دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تدعم الحفاظ على تراث العمارة الطينية
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
قادت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي سلسلةً من البرامج التدريبية والشراكات الناجحة خلال عام 2023، في إطار مهمتها الرامية إلى الحفاظ على الإرث الثقافي والتراثي للإمارة ونشره والترويج له.
وفي هذا الإطار، تعاونت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مع مؤسَّسة سو-هاث لحرفيِّي البناء، لتنفيذ برنامج تدريبي في مجال البناء الطيني لعمّالها بعنوان «إعادة تعلُّم».
ويدعم هذا البرنامج التدريبي الأهداف الاستراتيجية للدائرة بتعزيز خبرات ومهارات ومعارف الحرفيّين العاملين في مجال صون وحفظ تراث العمارة الطينية في المنطقة.
أسهم البرنامج، الذي تضمَّن العديد من المحاضرات وورش العمل، في إنشاء ثلاثة أدلة إرشادية للحفاظ على التراث الثقافي بأربع لغات؛ هي العربية والإنجليزية والأردية والهندية، وتتضمَّن هذه الأدلة مبادئ وتقنيات وتقاليد البناء الطيني.
وقال جابر المري، مدير إدارة البيئة التاريخية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يعدُّ الحفاظ على المباني التاريخية وتدريب الحرفيين أمراً بالغ الأهمية لحماية التراث الثقافي لإمارتنا وإرثها العمراني، ونحن ملتزمون بالتعاون مع الشركاء لتوفير الدعم اللازم ورعاية الحرفيين والعمال والمهنيين المتخصِّصين عبر تقديم برامج تدريبية بما يضمن نقل الخبرات والأساليب التقليدية للبناء، إلى جانب استدامة الحفاظ على التراث الطيني».
وتعاونت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في عام 2023 مع دباغ للعمارة، استوديو التصميم المعماري في دولة الإمارات المتحدة، لتصميم عمل تركيبي فني خاص بالنسخة الثانية من ترينالي الشارقة للعمارة، الذي اختتم في مارس 2024. ويستكشف هذا العمل الفني، الذي حمل عنوان «من التراب وإلى التراب»، العلاقة الوثيقة بين الذاكرة والعناصر المادية، وشُيِّد باستخدام كُتل طينية دون أيِّ دعائمَ هيكلية. وارتكز إنشاء هذا العمل على الخبرات والمهارات التي اكتسبها حرفيّو الدائرة من البرنامج التدريبي للبناء الطيني.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دائرة الثقافة والسیاحة الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
تراث رمضان والعيد… طقوس مختلفة في المحافظات السورية
دمشق-سانا
تشكل طقوس رمضان والعيد جزءاً واحداً في العالمين العربي والإسلامي، فالناس تصوم هذا الشهر وتكرسه للعبادات، لتحتفل في نهايته بأداء هذه الفريضة الدينية.
ولا تخرج الطقوس التي يمارسها السوريون في التعامل مع هاتين المناسبتين عن ذلك، ولكنها تتشابه وتتباين بين محافظة وأخرى، وفقاً للموروث الاجتماعي والواقع السكاني، والتي بقي بعضها وتراجع الآخر جراء الواقع المعيشي ولا سيما في السنوات الأخيرة.
درعا… توزيع طعام العنايا على نساء العائلةففي محافظة درعا يتحدث يوسف العلي، معلم مدرسة، عن عادة “طعمة العنايا” أو “طعمة رمضان”: حيث يوزع رجال كل أسرة وجبات الطعام من اللحوم والدجاج على النساء في العائلة، ولا سيما للأخت والعمة والخالة، بهدف زيادة صلة القرابة والرحم بين الأهل والأقرباء.
ومن العادات التي عرفها أهل درعا في الشهر الفضيل وعيد الفطر يذكر العلي بعضها، مثل الاجتماع في أول يوم برمضان وبالعيد في بيت كبير العائلة من أب أو أخ أو جد، كما يحرص أبناء درعا على عادة السكبة أو الطعمة أي تبادل الطعام والحلويات التي يصنعونها في بيوتهم كالمزنرة والزقاريط، كما يحبذ أبناء حوران أن يطهوا في أول أيام العيد المليحي الحوراني والأوزي الدرعاوي، ولو أن بعضاً من هذه الأطباق تراجع حضورها في السنوات الأخيرة جراء الأحوال المعيشية.
