عربي21 تحاور منسق BDS.. لدينا أرضية شعبية لنشر الوعي وسنصعّد فضح المطبعين
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
لم تنحصر تبعات وأصداء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة داخل قطاع غزة فقط، بل امتدت إلى ساحات عالمية مختلفة، وساهمت في تعزيز الحراك ضد الشركات الداعمة للاحتلال والمدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة للشركات المتواطئة في الاستيطان.
وساهمت الحرب في تعزيز ساحة الحراك في مختلف الجامعات العالمية حول القضية الفلسطينية، وهي المساحة التي كانت محل شد وجذب بين أنصار فلسطين وبين أذرع الاحتلال والمنظمات الداعمة له.
ولتسليط الضوء على هذه القضايا وغيرها، ومدى التفاعل التي حظيت به، أجرت عربي21 حوارا مع محمود نواجعة، منسق حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، المعروفة اختصارا باسم "BDS"، وهي حركة فلسطينية ذات امتداد عالمي تسعى لتحقيق الحرية والعدالة والمساواة وتعمل من أجل حماية حقوق الشعب الفلسطيني.
- كيف يمكن وصف حراك المقاطعة الشعبية الحالية في العالم العربي؟ وكيف أثرت الحرب الحالية على تجاوب الجمهور مع فكرة المقاطعة؟ وكيف اختار الناس عفويا أهدافهم للمقاطعة؟
حظيت حملات المقاطعة بتفاعل كبير منذ بداية الحرب الإبادية الإسرائيلية ضد شعبنا في غزة في السابع من أكتوبر، وشاهدنا نهوض جماهيري واسع يهدف إلى تدفيع جميع الشركات المتواطئة في الجرائم الإسرائيلية ثمن تواطؤها، من خلال تفعيل سلاح المقاطعة ضد الجهات التي أيدت إبادة شعبنا في قطاع غزة المحاصر.
ولدينا الآن أرضية شعبية خصبة لنشر الوعي حول الحملات المستهدفة التي تعمل عليها حركة مقاطعة "إسرائيل" (BDS) والتي تعني التركيز على عدد محدّد من الأهداف الأكثر تواطؤا والأكثر أهمية، من أجل مضاعفة الأثر، سواء كانت في أوقات تصعيد الحرب على الشعب الفلسطيني أم لا، لا على المقاطعة غير المستهدفة.
View this post on Instagram A post shared by (BDS) حركة المقاطعة (@bdsarabic)
على سبيل المثال، أطلقت الحركة نداء لمقاطعة "كارفور" بسبب تواطؤها في جرائم الاحتلال. وبرز دور "كارفور" خلال العدوان الإبادي الجاري عبر التبرع بآلاف الشحنات الشخصية لجنود جيش الاحتلال. وانطلقت أيضا مبادرات شعبيّة وحملات مقاطعة عضويّة ضد "ماكدونالدز" حول العالم، ما دفع باللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" للاستجابة لهذه الدعوات وتأييد حملة مقاطعة "ماكدونالدز"، لتدفيعها ثمن تأييدها وتورّطها في الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة للقانون الدولي، وأرغمت حركة المقاطعة "ماكدونالدز" لاحقا بإسقاط دعوى الترهيب التي رفعتها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي ضدّ مجموعة المقاطعة في ماليزيا (BDS Malaysia)، متهمة المجموعة بـ "التشهير" ومطالبة بتعويضات تفوق المليون دولار.
View this post on Instagram A post shared by (BDS) حركة المقاطعة (@bdsarabic)
كذلك أعلن المدير المالي للشركة أنها فشلت في تحقيق مبيعاتها المستهدفة لأول مرة منذ سنوات، ويرجع ذلك إلى حملات المقاطعة المتنامية ضدها، مضيفا أن: "المبيعات الدولية ستنخفض تباعاً في الربع الحالي.. مما أدى إلى انخفاض أسهم الشركة 2% في التعاملات المبكرة".
ونشرنا تقريرا مفصلا حول أهم مؤشرات التي تدلّ على تنامي تأثير حركة المقاطعة (BDS) والتي نعتقد أنّها تمثل عينة تمثيلية للكثير من التطورات المماثلة.
