ، وتنفيذ الهجمات، والسيطرة على سكان غزة.. والدليل القاطع على أن الحسم لم يتحقق بعد هو رفض حماس الإفراج عن الأسرى أو إلقاء السلاح، فالمنظمة التي لا تسارع إلى التخلي عن وجودها ومراكز قوتها لا يمكن هزيمتها بالوسائل العسكرية الجزئية فقط، بل هناك حاجة إلى تحرّك أوسع وأعمق.
واعتبر أنه إذا أرادت “إسرائيل” تحقيق حسم حقيقي ضد حماس، فعليها، بالتعاون مع الولايات المتحدة، أن تفرض تهديداً عسكرياً حقيقياً وقوياً يجبر قيادة حماس على إدراك أنه لا خيار أمامها سوى الاستسلام لشروط “إسرائيل”، والأمر هنا لا يتعلق فقط بمزيد من القصف أو عمليات الاغتيال المركزة، بل بخلق واقع لا يُطاق بالنسبة لحماس، يقوّض سيطرتها على الحكم ويؤدي إلى انهيارها من الداخل، وفق الباحث الصهيوني.
وأضاف بوزيالوف: إنّ “إسرائيل” في الوقت الراهن لا تزال في منتصف الطريق، فمن يزعم أن حماس قد هُزمت بالفعل يروّج لوهمٍ خطير، نابع من رؤية منفصلة عن الواقع.. مردفاً: “لتحقيق حسم حقيقي ضد حماس، يجب على إسرائيل تحقيق جميع أهداف الحرب في غزة، وهي: تدمير القدرات العسكرية والسياسية لحماس، تحرير جميع الأسرى، وخلق واقع لا تمثل فيه غزة تهديداً لإسرائيل – الآن وإلى الأبد، ولطالما أنّ هذه الشروط لم تتحقق، فإنّ حماس لم تُهزم بعد”.