لبنان ٢٤:
2025-01-28@01:54:27 GMT

خطر يهدّد الكيان اللبناني

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

خطر يهدّد الكيان اللبناني

يحتار المرء الذي يعمل في مصنع الكلمة عمّا يمكن أن يكتبه من دون أن يقع في الرتابة القاتلة، ومن دون أن يدفع القارئ إلى الملل والقرف. فالمهمة ليست سهلة على الاطلاق. فالذين يقرأون هم الذين يتابعون كل كلمة تُكتب بشغف، ولكن بروح انتقادية لا ترحم. وهذا ما يجعل مهمة الذين يكتبون أو يحلّلون صعبة جدًّا. وهذا ما يجعل المسؤولية مضاعفة.

وهذا ما يزيد من حجم وقع كل كلمة تصير بعد نشرها ملكًا للناس، ولا تعود تخصّ الشخص الذي يكتبها فقط. وقد يكون أجمل المقالات تلك التي تلقى صدىً لدى المتلقي، سواء أكان ترداد هذا الصدى إيجابيًا أو سلبيًا.   ويسألني صاحبي عن دوافع هذه المقدمة فلا أجد جوابًا مقنعًا سوى الإحساس بأن ما نكتبه لا يُقرأ كما يجب، وإن قُرئ يُعطى له أكثر من تفسير، ولكل تفسير مقام تبعًا لانتماء هذا الذي يقرأ. فثمة من يستطيب ما يُكتب لأنه يعتبر أن فيه كلامًا يدعم وجهة نظره، فيما يرى آخرون أنه من دون لون أو طعم أو رائحة لأنه بكل بساطة لم يأتِ معبّرًا عمّا يراه متطابقًا مع توجهاته.   وهكذا لا يجد الكاتب الصحافي المنسجم مع نفسه ومع ما يراه في كل مقال يكتبه مناسبًا للمقام المناسب لا "مع ستّي ولا مع سيدي بخير". ولكن عندما لا يكون المرء مع هذا "السيد" أو مع تلك "الست" بخير فهذا يعني أن كل كلمة تُكتب قد أصابت الهدف. هذه هي حال الذين يتعاملون مع الكلمة المسؤولة والموزونة والمستندة إلى تحليل موضوعي، ومدعّمة بمعلومات مستقاة من مصادر ذات ثقة وصدقية.   فإذا كتب أحدنا ما يتطابق مثلًا مع وجهة نظر زيد يحرد عمر. وإذا كان ما يكتبه يلامس مشاعر عمر يزعل زيد. وهكذا تدور الدائرة على جميع الأطراف اللبنانية، التي لا تتوافق حتى على طريقة الإنقاذ. فلكل من هذه الأطراف رأي مخالف للرأي الآخر. ولأن كل طرف يعتبر أنه يملك الحقيقة المطلقة يبدو ما يُكتب غير متطابق مع هذه الحقيقة النسبية، ويصنَّف الكاتب بالتالي في خانة المتهمين بتضييع الرأي العام وتشتيت أفكاره.   لذلك نقول إن من يلجأ إلى الكتابة للتعبير عن رأي معيّن يقع في حيرة من أمره، ويجد نفسه أمام خيارات أحلاها مرّ، خصوصًا إذا كان هذا الكاتب يتمتع باستقلالية القرار، وغير مرتبط بأي جهة سياسية. وهذه الاستقلالية غير المقيّدة سياسيًا لا تعني بالضرورة، كما يحلو للبعض تصويرها، أنه ليس لكاتبها رأي سياسي أو موقف. فهو في نهاية المطاف ابن بيئته، ولا يمكنه بالتالي أن ينسلخ عن واقعه. فما يكتبه يكون عادة نابعًا من شعوره المطلق بهذا الانتماء غير الخاضع للامتحان أمام هذه الجهة أو تلك. ومن يجرؤ على القول إن هذه الجهة أو تلك تملك الحقيقة الكاملة والمجرّدة، ومن يستطيع أن يجزم بأن خياراته هي التي يمكن أن توصل فعلًا إلى انقاذ لبنان من هذا الكمّ الهائل من المشاكل التي يتخبّط بها؟   في النهاية من يعبّر عن رأيه كتابة وقولًا وفعلًا، وهو يشعر بأن ما تكّون لديه من خبرة تسمح له بأن يكون حرًّا، مع ما تعنيه هذه الحرية من مسؤولية. فالحرية من دون مسؤولية تصبح نوعًا من الفوضى، التي تكاثرت هذه الأيام لعدم وجود من يمارس حريته بحرية. فما نشهده على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من تفلت أخلاقي لهو أكبر دليل على أن "الطاسة ضايعة". وعندما "تضيع الطاسة" تدّب الفوضى. وعندما تسود هذه الأخيرة وتجتاح العقول والنفوس يصبح المجتمع بأسره في حال من الخطر الداهم، الذي يهدّد الكيان والوجود.
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من دون

