قلق أممي إزاء مدنيين عالقين وسط معارك بالأسلحة الثقيلة في الفاشر السودانية
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
السودان – أعربت الأمم المتحدة عن قلقها حيال تقارير تحدثت عن استخدام “أسلحة ثقيلة” في القتال الدائر بمدينة الفاشر السودانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كلمنتين نكويتا سلامي إن مدنيين أصيبوا بجروح نقلوا على إثرها إلى مستشفى الفاشر، فيما “وجد مدنيون آخرون أنفسهم عالقين وسط معارك عنيفة بينما كانوا يحاولون الفرار” من المدينة الواقعة في إقليم دارفور.
وأضافت سلامي أن “استخدام أسلحة ثقيلة وشن هجمات في المناطق المكتظة بالسكان في وسط الفاشر ومحيطها” يتسببان في “سقوط كثير من الضحايا”، داعية “جميع الأطراف” إلى تجنيب المدينة القتال.
وكانت “لجنة مقاومة الفاشر” -وهي تجمع لعدد من الناشطين السودانيين- قد ذكرت أول أمس الجمعة أن “اشتباكات عنيفة” اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.
ووفقا للجنة، فقد سقطت القاذفات والمدافع الثقيلة “بشكل عشوائي في منازل المواطنين، وأدت إلى وقوع إصابات وسط المدنيين، بعضها وصل المستشفى الجنوبي بالمدينة”، دون تحديد طبيعة الإصابات.
وشددت المسؤولة الأممية على أن أعمال العنف هذه “تهدد حياة أكثر من 800 ألف شخص يعيشون” في المدينة.
ومنذ أوائل أبريل/نيسان الماضي تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي شنت هجمات واسعة على قرى غرب المدينة.
والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور ومركز إقليم دارفور المكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه، وهي الوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسقط بيد قوات الدعم السريع.
وتقاتل إلى جانب الجيش السوداني في الفاشر حركات مسلحة وقعت اتفاق سلام جوبا مع الحكومة عام 2020، على رأسها قوات تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.
وتضم المدينة عددا كبيرا من اللاجئين، وقد بقيت حتى الآن في منأى عن المعارك، لكن القرى المحيطة بها تشهد معارك منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وقبل أيام، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الدعم السريع بارتكاب “تطهير عرقي” وعمليات قتل “مما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث” ضد قبيلة المساليت في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر : وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الجیش السودانی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
معارك الفاشر.. سيناريوهات منتظرة
تخوض الفاشر معارك مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط دعوات لفك الحصار عن المدينة. يحشد الطرفان قواتهما، بينما تتحرك تعزيزات عسكرية نحو دارفور. تتباين المواقف بين دعم الجيش وانتقاده، وسط اتهامات للقوات المشتركة بالمحاباة. يبقى مصير الفاشر معلقًا بين استمرار القتال أو حلول سياسية غير مضمونة..
التغيير: الخرطوم
“فك الحصار عن الفاشر” وسم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يوجه مناشدة إلى قيادة الجيش السوداني لإنقاذ المدينة التي خاضت حتى الآن 180 معركة ضد قوات الدعم السريع.
المعارك المتواصلة أسفرت عن سقوط المئات من المدنيين والعسكريين، وسط تساؤلات حول مدى قدرة المدينة على الصمود، في ظل انتظار تدخل حاسم من الجيش لتحويل المعركة من الدفاع إلى الهجوم، فيما يستمر الدعم السريع في حشد قواته للسيطرة على المدينة التي استعصت عليه لمدة عام كامل.
سباق عسكري نحو الفاشر
كشفت صفحات تابعة للدعم السريع عن تعليمات صدرت لمنسوبيهم في جميع ولايات دارفور، إضافة إلى ليبيا وإفريقيا الوسطى وتشاد، للتوجه نحو الفاشر في أكبر عملية تعبئة عسكرية لدخول المدينة.
في المقابل، أكد مصدر لـ”التغيير” أن زحف القوات المشتركة سيبدأ قريباً من الخرطوم والجزيرة نحو الفاشر لفك الحصار، ومن ثم التقدم نحو بقية ولايات دارفور.
وبحسب المصدر ذاته، فإن القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، منح الضوء الأخضر للقوات المشتركة للتحرك غرباً، حيث بدأت هذه القوات بالانسحاب من وسط البلاد والتوجه إلى الفاشر، تمهيداً لبدء عمليات تحرير نيالا والجنينة.
وأضاف المصدر أن أولى التحركات العسكرية انطلقت الأربعاء، نهاية يناير، من ولاية نهر النيل باتجاه فاشر السلطان.
تحركات واستعدادات عسكرية
رئيس حزب التحرير والعدالة، بحر إدريس أبو قردة، أكد أن الدعم السريع يعتمد على “الخطة ب”، التي تستهدف السيطرة على الفاشر، داعياً القائد العام للجيش إلى تحريك ثلاث وحدات عسكرية فوراً لمنع سقوط المدينة.
