*الحوار السودانى – السودانى و المؤتمر الدستورى ، ابرز المخرجات*
*السياسات المالية و الاقتصادية مثلت قيمة مضافة فى الميثاق*
*السيد وزير المالية د. جبريل ابراهيم يبذل ماوسعته الامكانات المتوفرة امامه*
*الضرورة تقتضى مراجعة موازنة الحرب و اعادة ترتيب الاولويات فى السياسات المالية و الاقتصادية*
*وزير المالية شغال بنظرية ( واقف براك ) ودون الاستعانة بالخبراء و المستشارين السودانيين فى السياسات المالية و الاقتصادية*
بتاريخ 8 مايو 2024م ، وقعت قوى سياسية و مدنية ميثاق السودان تحت عنوان (الرؤية الإطارية المفاهيمية لإدارة الفترة التأسيسية الانتقالية ) ، متناولا المبادئ العامة و الاهداف و المرتكزات و محاور الازمة التى تتمثل فى وقف اطلاق النار و انهاء الحرب و المحور السياسى و نظام الحكم و الفترة الانتقالية و اجهزة الحكم و العدالة الانتقالية و الاقتصاد و الخدمات و حقوق الانسان والقوات المسلحة و الاجهزة النظامية ، و حدد الميثاق الحوار السودانى – السودانى و عقد المؤتمر الدستورى اطارآ لتحقيق هذه الرؤية ،
هى المرة الاولى و منذ ما قبل اندلاع الحرب التى يجتمع فيها هذا العدد الكبير من القوى السياسية و المدنية و الاهلية و اطراف سلام جوبا ، و قوى شبابية و المرأة و كان لافتآ حضور الشخصيات القومية و عدد كبير من المثقفين و الكتاب و الاعلاميين ، الحضور عكس تنوعآ سودانيآ من كل اوجه التنوع السياسى و الفكرى و الثقافى و الاجتماعى و المناطقى و كانت بحق لوحة وطنية ،
وقعت هذه القوى على ميثاق (الرؤية الاطارية المفاهيمية لادارة الفترة الانتقالية ) ، و التى تناولت الازمة من كافة جوانبها و اقترحت الحلول الملائمة و الممكنة باجماع الحد الادنى او الاغلبية الغالبة، عبر مؤتمر للحوار السودانى و المؤتمر الدستورى ،بادارة سودانية و بعيدآ عن اى تدخلات خارجية سالبة ، كما اتفق الموقعون على ان منبر جدة ( بشروطه ) يمثل فرصة لايقاف اطلاق النار و فتح المسارات الانسانية لاغاثة السودانيين ،
لاول مرة يحظى المحور الاقتصادى بقدر وافر من النقاش و الاتفاق ، و ذلك نظرآ للضغط الهائل و المعاناة الكبيرة التى وقعت على الشعب السودانى فى معاشه و خدماته ، خاصة و ان الالاف من موظفى الدولة لم يتقاضوا مرتباتهم لاشهر عديدة ، كما ان العاملين فى القطاع الخاص فقدوا وظائفهم و رواتبهم ، و تعطلت الاعمال الصغيرة و الورش ، و اعمال اليومية و صغار الكسبة ، مما فاقم من معاناة النزوح و مكابدة المعاش و الخدمات من تعليم و صحة ، و لاهمية هذا المحور و للافكار التى وردت فيه ، يظل احد اهم مخرجات الوثيقة ،
جاء فى الوثيقة : ظل الاقتصاد قبل حرب ابريل يعاني من اختلالات هيكلية، ولقد أثبت الواقع إخفاق كل السياسات والخطط لإصلاح الوضع الاقتصادي المتردي، وانعكاسات واثار حرب أبريل التي دمرت البني الاقتصادية للبلاد حيث تأتي اهمية و ضرورة تبني رؤية اقتصادية في الفترة الانتقالية وتتلخص في( اعتماد برنامج لإعادة اعمار ما دمرته الحرب وإعادة تأهيل البني التحتية والمرافق الخدمية خاصة الصحة، التعليم وخدمات المياه، معالجة الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد السوداني ، ايلاء أهمية خاصة لمعاش الناس والاحتياجات الأساسية والحياتية للمواطنين، تقديم الاغاثة لمستحقيها مع إعادة النظر في الآليات التي تشرف علي التوزيع من حيث الرقابة والمتابعة ، إعادة النظر في كافة هياكل الدولة بما يخدم التوجه العام نحو الإصلاح الاقتصادي ومواكبة مرحلة تحقيق الغايات في المحاور الأخرى ، تطبيع العلاقات مع المؤسسات المالية الاقليمية والعالمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية وحماية الحقوق المائية ،تبني سياسات تقاسم الثروة ومعاييرها وإعادة إنشاء مفوضية مراقبة وتخصيص الإيرادات ، تحويل التنافس الإقليمي والدولي حول موارد وجغرافية السودان لبناء شراكات استراتيجية لتحقيق المنافع الوطنية والمصالح المشتركة في قطاعات الاقتصاد السوداني وخاصة في قطاعات الطاقة والزراعة والبترول والغاز وتطويرها وزيادة انتاجها ، وضع الخطط اللازمة لتمويل استيراد وتطبيق التقانة لزيادة الانتاج الزراعي وخفض تكلفة الانتاج في مجال الزراعة والثروة الحيوانية لزيادة صادرات السودان والاستفادة من الخطط المعدة لتطبيق التقانة لزيادة الإنتاج، مراجعة السياسات المالية والنقدية، خاصة النظام المصرفي وتنفيذ خطة لإصلاح القطاع المصرفي لتلبية متطلبات التمويل التنموي متوسط وطويل الاجل والتنمية المتوازنة، وكذلك لزيادة فرص النفاذ للأسواق المالية الدولية ، زيادة الطاقة الإنتاجية للكهرباء ووضع خطة للاستفادة من احتياطي الغاز المكتشف في مناطق البلاد المختلفة والتوسع في مصادر الطاقات البديلة والمتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية ،تقنين علاقة الدولة والمجتمعات المحلية حول ملكية الأرض كقاعدة للتعايش السلمي والانتفاع بالموارد ) ،
معلوم ان الحرب فرضت شروطها القاسية على السياسات المالية و الاقتصادية ، و بعد سنة من الحرب لم تتغير هذه السياسات ، بل ربما وصلت مرحلة الفوضى الاقتصادية ، و كما كشف بنك السودان عن فشله فى استرداد حصائل الصادرات ، استمرت سياسة الباب المفتوح للواردات من السلع الاستهلاكية التى اغرقت الاسواق و تم بيعها باقل من سعر المنشأ ( الكسر) ، السلع الكمالية حدث و لا حرج ، و بكلمة واحدة تعكس الاسواق وضعآ طبقيآ جديدآ خلفته الحرب ،
على الرغم من ان الحكومة اعلنت فى ديسمبر 2023م انها بصدد اعداد ميزانية طوارئ ، اجيزت الميزانية فى يناير 2024م و سميت بميزانية الحرب ، و لم يكن لها علاقة بالمتعارف عليه فى ميزانيات الحروب ، فلم يكن خافيآ ان الموازنة العامة ستواجه عجزآ كبيرآ لتراجع الايرادات ، فضلآ عن زيادة فى المصروفات ، وزيادة فى واردات السلع بسبب تدمير المصانع ( الزيوت ، الصابون ، اللحوم المصنعة ، الوجبات الجاهزة ) ، مما زاد من الطلب على الدولار ،
ليس من شك ، ان السيد وزير المالية د.

