جناح سلطنة عُمان بمعرض الدوحة الدولي للكتاب.. رحلة معرفية وثراء ثقافي يواكب تطلعات المستقبل
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
الدوحة "العُمانية": يجسّد جناح سلطنة عُمان ضيف شرف معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الـ 33، رحلة معرفية وثراءً ثقافيًّا يواكب تطلعات المستقبل، مع تنوع للتاريخ والأدب من خلال ما تقدمه المؤسسات المشاركة بالجناح من إصدارات ومخطوطات وتقنيات حديثة مطوّرة.
وقال صادق بن محمود اللواتي رئيس قسم البرامج بالقناة العامة بوزارة الإعلام: تشارك الوزارة بعدة أقسام في هذا المعرض تتمثل في منصة عين الإلكترونية -أكبر منصة مرئية ومسموعة في سلطنة عُمان-، تحتوي على 39 كتابًا صوتيًّا وتحظى بمتابعة من 190 دولة، إضافة إلى احتوائها على الكتب المقروءة ويمكن لمتابعي المنصة مشاهدة جميع قنوات التلفزيون سواء البرامج المسجلة أو المباشرة، بالإضافة إلى الأرشيف الذي يضم مجموعة من البرامج والمسلسلات والقنوات السمعية لإذاعة الشباب والإذاعة العامة والقرآن الكريم وصوت عُمان.
وأضاف أن وزارة الإعلام تقدم عددًا من الإصدارات حول تاريخ سلطنة عُمان، منها آخر إصدار للوزارة للعام 2023م وهو كتاب "الحضور العُماني في شرق إفريقيا" وتُرجم كفيلم، وغيرها من الكتب التي تتناول الحديث عن العمارة العُمانية وكتاب "عُمان السنوي" الذي يغطي إنجازات المؤسسات الحكومية ومجموعة من إصدارات مجلة نزوى.
من جانبها أشارت فاطمة بنت خليفة الحوسنية مديرة دائرة الموسوعة العُمانية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب إلى مشاركة الوزارة في جناح سلطنة عُمان بالمعرض، تمثلت في مجموعة من الإصدارات في مختلف المجالات، منها الطب والفلك والأدب واللغة، إضافة إلى مشروعها الثقافي النوعي الجديد، والمتمثل في الموسوعة العُمانية للناشئة التي تم تدشينها في معرض مسقط الدولي للكتاب للعام 2024م، وهي عبارة عن عناوين مختارة بعناية وفقًا لعدة معايير منها الهوية الوطنية والقيمة المعرفية وتناسبها مع فئة الناشئة وارتباطها بالواقع، وتضم 6 مجالات تم توزيعها على 6 مجلدات من بينها: عُمان التاريخ والحاضر، والمملكة النباتية والحيوانية والتراث الثقافي.
وذكرت سلوى بنت هويشل اليعقوبية من دائرة المخطوطات بالوزارة أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب تشارك بعدد من المخطوطات النادرة، منها مخطوط السير والجوابات الذي يعود للقرن السادس الهجري وعمره ما يقارب 900 سنة وهو أقدم مخطوط في سلطنة عُمان إلى الآن، ويتميز بقلة كلماته المنقطة، ويصعب قراءة المخطوط بسبب تقارب الأسطر وصغر الخط، وأشارت إلى أن الوزارة بصدد طباعة هذا المخطوط.
وأضافت: من بين المخطوطات مصحف عبدالله بن بشير الصحاري الذي يعود عمره إلى ما يقارب 300 سنة وأبدع أيضًا في نسخ القرآن الكريم بطريقة التقابل والتناظر واتبع النساخ طريقته في النسخ، بالإضافة إلى مخطوط تنزيه الأبصار في أدب الرحلات الذي يوثق رحلة السلطان برغش بن سعيد سلطان زنجبار وهو أول حاكم عربي يسافر إلى أوروبا في مدة أقصاها 4 أشهر و18 يومًا، وعند عودته أمر بإنشاء المطبعة السلطانية في زنجبار والتي أسهمت في نشر الكتب العُمانية ويعد هذا المخطوط أول مطبوع عُماني.
وأوضحت سلوى بنت سيف الراشدية مشرفة متحف الطفل بوزارة الثقافة والرياضة والشباب أن جناح سلطنة عُمان يعرض تقنية الواقع الافتراضي (VR) لعدد من العناصر المدرجة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، منها الخنجر العُماني وفن البرعة والفضاءات الثقافية، بهدف إظهار وتأصيل الهوية الثقافية وصونها ونشرها محليًّا وعالميًّا.
