تحذيرات الإخلاء من غزة.. كيف كشفت نقاط ضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
طلب الجيش الإسرائيلي من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، وطالب "جميع السكان والنازحين الموجودين" في بعض مناطق شمال القطاع مثل جباليا وبيت لاهيا، التوجه إلى غرب مدينة غزة، وهو ما يحمل عدة دلالات، وفق تحليل لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
طلبات إخلاءوالسبت، تواصلت الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما طلب الجيش الإسرائيلي من سكان أحياء إضافية في شرق رفح إخلاءها، رغم تحذيرات دولية من شنّ هجوم شامل على المدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أن "ما يناهز 300 ألف" شخص نزحوا من الأحياء الشرقية للمدينة المكتظة في جنوب القطاع، منذ أن دخل هذه المنطقة في السادس من مايو بعد دعوات الى السكان لإخلائها.
من جهة أخرى، طلب الجيش في بيان، السبت، من "جميع السكان والنازحين الموجودين" في بعض مناطق شمال القطاع مثل جباليا وبيت لاهيا، التوجه إلى غرب مدينة غزة.
وهناك أمران ملفتان بشكل خاص فيما يتعلق بتحذيرات الإخلاء الأخيرة التي أصدرها جيش الدفاع الإسرائيلي للسكان والنازحين في وسط رفح وجزء كبير من شمال غزة.
تقليل من أهمية الهجوم؟والأمر الأول هو أن التحذيرات الموجهة إلى سكان أحياء رفح وُضعت في أسفل المنشورات التي نشرها الجيش الإسرائيلي بوسائل التواصل الاجتماعي، كما لو أن إسرائيل تحاول "التقليل من أهمية الهجوم القادم".
وربما يكون السبب في ذلك هو أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين قالوا لوسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، إنهم ينفذون عمليات "دقيقة ومحدودة وموجهة" في المدينة بهدف وحيد هو الاستيلاء على المعبر الحدودي الرئيسي مع مصر.
لكن من الواضح الآن أن هذا الأمر "ليس صحيحا"، فهذا التردد في تسليط الضوء على بداية مرحلة جديدة، وربما تكون "دموية للغاية"، في الحرب بغزة، حسبما تشير "الغارديان".
لعدة أشهر ظل كبار المسؤولين الإسرائيليين يهددون بشن هجوم واسع النطاق على رفح للقضاء على قوات حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، وزعمائها المتمركزين في المدينة أو تحتها، واستعادة بعض الرهائن الإسرائيليين الذين ربما كانوا محتجزين هناك.
ويُنظر إلى هذا على أنه ضروري لتحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية المتمثلة في "القضاء على حماس" وإنهاء أي تهديد تمثله الحركة على إسرائيل.
وحذر مسؤولون إنسانيون من وقوع كارثة إذا تم تنفيذ مثل هذا الهجوم، بينما أوضحت واشنطن أنها تعارض أي عمل من هذا القبيل دون أن تقدم إسرائيل خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين.
ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم لم يروا هذا بعد.
ولذلك فمن المرجح أن تكون التداعيات الدبلوماسية للاندفاعة الإسرائيلية الجديدة كبيرة وطويلة الأمد، وفق "الغارديان".
صعوبة في القضاء على حماس؟والنتيجة الثانية من التحذيرات هي أنها تدعو إلى إخلاء المناطق في شمال غزة التي كانت بالفعل موقعا لعمليات عسكرية إسرائيلية متكررة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها الجيش الإسرائيلي إلى العودة إلى أجزاء من الأراضي التي هزم فيها قوات حماس.
وهذا يسلط الضوء على مدى الصعوبة التي واجهها الجيش الإسرائيلي، وسوف يعاني منها في القضاء على حماس في غزة.
ولا تزال بعض شبكة الأنفاق الواسعة التي بنتها الحركة خلال 16 عاما أو نحو ذلك من وجودها في السلطة سليمة.