- كيف عملت حركة المقاطعة خلال سنوات على حشد الرأي العام العربي والعالمي وتطوير وعيه، هل كنتم تعملون وتنتظرون لحظة الاستجابة الواسعة الحالية؟
يرتفع الزخم لتفعيل أداة المقاطعة في أوقات التصعيد لأنها من أهم أشكال الكفاح الشعبي التي يستطيع الجميع أن يمارسه بسهولة، فحركة المقاطعة اليوم تُعد من الأشكال الرئيسية للمقاومة الشعبية والمدنية الفلسطينية، كما تعتبر أهم حركة تضامن عالمية على الإطلاق مع نضال شعبنا من أجل حقوقنا غير القابلة للتصرف، وأهمها تقرير المصير وعودة اللاجئين والتحرر من الاستعمار.
تعمل حركة المقاطعة (BDS) طوال الوقت - لا فقط في أوقات تصاعد الجرائم ضد الشعب الفلسطيني - على إنهاء تواطؤ الدول والشركات والمؤسسات والأفراد في نظام الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي من خلال بناء القوة من الأسفل إلى الأعلى وإعادة ربط النضال التحرري الفلسطيني مع نضالات أخرى حول العالم من أجل العدالة الاجتماعيّة والعرقيّة والاقتصاديّة والبيئيّة والجندرية وغيرها.
لذا، تبني الحركة تحالفات تقاطعيّة واسعة حول العالم، مكّنتها من مضاعفة التضامن مع فلسطين وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بين أوساط النقابات العمالية والأطر الفنية والأكاديمية وفي أوساط بعض أكبر صناديق الاستثمار في العالم وبين الحركات الاجتماعية الأوسع في العالم.
وفي هذا الوقت بالذات تدعو حركة مقاطعة "إسرائيل" إلى تصعيد حملات المقاطعة والضغط من أجل وقف فوري للعدوان على قطاع غزة والإبادة الجماعية التي يواجهها أبناء شعبنا.
- الحراك الحالي في الجامعات الأمريكية هو نتاج سنوات طويلة من العمل الطلابي ضد الشركات الداعمة للاحتلال، كيف يمكن الاستفادة منه والبناء عليه؟
لطالما لعبت الحركة الطلابية دورا حاسما ومحوريا في النهوض بالنضالات التحررية في منطقتنا العربية وحول العالم، وكانت فلسطين ونضال شعبها الحر على الدوام إحدى ركائز هذا النضال، على اختلاف التوجهات السياسية. ولم يكن التزام الحركات الطلابية العربية بقضية فلسطين يوما نابعا فقط من أحقية هذه القضية، بل من وعي تلك الحركات الراسخ بأنّ خطر المشروع الصهيوني في منطقتنا العربية لا يقتصر على فلسطين والفلسطينيين فحسب، بل يمتدّ إلى مقدّرات ومصالح أوطانهم أيضا.
- الجامعات كانت ساحة لانتصارات أو حتى قمع إضافي للطلاب وحراكهم، كيف ستكون هذه الساحة خلال السنوات المقبلة وما المطلوب منها؟
وفي هذه المرحلة بالذات، لا يتمحور دورنا حول رفع الوعي فقط، بل أيضا من واجبنا تصعيد العمل والتنظيم وتحريك جميع عوامل الضغط من أجل إسناد النضال الفلسطيني حتى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وكسر الحصار عنها ومحاسبة داعمي العدو الإسرائيلي وممكّني الإبادة ضدّ شعبنا من حكومات وشركات ومؤسسات، ونكثف الجهود والطاقات في الجامعات من أجل:
1- التواصل مع الكوادر الأكاديمية من أساتذة ومحاضرين للتنسيق يداً بيد لأنشطة وفعاليات من أجل فلسطين، واستلهام برامج عمل من وحي التحديات والأسئلة التي أفرزتها الحرب الإبادية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في كلّ بلد؛ لنستكشف كدوائر وكليات كيف يمكننا تنظيم محاضرات وندوات تحرّرية.
2- تنظيم حواريّات وندوات نقاشية حول النضال الفلسطيني ودور الطلبة والأكاديميين الميداني في مقاومة موجة التطبيع الأكاديمية التي تعصف ببعض الدول في المنطقة العربية.
