¤ *أولاً:* توافق احزاب سياسية وقوى مدنية وحركات مسلحة تحت مسمى (قوى ميثاق السودان) بالقاهرة امس الاول هو ميلاد لتحالف جديد.. حتى ولو لم تعلن مكوناته ذلك، وهى خطوة ذكية، بدليل ضخامة عضويته التي تجاوزت الخمسين.. واتفاقها على كثير جداً من القضايا.. مما يمكن التحالف من ملءالفراغ الماثل في المشهد.. وازاحة (تقدم) التي تزعم تمثيلها الشعب السوداني.
¤ *ثانياً:* ضمت (ميثاق) مكونات من اقصى اليمين مثل حركة الاصلاح الآن بقيادة د. غازي العتباني الذي وقع شخصيا على (رؤية الانتقالية).. والمؤتمر الشعبي الذي وقع انابة عنه أمينه العام الاسبق د. بشير ادم رحمة.. ومن اقصى اليسار شاركت اثنين من احزاب البعث.. وايضا مجلس الصحوة الثوري بقيادة موسى هلال.. وهي اطراف معروفة ومؤثرة في المشهد بجانب الاتحادي الأصل، حزب الامة بزعامة مبارك الفاضل، مجلس البجا بقيادة ترك ، العدل والمساواة، قوى الحراك الوطني بقيادة د. سيسي وحركة مناوي.
¤ *ثالثاً:* اظهرت (ميثاق) المامها بقضايا الساحة السياسية من خلال تناولها وتبنيها ملفات مهمة مثل الحوار (السوداني – السوداني)، دعوتها للحوار دون اقصاء ، التوافق الوطني بحده الأدنى.. دعوة الوسطاء الإقليميين والدوليين الوقوف على مسافة واحدة من الجميع.. اقتراح ان تكون الفترة الانتقالية فترة تاسيسية يتم خلالها عقد المؤتمر الدستوري.
¤ *رابعاً:* ادخلت (ميثاق) نفسها في مازق
تعقيد الحلول السياسية.. وتحويلها لمداخل دستورية ومجادلات فقهية في هذه المرحلة.. وهو الامر الذي نبهت اليه حركة المستقبل للإصلاح والتنمية عضو (ميثاق).. حيث دعت في بيان لها تبني رؤية تخاطب واقع الحرب وترسيخ تكتل سياسي منظم وقوي وفاعل واستراتيجي.. وتبني واقع الحرب بالاصطفاف مع القوات المسلحة والمقاومة الشعبية.. واقترحت الحركة تُبنى الرؤى التوافقية حاليا لمخاطبة واقع الحرب وتحديات ما بعدها.
¤ *خامساً:* قفزت (ميثاق) فوق مرحلة الحرب الى الفترة الانتقالية والسلطة وتحدثت بتفصيل دقيق عنها.. وهو امر صعب النفاذ اليه مالم تتوقف الحرب.. ولذلك لم تقدم رؤية واضحة لايقاف الحرب. او ربما الخوض في ذلك لتتحاشى المليشيا
*سادساً:* جددت (ميثاق) دعمها للقوات المسلحة.. ولكن بالمقابل خلا خطابها من الاشارة للدعم السريع بصفته مجموعة اجرامية، ارهابية.. ولم تدين بشكل صريح الانتهاكات والافعال التي ارتكبتها وترقى لجرائم حرب.. حتى عندما تناولت، مؤتمر جدة والاتفاق على اخلاء منازل المواطنين والخروج من الاعيان المدنية.. لم تشير الى ان المليشيا معنية بالالتزام بهذا البند..
¤ *سابعاً:* لم تدين (ميثاق) الدعم السريع او تصفه بما يليق به كونه مليشيا او جماعة ارهابية .. وجاء في الرؤية (إطلاق مصالحة وطنية شاملة في البلاد)، ترى هل يمكن ان تشمل المليشيا ؟.. لم يرد الحديث عن المليشيا الا في فقرة ولاية وزارة المالية على المال العام بايلولة كافة استثمارات وشركات وأموال الدعم السريع للمالية.
