السبب في مأساة الرياض.. ما أعراض التسمم الوشيقي وطرق الوقاية؟
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
كشفت السلطات السعودية، السبت، أن السبب وراء حالات التسمم المسجلة بأحد مطاعم العاصمة الرياض مؤخرا، يعود إلى وجود بكتيريا من نوع "كلوستريديوم بوتولينوم" المسببة للتسمم الوشيقي في عينة من مادة "المايونيز".
وبحسب وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، أظهرت نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت وجود بكتيريا "كلوستريديوم بوتولينوم" (مطثية وشيقية) المسببة للتسمم الوشيقي في عينة من مادة "المايونيز" في منتجات المنشأة الغذائية المشار إليها.
ومع اتضاح وجود تلك المادة في أحد المصانع أيضا، أعلنت الوزارة وبالتعاون مع الهيئة والجهات ذات العلاقة، باتخاذ إجراءات إضافية تضمّنت توزيع مُنتج "المايونيز" وسحبه من الأسواق والمنشآت الغذائية في جميع مدن المملكة، وإيقاف المصنع تمهيدا لتطبيق الإجراءات النظامية، وذلك حسبما نقلت وكالة الأنباء السعودية.
وأسفرت حادثة التسمم عن إصابة 50 شخصا تأكد تشخيص حالاتهم بالتسمم الغذائي الوشيقي، بالإضافة إلى "43 حالة تعافت وخرجت من المستشفى"، و11 حالة منومة بالأجنحة، و20 حالة تتلقى الرعاية بالعناية المركزة، إضافة لحالة وفاة واحدة".
وأكدت السلطات السعودية أن الحالات المرصودة البالغ عددها 75 حالة، "منها 69 مواطنا و6 مقيمين"، وارتبطت جميعها بتفشي تسمم غذائي، يعود لمصدر واحد، قبل أن يكشف البيان الأخير أن مصدره وجود بكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم المسببة للتسمم الوشيقي في مادة المايونيز.
ما هو التسمم الوشيقي؟ويعد التسمم الوشيقي من الأمراض النادرة لكن الخطيرة كونه يصيب العضل بالشلل بسبب ببكتريا "توكسين البوتولينوم" التي تنتجها البكتريا الشائعة كلوستريديوم بوتولينيوم.
ويوجد هذا النوع من البكتيريا في التربة، وتنتشر بصورة عادية كجرثومة خاملة. ومن الممكن أن تتحول الجرثومات إلى بكتريا نشطة في البيئات منخفضة الأوكسجين ( على سبيل المثال الأطعمة المعلبة والجروح العميقة والقنوات المعوية)، وهذا ما ينتج البوتولينوم، وفقا لهيئة الصحة التابعة لولاية ميشغان.
وقد لا يكون لهذا السم لون أو طعم أو رائحة إذا وضع في محلول سائل. كما يعد توكسين البوتولينوم من أكثر السموم المميتة التي تتشكل بصورة طبيعية من مواد معروفة بالنسبة للإنسان، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يخضع المصاب للعلاج المناسب.
والتسمم الوشيقي البشري هو تسمم يُنقل بالأغذية أساسا غير أنه يمكن حدوثه أيضا نتيجة للإصابة بعدوى معوية بالمطثية الوشيقية لدى الرضع وبسبب جرح وعن طريق الاستنشاق، بالإضافة إلى أشكال أخرى.
التسمم الوشيقي المنقول بالأغذيةوتعتبر منظمة الصحة العالمية التسمم الوشيقي المنقول بالأغذية، بأنه "مرض وخيم يمكن أن يكون مميتا، غير أنه نادر نسبيا".
وبحسب المنظمة، فإن التسمم الوشيقي المنقول بالأغذية والناجم عن استهلاك أغذية لا تجهَّز على النحو الواجب يبقى "مرضا نادرا"، غير أنه يحتمل أن يكون مميتا إن لم يشخّص بسرعة ويعالج عن طريق مضاد للسموم.
وتمثل المواد الغذائية المعلبة أو المحفوظة أو المخمرة المصنوعة منزليا، مصدرا شائعا من مصادر التسمم الوشيقي المنقول بالأغذية ويتطلب تحضيرها توخي المزيد من الحذر، وفقا للهيئة الأممية.
وينتج هذا التسمم عادة عن ابتلاع سموم عصبية أي سموم الوشيقية التي تتكوّن في الأغذية الملوثة. ولا ينتقل التسمم الوشيقي من شخص إلى آخر.
وتُبتلع سموم الوشيقية عن طريق أغذية لا تجهَّز على النحو الواجب وتبقى فيها الجراثيم أو الباكتيريا على قيد الحياة ثم تنمو وتولد السموم.
ووفقا لهيئة الصحة التابعة لولاية ميشيغان الأميركية، فقد يحدث التسمم الوشيقي الغذائي عادة بسبب تناول أطعمة معلبة في المنزل بها درجات قليلة من الحمضيات، مثل نبات الهليون والفاصوليا الخضراء والذرة.
ولكن قد يظهر التسمم الوشيقي من مصادر كثيرة غير عادية مثل الثوم المطحون في الزيت والفلفل الحار والطماطم والبطاطس المشوية بطريقة غير مناسبة والملفوفة في رقائق الألومنيوم الأسماك المعلبة في المنزل أو المخمرة.
أعراض التسمم الوشيقي المنقول بالأغذيةوتسبب سموم الوشيقية تسمم الأعصاب وتؤثر بالتالي في الجهاز العصبي. ويتميز التسمم الوشيقي المنقول بالأغذية بالإصابة بشلل رخو نازل يمكن أن يسبب فشل الجهاز التنفسي.
وتشمل الأعراض الأولية التعب الواضح والوهن والدوار ويليها عادة تغيم الرؤية وجفاف الفم وعسر البلع والنطق. وقد تظهر أيضا أعراض القيء والإسهال والإمساك والتورم البطني.
ويمكن أن يتطور المرض ليؤدي إلى الشعور بالوهن في العنق والذراعين ثم يصيب عضلات الجهاز التنفسي وعضلات الجزء الأسفل من الجسم. ولا يُصاب بالحمى ولا يُفقد الوعي، وفقا للمنظمة الصحية العالمية.
ولا تظهر الأعراض نتيجة للجرثومة في حد ذاتها بل نتيجة للسم الذي تولده. وتظهر عادة في غضون فترة تتراوح بين 12 و36 ساعة (وتستغرق فترة تتراوح بين أربع ساعات كأدنى حد وثمانية أيام كأقصى حد) بعد التعرض.
ومعدل الإصابة بالتسمم الوشيقي منخفض غير أن معدل الوفيات الناجمة عنه مرتفع في حال عدم تشخيص المرض على وجه السرعة وعدم علاجه على النحو الملائم وعلى الفور (بإعطاء مضاد للسموم في وقت مبكر وتوفير العناية التنفسية المركزة). ويمكن أن يكون المرض مميتاً في نسبة من الحالات تتراوح بين 5 و10 في المائة.
كيف يمكن التقليل / الوقاية من التعرض إلى الباكتيريا المسببة؟تستند الوقاية من التسمم الوشيقي المنقول بالأغذية إلى الممارسات الجيدة في تجهيز الأغذية، ولاسيما أثناء التسخين/ التعقيم، والنظافة.
ويمكن الوقاية من التسمم الوشيقي المنقول بالأغذية بتعطيل الجرثومة وأبواغها في المنتجات المعقمة بالحرارة (بالتقطير مثلا) أو المعلبة، أو بمنع نمو الجراثيم وتولد السموم في المنتجات الأخرى.
ويمكن تدمير الأشكال الإنباتية من الجراثيم بالغلي ولكن الأبواغ تظل قادرة على الحياة بعد الغلي، حتى إذا استمر لعدة ساعات. ومع ذلك فيمكن قتل الأبواغ بالمعالجة بدرجات الحرارة البالغة الارتفاع مثل تلك التي تُستخدم في التعليب التجاري، وفقا للمنظمة الأممية.