جبريل ابراهيم يبذل ماوسعته الامكانات المتوفرة امامه ، وهو يتحمل مسؤلية كبيرة و خطيرة وحده ، وهو احد الموقعين على ميثاق اهل السودان ، مما يضع آمالآ عريضة فى ان يبدأ فى تنفيذ ما ورد فى الوثيقة بشأن الاصلاحات المطلوبة ، وان يبدأ بتنفيذ مبدأ الحوارالسودانى – السودانى فى وزارته ، بالاستعانة بالخبراء و المستشارين السودانيين للمساعدة على اعادة تخطيط السياسات المالية الطارئة ، و مراجعة موازنة الحرب و اعادة ترتيب الاولويات فى السياسات الاقتصادية و المالية،

محمد وداعة

11مايو 2024 م

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: السیاسات المالیة و الاقتصادیة

إقرأ أيضاً:

قيادي بحزب العدل: مصر حافظت على استقلالية قرارها الوطني وقاومت الحرب الاقتصادية

قال أحمد بدرة، مساعد رئيس حزب العدل لشؤون تنمية الصعيد، إن مصر تُسابق الزمن لزيادة معدلات الإنتاج محليًا وبناء اقتصاد قوي، في ظل الصراعات الدولية القائمة والحرب الاقتصادية الدائرة بين الأقطاب العالمية، وفي عالم سريع التغير، ومع احتدام الصراعات الجيوسياسية والاقتصادية، أصبحت الحروب العسكرية المباشرة خيارًا مُكلفًا ومرفوضًا للكثير من الدول الكبرى، وبديل هذه الحروب التقليدية كان أخطر وأذكى وهو الحرب الاقتصادية، التي تحولت إلى أداة ناعمة لكنها فعالة لإخضاع الخصوم وإعادة تشكيل موازين القوى.

