عربي21:
2025-03-14@01:38:02 GMT

فتنة القبائل في مصر.. من يطفئها؟

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

وكأن مصر ينقصها المزيد من المشاكل والفتن بينما هي تواجه فتنة كبرى على حدودها الشرقية باقتحام الكيان الصهيوني بمدرعاته لمحور فيلادلفيا (صلاح الدين)، الذي سبق أن حددته الحكومة المصرية خطا أحمر، وبدلا من الانشغال بالمخاطر الحقيقية على الحدود الشرقية ما يستدعي تمتين الجبهة الداخلية؛ إذ بالسلطات الرسمية تطلق عفريتا أو فتنة جديدة هو اتحاد القبائل العربية، لتفجر في المجتمع فتنة نائمة، وعنصرية بغيضة تجاوزها المجتمع المصري منذ قرون طويلة.



اتحاد القبائل العربية الجديد فكرة وتأسيسا، وعضوية وهيكلا، تم تصميمه داخل أقبية الأجهزة الأمنية المفترض بها أكثر من غيرها إدراك مكامن الخطر على الأمن القومي المصري وعلى التماسك المجتمعي، فإذ بها هي التي تصنع لغما كبيرا قابلا للانفجار في وجه المجتمع كله، وقد بدأت نُذر هذا الانفجار ببيانات متصاعدة من أطراف مجتمعية متنوعة رافضة للاتحاد الجديد، وللفلسفة التي قام عليها، ولطريقة عمله والعقلية المليشياوية التي تديره.

اتحاد القبائل العربية الجديد فكرة وتأسيسا، وعضوية وهيكلا، تم تصميمه داخل أقبية الأجهزة الأمنية المفترض بها أكثر من غيرها إدراك مكامن الخطر على الأمن القومي المصري وعلى التماسك المجتمعي، فإذ بها هي التي تصنع لغما كبيرا قابلا للانفجار في وجه المجتمع كله
القبائل العربية، أو العائلات ذات الجذور العربية، هي جزء من نسيج المجتمع المصري، وتنتشر في كل المحافظات المصرية، لكن تجمعات القبائل العربية البدوية تنتشر أساسا في مناطق الحدود الشرقية والغربية والجنوبية، وجزء كبير منها في محافظات الحضر المصرية وخصوصا الصعيد. وقد فجر تأسيس اتحاد القبائل العربية وترؤس رجل الأعمال السيناوي إبراهيم العرجاني له (وترؤس السيسي له شرفيا) تقسيما جديدا للمجتمع بين مصريين أصليين ومصريين وافدين، أو حتى غزاة بتعبير بعض الرافضين للفتح الإسلامي لمصر.

حالة الرفض المجتمعي الواسع للاتحاد الجديد لم تقتصر على النخب السياسية اليسارية والليبرالية والإسلامية باعتباره تهديدا للوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، بل امتدت إلى رموز قبلية أيضا رأت هذا الاتحاد خطرا على القبائل ذاتها إضافة إلى كونه خطرا على الوطن، كما أن بعض الأصوات المعارضة تبني رفضها على قناعات قبلية، وترى نفسها الأحق بتمثيل القبائل العربية من إبراهيم العرجاني، وهو ما وجدناه في بيان زعم تعبيره عن الأشراف والقبائل العربية في الصعيد والغرب.

من المواقف الرافضة أيضا نرصد أصواتا مسيحية مصرية ترى الاتحاد كيانا عنصريا يقتصر على جزء من المصريين فقط، ويشكل خطرا عليهم، وهو الموقف ذاته الذي تبنته أصوات نوبية مصرية لها تجربة مع اتحاد قبائل عربية محلي في أسوان، بخلاف اعتراض مجلس آخر للقبائل العربية والمصرية كان يعمل تحت رعاية رسمية أيضا من قبل لكن هذه الرعاية تخلت عنه الآن لصالح الكيان الجديد، واعتراض العديد من رموز القبائل البدوية في الوادي والمنطقة الغربية.

ربما نجد هرولة من البعض نحو هذا الاتحاد الجديد بدافع مصلحي، ووجاهي خاصة مع وجود السيسي على رأسه كرئيس شرفي، ما يذكرنا بهرولة أعضاء حزب مصر الحاكم منذ منتصف السبعينات إلى الحزب الوطني الذي أسسه السادات في العام 1980، حيث رأى المهرولون أن مصالحهم انتقلت إلى هذا الحزب الجديد الذي يرأسه رئيس الدولة!! ولكن رغم هرولة البعض ستبقى الأغلبية بعيدا عن هذه الفتنة.