وقال أبو قردة: “يجب أن تتحرك القيادة العامة اليوم قبل الغد، مع تشكيل غرفة عمليات خاصة بالفاشر يقودها البرهان بنفسه خلال الساعات المقبلة، لقطع الطريق أمام المخطط الكبير الذي يستهدف المدينة”.
وأضاف: “وصلتنا معلومات خطيرة عن تحركات ومؤامرات تحاك ضد الفاشر، ولا نريد أن تضيع الانتصارات التي تحققت، خاصة بعد أن أصبح النصر الكامل قريباً”.
مواقف متباينة حول مستقبل الفاشر
من جهته، أكد القيادي بحركة العدل والمساواة، الشفيع محمد أحمد، لـ”التغيير”، ثقته في الجيش السوداني ودعمه الكامل للقوات المشتركة والفرقة السادسة بالفاشر.
وقال: “الترويج لفكرة تخلي الجيش عن المشتركة لإضعافها مجرد دعاية لأنصار الدعم السريع، الذين فشلوا في اختراق دفاعات المدينة، حيث تكبدوا خسائر كبيرة أمام القوات المشتركة والمستنفرين والجيش”.
وتابع الشفيع: “لقد خرجنا من موقف الحياد بإرادتنا بعد الانتهاكات المتكررة التي مارستها المليشيات ضد المدنيين. كنا نعلم أن المعركة صعبة، لكن الوقوف مع الحق مسألة أخلاقية ودينية. سيطرة الدعم السريع على الفاشر تعني قيام حكومة متسلطة وعنصرية، ونحن لن نسمح بذلك”.
جدل حول دور القوات المشتركة
الكاتب والمحلل السياسي، جمعة عيسى، اتهم القوات المشتركة بأنها “قبضت الثمن” من الجيش للقتال ضد الدعم السريع، مشيراً إلى أن موقفها الحيادي السابق كان مجرد انتظار لمعرفة من سيدفع لها أكثر، حسب قوله.
وقال عيسى: “الدعم السريع رفض دفع الأموال للمشتركة، لأن المعركة بالنسبة له معركة استعادة الديمقراطية والتخلص من الكيزان، فاختارت المشتركة التحالف مع الجيش بعد أن قبضت الثمن. لكن الجيش قد يتخلى عنها قريباً، وحينها لن يكون لها وجود عسكري على الأرض بسبب طاحونة المعارك التي ستلتهمها”.
وأضاف: “هؤلاء مجرد طلاب سلطة، ليس لديهم مبادئ. قاتلوا الإسلاميين سابقاً تحت شعار الحرية والعدالة، لكنهم الآن يتحالفون معهم من أجل المناصب. حتى لو انتصر الجيش، فلن يكون لهم سوى الفتات”. حسب تعبيره.
مواقف متضاربة حول الإمداد العسكري
العميد (م) محمد يوسف سخر من الحديث عن عدم تقديم الجيش إمدادات للقوات المشتركة وتركها تواجه الدعم السريع بمفردها.
وقال: “معظم جنود وضباط الجيش الذين انسحبوا من نيالا والضعين وزالنجي والجنينة انضموا إلى الفرقة السادسة بالفاشر وخاضوا معها أكثر من 180 معركة. استشهد البعض، وأصيب آخرون، لكنهم لا يزالون صامدين”.
وأضاف: “الإمدادات العسكرية لم تتوقف، وهناك إسقاط جوي وغارات لسلاح الطيران، كما أن القيادة العسكرية ستنفذ عمليات التطهير بالفاشر، تماماً كما حدث في العاصمة الخرطوم. العملية بدأت بالفعل من أم روابة، وسيتم فك الحصار قريباً”.
وحول مستقبل القوات العسكرية في دارفور، أكد يوسف أن فكرة “القوات الموازية” لن تتكرر بعد القضاء على الدعم السريع، مشيراً إلى أن قيادات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش تدرك أهمية وجود جيش واحد في البلاد.
مقترحات لحل النزاع في الفاشر
الكاتب جمعة عيسى حمل القوات المشتركة مسؤولية الوضع الحالي في الفاشر، مؤكداً أن المعارك قد تستمر لسنوات.
وقال: “هناك حل كان يمكن تطبيقه، وهو مقترح الجبهة الثورية بسحب الجيش والمشتركة من الفاشر وتسليمها لقوى محايدة. الجيش وافق، لكن المشتركة رفضت بحجة أن خروج الجيش سيفتح الباب أمام انفصال دارفور”.
وتابع: “الواقع على الأرض يؤكد أن دارفور لا تزال جزءاً من السودان، رغم انسحاب الجيش من أربع ولايات. هذه الحرب قد تطول، لكن حسمها لن يكون سهلاً لأي طرف”.
الوسومحرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشر