انتقل الى رحمة الله، المجاهد الرائد محمد بوسماحة المعروف بمحمد برواقية.

وستشيع جنازة الفقيد في مقبرة سيدي يحيى بالعاصمة بعد صلاة العصر.

ويعد المجاهد موح برواقية أحد مؤسسي نادي نجم البرواقية تحت إسم SOB رفقة بن خدة بن يوسف.

وجاهد محمد بوسماحة في جبال موزاية وكان قائد الولاية 6 التاريخية، أقام في بيلكور وكان له الفضل في تأسيس شباب بلوزداد .

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

برعي محمد دفع الله (1-3): الألمعية والأناقة..!

مجموعة طيبة من الأحباب السودانيين غصّت بهم إحدى القاعات الفسيحة بالنادي الثقافي العربي بمدينة الشارقة...تقاطرت في هذه الأيام الحزينة للاحتفاء بالوطن من خلال أحد رموز إبداعه؛ ولتوقد شمعة في مشكاة لطيفة رمزاً لهوياته المتنوعة..حتى ترسل إشارة تذكير وتنبيه لمن يحاولون التقليل من شأن بلادنا الحبيبة ..تفاؤلاً بأيام قادمات سوف تشرق على السودان بالعافية..حيث أن الانحياز للحياة والتفاؤل من لوازم (الحصانة النفسية والوجدانية)..ومن صميم الهدي الرباني والشعائر الإنسانية..!
كانت وجهة الملتقى التذاكر والاحتفاء بمشروع الموسيقار الكبير (برعي محمد دفع الله) وسيرته العامرة في دنيا الثقافة والفنون والموسيقى والإبداع..!
برعي يخدعك منه هدوئه العجيب..ونشأته الحضرية وسماته المدينية و(هندام الأفندية) وكأنك تستبعد عنه أن يكون غوّاصاً في الأنغام الشعبية التي تذخر بها التربة السودانية..تلك الأنغام والألحان التي تتجمّع وتتكاثف مثل السحائب الحبلى من لدن الحضارات القديمة.. ثم عبر الممالك والفدراليات والسلطنات وأزمنة سنار والعهد التركي والحكم الثنائي.. بكل محمولات الأهازيج الدينية والتعبيرات الصوفية والإيقاعات الفولكلورية..من دارفور وأقصى الشمال..ومن كردفان والوسط والجنوب والشرق والنيل الأزرق والفونج والانقسنا والوطاويط..ومهاد الوازا والبالمبو والنقارة وأم كيكي...ثم التجديدات العصرية..وإلى التراث النغمي في الإقليم ودول الساحل وبحيرة تشاد والغرب الإفريقي والشمال العربي والمشرق الأوسطي والتراث الموسيقى العالمي..!
**
"التم تم" كان أيضاً حلقة من الحلقات التي تشتمل عليها فنون الغناء والموسيقي والإيقاعات في السودان..وبرعي كان من العارفين بهذا الميراث ومن المجتهدين ذوي الدأب في تطويره وتقنينه عبر منجزاته الموسيقية المتعددة والمتنوّعة..وهو إيقاع تنوعّت فيه الاجتهادات النظرية والعملية من لدن "تومات كوستي" وأشجان "الرديف" وأغاني المرحاكة والسباتة والنفرة والشكرة..إلى توقيعات الحصاد ورقصات الفرح و(فرقة البساتين)..!
وهناك حلقة لاحقة من "رابحة تم تم" وصويحباتها، كان من روّادها إسماعيل عبد المعين ثم فضل المولى زنقار وإبراهيم عبد الجليل قبل أن تنتهي هذه الحلقة الأخيرة إلى عبد العزيز محمد داوود فيكون منها العجب..!
**
كان "أبو داوود" يكن إعجابا كبيراً بفضل المولى زنقار.وفي أحد الحوارات ذكر احد أبناء عبد العزيز أن والده أخذ فكرة استخدام (الكبريتة) في ضبط الإيقاع من زنقار..! وحين وصلت هذه المعلومة إلى "محمود أبو العزائم" سأل أبو داوود في لقاء إذاعي قائلاً: (إنت الكبريته دي اخدتها من زنقار)؟! غلبت النكتة على أبوداوود فرد عليه (لا..أخدتها من الدكان)..!
ومن طرائف "رابحة تم تم" ما جاء في موقع لحقيبة الفن وموقع آخر باسم "وثائق سودانية" أن لرابحة أثر وتقدير عند الفنان الكبير والموسيقار التاج مصطفى..وأنها كانت شديدة الاعتداد بنفسها..فقد رفضت الانخراط في تسجيل الاسطوانات وقيل أنها قالت: أنا ما بسجل اسطوانة عشان أي واحد صعلوك يجي القهوة ويشنّق طاقيتو ويطلب شاي بي تعريفة ويقول (شغلوا لي رابحة)..!
**
الكلام عن برعي معناه الكلام عن الغناء والموسيقى في السودان؛ والمؤسسة الموسيقية الغنائية في السودان هي المؤسسة التي ظلت متماسكة ومُنتجة ومُزهرة ومزدهرة..مقارنة بجميع مؤسسات الدولة الأخرى بما في ذلك المؤسسة السياسية والمؤسسة الاقتصادية والمؤسسة العسكرية والمؤسسة التعليمية والمؤسسة العدلية..إلخ وجميعها ظل في حالة تراجع وانحلال أقرب إلى الانهيار...!