لا تستقيم المشروعات والتنظيمات القبلية مع الدولة الحديثة، لكنها تظهر خلال مراحل ضعف الدولة، حيث يبحث البعض عن مظلات حماية أمنية واقتصادية واجتماعية من خلال القبيلة، والنسب الذي يجد فيه سلواه. ومن الواضح أن مصر تعيش حاليا حالة من الضعف البنيوي سمحت بظهور هذه الاتحادات القبلية، كما سمحت بظهور ظاهرة صبري نخنوخ، وظاهرة التجرؤ على ثوابت الدين الإسلامي من خلال مؤسسة تكوين، نحن أمام فتنة تزداد اشتعالا يوما بعد يوم، وتنتظر من يتقدم لإخماد نيرانها سواء من مؤسسات الدولة أو المجتمع المدني أو عقلاء العائلات والقبائل نفسهاومنظمات أخرى ممولة من الخارج، وفي الوقت نفسه لم تعد الدولة قادرة على اتخاذ الموقف المناسب تجاه الكيان الصهيوني الذي حطم خطها الأحمر الذي رسمته وحددته بمحور فيلادلفييا (صلاح الدين) والذي لم يكتف جيش الاحتلال بانتهاكه بمدرعاته بل تجاوزه إلى بوابة معبر رفح من الجانب الفلسطيني ونزعه للعلم الفلسطيني وإحلال علم الكيان محله، وكل ذلك انتهاك إسرائيلي واضح لاتفاقية السلام وكذا لاتفاقية المعابر المكملة لها في 2005، وكان يستوجب ردا مصريا حاسما.

في ظل الدولة الضعيفة تنتشر ظاهرة السلاح في يد العصابات والبلطجية، ويضطر الأسوياء للتسلح أيضا لحماية أنفسهم وأسرهم وممتلكاتهم من تلك العصابات، التي سيجد بعضها غطاء رسميا تحت رعاية الدولة. وقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لبعض الشباب البدوي يستقلون سيارات ويحطمون حواجز شرطية رافعين صوتهم (نحن الحكومة)، وقد يتكرر هذا المشهد حين تنتشر فروه الاتحاد الجديد ويمنح بطاقات عضوية للكثيرين يستغلونها في أعمال البلطجة الخ.

نحن أمام فتنة تزداد اشتعالا يوما بعد يوم، وتنتظر من يتقدم لإخماد نيرانها سواء من مؤسسات الدولة أو المجتمع المدني أو عقلاء العائلات والقبائل نفسها، وإذا لم ترفع السلطة دعمها ورعايتها لهذا الاتحاد فليتحرك أهل القانون لمنع تسجيله باعتباره مخالفا للدستور والقانون، وخطرا على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر القبائل السيسي مصر السيسي مليشيات القبائل الانقسام مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اتحاد القبائل العربیة

إقرأ أيضاً:

إلى قادة الدولة: أحذروا من مزالق اختراق جبهة الإعلام

*إلى قادة الدولة: أحذروا من مزالق اختراق جبهة الإعلام..*
هذه واحدة من أخطر الجبهات ، فإن كانت الحرب فى مسارح العمليات تؤثر على مساحة ألأرض ، فإن جبهة الإعلام تؤثر فى الراي العام وعقول الناس ووحدة صفهم وتفكيك تماسكهم وتوسيع الشقة بينهم وإثارة الشقاق والشكوك وإشاعة التخوين.. وهذه وصفة الفشل..
ما يدور فى ساحة الفضاء الإعلامي السوداني الآن هو كل ذلك ، وتأثيره بالغ الخطورة ما لم يتم تداركه ، هناك الكثير من الاصطياد فى البركة العكرة مع حظوظ النفس وقلة الوعى بالتحديات الكبيرة والانغماس فى مصالح صغيرة بتكلفة كبيرة على المجتمع و على الدولة بشكل عام ، وبالتالي هذه قضية أمن قومي.. ولابد من معالجتها وفق هذا الفهم والتعامل معها بهذا المعطى..

وأول خيارات المعالجة هو المزيد من الحريات وتدفق المعلومات والبيانات ، حتى لا يظن البعض المقصد هو التقييد بل ندعو للكثير من الانفتاح ، فحالة التغبيش والضبابية والتعتيم هى ما تسمح بتكاثر الشائعات والتسريبات والمصادر غير المأذونة ، هذه بيئة غير صالحة لابراز الحقيقة أو استصحاب المصلحة..
وثاني طرق المعالجة ، إعلاء روح المهنية و (الرشد) فى الممارسة الاعلامية ، وتوقيتات الأخبار وطرائق نشرها والتعامل معها وإثارة القضايا وتفاصيل المعلومات حولها ، كل ذلك أمر فى غاية الاهمية ، مع حصر شامل للفاعلين والمؤثرين ، ومتلما عملت كل الاجهزة الأمنية والحركات المسلحة تحت أمرة الجيش فى معركة الكرامة ، فإن هذا (السلاح) لابد أن يكون تحت قواعد مؤسسات الدولة السودانية ، ووفق تنسيق وحوار وخطوط محددة ، فالبلاد لا تحتمل تأزيم أكثر..

