عراقيون يلجأون للطاقة الشمسية للتخلص من انقطاع الكهرباء
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
أقدم عدد كبير من المواطنين، على نصب منظومة طاقة شمسية في منازلهم لتجنب انقطاع التيار الكهربائي في ذروة فصلي الشتاء والصيف، وعدم استغلالهم من قبل أصحاب المولدات الخاصة المنتشرة في الاحياء والذين يتقاضون أجور تشغيل الامبير بين 7 الاف الى 20 ألف دينار.
استورد العراق 191 ميغاواط من العام 2017 الى نهاية العام الماضي، بقيمة تجاوزت الـ40 مليون دولار وفقا لمركز climate ember المختص بالطاقة النظيفة.
بدأت مشكلة الكهرباء خلال تسعينيات القرن الماضي، وتفاقمت بعد العام 2003، نتيجة الاستيرادات العشوائية للأجهزة الكهربائية، وزيادة نسبة السكان، مقابل ضعف النمو في انتاج الكهرباء الوطنية، اذ تصل عدد ساعات التجهيز في ذروة الطلب ببعض المناطق 8 ساعات يوميا، بينما يحتاج العراق 40 ألف ميغاواط لتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة، الا ان العجز يبلغ 22 الف ميغاواط، اذ حسب وزير الكهرباء زياد علي فاضل فان الانتاج يبلغ 18 الف ميغاواط.
وتحدث المواطن محمد الربيعي، لـ"الاقتصاد نيوز"، إنه لا يوجد آملا بحل ازمة الكهرباء، لانها تعيش معي منذ طفولتي، ويصل انفاقنا الشهري على شراء الكهرباء من الحكومة والمولدة الاهلية اكثر من 300 الف دينار، وذلك عن شراء 16 امبيرا.
وقال الربيعي، إنه خلال الأيام الأولى لحكومة محمد السوداني، بدأت حملة واسعة على أصحاب المولدات الخاصة بخفض سعر الامبير، إلا انها توقفت بعد انتهاء الانتخابات المحلية، مشيرا الى أنه قرر شراء منظومة طاقة شمسية 8 امبيرات كمرحلة أولى على أن يتم تطويرها شهريا بإضافة بعض الالواح والبطاريات من اجل تجهيزها لفصل الصيف القادم.
وانفق الربيعي، خلال المرحلة الأولى 2.5 مليون دينار على شراء 6 الواح من حجم 570 كيلو واط، و4 بطاريات بسعة 200 امبير لكل واحدة من النوع الحامضي بالإضافة الى عاكس بحجم 5 الاف كيلو واط، والتي أدت الى انهاء مشكلته مع الكهرباء خلال فترة استقرار المناخ.
وأكد أن السبب الحقيقي وراء شراء الطاقة الشمسية، هو دفعي 160 ألف دينار شهريا لصاحب المولدة الخاصة لمدة 6 أشهر من كل عام مقابل تشغليها لـ 12 ساعة في الشهر، وهو ما اعتبره سرقة علنية، وذلك بسبب تحسن الكهرباء الوطنية المرتبطة بتغييرات المناخ وعدم تشغيل أجهزة التكيف والتدفئة، مبينا أن ذروة الطلب على الكهرباء خلال أشهر حزيران وتموز واب وأيلول.
تعتبر تجربة الطاقة الشمسية، من التجارب الناجحة في العراق والدول العربية بسبب شروق الشمس لساعات طويلة، اذ يمنح اشعاع الشمس أكثر من 2000 كيلو واط بالساعة، وفقا لموقع اطلس الطاقة الشمسية العالمي، بينما في أوروبا يصل الى 1000 كيلو واط بالساعة.
وقال المختص بالطاقة الشمسية، كريم علي، وهو مجهز للألواح والبطاريات، لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "المشكلة الأبرز التي تواجه انتشار الطاقة الشمسية هي الكلفة العالية، التي يجب ان يدفعها المواطن اول مرة، وتختلف حسب الجودة ونوع البطاريات"، مضيفا أن هناك بعض الأشخاص يستغلون ضعف ثقافة المواطن، ويقومون بزيادة الأسعار.
وأشار الى أن الجهاز المعروف باسم "الانفيرتر" الذي يحول من الطاقة الشمسية الى الكهربائية، تبدأ أسعاره من 300 الف دينار حسب طاقته، بينما اللوح الواحد الذي يبلغ 570 كيلو واط في الساعة سعره 180 الف دينار، والبطاريات الرصاص او المحلول التي تبلغ قدرتها 200 امبير بسعر 300 الف دينار، والبطاريات الليثيوم يبدأ سعرها من 1250 دولارا وصاعدا.