ولا تزال هناك بعض المخزونات المتبقية من الصواريخ مع ما يكفي من القوة البشرية لإطلاقها على إسرائيل، وهناك ما يكفي من الدعم أو الخوف، أو كليهما، بين السكان للسماح لحماس بالعمل في كل مكان تقريبا تغيب عنه القوات الإسرائيلية.
معضلة أمام الجيش الإسرائيلي؟لأسباب سياسية ودبلوماسية واقتصادية، لا ترغب إسرائيل في الاحتفاظ بأعداد كبيرة من قواتها على الأرض في غزة، وقد فشلت في بناء أي نوع من الإدارة الفعالة في المناطق التي يفترض أنها طردت حماس منها، حسبما تؤكد "الغارديان".
وقد ساعدت هذه الاختيارات حماس وسمحت للحركة بـ"العودة إلى معاقلها السابقة"، التي تحولت الآن في كثير من الأحيان إلى أنقاض.
وتجد إسرائيل نفسها عالقة في الفخ الكلاسيكي للحرب ضد التمرد، وهي في حاجة إلى نصر حاسم بينما يحتاج عدوها فقط إلى البقاء.
وأولئك الذين يعانون أكثر من أي وقت مضى، هم "المدنيون" العالقون في المنتصف.
ويوجد في مدينة رفح المكتظة نحو 1.4 مليون فلسطيني، وفق أرقام الأمم المتحدة، نزح معظمهم من مناطق أخرى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر.
وقد أصبحت العواقب الإنسانية للهجوم الجديد واضحة بالفعل، حيث أن ما يصل إلى مليون شخص يتنقلون بالفعل أو من المحتمل أن يفروا من رفح في الأيام المقبلة.
وكان وضعهم في المدينة مستقرا نسبيا منذ أشهر، مع تحسن الإمدادات الغذائية في الأسابيع الأخيرة، والآن يتم دفع جميع السكان إلى حالة جديدة ومرعبة من عدم الاستقرار.
واندلعت الحرب إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل حوالي 35 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 78 ألفا بجروح، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی القضاء على قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
“هآرتس”: أزمة في الجيش الإسرائيلي وخسائر فادحة وانسحاب واسع للجنود
إسرائيل – كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن تدهور ملحوظ في الأداء العسكري للجيش الإسرائيلي في حربه على غزة، حيث تكبدت وحدات النخبة مثل لواء “غولاني” خسائر بشرية كبيرة.
ووفقا لمصادر عسكرية نقلتها صحيفة هآرتس، فقد لواء غولاني – أحد أبرز ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي – 114 من مقاتليه وضباطه منذ بدء الحرب، بالإضافة إلى إصابة آلاف الجنود الآخرين. هذه الخسائر تعكس شدة المواجهات في غزة، وقدرة المقاومة الفلسطينية على إلحاق ضربات مؤثرة حتى في صفوف الوحدات المدربة تدريبا عاليا.
كما أشارت التقارير نفسها إلى ظهور حالات إرهاق واضحة بين الجنود النظاميين الذين يتحملون العبء الأكبر في القتال، وسط ضغوط نفسية وعسكرية متصاعدة. ويبدو أن طول فترة الحرب، وصعوبة تحقيق أهدافها المعلنة، بدآ يؤثران سلباً على معنويات القوات، مما قد يهدد كفاءتها القتالية مع استمرار العمليات.
من جهة أخرى، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن فجوة كبيرة بين البيانات الرسمية وواقع الميدان، حيث أفاد ضباط ميدانيون بأن 60% فقط من جنود الاحتياط يلتزمون بالخدمة في غزة حاليا، بسبب الصعوبات الميدانية والإرهاق. هذه النسبة تتعارض بشكل صارخ مع تصريحات الجيش التي كانت تزعم أن 85% من الاحتياطي ما زالوا في الخدمة، مما يثير شكوكا حول مصداقية المؤسسة العسكرية في إدارة الأزمة، كما يتم طرح تساؤلات حول استدامة الحرب، وإمكانية تفاقم الاحتجاج الداخلي ضدها مع كشف المزيد من الحقائق.
المصدر: “هآرتس”