الفنادق والمطاعم في جهوزية تامة.. هل يكون موسم صيف 2024 واعداً؟
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
شهد الموسم السياحي في صيف 2023 "فورة" كبيرة وتم اعتباره الأفضل في السنوات الأخيرة، أي بعد جائحة كورونا والأزمة المالية التي ضربت لبنان، فأعداد المغتربين الذين زاروا وطنهم خلال هذه الفترة تجاوزت التوقعات ونشطت المهرجانات والاحتفالات والسهرات في كافة المناطق اللبنانية وكان من المتوقع ان تستمر هذه الفورة السياحية عام 2024، الا ان تاريخ 7 تشرين الأول أجهض كل التوقعات وقلب الأوضاع رأسا على عقب ليس فقط في لبنان بل في المنطقة كاملة.
فمنذ اندلاع حرب غزة وتوسع الضربات الاسرائيلية لتشمل الأراضي اللبنانية والدمار الهائل الذي يشهده جنوب لبنان نتيجة القصف الذي يطال قرى عديدة ، لحقت خسائر كبيرة بالاقتصاد اللبناني ولاسيما بالقطاع السياحي الذي يُعتبر بمثابة الرافعة للاقتصاد اللبناني.
حجوزات ألغيت وفنادق أقفلت جزئيا وقرر عدد كبير من المغتربين انتظار تهدئة الأوضاع ليعاودوا المجيء إلى لبنان، ولم تستطع الأعياد التي مرت خلال الأشهر السابقة تحسين الوضع فالجميع في حالة ترقب لما ستؤول إليه التطورات.
وتُشير الأرقام إلى ان القطاع السياحي تضرر بنسبة 75 بالمئة منذ اندلاع الحرب في غزة وجنوب لبنان. ومع اقتراب موسم الصيف تتجدد الآمال بإمكانية انتعاش الموسم السياحي وعودة المغتربين إلى لبنان ،فهل سينتعش الموسم السياحي الصيفي من جديد؟
الفنادق على أتم جهوزية رئيس اتحاد النقابات السياحية ورئيس المجلس الوطني للسياحة بيار الأشقر أكد في حديث لـ "لبنان 24" ان "أصحاب الفنادق في جهوزية تامة لانطلاق موسم صيف 2024"، وقال: "الأمل دائما موجود على الرغم من كل الصعوبات والعراقيل التي نمر بها وإلا لكانت الفنادق قد أغلقت أبوابها نهائيا".
وأشار الأشقر إلى "ان الفنادق تقوم بتجهيز نفسها وتعمل على تجديد الخدمات لأن الزبائن أصبحوا متطلبين أكثر من السابق وبالتالي التجديد مطلوب في كافة الفنادق للمحافظة على هذه المؤسسة التي هي ليست فقط مؤسسة سياحية بل أيضا عقارية".
ولفت إلى ان "القطاع السياحي حاليا في حالة انتظار وترقب لما سيحصل ولاسيما بعد إعلان حماس أمس موافقتها على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار وقرار إسرائيل على الرغم من ذلك مواصلة العملية العسكرية في رفح"، وتابع: "نحن بانتظار كيف سيؤثر ذلك على الوضع في جنوب لبنان ولاسيما وان القصف الإسرائيلي توسع إلى خارج نطاق الجنوب حيث وصل إلى بعلبك والهرمل وإقليم التفاح."
وشدد الأشقر على ضرورة انتظار التطورات الميدانية، وقال: "نحن كقطاع فندقي في جهوزية تامة وبدأنا استعداداتنا لانطلاق الموسم الصيفي، وفي حال وقف إطلاق النار من المتوقع مجيء المغتربين اللبنانيين وليس السيّاح الأجانب لأن معظم دول العالم طلبت من رعاياها عدم المجيء إلى لبنان كما أنّ الدول العربية نصحت رعاياها بعدم السفر إلى لبنان".
ولفت إلى أنه "في حال قدوم المغتربين ستنتعش الأسواق التجارية والمطاعم وأماكن السهر أكثر من قطاع الفنادق، لأن معظم المغتربين يمتلكون منازل في لبنان وبالتالي لن يحجزوا في الفنادق".
وأوضح الأشقر ان "الفنادق مقفلة جزئيا في كافة المناطق فإذا كان الفندق لديه 100 غرفة 40 منها لا زالت مفتوحة أمام الزبائن أما الفنادق خارج بيروت فأكثر من 70 بالمئة منها لا يزال مُقفلا".
واعتبر الأشقر ان "الخسائر كبيرة جدا على القطاع السياحي منذ 7 تشرين الأول ولغاية اليوم ولكن ليست هناك أرقام دقيقة مفصلة عنها"، وأكد ان "لا حجوزات حتى الآن في الفنادق للأشهر المُقبلة أي لفترة الصيف فكافة المغتربين ينتظرون كيف ستتطور الأوضاع جنوبا ليقرروا ما إذا كانوا سيأتون إلى لبنان أم لا".