هناك حالة وصفتها بـ "مظلومية الموسيقى السودانية" وقد كان برعي من أكبر "مظاليم الهوى" حيث أن إبداعه وريادته وفي التلحين وفي الموسيقى البحتة - إذا جاز التعبير- كانت من السعة بحيث كانت لتضعه في مصاف الموسيقيين العظام على المستوى الإقليمي والعالمي..!
وعند المقارنة يتضح مدى الفارق (لصالح برعي) عند مقارنة إنتاجه كماً وكيفاً بدهاقنة الموسيقيين في المنطقة وعبر العالم...وقد أخذنا المثال الأقرب من مصر؛ التي عرفت الفنون الموسيقية المؤسسية منذ أيام الخديوي إسماعيل، وشهدت قاعات الأوبرا ومعاهد الموسيقى وتقديم الأوبريتات والأوبرات والكونشيرتات والباليهات والسيمفوني والموسيقى التصويرية والروائية...الخ
المبدعون المصريون في المجال الموسيقي يجدون الاهتمام الأوفر من الدولة التي تغدق عليهم العطاء وتتكفّل عنهم بمؤونة العيش بل تقترب بهم من حياه الرفاه، بجانب الصيت والمرتبة الاجتماعية..وكانت تنحت لهم التماثيل وتصك باسمهم الأوسمة..!
ومن هؤلاء على سبيل المثال (أبوبكر خيرت وأحمد الحفناوي ويوسف جريس وميشيل المصري وعمر خيرت ومحمد حسن الشجاعي وعبدالحليم ابو نويرة ومحمد عبدالوهاب).. ومنهم من أساطين التلحين مثل الموجي وكمال الطويل ومحمد القصبجي وبليغ حمدي ورياض السنباطي..إلخ
كم لهؤلاء من المقطوعات الموسيقية البحتة؟ وكم لهم من الألحان..؟! وكم لبرعي ولزميله وتلميذه بشير عباس..؟!
**
يُضاف إلى مظلومية برعي مظلومية مُجمل الموسيقيين السودانيين ملحنين ومؤدين وعازفين..!
ومن صور هذه المظلومية: انعدام الدعم من الدولة ومؤسساتها والتجاهل وغمط الحق الأدبي والمعنوي والحق في الاعتراف والاعتبار Recognition..ثم ضعف المكافأة المالية مقارنة باستحقاقات المُطربين، مع ضمور الاهتمام الإعلامي بالفن الموسيقي، والتجاهل في مجال النقد والتقويم والمتابعة والرصد..ثم غمط حقوق الملحنين حتى من (مجرد ذكر أسمائهم) في القنوات الإعلامية مقرونة باسم الشاعر والمُطرب المؤدي حتى ولو تذيّلت الترتيب..!
وبالنسبة لبرعي وأضرابه في مجال الموسيقى البحتة هناك مظلومية أخرى داخل (المظلومية العامة)..! من شواهدها الظلم البيّن في وضع المقطوعات الموسيقية ضمن البرمجة العادلة في الأجهزة الإعلامية، والاهتمام المُسرف بالأداء الغنائي (على حسابها)..!
**
أمر محيّر..! كيف تسنّى للموسيقيين السودانيين عزف أي أغنية تعرض عليهم والقيام بأداء الإلحان بمصاحبة المُغني أو بدونه كما هي بالسماع والاستذكار ومن غير نوتة موسيقية أمامهم..؟
كيف يحفظون كوبليهات مئات بل آلاف الأغنيات بتنويعاتها المختلفة بل أن بعض الأغاني قد يكون بها نشاز يفارق القواعد اللحنية...بخروج مقصود عن الإيقاع يسمونه (سنكوب) وهو "خروج عن الدوم" كما يقولون..وكسر للرباط الإيقاعي اللحني والزمني ومفارقة الـ ((click بين "كروش" وآخر..؟!
ذلك في حين أن العازف هو الذي يسبق المُغني بمقدمة اللحن وببداية الكوبليهات والنقلات..!!..فأنظر إلى هذه الصعوبة المركّبة التي يواجهها الموسيقيون ..خاصة وأن كثير من الألحان الغنائية السودانية فيها الكثير من الانتقالات (العفوية التلقائية) التي تخالف السياق المنطقي التراتبي..؟ حكاية عجيبة..!!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • منصور بن محمد يقدم واجب العزاء في وفاة عبدالرحيم أبو الشوارب
  • برعي محمد دفع الله (1-3): الألمعية والأناقة..!
  • شوبير يتغنى بمحمد رمضان: يحسب له التراجع عن 3 قرارات
  • «عمارة قرداحي» بالإسكندرية.. تحفة تراثية تروي قصص عشق الأجانب لعروس البحر
  • ترامب: لم أعترف بالهزيمة وكان يجب ألا أغادر البيت الأبيض
  • عقب صدور الأمر الملكي الكريم بترقيته.. أمير تبوك يقلد الرائد الشيباني رتبته الجديدة
  • أمير تبوك يقلد الرائد الشيباني رتبته الجديدة
  • تأجيل محاكمة المتهمين بقتل طفل شبرا الخيمة المعروف بجريمة " الدارك ويب "
  • سيرجيو ليون: الرائد الإيطالي الذي أحدث ثورة في سينما الغرب الأمريكي
  • مديرة صندوق النقد الدولي: شرفت بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وكان اللقاء مثمرا وملهما