3- تنظيم حملات لضمان أن تكون الجامعة أو المؤسسة الأكاديمية منطقة خالية من شركات وعلاقات الاستعمار والتطبيع؛ أيّ أنها لا تتعامل مع أي شركات إسرائيلية أو داعمة لجرائمها وليست جزءاً من أية برامج هادفة لتطبيع التعامل مع العدوّ الإسرائيليّ ومؤسساته الأكاديمية.
4- تنظيم حملات ضغط هادفة لطرد إسرائيل من كافة الأجسام الدولية الأكاديمية؛ لنبحث في علاقات جامعاتنا ومؤسساتنا الأكاديمية الخارجية ونعمل مع القائمين عليها حتى طرد إسرائيل.
5- تنظيم حملات للتعريف بأداة المقاطعة وأبرز الشركات المتواطئة والداعمة للعدو الإسرائيلي ومنظومته الاستعمارية، فضلاً عن التشبيك مع مجموعات المقاطعة ومناهضة التطبيع خارج أسوار الجامعة لاستكشاف آليات الشراكة معها.
6- الانضمام للأنشطة والفعاليات الوطنية خارج الجامعة: لتساهم الأجسام الطلابية والأكاديمية في تصعيد الضغط ضد الحكومات أو الشركات أو المؤسسات المتواطئة مع العدو الإسرائيلي عبر الانضمام أو التنظيم لوقفات وتظاهرات، حيثما وكيفما أمكن، أمام السفارات الأمريكية (أو الإسرائيلية إن وجدت)، أو أمام مقرّات الشركات أو المؤسسات المتورطة في دعم إبادة الشعب الفلسطيني.
- هل يمكن تصعيد نبرة فضح المطبعين خلال الفترة المقبلة دون المجازفة بفقد تأييد المقاطعة أو التأثير عليها؟
بالتأكيد، فالمطالبة بإسقاط المعاهدات مع العدو الإسرائيلي هي من أبرز الخطوات العملية التي طرحتها حركة المقاطعة للبناء على هذه اللحظة التاريخية، من خلال الضغط على الحكومات ومراكز القرار من أجل إغلاق سفارات العدو وإنهاء جميع الاتفاقيات التطبيعية والتحالفات العسكرية-الأمنية التي أبرمتها بعض الأنظمة العربية الديكتاتورية مع إسرائيل - وعلى رأسها التجارة العسكرية معه.
View this post on Instagram A post shared by (BDS) حركة المقاطعة (@bdsarabic)
وشهدنا مظاهرات عارمة في كافة أنحاء الوطن العربي كان شعارها الأبرز "لا للتطبيع"، وأظهر آخر استطلاع للرأي بأنّ 96% من الشعب السعودي الشقيق، على سبيل المثال، يؤيد قطع جميع العلاقات مع العدوّ الإسرائيلي رغم قيام النظام السعودي بالتطبيع التدريجي العلني خلال سنوات عدة.
View this post on Instagram A post shared by (BDS) حركة المقاطعة (@bdsarabic)
View this post on Instagram A post shared by (BDS) حركة المقاطعة (@bdsarabic)
ذلك فضلا عن تجديد اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، النداء الذي أطلقته بالتعاون مع عشرات الأحزاب والنقابات والجمعيّات والقوى ومنظّمات حقوق الإنسان في المنطقة العربية، لمقاطعة جميع المحافل والفعاليات والأنشطة التي تنظم تحت رعاية النظام الإماراتي الاستبدادي لخيانته القضية الفلسطينية وتحالفه الوثيق وغير المسبوق مع العدوّ الإسرائيلي، وأيضا لمقاطعة جميع الشركات والأطر الإماراتية والعربية والدولية المتورّطة في هذا التحالف الإماراتي- الإسرائيلي كونها شريكة في حرب الإبادة ضدّ شعبنا.
إنّ تطبيع وخيانة بعض الأنظمة الرسمية غير المنتخبة وتحالفاتها العسكرية-الأمنية، مثل النظام الإماراتي والمغربي والبحريني، مع العدو تسهم بمدّه بالمساحة والقدرة اللازمتين لحربه الإبادية؛ إذ قُدّرت قيمة الصادرات العسكرية الإسرائيلية لهذه الأنظمة بنحو 3 مليارات دولار قبل عام واحد فقط من بدء الإبادة ضدّ شعبنا.
