"نعيشُ واقعاً صعباً ونخشى أن تطول أزمة رواتبنا بسبب التعنّت الإسرائيلي واحتجاز أموال السلطة الفلسطينية".. هذا ما قاله محمود، وهو لاجئ فلسطيني في لبنان، بشأن مخاوفه من إمكانية عدم تقاضيه راتبه من رام الله في فلسطين المحتلة للشهر الثاني على التوالي.

محمود هو واحدٌ من المنتمين إلى حركة "فتح" التي يشهد عناصرها في لبنان أزمة مالية عمرها أشهر.

فحتى الآن، لم يتلقّ "العنصر المتفرغ" ضمن الحركة راتبه عن شهري آذار ونيسان الماضيين، علماً أنّ لديه في "ذمة الحركة" مستحقات مالية عن أشهرٍ سابقة.

حرب غزّة هي التي فاقمت هذه الأزمة التي لا تعتبر جديدة العهد، لكن ما حصل مؤخراً هو أن تل أبيب احتجزت المزيد من أموال المقاصة الفلسطينية كما اقتطعت المزيد منها.

فعلياً، فإن أموال المقاصة تستخدم لتمويل نفقات السلطة الفلسطينية وموظفيها، وتقول الأرقام إنها كانت تبلغ قبل الحرب في غزة نحو 800 مليون شيكل شهرياً، أي ما يُناهز الـ215 مليون دولار. أما الآن، فإن أغلب التقديرات تشير إلى أنّ نسبة تلك الأموال قد انخفضت من 800 إلى 600 مليون شيكل شهرياً، علماً أن المبلغ الأخير قد لا يكفي لسداد التكاليف والنفقات والرواتب، بحسب ما نقلت تقارير فلسطينية عن محللين وخبراء.

وخلال الأشهر الماضية، تم "تقنين" دفع الرواتب من خلال منح الموظفين نسبة منها بحسب الفئات التي يصنفون ضمنها، لكنه بعد ذلك جرى دفع رواتب كاملة لبعض الموظفين الحكوميين، علماً أن المستحقات السابقة لم تُصرف حتى الآن، والمقصود هنا الأجزاء المتبقية من الرواتب التي لم تُدفع بالكامل.

وقبل يومين، زار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى المملكة العربيّة السعودية، حيث بحث مع المسؤولين هناك أولويات الحكومة الفلسطينية، فيما كان التركيز كبيراً على الوضع المالي.

مصادر فلسطينية قيادية في "فتح" تابعت أجواء الزيارة قالت لـ"لبنان24" إن هناك محاولات حثيثة من قبل السلطة لإيجاد حلول سريعة تساهم في إنقاذ الموظفين والسلطة ككل من الفخ المالي الذي نصبته إسرائيل، مشيرة إلى أن مصطفى قد يكثف تحركاته وإتصالاته سعياً لتطويق الأزمة، وهو ما يعول عليه فلسطينيو لبنان بشكلٍ كبير.

خطة ممنهجة

الأوضاع داخل المخيمات الفلسطينية ليست مستقرة بسبب الأزمة المالية، فأغلب الذين يتقاضون رواتبهم من "فتح" ينتظرون "الفرَج" بأسرع وقت.

مصادر الحركة تقول لـ"لبنان24" إنّ الأوضاع المعيشية للكثير من العائلات الفقيرة تعتبرُ كارثية، فهؤلاء يعتمدون على الرواتب التي يتقاضونها في وقتٍ لا يوجد فيه أي مصدر مالي آخر لهم.

ما يجري يُعدّ مقدّمة لـ"تدهور الأوضاع أكثر" داخل المخيمات، وهو أمرٌ تعتبره المصادر "خطة إسرائيلية ممنهجة لخنق الفلسطينيين" في الخارج بالتزامن مع حرب غزة.

المصادر عينها تقول إن إسرائيل تعلم تماماً أن خطوة "إحتجاز الأموال" ستنعكس تباعاً على الفلسطينيين في الشتات، ولهذا السبب زادت من حدّة تعنتها للضغط أكثر على البيئة الفلسطينية خصوصاً في لبنان وداخل رام الله أيضاً.

وضعٌ أمني "غير مستقر"

تُقر المصادر أنّ التدهور في الوضع الإقتصادي قد يترافق مع عدم إستقرار أمنيّ، وهو أمرٌ يجري التحذير منه بشكل مستمر لاسيما في المخيمات الكبرى داخل لبنان، والتي عادة ما تشهدُ مناوشات أمنية بين الحين والآخر.

