خريطة للدماغ بحجم نصف حبة أرز.. تكشف تفاصيل لم تُر من قبل
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
أقدم فريق علمي من جامعة هارفارد بالمشاركة مع باحثين من شركة "غوغل" على إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لجزء صغير من الدماغ بدقة متناهية. ويوضح النموذج كلّ خلية توجد فيه على حدة، والروابط العصبية التي تجمع بين بعضها البعض، في حين لا يتجاوز النموذج نصف حجم حبة الأرز.
وعلى الرغم من حجمه البالغ الصغر الذي لا يتجاوز نحو مليمتر مكعب واحد، فإنّ النموذج مليء بالتفاصيل الهائلة والدقيقة، إذ يحتوي على 57 ألف خلية، و230 ملم من الأوعية الدموية، و150 مليون مشبك عصبي، والتي تشكل معًا 1400 تيرابايت من البيانات.
واستغرق العمل على هذا الإنجاز الذي نُشِر في مجلة "ساينس" الدورية قرابة 10 سنوات، عن طريق دمج التصوير المجهري الإلكتروني وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لتشفير الألوان وإعادة بناء الروابط المعقدة لأدمغة الثدييات.
ويعد الهدف النهائي من المشروع البحثي هو إنشاء خريطة كاملة وعالية الدقة لجميع الروابط العصبية في دماغ الفأر، ومن المقدّر أن يتطلّب الأمر نحو 1000 ضعف كميّة البيانات الحالية التي توصّل إليها العلماء.
ويقول قائد الفريق العلمي الدكتور "جيف ليشتمان": إنّ توصيف النموذج الذي صُنِع بأنّه "جزء صغير" لا يعكس وجه الحقيقة، فَتَحت هذا الجزء يندرج الكثير والكثير من التفاصيل الدقيقة.
وتحتوي الخريطة الحديثة على تفاصيل لم تُعرض من قبل لبنية الدماغ، بما في ذلك مجموعة نادرة من المحاور العصبية (الألياف العصبية) المتصلة بنحو 50 مشبكا عصبيا. ولاحظ الفريق أيضا وجود بعض الشذوذ في الأنسجة، مثل وجود محاور عصبية شكّلت تجاعيد شديدة الانحناء. وبحكم أنّ الدراسة أجريت على عيّنة لمريض مصاب بالصرع، فلا يدرك الباحثون إذا ما كانت هذه الانحناءات نتاجا لحالة مرضية أم أنها طبيعية.
وأتاحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتطورة من عملاق التكنولوجيا "غوغل"، إعادة بناء أنسجة الدماغ ورسم خرائط ثلاثية الأبعاد، كما أنّ الفريق طوّر مجموعة من الأدوات وجعلها متاحة لجميع الباحثين لاستخدامها في المستقبل.
وقال أحد المطورين من غوغل وهو "فيرين غاين": إنه بالنظر إلى الاستثمار الهائل الذي خُصص لهذا المشروع، كان ينبغي علينا تقديم النتائج بطريقة يمكن لأي شخص آخر الاستفادة منها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
“واشنطن بوست” تكشف عن مساعدة قدمتها “غوغل” للجيش الإسرائيلي في حربه على غزة
الولايات المتحدة – أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن شركة “غوغل” عملت على تزويد الجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في بداية حرب غزة.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على وثائق تؤكد أن موظفي “غوغل” عملوا على تزويد الجيش الإسرائيلي بإمكانية الوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي منذ الأسابيع الأولى للحرب على غزة.
وتظهر الوثائق الداخلية أن “غوغل” ساعدت بشكل مباشر وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، على الرغم من جهود الشركة للنأي بنفسها علنا عن جهاز الأمن القومي في البلاد بعد احتجاجات الموظفين ضد عقد الشركة مع الحكومة الإسرائيلية.
وقامت “غوغل” بطرد أكثر من 50 موظفا العام الماضي بعد أن احتجوا على العقد، المعروف باسم “نيمبوس”، بسبب مخاوف من أن تكنولوجيا الشركة تساعد البرامج العسكرية والاستخباراتية التي أضرت بالفلسطينيين.
وكشفت الوثائق أنه في الأسابيع التي تلت هجوم 7 أكتوبر، قام أحد موظفي “غوغل” في قسم السحابة (Cloud) التابع لها بتصعيد طلبات وزارة الدفاع الإسرائيلية لزيادة الوصول إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة.
وأشارت الوثائق، التي توضح تفاصيل المشاريع داخل قسم السحابة في “غوغل”، إلى أن الوزارة الإسرائيلية أرادت بشكل عاجل توسيع استخدامها للخدمة التي تسمى “Vertex”، والتي يمكن للعملاء استخدامها لتطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بياناتهم الخاصة.
وحذر أحد موظفي “غوغل” في إحدى الوثائق من أنه إذا لم توفر الشركة المزيد من الوصول بسرعة، فإن الجيش سيتحول بدلًا من ذلك إلى منافس “غوغل” السحابي “أمازون”، والذي يعمل أيضًا مع الحكومة الإسرائيلية بموجب عقد “نيمبوس”.
وأظهرت وثيقة أخرى، تعود إلى منتصف نوفمبر 2023، الموظف وهو يشكر زميله في العمل لمساعدته في التعامل مع طلب وزارة الدفاع. ولا تشير الوثائق بالضبط إلى الكيفية التي خططت بها وزارة الدفاع لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي من “غوغل” أو كيف يمكن أن تساهم في العمليات العسكرية.
كما أظهرت وثائق أخرى مؤرخة لربيع وصيف عام 2024 أن موظفي “غوغل” طلبوا وصولًا إضافيًا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي.
وحتى نوفمبر 2024، وهو الوقت الذي حولت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية جزءا كبيرا من غزة إلى أنقاض، تظهر الوثائق أن الجيش الإسرائيلي كان لا يزال يستغل “غوغل” للحصول على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا للوثائق، فإنه في أواخر ذلك الشهر، طلب أحد الموظفين الوصول إلى تقنية “Gemini AI” الخاصة بالشركة لصالح الجيش الإسرائيلي، الذي أراد تطوير مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص به لمعالجة المستندات والصوت.
وقالت “غوغل” سابقًا إن عقد “نيمبوس” مع الحكومة الإسرائيلية “ليس موجها إلى أعباء عمل حساسة للغاية أو سرية أو عسكرية تتعلق بالأسلحة أو أجهزة المخابرات”.
ولا تشير الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة إلى كيفية استخدام الجيش الإسرائيلي لقدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة “غوغل”، والتي يمكن استخدامها لمهام مثل أتمتة الوظائف الإدارية بعيدًا عن الخطوط الأمامية.
وفي وقت سابق، قال غابي بورتنوي، المدير العام للمديرية الوطنية للسايبر في الحكومة الإسرائيلية، إن عقد “نيمبوس” ساعد في التطبيقات القتالية بشكل مباشر.
وأضاف: “بفضل نيمبوس، حدثت أمور استثنائية أثناء القتال، وهذه الأمور كانت حاسمة في الانتصار – لن أتوسع في الحديث عن ذلك”.
وبحسب “واشنطن بوست”، لجأ الجيش الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر إلى أداة ذكاء اصطناعي تدعى “هابسورا”، تم تطويرها داخليا لتزويد القادة بأهداف بشرية وبنية تحتية لقصفها.
وتم بناء “هابسورا” باستخدام مئات الخوارزميات التي تحلل البيانات مثل الاتصالات التي تم اعتراضها وصور الأقمار الصناعية لتوليد إحداثيات الأهداف العسكرية المحتملة مثل الصواريخ أو الأنفاق.
وأفاد مسؤول إسرائيلي للصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي يتعاقد مع شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تطور روبوتات الدردشة الآلية، ويستعملها في مسح الصوت والفيديو والنصوص.
المصدر: “واشنطن بوست”