- ما هي أهم الأهداف التي تسعون إليها حاليا في حركة المقاطعة؟
أهم أولويات الحركة حالياً هي توجيه كل القوة الشعبية التي بنيناها مع شركائنا حول العالم خلال أعوام نحو الضغط على صانعي القرار من أجل إجبار المعسكر الإبادي الأمريكي-الإسرائيلي، المدعوم أوروبيا، على وقف الحرب الإبادية وإنهاء الحصار على غزة. وجزء من هذا الضغط يأتي من خلال تصعيد حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات وأيضا من خلال الضغط المباشر على أعضاء البرلمانات والحكومات والشركات ووسائل الإعلام المتواطئة من خلال "الاحتلال السلمي" لمقراتها وإرباك عملها المعتاد وتواطؤها المستمر بشتى الطرق السلمية.
فمثلاً، نعمل بشكل وثيق مع نقابات عمالية، بالذات العاملة في مجال الشحن البحري، لإعاقة شحن الأسلحة إلى إسرائيلي، وهذا ما قامت به نقابات عدة في بلجيكا وكتالونيا وإيطاليا واليونان وتركيا وحتى في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
كما نضغط بقوة على حكومات صديقة لشعبنا من أجل فرض حظر عسكري على إسرائيل والعمل على طردها من عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن "الفيفا" وغيرها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية المقاطعة حركة المقاطعة فلسطين المقاطعة حركة المقاطعة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی حملات المقاطعة حرکة المقاطعة حول العالم مع العدو من خلال من أجل
إقرأ أيضاً:
«بناء الوعي وحروب الفكر من منظور الأمن القومي» في ندوة لمجمع إعلام بنها
نظم مجمع إعلام بنها اليوم الأحد بالتعاون مع إدارة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها ندوة تثقيفية تحت عنوان "بناء الوعي وحروب الفكر من منظور الأمن القومي المصري" تحت رعاية الدكتور أحمد محمد يوسف، عميد المعهد العالي للخدمه الاجتماعية ببنها.
جاء ذلك في إطار اهتمام الهيئة العامة للاستعلامات وسعيها الدائم لتنمية ورفع الوعي بكافة التحديات التي تواجه الدولة من خلال عقد لقاءات جماهيرية تستمر حتى نهاية نوفمبر 2024 ينفذها قطاع الإعلام الداخلي من خلال مراكزه المنتشرة بجميع محافظات الجمهورية تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلامي الداخلي.
حاضر فى الندوة الدكتور أحمد محمد يوسف عليق عميد المعهد العالى للخدمة الإجتماعية ببنها، والرائد دكتور أحمد إبراهيم كركيت، دكتوراة الإدارة الاستراتيجية واستشاري إعداد القادة والتنمية الذاتية والاقتصاد الرقمي، والدكتور منى على هدهد، مدير إدارة خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
بدأ اللقاء بكلمة ريم حسين عبد الخالق، مدير مجمع إعلام بنها، مؤكدة أن الأمن القومي المصري قضيه مشتركة بين شعب يمتلك الوعي والعزيمة والرغبة في النهضة ومؤسسات الدولة وقيادتها المخلصة، فإذا كانت الجمهورية الجديدة تبني استراتيجيتها وفلسفتها على بناء البشر والحجر في آن واحد، فإن من أولويات بناء البشر هو ترقية الوعي الوطني والفهم المجتمعي بصوره تتناسب مع العصر والتحديات الدولية والإقليمية التي تشهدها بلدنا و الإمكانيات المتاحة ونشر الحقائق بكل شفافية.
وأضافت مدير مجمع إعلام بنها، أن الأحداث التي شهدتها مصر في السنوات الماضية، أكدت أن الوعي المجتمعي قد يلعب دورا كبيرًا في تحديد وتيرة عملية التنمية المستدامة وصياغتها سلبيًا وإيجابيًا فبناء الوعي الوطني ضروري لمواجهة حروب الفكر ونشر الشائعات المغرضة التي تستهدف هدم الدولة المصرية وإسقاطها، بيد (أفاعي) الظلام الذين يتشكلون ويتلونون حتى يتمكنوا من لدغ استقرار الوطن ويصيبوا أمن الناس بالفزع بغرض إيقاف مسيرة التنمية التي تخوضها مصر باقتدار.
