محافظ بني سويف يشهد إحتفالية تكريم 50 من أسر المحاربين القدماء (صور)
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
شهد الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، احتفالية تكريم أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية، والتي نظمتها جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب بالتعاون مع المحافظة، ضمن الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم وذكرى تحرير سيناء.
وذلك بحضور: اللواء أركان حرب مدحت عبد العزيز ف أو ي مدير جمعية المحاربين القدماء، والعميد أركان حرب محمد سمير المستشار العسكري للمحافظة، والمقدم سليمان على أحمد رئيس فرع الجمعية للفيوم وبني سويف، والشيخ سعيد سيد عبد الوحد مدير الدعوة بمديرية الأوقاف، والقس آرميا عبده بباوي ممثل عن مطرانية بني سويف.
وفي كلمته رحب محافظ بني سويف، بمدير جمعية المحاربين وأهالي وأسر الشهداء ومصابي الحرب، معربًا عن تقديره وشكره العميق لرجال قواتنا المسلحة، الذين يمثلون حصنًا حصينًا وسدًا منيعًا للوطن، فهم من وهبوا أنفسهم للدفاع عن كرامة ومقدرات وأمن واستقرار مصر،موجها تحية إعزاز وتقدير لأسر شهداء الواجب عامة، ولأمهات الشهداء خاصة، اللائى نجحن في تنشئة جيل محب لوطنه يفتديه بروحه ودمه، مؤكدا على أن أهالى وأسر شهداء لهم كل الفخر والعزة لما قدمه أبناؤهم من تضحيات من أجل الوطن.
كما طالب محافظ بني سويف، أهالي وأسر الشهداء بأن يزرعوا قيمة الفداء والتضحية ويغرسوها في نفوس وعقول ووجدان الأطفال والنشء بما يعزز قيم الولاء والانتماء لديهم، خاصة في ظل الظروف والتحديات الخارجية والإقليمية التي تحيط بوطننا مصر، والتي أقرب ما تكون وسط دائرة من النار، لكنها قادرة على الحفاظ على أمنها واستقرارها بتضحيات الشهداء وتكاتف الشعب واصطفافه خلف القيادة السياسية لتجاوز تلك التحديات.
وأكد محافظ بني سويف، أن مصر غالية وتستحق ان نبذل في سبيلها كل غال ونفيس وليس أثمن وأغلى من دماء وأرواح شهدائنا التي بذلوها عن طيب خاطر ليحيا الوطن، مؤكدا أن كافة أجهزة المحافظة في خدمة أسر شهداء الواجب، والذين مهما فعلنا وقدمنا فلن نوفي الشهداء حقهم، مشيرًا إلى أهمية أن نستلهم من تضحياتهم روح الانتماء والولاء والعزيمة، وأن نسخر كل الهمم والطاقات، لاستكمال مسيرة التنمية التي بدأها ويرعاها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وفي مستهل كلمته دعا مدير الجمعية الحضور للوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة ترحمًا على أرواح شهداء مصر، حيث نقل تحيات كل من: القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان، إلى أسر الشهداء والمصابين، موضحًا أن الاحتفال بأسر الشهداء ومصابي الحرب، ليس لتجديد الأحزان وإنما لتكريم أنبل فئات الوطن الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية في سبيل الذود والحفاظ على تراب الوطن ومقدساته، وهو في نفس الوقت بمثابة تكريم وإحياء للمبادئ السامية، والقيم النبيلة التى تأسست وترسخت عليها مبادي وقيم العسكرية المصرية، مؤكدا أن هذا الاحتفال يمثل قيمة كبيرة لحياة شعبنا الكريم، تعكس اعتزاز الوطن بأبنائه ويجسد أسمى معانى العطاء والروح الوطنية المخلصة لأبناء مصر الأوفياء المدافعين عن أمنها وسلامتها عبر تاريخها الطويل.
تضمنت الاحتفالية الافتتاح بآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ محمد فوزي،ثم مشاهدة فيلم تسجيلي "من إعداد إدارة الشؤون المعنوية "تضمن الإشارة إلى بطولات وتضحيات أبطال قواتنا المسلحة في الحفاظ على مقدرات الوطن، وحماية التراب الوطني، والتضحيات التي قدموها ولمحة تاريخية عن البطل الشهيد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة "الذي استشهد في الـ9 من مارس عام 1969م" وسط جنوده أثناء تفقده الخطوط الأمامية للجبهة إبان حرف الاستنزاف.
ثم كلمة لمدير الدعوة تحدث خلالها عن مكانة ومنزلة الشهداء الذين يظلون "رغم الشهادة" أحياء مخلدون في الآخرة عند ربهم يرزقون، وأن شهادتهم صفقة رابحة ومن أنجح الصفقات التي عقدوها مع المولى عزوجل عندما اشترى منهم أنفسهم مقابل الفوز بالجنة، فيما أشار ممثل الكنسية إلى أن هذه الاحتفالية تعتبر يوم عيد لرد الجميل ورسالة حب وتقدير لمن وهبوا أنفسهم للدفاع عن الوطن وسالت دماؤهم لتروي شجرة التنمية في مصرنا العزيزة، التي كانت من المحطات المهمة في رحلة العائلة المقدسة، وأن مصر محفوظة بمثلث ذهبي أضلاعه معية الله وتضحيات ودماء الشهداء وتماسك الجبهة الداخلية، فيما اختتمت الاحتفالية بالتكريم، حيث كرم محافظ بني سويف ومدير الجمعية 50 من أسر الشهداء والمصابين، وتسليمهم بعض الهدايا.
وكان الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، قد استقبل "بمكتبه" مدير جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب، قبيل حضور الاحتفالية التي أقيمت بقاعة الدور الأرضي بديوان عام المحافظة، حيث شهد الاستقبال حضور: اللواء حازم عزت السكرتير العام، العميد أركان حرب محمد سمير عمار المستشار العسكري للمحافظة والمقدم سليمان على أحمد رئيس فرع الجمعية للفيوم وبني سويف.
إحتفالية تكريم أسر المحاربين القدماء ببني سويف
إحتفالية تكريم أسر المحاربين القدماء ببني سويفإحتفالية تكريم أسر المحاربين القدماء ببني سويفإحتفالية تكريم أسر المحاربين القدماء ببني سويفإحتفالية تكريم أسر المحاربين القدماء ببني سويف
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بني سويف محافظة بني سويف محافظ بني سويف مراكز محافظة بني سويف صحة بني سويف إسعاف بني سويف أمن بني سويف جمعیة المحاربین محافظ بنی سویف أسر الشهداء أرکان حرب
إقرأ أيضاً:
تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
بقلم : سمير السعد ..
في قصيدته “تماثيل معطوبة”، لا يكتب الشاعر العراقي ناظم كاطع الساعدي من على هامش الحياة، بل من قلبها النابض بالألم، ومن وجدانٍ تشرب من دجلة وميسان ونخيل العمارة. قصيدة تنبض بالصدق، وتحمل بين سطورها نداءً إنسانيًا خالصًا، ينهل من مرارة الحروب ومخلفاتها، ويعيد صياغة المشهد الوطني من زاوية القلب والذاكرة.
“لذلك الغبار الأصفر
لتلك الشناشيل
التي غادرتها قناديلها
وعصافيرها دون رجعة…”
بهذه الصور يفتتح الساعدي نصه، حيث يتحول الغبار إلى ذاكرة، والشناشيل المهجورة إلى رمزٍ لانطفاء الحلم، ولغياب الألفة التي كانت تملأ المدينة ذات زمن. الشعر عنده ليس لغة تجريد، بل مرآة لحياةٍ حقيقية عاشها وشارك أهلها تفاصيلها.
ناظم كاطع الساعدي لم يكن شاعرًا وكاتبًا فحسب، بل كان وما يزال ابنًا بارًا لمدينته العمارة، محبًا لأزقتها، وفياً لنخلها، متماهياً مع نبض أهلها. من أسرة عراقية أصيلة تنتمي إلى قبيلة “السواعد”، إحدى أعرق عشائر الجنوب المعروفة بالكرم، والنخوة، والمواقف الأصيلة. وقد انعكست هذه القيم في شخصيته، حيث اشتهر ببساطته وتواضعه وتعاونه مع الجميع. أبوابه مشرعة، وصدره رحب، وابتسامته تسبق كلماته. كان أخًا حقيقيًا لأصدقائه، ورفيقًا لكل من عرفه، لا يحمل في قلبه سوى المحبة.