إقرأ أيضاً:

لازم يكون فيه حزم.. ياسمين عز تنتقد تطبيق التربية الحديثة

صرحت الإعلامية ياسمين عز بأن مفهوم التربية الحديثة قد أثبت فشله بسبب التطبيق الخاطئ له، مؤكدة أن ما يُمارَس الآن لا يعكس أهداف التربية الحديثة الحقيقية.

وأوضحت عز، خلال برنامجها "كلام الناس" المذاع عبر قناة "MBC مصر"، أن أبرز ما يُمكن الاستفادة منه في التربية الحديثة هو الابتعاد عن العنف في التعامل مع الأطفال، مشيرة إلى أن هذه هي الميزة الوحيدة التي يمكن اعتمادها.

وأضافت أنه يجب في بعض الأوقات استخدام الحزم والشدة لتقويم سلوك الأطفال، قائلة: "الطفل لازم يعرف إن فيه كبير ويعمله حساب".

خليتهم مش متربيين .. تعليق قوي من ياسمين عز على التربية الحديثة | فيديوياسمين عز: التربية الحديثة فشلت في تشكيل الأجيال الجديدة

وشددت على أهمية التربية التي تعتمد على الاحترام، مُذكِّرة بالطريقة القديمة التي كانت تعتمد على نظرة واحدة من الأم تُفهم الطفل أنه ارتكب خطأ جسيم، مما يجعله يُعيد حساباته ويضبط سلوكه.

واختتمت عز حديثها بالتأكيد على أن التربية الصحيحة هي مزيج من الحزم والرحمة، ويجب أن تكون قائمة على احترام القيم والمبادئ، بعيدًا عن التسيب أو العنف.

ياسمين عز: التربية الحديثة فشلت في تشكيل الأجيال الجديدة
 

اتهمت الإعلامية ياسمين عز التربية الحديثة بتدمير الأجيال الحالية، مشيرة إلى أن هذه التربية قد أسفرت عن جيل عنيد وعصبي، لا يحترم القيم والأخلاقيات.

وأوضحت عز، أن مصطلح "التربية الحديثة" ظهر منذ عدة سنوات، وكان العديد من الآباء يعتقدون أنه أسلوب التربية الصحيح، إلا أن النتيجة كانت جيلًا يرفع صوته على أهله ويستخدم الألفاظ غير اللائقة في حديثه.

وأضافت عز أن حتى إذا كان الأبناء يدرسون في أفضل المدارس أو يترددون على أرقى النوادي والأماكن، لا بد أن يظلوا متربين في المنزل أولًا، مشيرة إلى أن المدارس قد تقدم لهم التعليم ولكن لا يمكنها أن تربيهم. 

وشددت على أن التربية تبدأ من المنزل، من خلال الأم والأب، لا من خلال الأماكن أو المؤسسات التعليمية.

وأكدت عز أن الجيل الذي تربى على أسس قديمة كان أكثر احترامًا ونجاحًا، قائلة: "تربينا بطريقة قديمة، كنا مؤدبين، عاقلين، نحترم الكبير ونعطف على الصغير، وكان لدينا مبادئ ودين وأخلاق".

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • الكيان الصهيوني يواصل عدوانه على عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • الكيان يتجه لأزمة دستورية .. وهذا هو السبب
  • المقاطعة الشاملة: هل تُغيِّرُ قواعد اللعبة الاقتصادية ضد الكيان الإسرائيلي؟
  • عندما يكون المجرمُ قاضيًا والشيطان قدِّيسًا
  • بلومبيرغ: العراق لن يكون تابعا لإيران بعد انسحاب الامريكان
  • حزب الله: الدول الراعية للاتفاق مطالب بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات الكيان
  • كندا حنا عن زواجها: لو يرجع الزمن بفضل ما يكون هذا الفرق بينا ..فيديو
  • لازم يكون فيه حزم.. ياسمين عز تنتقد تطبيق التربية الحديثة
  • الكيان الصهيوني باق في لبنان بدعم أميركي!