عن نهوض القطاع المصرفيّ المهشّم... هل إصلاحه وارد؟
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
تحتجز المصارف اللبنانية أموال المودعين لديها منذ خريف 2019 حتى الساعة، ومذاك الوقت، يأكل هذا الهمّ مع اللبنانيين من صحنهم ويشرب معهم. الجديد اليوم هو الصراع الدائر بشأن إعادة هيكلة النظام المصرفي وخاصة على صعيد تحديد الخسائر. فهل إصلاح القطاع المصرفي ممكن أصلاً في ظل فجوة مالية تصل إلى 70 مليار دولار أميركي، أم فات الأوان على ذلك؟
التحديات كثيرة كان للقطاع المصرفي تاريخياً دور بارز في الاقتصاد اللبناني، بحيث مثّل عاملاً محورياً في توفير السيولة والتمويل للأفراد والشركات، إضافة إلى جذب الودائع من الخارج خاصة من اللبنانيين المغتربين، الأمر الذي ساهم في استقرار العملة الوطنية لفترات طويلة، بحسب ما أفاد به عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا البروفسور بيار الخوري.
الخوري أشار في حديث لـ"لبنان24" إلى أنه بعد الحرب كان القطاع المصرفي أيضاً حجر الزاوية في تمويل الدولة اللبنانية من خلال شراء السندات الحكومية، أما انعكاس الأزمة المالية عليه فكان ضخماً وغير مسبوق حتى بمقارنات عالمية تاريخية، وهذا الأمر ليس خفياً على أحد.
من هنا، أكد أن الأزمة التي انفجرت في عام 2019 نتيجة عقود من السياسات المالية والنقدية غير المستدامة، أدت إلى انهيار الثقة بالنظام المصرفي، وما تبعه من تقييدات مشددة على السحب من الودائع وقضم قيمتها بالتعاميم المصرفية، وتدهور العملة المحلية، مشدداً على أن هذه العوامل مجتمعة أدت إلى انخفاض حاد في القدرة الشرائية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
واعتبر الخوري أن تحديات عديدة ومعقدة تقف أمام إعادة هيكلة المصارف، تشمل ضرورة إعادة تقييم الأصول والخصوم بشفافية، التعامل مع الديون المتعثرة، تحديد مستوى رأس المال الضروري لاستئناف العمليات بشكل آمن، وإعادة بناء الثقة بين العملاء والمصارف.
كما أكد أنه يجب على "الحكومة والمصرف المركزي لعب دور حاسم في توفير إطار تشريعي ورقابي شفاف يدعم عملية الإصلاح الشامل والخروج من الحلول التي تخدم اصحاب النفوذ المتحالفين مع النخبة السياسية الفاسدة " .
وشدد الخوري على أن فتح السوق أمام منافسة جديدة قد يكون ضرورياً، بعد السقوط الاخلاقي المدوّي للمؤسسات المالية، كجزء من خطة إعادة الهيكلة والإصلاح، وبهدف تحفيز الابتكار وتحسين الخدمات المصرفية، لكن هذا يتطلب بيئة تنظيمية مستقرة وشفافة تشجع على الاستثمار وتوفير رأس المال الكافي للمنافسين الجدد.
أما لجذب الودائع، فستحتاج المصارف الجديدة، بحسب الخوري، إلى بناء سمعة قوية، او دخول مؤسسات مصرفية دولية ذات سمعة تعكس الحاجة الى الاستقرار والثقة وتقديم معدلات فائدة تنافسية، إضافة إلى خدمات مبتكرة تلبي احتياجات العملاء الحالية والمستقبلية، لافتاً إلى أن الشفافية وجودة الخدمة ستكون عوامل حاسمة في هذه المرحلة.
ماذا عن المنافسة؟ وعن المنافسة في القطاع المصرفي، رأى الخوري أنها يمكن أن تلعب دوراً مهما في إنعاش النشاط الاقتصادي من خلال آليات عدة.
أولاً، المنافسة تحفز البنوك على تحسين كفاءتها وخدمة العملاء، وهذا يمكن أن يؤدي إلى خفض التكاليف وتوفير منتجات وخدمات مالية أكثر تنوعاً وإبداعاً.
ثانياً، البيئة التنافسية تعزز الابتكار في القطاع المالي، مما يمكن أن يؤدي إلى تطوير حلول تمويلية جديدة تلبي احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة والأفراد، والتي بدورها تساهم في النمو الاقتصادي.
ثالثاً، المنافسة قد تؤدي إلى تحسين شروط الائتمان للمقترضين، مما يسهل عليهم الاستثمار والتوسع.