وتشكل الوصايا الخمس لضمان أمان الغذاء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أساسا للبرامج التعليمية الخاصة بتدريب مناولي الأغذية وتوعية المستهلكين، وتكتسي هذه الوصايا أهمية خاصة في الوقاية من التسمم الغذائي.
وتشمل هذه الوصايا: الحفاظ على النظافة، وفصل الأغذية النيئة عن الأغذية المطهوة، وطهو الأغذية جيداً، والحفاظ على الأغذية في درجات حرارة مأمونة، واستخدام المياه والمواد الخام المأمونة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الوقایة من یمکن أن غیر أن
إقرأ أيضاً:
بين الوقاية من مرض السكري وخطر الإصابة بهشاشة العظام.. كيف ينعكس النظام النباتي على صحتك؟
أمضى خبراء الوكالة الفرنسية للأغذية والصحة البيئية والمهنية (Anses) خمس سنوات في مراجعة الأدبيات العلمية والتوصيات الغذائية المتعلقة بالأنظمة النباتية، وخلصوا إلى أن هذه الحمية تحمل فوائد ومخاطر صحية في آنٍ معًا، ما يستدعي توخي الحذر في موازنة النظام الغذائي لمن يلتزمون بتلك الأنظمة.
ووفقًا لتقريرين جديدين صادرين عن الوكالة، فإن هناك أدلة تشير إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مقارنةً بالأنظمة الغذائية التي تتضمن منتجات حيوانية. كما أشارت أدلة أخرى إلى أن هذا النظام قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، واضطرابات الإباضة، وبعض أنواع السرطان، إضافة إلى مشاكل في العيون والجهاز الهضمي.
ولكن في المقابل، أظهرت بعض الدراسات أن الأنظمة النباتية قد تزيد من خطر الإصابة بكسور العظام أو التشوهات في مجرى البول لدى الأجنة. غير أن بعض الخبراء يشيرون إلى أن المعلومات المتوفرة حول تلك المخاطر لا تزال غير كافية لتأكيدها بشكل قاطع.
ويعكس هذان التقريران، اللذان يستندان إلى مراجعة شاملة للأبحاث العلمية والتوصيات الغذائية، تزايد شعبية الأنظمة الغذائية النباتية في فرنسا، ما دفع وكالة Anses إلى تحليل آثارها على الصحة العامة.
وفي هذا السياق، قالت بيرين نداود، نائبة رئيس وحدة تقييم المخاطر الغذائية في الوكالة، في تصريح لـ Euronews Health: "ندرك أن الحمية النباتية تزداد انتشارًا، ولذلك قمنا بمراجعة منهجية للدراسات المنشورة لتحديد العلاقة بين هذا النظام الغذائي والصحة، إلى جانب وضع معايير غذائية تساعد النباتيين على تحسين نظامهم الغذائي".
Relatedدراسة: وداعاً للحليب واللحوم.. البدائل النباتية أكثر إفادةً للطبيعة والمناخ"شرائح اللحم النباتية".. ما تأثير الحكم القضائي الخاص بها على الأسواق الأوربية؟خصخصة بذور أوروبا: هل تهدد براءات الاختراع استقرارَ الأمن الغذائي وتنوّعَ الحياة النباتية؟نقص في الفيتامينات والمعادن الأساسيةكشفت مراجعة شاملة للأبحاث العلمية شملت 131 دراسة عن تأثير الأنظمة الغذائية النباتية على الصحة، أن النباتيين يعانون من مستويات أقل في بعض الفيتامينات والمعادن مقارنة بغير النباتيين. وجاءت هذه النتائج بناءً على تحليل علمي يأخذ في الاعتبار العوامل الغذائية، ومستويات التلوث المحتمل في الأغذية، وعادات الأكل المختلفة.
