اتجار بالبشر.. السجن 7 سنوات لأب عنف طفليه وزجّهما بالتسول في عمان
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
يقع بعض الأطفال ضحايا في فخ أولياء الأمور وزجهم بالتسول في وضح النهار حقوقيون: القوانين الأردنية تنسجم مع المواثيق الدولية إزاء حماية الأطفال من التسول حقوقيون يطالبون بضمانات من ذوي الأطفال لعدم إعادة زجهم بالتسول التنمية الاجتماعية: ضبط 831 طفلا كرروا فعل التسول خلال الثلث الأول من 2024
لا يروي الحدث صهيب (14 عاما) عن هواياته أو ما يفعله خلال العطلة المدرسية لأنه ترك تعليمه في الصف الثالث من رحلته الدراسية، بعدما زجّه والده بأعمال التسول في أحد مناطق العاصمة عمان.
يتحدث صهيب عن تعرضه وشقيقه حسام البالغ من العمر 9 سنوات للضرب والتعنيف من والده، لإرغامهما على ترك المدرسة واستغلالِهما بأعمال التسول، بذريعة مواجهة الظروف المعيشية، متجاهلا الخطر المحدق على أطفاله.
اقرأ أيضاً : باع كليته مقابل 18 ألف دولار .. التحقيق في قضية "اتجار بالبشر" نُفذت عبر الحدود
أطفال في فخاخ أولياء أموراعتراف الأب: "أنا بشغل ابني صهيب على الإشارة عشان بدنا نعيش.. واخوه حسام بساعد، وانا بشتغل على البيع بالإشارة وهم بشتغلوا وببيعوا على الاشارة".
وفي التفاصيل، أقر الأب (نتحفظ على ذكر اسمه) بأنه كان يتقاضى من طفليه "غلّة يومهما" المتراوحة بين 15 و20 دينار.
وبموجب ورود معلومات حول قيام أحد الأطفال بالتسول بشارع مكة في عمان، منظمو الضبط تحركوا إلى الموقع وشاهدوا قيامهم بالتسول، وقاموا بضبطه واصطحابه إلى وحدة مكافحة تجارة البشر.
وعن شهادة صهيب خلال المحاكمة العلنية حول قيامه بالتسول، قال: "المدعو ** هو والدي (..) انا كنت زمان اشحد على اشارة في منطقة أم اذينة". وقال شقيقه حسام "انا مبارح كنت أشتغل بالرابية (..) كنت اشحد عشان أجيب أكل الي ولاصحابي".
هذا الاستغلال يشكّل خرقاً لأحكام قانون منع الاتجار بالبشر. وقد أصدر قاضي "جنايات عمان" قرارًا قطعيًا بوضعه بالأشغال المؤقتة لمدة سبع سنوات وتغريمه خمسة آلاف دينار، بحسب المحاكمة العلنية ونص حكم اطلعت عليه "رؤيا".
وأسندت النيابة العامة تهمة الاتجار بالبشر الواقع على حدث لم يكمل الثامنة من عمره، إلى الوالدين، بحدود المادة 3/أ/2 من قانون منع الاتجار بالبشر لسنة 2009 وتعديلاته وبدلالة المادة 9/ب/2 من القانون ذاته.
أطفال مْستغِّلين ِفي الَّتسُّول بين الطرقاتحال صهيب تتشابه مع مئات الحالات من الأطفال الذين انتُهِكَت طفولتهم وزج بهم بين الطرقات. وثّق مُعدَ التقرير 1416 حالة ضبط لأحداث قاموا بالتسول خلال الربع الأول من 2024 وفقا لبيانات وزارة التنمية الاجتماعية.
ويتبين أن 3 من بين 5 أحداث وأطفال كانوا من المكررين خلال الربع الأول من العام الحالي، بحسب تحليل بيانات حصلت عليها "رؤيا" من وزارة التنمية الاجتماعية.