وأضاف «بدرة»، في بيان اليوم الثلاثاء، أنه وسط هذه العاصفة العالمية تبرز مصر كلاعب إقليمي يتمسك باستقلاله الاستراتيجي، رافضًا الانجرار وراء الضغوط الاقتصادية أو الاصطفاف الكامل مع أي معسكر دولي، أما عن مفهوم الحرب الاقتصادية، ولماذا أصبحت سلاح العصر، وكيف استطاعت مصر الحفاظ على قرارها الوطني في مواجهة هذه التحديات، فاقتصاد الحرب هو مفهوم قديم نشأ مع الحروب الكبرى، ويتمثل في تحويل الدولة اقتصادها بالكامل لدعم العمليات العسكرية، من خلال تحويل المصانع المدنية إلى مصانع سلاح، وفرض سياسات تقنين واستهلاك صارمة.

وأوضح مساعد رئيس حزب العدل لشؤون تنمية الصعيد، أنه في المقابل ظهرت الحرب الاقتصادية كسلاح أكثر نعومة وذكاءً من خلال استخدام العقوبات، والحصار المالي، والقيود التجارية، والحروب التكنولوجية كأدوات لإضعاف الخصم دون اللجوء إلى الحرب العسكرية، ومع تزايد وعي الشعوب برفض الحروب التقليدية، وارتفاع تكلفتها السياسية والمادية، بدأت القوى الكبرى تميل إلى الحرب الاقتصادية لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، ومن الأمثلة الحديثة، العقوبات الغربية على روسيا بعد أزمة أوكرانيا، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والحصار الاقتصادي على إيران وكوريا الشمالية، وأثبتت الحرب الاقتصادية فعاليتها في تحقيق الأهداف السياسية بأقل خسائر مباشرة، مع منح الدول المهاجمة مرونة كبيرة في التصعيد أو التراجع دون الدخول في حروب مفتوحة.

وأشار إلى أنه وسط هذه التحولات المهمة وقفت مصر بموقف مختلف، فبينما تعرضت لضغوط اقتصادية متزايدة عالميًا، خاصة بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وأخيرًا مشكلة القضية الفلسطينية والحرب على قطاع غزة وقضية التهجير، رفضت مصر أن تكون طرفًا تابعًا لأي معسكر، أو الرضوخ لأي طلب أو زيغ خلف عرض مغري وحافظت على استقلالية قرارها الوطني، واستخدمت مصر العديد من الأدوات في مقاومة الحرب الاقتصادية، ومنها تنويع الشركاء الدوليين، حيث بنت مصر علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين، مما منحها مرونة وقدرة على المناورة دون الانحياز لطرف واحد.

وأكد أن مصر حرصت على دعم الإنتاج المحلي من خلال تشجيع الصناعة والزراعة الوطنية، وسعت لتقليل اعتمادها على الخارج، وهو ما مثل جدار حماية في وجه أية محاولات لفرض حصار اقتصادي، وتُنفذ مصر سياسة خارجية متوازنة، خاصة في الأزمات الكبرى، مثل الحرب الروسية الأوكرانية والتي اتخذت فيها مصر مواقف قائمة على احترام القانون الدولي مع الحفاظ على شراكاتها الاستراتيجية المتعددة.

اقرأ أيضاًحزب المؤتمر: تصريحات ترامب عن قناة السويس ابتزاز سياسي مرفوض

قيادي بحزب العدل: «تصريحات ترامب عن قناة السويس تؤكد أنه لا يعلم التاريخ جيدًا»

نائب رئيس حزب المؤتمر: تحرير سيناء ذكرى خالدة تجسد بطولة الجيش المصري

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري يجرى اتصالا بنظيره السودانى الجديد ويؤكد دعم مصر لأمن السودان
  • بالأرقام.. المالية: نظام ضريبى مبسط ومتكامل لأى أنشطة لا تتجاوز إيراداتها 20 مليون جنيه سنويًا
  • الإمارات تؤكد التزامها بدعم تطوير التشريعات الخليجية لتعزيز التنافسية الاقتصادية
  • سجناء المُطالبات المالية
  • السيادة السودانى يكلف دفع الله الحاج بتسيير مهام رئيس الوزراء
  • عبدالمحسن سلامة يكشف تفاصيل لقاء وزير المالية لبحث أوضاع الصحفيين الاقتصادية
  • عبدالمحسن سلامة يكشف تفاصيل لقائه بوزير المالية لبحث أوضاع الصحفيين الاقتصادية
  • قيادي بحزب العدل: مصر حافظت على استقلالية قرارها الوطني وقاومت الحرب الاقتصادية
  • جاهزون لكل السيناريوهات.. الحكومة: الإصلاحات الاقتصادية بدأت تؤتي ثمارها
  • تدريبات خاصة لـ 10 حكام بمركز المنتخبات لرفع كفاءتهم قبل مباريات الدوري