والمطاعم أيضا تستعد نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم المقاهي الملاهي والباتيسري خالد نزهة أشار من جهته في حديث لـ "لبنان 24" إلى انه "كان هناك توقعات بتحسن الوضع السياحي خلال أشهر آذار ونيسان وأيار وذلك بسبب وجود 3 أعياد في هذه الفترة وكنا نتوقع قدوم المغتربين اللبنانيين خاصة من الدول العربية وافريقيا ، لكن هذا الامر لم يحصل"، وأضاف: "طالما نحن في حالة حرب لن يتحسن الوضع ولكن بالتأكيد في حال تبدل الوضع وتوقفت الحرب ستتحسن الأمور تدريجياً".
وتابع: "في مثل هذه الفترة تكون الحجوزات قد اكتملت بالنسبة للمغتربين اللبنانيين ولكن للأسف قد يكون العديد منهم قد استبدلوا حجوزاتهم خلال فترة الصيف إلى لبنان بحجوزات إلى دول أخرى لقضاء العطل نظرا للأوضاع الراهنة".
وقال نزهة: "إذا توقفت الحرب وتحسنت الأوضاع من المؤكد ان وضع السياحة سيتحسن وسيكون موسم الصيف مزدهرا وستعود المهرجانات والنشاطات السياحية في المناطق كافة".
وشدد نزهة على ان "القطاع المطعمي يعمل قدر المستطاع للاستعداد للموسم الصيفي ولمساعدة أصحاب المؤسسات للمحافظة على الموظفين لتمرير هذه المرحلة الصعبة لاسيما ان هؤلاء الموظفين هم شركاؤنا في الإنتاج "، كما قال.
وتمنى نزهة ان "تنتهي الحرب لكي يعود المغتربون إلى وطنهم وفي حال سمحت لهم الظروف بالمجيئ هذا الصيف فمن المؤكد انهم سيعودون بأعداد كبيرة جدا".
وشدد على ان "كل الأمور مرتبطة بالتطورات والقطاع السياحي يعيش كل يوم بيومه ويسعى لتقديم الأفضل ولبنان يشتهر تاريخيا بمطبخه ومطاعمه وبمؤسساته السياحية ومهرجاناته والسياحة الصيفية فيه".
وختم نزهة بالقول: "دورنا كنقابة ان نتابع وان ندعم كافة القطاعات السياحية وان نزرع الفرحة في قلوب اللبنانيين وان تعود أجواء الفرح والسهر والمهرجانات في كافة الناطق ونأمل ان يترافق هذا الأمر مع استقرار أمني وعدم تشنج سياسي وان تتبدل الأمور قريباً نحو الأفضل".
إذا الجميع بانتظار ما ستحمله الأيام المُقبلة من تطورات علّ لبنان ينتعش سياحيا ويشهد موسما ممتازا كموسم صيف 2023 حيث سجل إيرادات بلغت 7 مليارات دولار واستقطب نحو مليون ونصف مليون سائح.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القطاع السیاحی موسم الصیف إلى لبنان فی کافة فی حال
إقرأ أيضاً:
"سوق الأولين".. رحلة إلى التراث والتقاليد الأصيلة ضمن موسم الرياض 2024
يُقدّم "سوق الأولين" في موسم الرياض هذا العام تجربة تراثية استثنائية تحتفي بالتقاليد الأصيلة، ليكون وجهة مجانية مميزة تعكس روح الماضي بلمسة معاصرة، حيث يهدف إلى إبراز التراث السعودي عبر أنشطة تفاعلية تعزز الارتباط بالجذور الثقافية.
ويستعرض "سوق الأولين" مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية والفنون الشعبية، مع عروض موسيقية وفلكلورية تسلط الضوء على التنوع الثقافي في المملكة، كما يوفر للزوار فرصة للتفاعل المباشر مع الصناعات التقليدية مثل حياكة السدو وصناعة الأواني الفخارية، من خلال ورش عمل ومنصات تفاعلية تعليمية وترفيهية.
ومن أبرز معالم السوق منطقة "سفرة الديرة" التي تُقدّم أشهى الأطباق الشعبية التقليدية، مما يجعلها وجهة مثالية لتذوق نكهات المطبخ السعودي الأصيل، كما يوفر السوق مساحة مخصصة لدعم الحرفيين المحليين، لعرض إبداعاتهم وتسليط الضوء على مهاراتهم في إحياء الحرف التراثية.
ويتميز "سوق الأولين" بأجواء تُحاكي نمط الحياة القديم، مع أنشطة مستوحاة من التراث مثل تجربة الطهي التقليدي وحياكة السدو، بالإضافة إلى العروض الثقافية التي تضفي على المكان طابعًا فريدًا.
يُعد "سوق الأولين" تجربة غنية تجمع بين الترفيه والتعليم، ليأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن، تُبرز تاريخ المملكة وتراثها الثقافي العريق، وتعزز الوعي بالهوية الوطنية بأسلوب يناسب جميع أفراد العائلة