وثالثاً: ضرورة عودة مجالس التنسيق الاعلامي (وزارة الإعلام ، الجيش ، المخابرات العامة ، الخارجية ، الشرطة) ، مع خبراء فى مجال الإعلام والاتصال لقراءة اتجاهات الإعلام الداخلي والاقليمي والدولي وتحديد خيارات التعامل وتوظيف القدرات فى إدارة الحملات الاعلامية..
غني عن القول ، اننا نواجه حملة اعلامية بذات شراسة معركة السلاح ، وقد بدأت هذه الأيام أكثر وضوحاً ، فهى تخون الجميع.. وتحرض الجميع ضد الجميع وهذا لا يمكن أن يكون حدث مصادفة..
– ليس مصادفة إثارة حملة منظمة ومنهجية ضد كيكل وهو اصبح رمز منطقة وقضية.. وكيف اصبح البعض رديفاً وعوناً لمليشيا الدعم السريع فى حربها ضده ، كيف تكون فى خندق واحد مع من عدوك ضد طرف هو جزء منك ويتقدم صفك..؟

– ليس مصادفة أن يتم تحريض ذات المجتمع على الحركات المسلحة من خلال قضية مشروع الجزيرة.. مع الكثير من الاستهداف الشخصى والمؤسسي لقادة ورموز هذه الحركات.. وهو أمر أسعد مليشيا الدعم السريع كثيراً.. ألا تتحسسوا مواقفكم ؟..
– ليس مصادفة إثارة قضايا الكنابي فى الجزيرة ، ومجتمعات اخري..
– ليس مصادفة ما يثار حول القوات المشتركة ، والمعركة فى دارفور وتصوير (ان الجيش تخلى عن هذا الجزء من الوطن) ، مع أن تفاصيل كثيرة – لا يمكن البوح بها – تؤكد عوار هذا التصور..
– وتفاصيل كثيرة وصغيرة يجري تضخيمها لإحداث شرخ مجتمعي ، ومن لا يرى ذلك ، فقد أطال الغفلة..
– أيها السادة..
– الفريق اول ياسر العطا عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام ، هذا جزء من المعركة ، تشتيت للانتباه ، وكسر للعزيمة ، وإحباط للراي العام وشغل الناس عن قضيتهم ومعاركهم ، واكثر من ذلك شحن المجتمع بالتوتر والغبائن..

– وزارة الثقافة والاعلام والاخ الهميم الحصيف خالد الأعيسر.. الأمر يقتضي حنكة التدبير ووضوح الرؤية ، دولة جنوب السودان ورغم كل ظروفها ، استطاعت بنسبة كبيرة الإحاطة بالتدفق الإعلامي والخطاب الإعلامي..

– جهاز المخابرات العامة ، وعلى راسه الوطني الغيور الفريق اول مفضل محمد أحمد ، خفايا القضايا لديكم واجندة كثيرة تغرفونها ، ولا يمكن أن تكون الاطماع الشخصية أو التصورات الصغيرة فوق مصالح الوطن..
– هذا الأمر أولوية..
– اللهم إني قد بلغت فأشهد..
د.ابراهيم الصديق على
13 مارس 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ولي عهد رأس الخيمة يوجِّه بتنظيم 9 أعراس جماعية
  • الإعلان الدستوري للجمهورية العربية السورية
  • إلى قادة الدولة: أحذروا من مزالق اختراق جبهة الإعلام
  • الساحل السوري.. فتنة أشعلتها فلول الأسد وأخمدتها قوى الأمن
  • وزير الأوقاف يشهد اجتماعًا لتعزيز عمل اتحاد الأوقاف العربية
  • تحتمس الثالث وبناء الدولة المصرية.. القائد الذي صنع إمبراطورية قوية
  • برامج وخدمات بنك المعرفة المصري.. سيمينار لأعضاء مجالس البحث العلمي العربية
  • جامعة الوادي الجديد تنظم قافلة طبية ودينية بمستشفى باريس المركزي
  • ماذا نعرف عن الاتفاق الذي ينص على اندماج قسد ضمن مؤسسات الدولة في سوريا
  • الصحف العربية: بن سلمان يلتقي زيلينسكي.. جريمة جديدة بحق غزة.. وقسد تندمج في مؤسسات الدولة السورية