ورصدت "رؤيا" تكييف 3 قضايا اتجار بالبشر، وقع ضحيتها 6 أطفال، تقل أعمارهم عن 15 عاما، بحسب جمعية تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان. وقرار صدر بحق أب استغل طفلتيه بالتسول بحسب "مركز عدل".
وبالرغم من توفير مراكز تأهيل ورعاية المتسولين برامج تحاول ردم الهوة التعليمية للأطفال بوضع التسول خلال فترة تواجدهم بالمركز، إلا أن العملية لا تستمر بسبب غياب الرعاية اللاحقة، بحسب مديرة "مركز تأهيل ورعاية المتسولات/ الظليل" نادية النمر.
واستذكرت النمر في حديثها لـ"رؤيا" رفض والد إحدى الطفلات كتاب لتيسير تعليمها خارج المركز، وذلك خشيته من الملاحقة القانونية كونه على ذمة 3 قضايا. وتابعت أن تسليم الحدث لذويه عن طريق الكفالة يحول دون تأهيله في هذه الحالة.
وبحسب حديث فتيات في المركز، الذي يقدم خدماته لـ38 فتاة، أجمعت على حب النشاطات اللامنهجية المقدمة لهن في المركز كدورات تصفيف الشعر والحرف اليدوية، فضلا عن شعورهن بالأمان المنسي خارج المركز.
"أصبحنا بيئة جاذبة للمتسولات" بهذه الكلمات عبرت النمر عن حاجة الطفلات المتسولات الحماية من مجتمعاتهم الذي يشجع على امتهان التسول في بيئة محفوفة بالمخاطر.
وثمنت المستشارة القانونية في مركز العدل للمساعدة القانونية، سهاد سكري أهمية قانون الاتجار البشر بأنه رفع جريمة وضع الأطفال بإطار التسول إلى جناية حد عقوبتها الأدني 7 سنوات، وتُشدد على الوصي أو ولي القاصر.
العودة الآمنة للبيئة الطبيعية وزوال عوامل الخطروبالنسبة للسكري، طالبت بضمانات من ذوي الأطفال لعدم إعادة زجهم بالتسول، وذلك تطبيقا لتدابير الحماية التي تنص على إعادة الطفل لبيئته الطبيعية وأن لا تشكل خطرا عليه.
ونصت المادة 37 من قانون الأحداث على مجموعة تدابير من شأنها حماية الحدث ورعايته، منها:
"2. إحالته إلى دار رعاية الأحداث أو إلى أي مؤسسة مماثلة معتمدة شريطة موافقة تلك المؤسسة على ذلك لمدة لا تزيد على سنتين ويجب على مراقب السلوك تقدیم تقریر تفصیلي لقاضي تنفیذ الحكم كل ثلاثة أشھر لمراجعة ھذا القرار.
3. وضعه تحت رعایة شخص مناسب أو أسرة مناسبة للمدة التي تقررھا المحكمة شریطة موافقة أي منھم على ذلك."
وبالرغم أن قانوني "العقوبات" و" الاتجار بالبشر" يتعاملان مع الطفل في أوضاع التسول كضحية بحاجة حماية، تعتبر سكري أن عملية إجراء الضبط قائمة على إلقاء القبض "التلبس" بموقع الفعل، وهي إجراء جزائي يتعلق باكتشاف الجرائم لا الضحايا. وبينت أن محور التجريم والعقاب هو لحماية الطفل الواردة بقانون الأحداث.
وأكدت الوزارة أنه تم ضبط 831 طفلا كرروا فعل التسول، خلال الثلث الأول من العام، و 90 بالمئة من بينهم انقطعوا عن التعليم.
غالبية الأحداث ضبطوا في إقليم الوسط خلال الثلث الأول من 2024
ثلاث من بين 5 أطفال ممن ضبطوا كرروا التسول
وللتفاعل مع الرسم البياني (أنقر هنا)
ويشير تحليل بيانات موثقة من منظمة حماية الطفل شملت 90 طفلا ممن دخلوا مراكز رعاية وتأهيل المتسولين، إلى أن %86 منهم دخلوا مراكز رعاية وتأهيل المتسولين أكثر من مرة.