¤ *ثامناً:* لم تقدم (ميثاق) رؤية واضحة للحوار (السوداني – السوداني).. بسبب تركيزها على اعداد رؤية لادارة المرحلة.. نتفق او نختلف معها فقد بذلت فيها جهدا .. واصبحت اشبه بوثيقة دستورية جديدة، ستدار بها المرحلة المقبلة.. وهو امر لو لم يتم الانتباة اليه قد يفضي الى اقصاء.
¤ *تاسعاً:* بدت (ميثاق) متناقضة بشأن اتفاق سلام جوبا.. شددت على اهمية تنفيذه، وفي ذات الوقت دعت لاستمرار تجميد اتفاق مسار شرق السودان.. وطالبت بمعالجة قضية الشرق بالدعوة لمنبر تفاوضي مقبول لأهل الاقليم.. وهو تحايل سياسي هدفت من وراءه ارضاء الناظر ترك المناهض للمسار.. مع العلم ان مسار الشرق نص على حوار (شرقاوي)، لاستكمال اي نواقص في الاتفاق.
*عاشراً:* كذلك ظهر تناقض (ميثاق) تجاة مشاركة القوات المسلحة في السلطة.. فمن خلال الرؤية التي قدمتها، نبهت الى ضرورة ان تنأى المؤسسة العسكرية عن المشاركة في الحياة السياسية.. وجاءت في تصوراتها لمؤسسات الحكم ان يتكون مجلس السيادة من مدنيين وعسكريين.. كما ان (ميثاق) تنوي اغراق القوات النظامية بالحركات المسلحة بايرادها مقترح استكمال الترتيبات الامنية في الاتفاقيات الاخري.. وهو امر يثير الشكوك.
اسامه عبد الماجد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الأزهر يدعو إلى وضع ميثاق أخلاقي لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أنّ مؤتمر «ضمانُ جودةِ التعليمِ في عصرِ الذكاءِ الاصطناعي» الذي عقدته الهيئة القوميَّةِ لضمان جودة التعليم والاعتماد، اليوم الأحد بالقاهرة، يسهم في تحقيق التنميةِ المستدامة ورؤيةِ مصر2030، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أنَّ جودة التعليم تعدُّ قضيةَ أمنٍ قوميٍّ؛ من أجل النهوض بمنظومة التعليم، ونشر ثقافة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم المصري وتحقيق جودته.
استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليموأضاف «الضويني» خلال كلمته في المؤتمر السابع للهيئة الذي عقد بعنوان «جودة التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي» بحضور وزراء التعليم العالي والأوقاف والتربية والتعليم والعمل، ومُمَثلين عن جميع مُستويات التعليم بمصر، ولفيف من الخُبراء والمسؤولين الدوليين.
وأردف أن أهمية هذا المؤتمر تأتي في تعزيز وتشجيع المؤسسات التعليمية على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بشكل فعَّالٍ وآمن، وتحقيق جودة التعليمِ المرجوة من خلال تقديم مِنصةٍ للنقاش، والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التعليم والذكاء الاصطناعي. كما تكمن أهمية المؤتمر في رسم السياسات، واتخاذ القرارات المناسبة تجاه منظومة التعليم.
وبيَّن وكيل الأزهر أنه لا أحد يستطيع أن ينكر مساهمة الذكاء الاصطناعي في ارتقاء وتطوير التعليم عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التعليم من: المحتوى الرقمي، وأنظمةِ التعليم الذكي، والواقعِ الافتراضي، والواقعِ المعزز، وأنه مرشحٌ بقوةٍ للتطور بشكل كبير في السنوات القادمة.
تطويرَ منظومة التعليموأشار إلى أن تطويرَ منظومة التعليم وضمانَ جودته، يجب أن يواكبَ التطورات التكنولوجيَّة المعاصرة، وبما أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على تغيير شكل التعليم، فهذا يتطلبُ إحداثَ تغييرٍ في أهداف التعليم ومناهجه، وبيئاتِ التعلُّم، وبرامجِ تأهيل وإعداد المعلم، وبرامجِ الجودة والاعتماد.
وتابع أن تطوير المنظومة يحتاج كذلك إلى تكييفَ أنظمة الذكاء الاصطناعي في التعليم؛ لتلبية احتياجاتِ الطلاب وتطلَّعاتهم المتنوعة، ولمواجهة التحديات المتعلقة بالتعليم والتعلم في العصر الرقمي.