ومع ذلك، لكي تلعب المنافسة دورها بشكل فعال في تنشيط الاقتصاد، يجب أن تكون مدعومة بإطار حوكمة ورقابة قوي، يضمن الاستقرار المالي ويحمي حقوق المودعين والمستثمرين، وفق الخوري، الذي اعتبر أنه يجب على الحكومة والمصرف المركزي الشروع من دون ابطاء لاتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق الإصلاحات الهيكلية والمالية المطلوبة لإعادة بناء الثقة في النظام المصرفي وتعزيز النمو الاقتصادي.
وختم بالقول إن الخروج من الخدمات التقليدية التي عاشت عليها المصارف اللبنانية بعد الحرب كممولة للدين العام ومسيطرة على سوق خدمات التحويل هو امر اساسي في اي استراتيجية مستقبلية. إذ خرجت خدمات التحويل من أيدي المصارف عبر العالم واتسعت حصة التكنولوجيا المالية في توفير خدمات اسرع وارخص، في الوقت الذي تعاني فيه المؤسسات المصرفية عالمياً من اتساع مخاطر اقراض الحكومات، وهو بالضبط ما ادى الى انهيار القطاع منذ خمس سنوات.
تتطلب إذاً مواجهة التحديات الراهنة واستغلال الفرص المتاحة في القطاع المصرفي جهداً متضافراً من جميع الأطراف المعنية، لضمان أن يعود القطاع المصرفي إلى دوره كعصب رئيسي للاقتصاد اللبناني ولكن باستراتيجيات عمل حديثة تبتعد عن المال السهل وتعترف ان العمل المصرفي قد اصبح شديد التنافسية، وتحكمه قواعد المخاطرة والمنافسة التي لا ترحم . المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القطاع المصرفی
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يدشن مجمع "عيادتي" الطبي في مدينة الرياض أخبار
افتتح وزير الصحة فهد بن عبد الرحمن الجلاجل، اليوم الخميس، مجمع عيادتي الطبي «My Clinic» في مدينة الرياض، الذي يُعد الفرع الأول في العاصمة، وذلك بحضور مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة ناظر وعيادتي المهندس لؤي هشام ناظر، وعدد من المسؤولين والمستثمرين في القطاع الصحي.
وأكد المهندس لؤي ناظر أن إطلاق الفرع الجديد لـ «عيادتي» في الرياض يأتي في إطار إستراتيجية الشركة للتوسع في تقديم خدمات الرعاية الصحية ومواكبة النمو السكاني والعمراني الذي تشهده المدينة، حيث يعكس هذا التوسع التزام «عيادتي» بتلبية احتياجات المجتمع المحلي من خلال تقديم خدمات طبية متكاملة وذات جودة عالية. وأضاف «ناظر» أن التوسع في تقديم خدمات الرعاية الصحية يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في القطاع الصحي وتحسين جودة الحياة في المدن السعودية، من خلال الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وتسهيل حصول المواطنين على خدمات طبية عالية الجودة، مشيرًا إلى أن «عيادتي» قدمت خدمات الرعاية الصحية لما يزيد على 3 ملايين مراجع منذ 2017.
وأشار «ناظر» إلى أن افتتاح الفرع الجديد يسهم في رفع نسبة المحتوى المحلي في القطاع الصحي، من خلال تعزيز دور الكفاءات والكوادر الوطنية وزيادة نسبة التوطين في القطاع، حيث تضم المجمعات الطبية لـ «عيادتي» في مختلف مناطق المملكة أكثر من 457 طبيبًا، أكثر من 70% منهم من الأطباء السعوديين.
ويقدم مجمع «عيادتي» خدمات طبية عالية الجودة من خلال الالتزام بالمعايير المحلية والعالمية وتطبيق أفضل الممارسات، وتشمل خدمات المجمع أكثر من 27 تخصصًا رئيسيًا ودقيقًا، بالإضافة إلى 10 برامج متنوعة للرعاية الصحية. كما يتم استخدام التكنولوجيا الطبية الحديثة لتحسين تجربة المرضى وزيادة كفاءة الخدمات الصحية المقدمة.
يُذكر أن مجمعات «عيادتي» الطبية توفر تجربة متميزة لتلبية احتياجات المرضى من خلال تحقيق الاستجابة السريعة للمراجعين، حيث بلغ متوسط الوقت الذي يقضيه المريض في زيارة العيادات 30 دقيقة، إضافة إلى التواصل الفعّال مع المرضى وخدمات المتابعة والرعاية اللاحقة، الأمر الذي انعكس على نسبة رضا العملاء عن الخدمات بأكثر من 76%.