وأن %51 منهم دخلوا المراكز مرتين الى 6 مرات، وأن %24 كرروا التسول أكثر من 10 مرات، بحسب دراسة أصدرتها "إنقاذ الطفل".
ويذكر أن وزارة التنمية الاجتماعية ضبطت 7,809 حالة تسول خلال 2023، قلت حالات التسول نظرا لتغليظ العقوبات بموجب قانون التنمية الاجتماعية المعدل 2024.
ويوجه الأطفال المتسولين إلى مراكز رعاية وتأهيل المتسولين المعتمدة. وفي اليوم التالي، ينظر قاضي الأحداث في ملف كل طفل، سواء المدة التي يقضيها في المركز أو بالإفراج عنه بكفالة في حال كانت المرة الأولى للطفل. وخلال 24 ساعة من إلحاقهم بالمراكز يتم إحالة المتسولين الى الفحص الطبي.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: قانون العقوبات الاتجار بالبشر الأردن التسول في الأردن مكافحة التسول الأحداث محكمة الجنايات التنمیة الاجتماعیة الاتجار بالبشر التسول فی الأول من
إقرأ أيضاً:
«زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال».. 5 سنوات من الإنجازات
لندن (وام)
احتفل مركز زايد لأبحاث الأمراض النادرة لدى الأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت بالذكرى السنوية الخامسة لتأسيسه وبمسيرته الحافلة بالإنجازات في مجال علاج الأمراض النادرة والمستعصية، ومن ضمنها علاج سرطان الدم «اللوكيميا».
واستقطب المركز منذ افتتاحه عام 2019 مئات الباحثين والأطباء للعمل تحت سقف واحد وتطوير فحوص وأدوية وعلاجات للأطفال الذين يعانون أمراضاً نادرة ومعقدة، انطلاقاً من رسالته في تغيير حياة الأطفال حول العالم، ومنح الأمل لأسرهم وذويهم.
ويوفر المركز سنوياً العلاج لآلاف المرضى من الأطفال، بينما سجلت العيادة الخارجية للمركز نحو 1800 مريض خلال العام الماضي، من بينهم 300 طفل من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومركز زايد للأبحاث هو ثمرة شراكة بين مستشفى جريت أورموند ستريت وكلية لندن الجامعية ومؤسسة مستشفى جريت أورموند الخيرية للأطفال.
وتأسس المركز بفضل منحة سخية بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني، مقدمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية في 2014.
وقالت البروفيسورة مها بركات، مساعد وزير الخارجية للشؤون الطبية وعلوم الحياة في وزارة الخارجية: «أثبت مركز زايد للأبحاث، خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة، جدوى تبنّي نموذج رائد يوظّف الخبرة العالمية الرائدة في مجال الأبحاث والرعاية الطبية المتقدمة لتغيير حياة الأطفال المصابين بأمراض نادرة ومعقدة.
ويجسد عمل المركز الرؤية الإنسانية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي حرصت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على تبنيها ودعمها. وبمرافقه التي تجمع بين الرعاية الطبية المتطورة والأبحاث العالمية الرائدة، يعمل المركز على إحداث نقلة نوعية في مستقبل الرعاية الصحية للأطفال، مما يبث روح الأمل في نفوس الأسر حول العالم.
وقد أصدر المركز - بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لتأسيسه - تقرير الأثر السنوي الذي يسلط الضوء على أبرز إنجازات عام 2023 - 2024، وتشمل إنجازات كبرى في العلاجات القائمة على تحرير الجينات، فضلاً عن التقدم المحرز في تشخيص مرض الصرع، والعمل المبتكر المتمثل باستخدام الخلايا العضوية في نمذجة الأمراض.