تحذر المصادر من أن "تدهور" الواقع المعيشي قد يدفع بشبانٍ كُثر إلى أعمالٍ خارجة عن القانون، ما سيؤدي في لحظة من اللحظات إلى إشكالات وبالتالي تعكير أمن المخيمات.

المسألةُ هذه "غير عادية" بحسب المصادر، فالضربة الإقتصادية يمكن أن تتحول أيضاً إلى "ضربة أمنية" في الوقت نفسه، مشيرة إلى أن إسرائيل تهدفُ إلى هذا الأمر الذي يقود مخيمات لبنان نحو "الإشتعال".

الخوف الأكبر الذي تتحدث عنه المصادر هو إستمرار الأزمة، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد يفتحُ شهية التنظيمات المتطرفة من التمادي أكثر داخل المخيمات، واستجلاب عناصر إضافية لها عبر إستغلال الوضع المادي والمعيشي.

المصادر ختمت بالقول إنّ المسألة القائمة خطيرة جداً، وتستدعي انتباهاً شديداً خصوصاً أن الوضع في مخيمات لبنان "على كف عفريت" في ظلّ عدم إستقرار الوضع الأمني بشكل عام بالتزامن مع حرب جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

إنفاق حكومي مفرط ونقص الإيرادات.. الدغاري يحذر من أزمة مالية وشيكة

⚠️ ليبيا – الدغاري: ليبيا تواجه أزمة مالية واستنزاف الاحتياطيات النقدية مستمر

???? إنفاق مفرط ونقص في الإيرادات النفطية ⛽
أكد عضو اللجنة المالية بمجلس النواب، خليفة الدغاري أن بيان المصرف المركزي الأخير يعكس أزمة اقتصادية ومالية متفاقمة في البلاد، نتيجة ارتفاع الإنفاق الحكومي، ونقص الإيرادات النفطية، واستمرار العمل بنظام مبادلة الوقود، وتأخر تدفق الأموال إلى خزائن المركزي.

???? تعديل سعر الصرف قيد الدراسة ????
???? أشار الدغاري إلى أن مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي هو الجهة المخولة باتخاذ القرارات المتعلقة بسعر صرف النقد الأجنبي، موضحًا أن تعديله قد يكون من بين الحلول المطروحة لمعالجة الأزمة المالية.

???? تحذير من استنزاف الاحتياطي النقدي ????
???? أوضح الدغاري أن المركزي يواصل استنزاف الاحتياطيات النقدية تدريجيًا لتغطية الإنفاق العام، مؤكدًا الحاجة الملحة إلى وقف هذا الاستنزاف والبحث عن بدائل اقتصادية لإصلاح الوضع المالي.

Previous فلسطين تطلب عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية Related Posts أكاكوس تُعلن استكمال حفر البئر D-42 بمعدل إنتاج واعد محلي 19 مارس، 2025 حسني بي يحذر: المضاربة على الدولار تتصاعد بسبب زيادة عرض الدينار محلي 19 مارس، 2025 أحدث المقالات إنفاق حكومي مفرط ونقص الإيرادات.. الدغاري يحذر من أزمة مالية وشيكة فلسطين تطلب عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية أكاكوس تُعلن استكمال حفر البئر D-42 بمعدل إنتاج واعد حسني بي يحذر: المضاربة على الدولار تتصاعد بسبب زيادة عرض الدينار أبوالقاسم: مصرف ليبيا المركزي في مواجهة منفردة أمام الحكومات والمضاربين

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • الدغاري: ليبيا تواجه أزمة مالية حادة واستنزاف مستمر للاحتياطيات النقدية
  • احتجاجات في مخيمات المحتجزين بتندوف تنديداً بإختطاف مسن صحراوي 
  • إنفاق حكومي مفرط ونقص الإيرادات.. الدغاري يحذر من أزمة مالية وشيكة
  • شهيد وإصابات واعتقالات خلال اقتحام الاحتلال مخيمات نابلس
  • بريطانيا.. أزمة مالية تدفع بالصيدليات لتقليص ساعات عمل
  • اعتقال رجل قتل زوجته خنقا داخل أحد مخيمات النزوح بإقليم كوردستان
  • تفاصيل عمليات مالية لـحزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يكشفها
  • توجه إسرائيلي لربط إعادة الإعمار في غزة ولبنان وسوريا بمخططات أمنية وسياسية
  • هيئة حقوقية تطالب بفتح بحث قضائي في مالية جامعة ألعاب القوى التي دمرها أحيزون
  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة