الأشهر الحرم شهور مقدسة في الإسلام تتميز بفضل خاص وقدسية، وهي: محرم، ورجب، وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجة، وقد أكد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فضلها في أحاديثه، مع ضرورة الحرص على  الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم، مما يجعلها أياماً مميزة لأداء العبادات والأعمال الصالحة.

مركز الأزهر العالمي 

وأوضح الشيخ السيد عرفة عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الأشهر الحرم لها مكانة خاصة عند المسلمين، وضمن الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم، ما ورد عن النَّبيِّ ﷺ أنه قَالَ: إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب»، لافتا إلى أن المسلم عليه أن يحقق كل ما يستطيعه من الطاعات خلال هذه الأيام.

الأعمال الصالحة 

وأضاف عضو الأزهر للفتوى لـ«الوطن» أنَّ المواظبة على الأعمال الصالحة ضمن الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم  بهذه الأيام من الأمور المستحبة وكذلك الاجتهاد في الطاعات، بالإضافة إلى الصيام وخاصة صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، والحج لمن استطاع إليه سبيلا، كما نصح المسلمين بالابتعاد عن الظلم والأمور التي تحمل الإنسان ذنوبا في هذه الأيام المباركة، وكذلك الإكثار من الصدقات وإطعام الطعام.

فضل الأشهر الحرم

وأشار إلى أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أخبر أن الأيام العشر من ذي الحجّة الواقعة في الأشهر الحُرُم من أفضل الأيام، وأن ثواب العمل الصالح فيها أعظم من غيرها، قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ).

أدعية الأشهر الحرم

ونصح المسلمون بالتضرع إلى الله بالدعاء ضمن الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم ومن الأدعية المستحب ترديدها:

- اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ.

- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ.

- يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مركز الأزهر العالمي مركز الأزهر الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم الأشهر الحرم الأعمال المستحبة

إقرأ أيضاً:

حكم العجز عن الوفاء بنذر الصيام لكبر السن

أوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة والقانون وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، في إجابته عن استفسار ورد إليه من إحدى المستمعات، التي نذرت صيام أيام من شهر شوال – غير الأيام الستة المستحب صيامها – لكنها مع تقدم السن بات الوفاء بالنذر صعبًا أو مستحيلًا بالنسبة لها.

واستشهد لاشين بقول الله تعالى في القرآن الكريم، مثنيًا على من يوفون بنذورهم: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الإنسان: 7]. كما أشار إلى الحديث النبوي الذي رواه أهل السنة: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه".

النذر في الأحكام الشرعية

أوضح لاشين أن النذر هو التزام الإنسان بفعل قربة وطاعة لم يوجبها الشرع في الأصل، فلا يكون النذر في الواجبات، لأنها ثابتة بأصل الشرع، لكنه يكون في المستحبات والمندوبات، مثل نذر شخص عدم التخلف عن صلاة الجماعة أربعين يومًا متتالية، أو التزامه بقيام الليل لمدة شهر.

أما النذر في المحرمات والمكروهات، فهو غير جائز ولا يجب الوفاء به، مثل أن ينذر شخص مقاطعة صلة رحمه أو الامتناع عن الحديث مع أحد أقاربه. واستدل بحادثة الصحابي أبو إسرائيل الذي نذر الصيام وعدم الجلوس أو التحدث أو الاستظلال، فأمره النبي ﷺ بالجلوس والتكلم والاستظلال، ولم يُجز من نذره إلا الصيام.

المخرج الشرعي لمن عجز عن الوفاء بالنذر

أكد لاشين أنه إذا نذر الإنسان صيامًا وكان قادرًا على الوفاء به في البداية، لكنه مع تقدم السن أصبح غير قادر على ذلك أو أصبح الوفاء بالنذر يمثل مشقة كبيرة أو استحالة، فالشريعة ترشده إلى مخرج شرعي يرفع عنه الحرج. وفي هذه الحالة، يجوز له التحلل من نذره بكفارة يمين، وذلك بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم يستطع فليصم ثلاثة أيام، مستندًا إلى قول النبي ﷺ: "كفارة النذر كفارة يمين".

وختم لاشين فتواه بالتأكيد على أن هذا الحكم يرفع الإثم عن العاجز عن الوفاء بنذره، داعيًا الله أن يتقبل الأعمال الصالحة من الجميع.

 

مقالات مشابهة

  • 3 دعوات تمسكوا بها في شهر شعبان.. اغتنموا هذه الأيام قبل رفع الأعمال
  • كل ما تريد معرفته عن ليلة النصف من شعبان.. فضلها والأعمال المستحبة
  • حكم العجز عن الوفاء بنذر الصيام لكبر السن
  • في أول أيامه.. فضل شهر شعبان وحكم الصيام فيه
  • إمام الحرم: مقابلة نعم الله بالشكر سبيل لزيادتها ودوامها
  • حكم الصيام في شعبان وفضله.. دار الإفتاء تجيب
  • فضل شهر شعبان والأدعية والأعمال المستحبة
  • فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة به.. سورة الكهف والصلاة على النبي
  • فرصتك للتقرب إلى الله.. أفضل الأعمال والعبادات في شهر شعبان
  • أيام الصيام المستحبة في شهر شعبان 2025.. اعرفها بالتواريخ