رغم انشغاله في مجالات الإدارة والعمل السياسي، لم يتخلّ عن قلمه، ولم يغادر دفاتر الشعر، بل ظل وفياً للقصيدة، لأنها بالنسبة له ليست هواية، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ونافذة يُطلّ منها على وجع الناس وهمومهم:
“تلك السيدة التي أهدرت
حياتها بين قدر الباقلاء
على رصيف منحني
كأيامها التي لم تذق
غير وبال الحروب…”
في هذه اللوحة الشعرية، تتحول المرأة إلى أيقونة عراقية خالدة، شاهدة على تاريخٍ من الإنهاك والصبر. المرأة التي تمثل أمهاتنا وأخواتنا، اللائي دفعن ثمناً باهظاً لحروب لم يخترنها. مشهد تقشعر له الروح، حيث تصبح الكلمات نياشين على صدر الحزن.
الساعدي يرسم الوطن بملامح البشر، لا بالخرائط. حتى الجندي في قصيدته لا يُقدّم كرمز للحرب، بل كإنسان منهك، يبحث عن الحياة لا الموت:
“صور الجنود الفارين
من رصاصات الموت
بحثًا عن كسرة خبز…”
هنا تبلغ القصيدة ذروتها الإنسانية. إنها لا تُمجّد الموت، بل تُمجّد النجاة، وتدافع عن حق البسطاء في العيش الكريم. ومن هذا المنطلق، تأتي صرخة الشاعر في نهاية القصيدة، صرخة من يريد استبدال الرموز الحجرية بما هو أصدق وأقرب للناس:
“لذا كان لزامًا علينا
أن نستبدل تلك التماثيل
بما يليق بسيدة أرملة
في ريع طفولتها المنسية…”
الساعدي في هذه القصيدة لا يهجو، بل ينهض، ويُطالب بإعادة الاعتبار للإنسان الحقيقي. يقترح علينا نصباً جديدًا، لا من حجر، بل من حب، من وفاء، من وجعٍ صادق.
إن “تماثيل معطوبة” ليست مجرد نص، بل وثيقة شعرية وشهادة زمن، تحفر في ذاكرة الوطن، وتوقظ فينا أشياء كدنا ننساها. قصيدة تعيد تعريف البطولة، وتنتصر للضعفاء، وتقول: إن الشعر الحقيقي لا يُكتب من الرأس فقط، بل من القلب، ومن حب الناس والمدينة.
وفي زمنٍ صاخب بالكلمات الفارغة، يبقى ناظم كاطع السساعدي واحدًا من القلائل الذين يمنحون للكلمة شرفها، وللمدينة قُدسيتها، وللأصدقاء دفءَ المحبة، وللإنسانية حقّها في أن تُروى شعراً.
عن الشاعر:
ناظم كاطع الساعدي، شاعر وكاتب عراقي من محافظة ميسان، مدينة العمارة، ومن أبناء قبيلة السواعد العريقة، المعروفة بأصالتها وكرمها ونخوتها. برز اسمه في المشهد الثقافي العراقي من خلال قصائد تحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا، وتُعبر عن واقع الجنوب بصدق وشفافية.
عرفه أصدقاؤه وأحباؤه ببشاشته، وبساطته، وتعاونه الدائم مع الجميع. تولّى مناصب إدارية وسياسية مهمة، ومع ذلك لم يبتعد يومًا عن القصيدة، فظلّ وفيًا لقلمه، ولأهله، ولمدينته التي أحبها حد التماهي. شاعرٌ ينتمي للكلمة كما ينتمي للأرض… بسيطٌ في هيئته، عظيمٌ في حرفه، ومحبٌّ صادقٌ لكل ما هو جميل.
سمير السعد