وأوضحت نداود أن بعض الارتباطات التي كشفت عنها المراجعة تستند إلى أدلة أضعف، ما يعني أن الاكتشافات المستقبلية قد تدفع إلى تعديل بعض الاستنتاجات.
وأظهرت الدراسة أن النباتيين لديهم مستويات أقل من الحديد واليود، بالإضافة إلى فيتامينات B12 وD، والكالسيوم والفوسفات. كما أظهرت النتائج أن مستوى الفيتامين B2 لدى النباتيينكانت في مستويات أدنى مقارنة بغيرهم، وهو ما قد يزيد من خطر تعرضهم لمشكلات صحية، مثل هشاشة العظام وزيادة احتمال الإصابة بالكسور.
وفي هذا السياق، توضح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) أن اتباع نظام غذائي نباتي صحي ومتوازن ممكن من خلال التخطيط الجيد وفهم احتياجات الجسم الغذائية. لكنها في الوقت ذاته تحذر من أن غياب التخطيط السليم قد يؤدي إلى نقص "العناصر الغذائية الأساسية"، مما قد ينعكس سلبًا على الصحة العامة.
توجه محدود نحو النظام النباتيكشفت دراسة استقصائية أجراها الاتحاد الدولي للنباتيين عام 2021 أن نسبة النباتيين في فرنسا لا تزال منخفضة، اذ لا تتجاوز 2.2% من السكان، بينما يحاول نحو 8% تقليل استهلاكهم للحوم. وأشار الاستطلاع إلى أن اللحوم تظل جزءًا أساسيًا من الثقافة الغذائية في البلاد، ما يجعل التحول نحو الأنظمة النباتية محدودًا نسبيًا.
وأفاد المشاركون في الاستطلاع بأن الأسباب الرئيسية لتقليل استهلاك اللحوم تشمل القلق بشأن رفاهية الحيوانات، إضافة إلى التأثير البيئي الناجم عن إنتاج اللحوم.
وفي هذا السياق، أظهرت دراسة نُشرت عام 2023 في مجلة Nature أن تقليل استهلاك اللحوم يحدّ من البصمة البيئية للفرد، من خلال خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي، إضافة إلى دعم التنوع البيولوجي.
Relatedشاهد: "اللحوم الجديدة" لحوم نباتية وبديل آخر عن اللحوم الحمراء علماء يطورون طماطم معدلة وراثيا لتصبح مصدرا لفيتامين (د) للنباتيينلا مكان لـ "برغر نباتي" في المرسوم الجديد.. فرنسا تستعد لخطوة جديدة ضد تسمية بدائل اللحومتوصيات غذائية للنباتيين: ما الذي يجب تناوله؟توصي الوكالة الفرنسية بأن يحرص النباتيون على تضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة في نظامهم الغذائي اليومي، بما في ذلك الفواكه والخضروات، والبقوليات مثل العدس، إلى جانب الكربوهيدرات النشوية كالخبز، بالإضافة إلى المكسرات والبذور، وخميرة البيرة، ومنتجات الألبان أو بدائلها النباتية المدعمة.
وأشارت الوكالة إلى أن النباتيين قد يواجهون صعوبات في تلبية احتياجاتهم من بعض العناصر الغذائية الأساسية، مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامين د، وقد يجدون صعوبة في الحصول على ما يكفي من فيتامين ب12 والزنك، خاصة بين الرجال.
وفي هذا السياق، أوضحت نداود أن تطوير هذه الإرشادات الغذائية يهدف إلى مساعدة النباتيين على تحسين نظامهم الغذائي وضمان حصولهم على العناصر الغذائية الضرورية لصحة متوازنة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الخبراء يكشفون: هل يجب تناول الطعام قبل التمرين أم بعده؟ هل يؤثر الطعام على الصحة؟ ناجية من سرطان الثدي تكشف الأطعمة التي استبعدتها تماماً من نظامها الغذائي "لا مكان للأسبرتام في طعامنا".. دعوات لحظر المحليات الصناعية في أوروبا لحومأسلوب الأكل النباتيصحة غذائيةالصحةفرنسادراسة