وتابعت مدير مجمع إعلام بنها، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد على أن عملية بناء الوعي للإنسان المصري معركه تقع مسؤوليتها على الجميع، دولة ومؤسسات وأفراد بهدف بناء شخصيه مصرية قوية قادرة على الحفاظ علي الدولة ومقدراتها و مواجهة التحديات والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية، فمسؤولية بناء الجمهورية الجديدة تقع على عاتق المواطن المصري بالدرجة الأولي وعلى قدر المسؤولية والإدراك والوعي والعمل سوف تكون النتيجة.
وتحدث الدكتور أحمد محمد يوسف، مؤكدًا على أن قضية بناء الوعي هي القضية الفارقة في المرحلة الحالية، فبناء الوعي له دور كبير في عملية البناء والتنمية وتأتي أهمية هذه العملية في مواجهة أي تزييف يستنزف قدرات وطاقات المجتمع، ويأتي كذلك دور الشباب كأحد أهم الأدوار الفاعلة في البناء الحضاري، من خلال المشاركة في تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الأفكار المتطرفة، ومواجهتها بكل الطرق الممكنة، خصوصًا تلك الأوسع انتشارًا بين الشباب، على شبكات التواصل الاجتماعي، والمنصات الرقمية، وهي في هذا العصر من أوسع أبواب الاستقطاب الفكري للجماهير عامة والشباب خاصة، ومن خلالها نشأت بعض الأدوات التي استخدمها المتطرفون وغيرهم للعبث بعقول وأفكار ومصائر الشباب، مما يؤثر بالسلب على عملية التنمية.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد كركيت، على أن الأمن القومى المصري هو مزيج من الاستراتيجيات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتكامل لضمان استقرار الدولة وحمايتها من التهديدات والتحديات، من خلال الاستثمار في القوة العسكرية و تعزيز الاستقرار السياسي وتحقيق التنمية الاقتصادية لذلك تسعى الدولة إلى تحقيق أمن مستدام يعزز من قوتها ومكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، و أن الأمن القومي المصري لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن رفع الوعي المجتمعي وتعزيز المواطنة وتوعية المواطنين بحجم الإنجازات المكثفة على الأرض وبخطوره الحروب اللانمطية في ظل ما يحيط بالدولة المصرية من تهديدات ومخاطر في الفترة الأخيرة وأن إعادة الثقة التي ساهمت حروب الفكر وحروب الجيل الرابع والخامس على أضعافها من خلال استبدال النزاعات والصراعات الخارجية بفتن داخلية تحقق نفس الغرض وتؤدي إلى إشاعة الفوضى وتأجج الحروب النفسية.
و شدد "كركيت" على أنه لابد من تعزيز ودعم منظومة القيم والأخلاق السوية وقبول الآخر لدى الشباب والنشء وتعزيز الأمل لديهم في غد افضل في مواجهة حروب الفكر و الشائعات و الحافظ على كيان المجتمع وهويته. وقام بدعوة الشباب إلى ضرورة الوقوف بقوة خلف القيادة السياسية من أجل المضى قدما في بناء الجمهورية الجديدة والحفاظ على الأمن القومى المصري ومواجهة الشائعات والأفكار الهدامة التي تستهدف تفتيت الدولة من الداخل وبث روح اليأس والإحباط.
وفي كلمتها، أضحت الدكتور منى هدهد، أن كل مواطن مصري عليه أن يعرف ويدرك حجم الصعاب والتحديات التي تقابلها مصر، فالإدارة المصرية عليها المحافظة على بقائها وحماية ثرواتها من خلال الحفاظ على القوة الشاملة للدولة بكل معانيها، وأكدت أن الدولة المصرية ممثلة في قيادتها الرشيدة حرصت على أن تتمسك بالقيم المجتمعية المصرية الأصلية، التي تؤدى لحالة من التماسك والترابط والتضافر والتلاحم أثناء مواجهة التحديات والأزمات والمساعي الراغبة في النيل من الأمة المصرية، جاء اللقاء من إعداد وتنفيذ مي أحمد شوقي، أخصائي إعلام بمجمع إعلام بنها.