ومن عادات أهلنا في حوران ألا يمر العيد إلا وتكون الخصومات انفضت بين الأهل والجيران وأبناء الحي أو القرية، حيث يذهب وفد من الرجال إلى كلا طرفي الخصومة، ويسعى إلى حلها بعد دخولهم إلى منزل المتخاصمين.
حماة… مركز الإخبار بموعد رمضان والعيدومن حماة يوضح وليد السقا، موظف متقاعد أن هذه المدينة تفردت بأنها ظلت قرابة نصف قرن تعتمد على شخص واحد في التماس هلال رمضان والعيد، وهو الراحل أحمد نعسان الأحدب أبو عزو الذي كان إسكافياً، وكان يقف نهاية شهري شعبان ورمضان على الجانب الغربي من قلعة حماة لمشاهدة الهلال، حتى أصبح مصدراً معتمداً على مستوى العالمين العربي والإسلامي.
وللحمويين في رمضان والعيد شغف كبير بالحلويات مثل الكنافة والقشطلية وحلاوة الجبن، إضافة إلى المشروبات، حيث كانوا يميلون لتحضيرها بالبيت ولكن ذلك تراجع حالياً لصالح شرائها من الباعة، ومن أشهر هذه المشروبات، العرقسوس والخشاف وشراب الورد والتوت.
ومن عادات الحمويين في رمضان وعيد الفطر زيارة قلعة المدينة بعد صلاة التراويح وفي أمسيات العيد، حيث تنتشر حولها المنتزهات الشعبية لتناول القهوة والنرجيلة.
الحسكة تتزين لرمضان والعيدأما في مدينة الحسكة فتزدحم مع نهاية شهر رمضان الأسواق بشكل مضاعف يتكاثر الباعة المتجولين، وتصدح الأصوات بالنداءات المتنوعة، وغالباً ما تكون النساء هن المسؤولات عن صناعة طعام وضيافة العيد، والتي تبدأ بوقت مبكر، ومن أشهر هذه الأطباق السمبوسك والكبب العربية، والشاكرية والباميا تحضران بقوة ودائماً الصدارة للحوم بأنواعها ولكن يعاني كثيرون من عبء إحضارها جراء غلاء أسعارها.
وفي الحسكة أيضاً يكون التكافل الاجتماعي بأعلى صورة خلال هذا الشهر الفضيل عبر الزيارات العائلية التي تبدأ بعد صلاة التراويح، والاجتماع على وجبة السحور الأساسية التي تحتوي على التمر الممزوج بالسمن العربي والجبن واللبنة والبيض.
دير الزور… أهل الثرود والكليجةوفي دير الزور يبين ياسر الحسن، موظف، أن الناس بعد أن تكون بدأت شهر صيامها بالبياض، أي تكون الطبخة الأولى باللبن، واعتادت تناول التمر والبيض بالسمن البلدي في سحورها، تشرع مع اقتراب نهاية شهر الصيام بتبادل العزائم والتي تكون الصدارة في أطباقها لأكلة الثرود، كما توزع الحلويات الديرية مثل الكليجة، حيث تجتمع نساء الحي ويتساعدن في صنعها في سهرات رمضان بعد الإفطار.
أبناء دمشق يحزنون لفراق رمضانوفي العاصمة دمشق يرى أمين الحبال، تاجر، أن العادات لا تختلف عن باقي المحافظات، وفي الأيام الأواخر من رمضان تستعد العائلات الشامية لتحضير حلوى العيد، مثل (المعمول والسمبوسك الحلوة وخبز السرايا واللقيمات وكب كيك الكنافة وتمر محشو بالكريمة والمكسرات).
وفي أواخر شهر رمضان تنتشر في شوارع وأسواق دمشق الأناشيد الدينية التي تعبر عن لحظات فراق ووداع شهر الصوم، ومن هذه الأناشيد التي تقال في هذه المناسبة نشيدة مطلعها: (فودعوه ثم قولوا له: يا شهرنا قد آنستنا…) وتقال هذه النشيدة يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الكريم.
طقوس رمضان والعيد عند السوريين التي وإن غاب أو تراجع بعضها، إلا أنها ما زالت تميز السوريين بطقوس دينية واحتفالية تعكس المحبة والتآخي والخير الذي يكرسه الشهر الفضيل.