ووضح الدكتور أحمد بن حمد الربعاني مدير مركز الدراسات العُمانية ممثل جامعة السلطان قابوس في المعرض، أن الجامعة تشارك بعدد من الإصدارات التابعة للمركز في المجالات السياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية وبعض الإصدارات العلمية لمؤلفين داخل سلطنة عُمان وخارجها، الأمر الذي يتيح للباحثين والمهتمين فرصة البحث الواسعة وإمكانية النشر عبر تقديم الطلب لعمادة البحث العلمي أو مركز الدراسات العُمانية سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.
وقال زكي بن محمد ممثل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية: نشارك في معرض الدوحة الدولي للكتاب بـ 46 عنوانًا معظمها في العقيدة والفقه مع بعض الإصدارات الأخرى في علم الاجتماع والقواعد الفقهية والإباضية وهي دراسات مقارنة بين المذاهب الخمسة، وكتب تختص بالندوات والبحوث حول الماء والعمران وغيرها، بالإضافة إلى إصدارات لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان وموسوعة الضياء الفقهية.
وأكد طالب بن راشد العامري القائم بأعمال قسم الزيارات التعريفية بوزارة التراث والسياحة أن مشاركة الوزارة تأتي ضمن تحقيق هدف بث الرسائل الترويجية والتعريفية بقطاعي التراث والسياحة عبر مجموعة من الإصدارات، بالإضافة إلى العديد من الدراسات التوثيقية التي تمت في هذا المجال، وكذلك عرض المقاطع التي تعكس جمال سلطنة عُمان وتراثها وتاريخها وآثارها الضاربة في القدم وبيان الأنماط الحضارية والبشرية فيها والكثير من العادات والتقاليد.
وأضاف العامري أنه في إطار التكامل المؤسسي مع المؤسسات والجهات الأخرى ذات العلاقة والاختصاص بالمعرض تعمل الوزارة على إبراز جهود سلطنة عُمان في المجال المعرفي والثقافي بما يضمن تسليط الضوء على أبرز المنجزات التي خطتها الإصدارات العُمانية من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من هذا الحدث بالشكل الذي يعزز معرفة الجمهور بما حققته سلطنة عُمان من إنجازات في جميع القطاعات لاسيما القطاع التراثي والسياحي وإبرازها وجهة سياحية جاذبة بما تمتلكه من مقومات، وتقديم تراثها العريق لتحفيز الإقبال السياحي وتقديم سلطنة عُمان نموذجًا تراثيًّا يُحتذى به.وبيّن المصور أحمد بن محمد الطوقي عضو في الجمعية العُمانية للفنون أن الجمعية تشارك في دورة هذا المعرض بمجموعة من الصور المعروضة التي تظهر التنوع الطبيعي في سلطنة عُمان وبعض المظاهر الاجتماعية مع التركيز على مناظر من خريف ظفار بحكم قرب هذا الموسم وتشجيعًا لزوار المعرض في دولة قطر على زيارة موسم خريف ظفار، كما تنوعت الصور بين الصحراء في سلطنة عُمان والجبال والأسواق التقليدية والمحميات الطبيعية وغيرها؛ بهدف تعريف الزوار بالتنوع السياحي الذي تحظى به سلطنة عُمان.
وأضاف أن الجمعية سعت إلى تعريف الجمهور بالحركة الفنية في سلطنة عُمان والمتمثلة في فن التصوير والفنانين وهواة العود والتصميم الجرافيكي وغيرها من الفنون.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدولی للکتاب بالإضافة إلى من الإصدارات الع مانیة
إقرأ أيضاً:
الحرب في عامها الثالث.. ما الثمن الذي دفعه السودان وما سيناريوهات المستقبل؟
اتفق محللان سياسيان على أن الصراع المستمر في السودان منذ أكثر من عامين قد وصل إلى مرحلة حرجة، حيث تتفاقم الكارثة الإنسانية وسط تدخلات خارجية معقدة وفشل واضح للمجتمع الدولي في تحقيق أي اختراق لوقف الحرب، في حين يشهد الميدان العسكري تغيرات متسارعة.
وحسب أستاذ الدراسات الإستراتيجية والأمنية، أسامة عيدروس، فإن الحرب في السودان اتسمت منذ يومها الأول باستهداف مباشر للشعب السوداني، متهما الدعم السريع ومنذ بداية الحرب باقتحام بيوت المواطنين رفقة مليشيات مرتزقة، وتنفيذ "سلسلة ممنهجة من التهجير القسري واغتصاب النساء ونهب البيوت والمرافق الحكومية والبنوك".
ورأى عيدروس أن استهداف البنية التحتية كان مخططا له ومقصودا لجعل الحياة في العاصمة الخرطوم "غير ممكنة" ودفع سكانها قسرا للخروج منها، مؤكدا استمرار هذا النمط حتى الآن، ودلل على ذلك باستهداف الدعم السريع قبل 3 أيام محطات الكهرباء ومحطة المياه في نهر النيل في مدينة عطبرة وقبلها في سد مروي، وفي دنقلا في الولاية الشمالية، على حد ذكره.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أكد مؤخرا أن الحرب التي دخلت عامها الثالث قبل أيام قد جعلت السودان عالقا في أزمة ذات أبعاد كارثية يدفع فيها المدنيون الثمن الأعلى، ودعا لوقف الدعم الخارجي ومنع تدفق الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة.
إعلان
فشل أممي
وفي السياق نفسه أكد الكاتب والباحث السياسي، محمد تورشين، بأن الوضع الإنساني في السودان قد وصل إلى مستويات كارثية، مشيرا إلى وجود عدد كبير جدا من اللاجئين السودانيين في تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا.
وانتقد تورشين فشل الأمم المتحدة في إيصال المساعدات، قائلا إن الأمم المتحدة ممثلة بالوكالات الإغاثية فشلت تماما في إيصال الاحتياجات والمساعدات لمن هم بحاجة إليها.
واتفق المحللان على وجود تدخل خارجي واضح في الصراع السوداني، وقال عيدروس إن الراعي الإقليمي للدعم السريع أمده بتقانات عسكرية متطورة خصوصا المسيرات ومنظومات الدفاع الجوي، مؤكدا أن الدعم السريع يفتقر إلى أي مشروع سياسي حقيقي، ما يعني أن ما يجري هو عبارة عن "مخطط مصنوع من الخارج" حسب رأيه.
وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية على الأرض أوضح عيدروس أن الدعم السريع تمدد حتى وصل مدينة الدندر في الشرق، لكن الجيش السوداني تمكن مؤخرا من تحرير الدندر والسوكي وسنجة وولاية سنار وولاية الجزيرة، بالإضافة إلى تحرير ولاية الخرطوم كاملة وفتح الطريق إلى الأبيض مرورا بتحرير مدن أم روابة والرهد وغيرها.
وأكد أن القوة الصلبة للدعم السريع انكسرت، وقيادتهم تشتتت وليس لديهم سيطرة على قواتهم، مشيرا إلى أن قوات الدعم في كردفان تشتكي من أنها تركت تقاتل وحدها والجيش السوداني يتقدم في مساحات واسعة.
ومع أن تورشين رجح بأن تكون قوات الدعم السريع قد تلقت ضربات موجعة أضعفت مقدرتها العسكرية وتسببت بانسحابها من الكثير من المناطق، فإنه لم يستبعد أن تكون هذه القوات مازالت تمتلك العديد من القدرات والإمكانيات التي تمكنها من تهديد أمن واستقرار المناطق الآمنة.
واستبعد انتهاء الصراع المسلح قبل أن يتمكن الجيش من امتلاك آلة عسكرية أكثر تطورا من تلك التي بحوزة الدعم السريع، خصوصا المسيرات وأجهزة التشويش.
إعلان
الحل السياسي
وفيما يتعلق بالحل السياسي، رأى عيدروس أن السودان "يتعرض لعدوان" وأنه إذا لم يتم صد العدوان وتأمين المواطن السوداني في كل بقعة من بقاع السودان، فإنه لا يمكن الحديث عن مرحلة الحل السياسي. ووجه انتقادا للقوى السياسية السودانية، قائلا إنها استقالت من مهامها الحقيقية ولم تستطع تقديم توصيف حقيقي لما يجري على الأرض.
وشدد على أن الحكومة الحالية هي حكومة الأمر الواقع وأنها تملك فقط حق إدارة الأزمة الموجودة حاليا وليس من حقها التقرير نيابة عن الشعب السوداني في شأن مستقبلي.
أما تورشين، فرأى أن الحل السياسي يتمثل بدمج قوات الدعم السريع وكافة المليشيات الأخرى في جيش وطني واحد مع ضرورة إجراء عملية إصلاح واسعة بالبلاد، ثم البدء بحوار سوداني- سوداني بمشاركة كل الأطراف للاتفاق على مرحلة انتقالية بكافة تفاصيلها، محذرا من فكرة تكوين حكومة مدنية في الظروف الحالية، باعتبار "أن الأوضاع غير مواتية، وأنه لا صوت يعلو فوق صوت البندقية".
وتوقع المتحدث نفسه أن يشهد مستقبل السودان السياسي تغييرا جذريا، على يد شرائح كثيرة من الشباب السوداني الذين لديهم انتقادات كثيرة على أداء الإدارات السابقة، ويحلمون بإنشاء منظومات سياسية بأفكار جديدة.