ويسلط التقرير الضوء على الدور الحيوي للمركز في ريادة العلاجات المتطورة ومستقبل طب الأطفال».
بدورها، تحدثت لويس باركرز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مستشفى جريت أورموند ستريت الخيرية للأطفال قائلة: «حافظ المركز على مدى السنوات الخمس الماضية على مكانته في طليعة الابتكار الطبي ومكافحة الأمراض النادرة لدى الأطفال. ومن المذهل حقاً أن نرى حجم التطور الرائد الذي حققه خبراؤنا خلال هذه الفترة بدءاً من العلاجات القائمة على تحرير الجينات إلى التتبع السريع لتسلسل الجينوم وغير ذلك الكثير».
وأضافت: «تمثل الأبحاث الأمل الوحيد في الشفاء أو العلاج للعديد من الأطفال المصابين بأمراض نادرة. نحن في مؤسسة مستشفى جريت أورموند ستريت الخيرية للأطفال لا نتوانى عن تقديم كل ما يمكن للمساعدة في منح الأطفال المصابين بأمراض خطيرة كل الفرص الممكنة كي ينعموا بصحة وحياة أفضل، ويكمن جزء كبير من ذلك في تمويل الأبحاث الرائدة لتقديم الأمل لأكبر عدد من الأطفال حول العالم.
إلى جانب تقديمه العلاج الطبي عالمي المستوى، يعتبر المركز محوراً للتعاون وإعداد البحوث، ويقدم لطلبة الطب والمؤسسات من دولة الإمارات فرصة للعمل بشكل وثيق مع كبار الخبراء في مستشفى جريت أورموند ستريت.
كما وسّع المركز هذا العام شراكاته مع عدة هيئات بارزة في دولة الإمارات، كإبرام اتفاقية تعليمية مع مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال للعناية المركزة، فضلاً عن التعاون مع شركة M42 لتطوير الرعاية الحرجة والمعقدة للأطفال في الشرق الأوسط.
وتعد الزيارة التي نسقها المركز خلال الشهر الحالي لوفد من دائرة الصحة - أبوظبي مؤشراً لأهمية تعزيز العلاقات بين دولة الإمارات ومستشفى جريت أورموند ستريت في مجالات البحث الطبي والعلاج بالجينات واستخدام أحدث التقنيات المبتكرة. وينسجم هذا التعاون مع الهدف المشترك المتمثل في الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية للأطفال في جميع أنحاء العالم.
2023 - 2024:
• إحراز تطور كبير في علاج سرطان الدم «اللوكيميا»:
نجح الباحثون في علاج ثلاثة أطفال تم تشخيصهم بسرطان الدم المستعصي في الخلايا التائية وذلك من خلال تجربة سريرية مبتكرة للخلايا التائية المعدلة.
• إحداث ثورة في تشخيص
مرض الصرع:
ابتكر المركز أساليب جديدة لتشخيص أسرع وأكثر دقة لمرض الصرع، مما قد يسهم في تحسين النتائج للمرضى الصغار.
• أبحاث الخلايا العضوية:
حقق المركز تقدماً في استخدام الخلايا العضوية، وهي نُسخ مصغرة تؤدي الوظائف الضرورية للأعضاء. ومن المتوقع أن تحدث هذه الأبحاث ثورة في نمذجة المرض وتتيح تقديم أنواع جديدة من العلاج، مثل إصلاح الأعضاء باستخدام خلايا دقيقة.
• ترخيص الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) لتصنيع النواقل الفيروسية:
حصل المركز على ترخيص الشركة المصنعة لإنتاج النواقل الفيروسية في خطوة مهمة من شأنها تسريع التجارب السريرية وتوسيع نطاق العلاجات الفردية للأطفال المصابين بالسرطان، وغيرها من الحالات الخطيرة. يتيح هذا الترخيص للمركز تسريع تطوير العلاجات المنقذة للحياة.