وبين أن كلفة الـ 5 امبير والتي معظم العراقيين يشترونها من المولدات الاهلية، تكلف 1.5 مليون دينار، وهي من البطاريات الحامضية، ولكن انتاجها الفعلي هو 8 امبيرات، لان 3 امبيرات نخصصها لشحن البطاريات خلال فترة النهار عند انقطاع الكهرباء، من اجل استخدام البطاريات في الليل، كما ان الالواح تعطي 70٪ من قدرتها الحقيقية اليومية، بسبب التفاوت في اشعاع الشمس.
ووفقا لعلي، ان الاستثمار في الاشعة الشمسية، يغنيك بشكل كامل عن الكهرباء الوطنية والمولدة الاهلية، وان التعامل الأمثل معها من خلال عدم تفريغ البطاريات كليا، اذ يجب ان يبقى 30٪ منها دون تفريغ، مما يعني إطالة عمر البطاريات الى اكثر من 5 سنوات، بينما بطاريات الليثيوم يصل عمرها الى اكثر من 10 سنوات، ولكن سعرها يصل الى 2400 دولار عن 300 امبير بطاقة تفريغ تصل الى 15 الف كيلو واط، مما يعني تشغيل أجهزة التبريد والتدفئة.
وحسب المختصين، فان أسعار الطاقة الشمسية انخفضت بنسبة 25٪ خلال العام الحالي، وتواصل الانخفاض خلال الفترة المقبلة، وان مشكلة سعر صرف الدولار، بدأت تؤثر عليها لأنها تباع بالسعر الموازي.
من جهة أخرى، قال المختص بالطاقة النظيفة، فيصل الصفار، لـ"الاقتصاد نيوز"، إن الطاقة الشمسية، تشهد هبوطا بالأسعار عالميا، وهذا ما يجعل الاقبال عليها يتزايد في هذه المرحلة، مشيرا الى أن العراق احد البلدان التي تتعرض للاحتباس الحراري، وهناك وعي من قبل بعض المواطنين بخفض الانبعاثات عبر نصب الطاقة الشمسية.
وأكد أن العراق يتمتع بساعات مشمسة مقارنة ببعض الدول اذ تصل 3250 ساعة سنويا، لذلك يمكن للحكومة ان تقوم بانشاء محطات طاقة شمسية بسعات كبيرة جدا، بسبب توفر المساحات، لافتا الى أن الطاقة الشمسية تخفض بنسبة 70٪ من كلفة المولدات الخاصة وبنسبة 25٪ من الشبكة الوطنية.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
كاليفورنيا تواجه أمطاراً قياسية مع استمرار انقطاع الكهرباء
جلبت عاصفة عاتية تتحرك عبر شمال كاليفورنيا أمس الخميس، الكثير من الثلوج وأمطاراً قياسية، وأغرقت بعض المناطق، بعدما أودت بحياة شخصين، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف من الأشخاص في شمال غرب المحيط الهادئ.
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من احتمال استمرار السيول والانهيارات الصخرية. وألغيت عشرات الرحلات الجوية في مطار سان فرانسيسكو. وفي واشنطن، استمر انقطاع التيار الكهربي عن أكثر من 204 آلاف شخص -أغلبهم في سياتل- فيما قامت الطواقم بتنظيف الشوارع من خطوط الكهرباء وأفرع الشجر المتساقطة والأنقاض.
وقال مسؤولو الكهرباء إن انقطاع التيار الذي بدأ يوم الثلاثاء، يمكن أن يستمر حتى السبت. وعلى الساحل الشرقي، حيث نشبت حرائق غابات نادرة، سقطت الأمطار على نيويورك ونيوجيرسي، مما قد يخفف من خطر الحرائق لبقية العام. ومددت خدمة الطقس الوطنية تحذيراً من وقوع فيضانات إلى يوم غد السبت، في مناطق شمال سان فرانسيسكو حيث غمرت المنطقة بالمياه جراء أقوى نهر جوي يحل الموسم الجاري، وهو عبارة عن منطقة طويلة من الرطوبة التي تتشكل فوق المحيطات وتتدفق عبر السماء فوق الأرض.
واجتاحت عاصفة قوية شمال غرب الولايات المتحدة مساء الثلاثاء، محملة برياح عاتية وأمطار غزيرة مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وسقوط الأشجار، ومقتل شخصين على الأقل في واشنطن.
وتعتبر هذه العاصفة «إعصار القنبلة»، وهو مصطلح يستخدم عندما تشتد قوة الإعصار بسرعة. ومن المتوقع هطول ما يصل إلى 41 سنتيمتراً تقريباً من الأمطار في جنوب غرب أوريجون والمقاطعات الشمالية في كاليفورنيا حتى الجمعة.
وشهدت سانتا روزا هطول 16.5 سنتيمتر من الأمطار خلال الـ24 ساعة الماضية، مسجلة أكثر يوم سقوطاً للأمطار منذ 1998.