وقال إنه بناء على ذلك، يجب على مؤسسات التعليم تحسينُ أدائِها، بوضع آليات ملائمة؛ للاستفادة من التقدم المستمر والمتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ حتى تضمن هذه المؤسسات لنفسها البقاءَ والمنافسة. وإن التطوير المستمر للذكاء الاصطناعي سوف يدهشُ العالم بشكل كبير في المستقبل القريب في قطاعات عدة، يأتي على رأسهِا قطاعُ التعليم، الذي يُتوقَّعُ له أن يشهدَ تغييرًا جذريًّا في أدواته ووسائله ومناهجه وتأهيل معلِّميه.
وتحدث وكيل الأزهر عن التعليم الأزهري بوصفه يمثل أحد أهم قطاعات التعليم في مصر والعالم الإسلامي، يَدرسُ فيه أكثر من مليونين ونصف المليون طالب، من بينهم ما يقرب من ستين ألف طالب وافد من أكثر من (مئة وأربعَ عشرةَ) دولةً حول العالم. مضيفًا أن الارتقاء بأي مجال من مجالات التنمية في مصر والعالم لا يمكن أن يتم إلا بالتعليم الجيد، والأزهر الشريف حريصٌ على تطوير العمليةِ التعليميةِ، انطلاقًا من المعلم، ومرورًا بالمناهج والوسائل التعليمية، وانتهاء بالبِنية التحتية؛ لتحقيق رؤية الدولة المصرية 2030؛ لتكون قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي، والتفاعل مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليميَّة لطلابها في المعاهد الأزهرية والجامعة، بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ووطنهم.
وأشار «الضويني»، إلى رؤية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي وجه بضرورة مواكبة التقدم التكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه؛ فقام الأزهرُ الشريف -في إطار هذه التوجيهات- بإنشاء ما يقرب من 60 مركزًا لنشر ثقافة الجودة والتنمية المهنية للمعلمين بالمعاهد المستهدفة ضمن خُطَّة الجودة، وذلك لتقديم الدعم الفني لها، ولدعم منظمة الجودة بالأزهر الشريف، كما عقد قطاعُ المعاهد الأزهريَّة العديد من الدورات التدريبة المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، آخرَها كان في أواخر الشهر الماضي وكانت تحت عنوان: (تطبيقات الذكاء الاصطناعي وآليات الاستفادة منها في العملية التعليمية)، شارك فيها أكثر من 80 متدربًا من العاملين في الأزهر الشريف، وذلك استشرافًا للدور الذي ستقوم به تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، في تحسين فاعلية تقييم المؤسسات والبرامج التعليمية والتدريبية، وبناء الثقة في المخرجات التعليميَّة على المستوى الوطني والإقليمي والدُوَلِي.
تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعيوطالب وكيل الأزهر خلال كلمته بأهمية أن يكون تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، داعيًا إلى وضع ميثاق أخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، يشمل: مجموعة المبادئ والقيم والاعتبارات الأخلاقية، التي توجه وترشد وتسهم في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي واستخدامه بطريقة مسئولة وأخلاقية، تحمي حقوق الإنسان، وتعمل على تعظيم الفوائد، وتقليل الأضرار، وتساعد على الحد من التحيز، وتُسهم في تعزيز قِيَمِ المساواة والشفافية والإنصاف، وتحمي الخصوصيَّة لجميع أطراف العملية التعليمية؛ حتى تؤتى الثمرة المرجوة منها.
كما دعا في ختام كلمته إلى تعزيز التعاون والشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، والأكاديميين؛ لتطوير وتطبيق أفضل الممارساتِ المتعلقة بجودة التعليم والذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوعي والتدريب المستمر للمعلمين والمتعلمين؛ حتى نضمن مخرجاتٍ تعليميةً فاعلة. وأهمية تكاتف جميع الجهات المعنية من أجل وضع تصور عملي؛ لتعظيم الاستفادةِ من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية والارتقاء بها، استفادةً تطبق العدالة والشفافية، وتحترم الخصوصية لكل المشاركين في العملية التعليمية.