مسقط- الرؤية

اختتمت في مطار مسقط الدولي فعالية "جسر الأمم" التي تم تنظيمها على مدار 3 أيام، بالاشتراك مع الجمعية الأكاديمية للفنون والعلوم والآداب في فرنسا، ورعتها مطارات عمان بمشاركة 17 فنانا عالميا وبحضور 17 طفلا يملكون مهارات فريدة واحتياجات خاصة.

وقال الدكتور مؤمن بن محمد البوسعيدي رئيس وحدة تقنية المعلومات والاتصالات بمطارات عُمان: "تلعب المطارات دورا محوريا في تعزيز التواصل بين الثقافات وهي نفس الرسالة التي يقوم بها الفن، فكلاهما يعمل كجسر يربط بين الشعوب والثقافات المختلفة، فالمطارات وبوصفها نقاط التقاء للمسافرين من جميع أنحاء العالم، تقدم فرصة فريدة لعرض الإبداعات الفنية التي تعكس ثقافة وتراث البلد المضيف، وإيمانا منا في مطارات عمان بأن مطاراتنا ليست فقط بوابات للسفر بل أيضا صالات عرض تحتفي بالفن والجمال الذي يجمعنا، سعدنا بهذا التجمع التاريخي على أرض سلطنة عُمان، ذات التاريخ والفنون والثقافة الزاخرة على مدى عقود طويلة من الزمن".

وأكد أن ربط الأمم بالتعدد الثقافي والشمولية وأهداف التنمية المستدامة، يمثل نموذجا يحتذى به لتحقيق الغايات، بهدف تعزيز الحوار بين الثقافات، وتعزيز الشمولية، والدعوة إلى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة من خلال الوسيلة التحويلية للفن، مضيفا: "سعدنا أن يكون مطار مسقط الدولي محطة من محطات هذه الفعالية المهمة والتي تنظمها الجمعية الأكاديمية للفنون والعلوم والآداب في فرنسا، لأول خارج الأراضي الفرنسية على مدى تاريخها الذي يمتد إلى 109 سنوات، ولقد جمعت هذه المبادرة بين الفنانين والأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة من السلطنة ومختلف البلدان الدولية، مما يؤكد على الأهمية العالمية للمشهد الثقافي العماني".

بدوره، أكد فرناند جيرارد رئيس الجمعية الأكاديمية للفنون والعلوم والآداب في فرنسا: "جسدت هذه المبادرة التزامنا بتعزيز التبادل الثقافي والشمولية على نطاق عالمي، حيث تشكل أهمية توزيع ميداليات الأكاديمية المرموقة خارج فرنسا علامة فارقة للأكاديمية، مما يدل على تفانينا في الاعتراف بالتميز الفني خارج حدودنا التقليدية".

وبينت مادلين إمكي ممثلة الأمم المتحدة في دول مجلس التعاون الخليجي وسويسرا: "يشرفنا إطلاق هذه المبادرة في مسقط، وتعزيز الإبداع والتفاهم والتعاون عبر الحدود، وتحتل سلطنة عُمان مكانة خاصة في قلبي، وتضيف صداقتي الطويلة الأمد مع المجتمع العماني إلى أهمية هذا المسعى".

 ووجهت مادلين شكرها لـ"مطارات عُمان" على تنظيم الحفل الختامي في مطار مسقط الدولي، وإتاحة الفرصة لعرض الأعمال الفنية في أروقة المطار، مما يزيد من أهمية عرض هذه اللوحات في مكان يعتبر ممرا دوليا للمسافرين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: مطار مسقط

إقرأ أيضاً:

هذه هي عصا الاقتصاد السحرية التي أخضعوا بها الشعوب

​تستقبلُ العاصمة الأميركية واشنطن هذا الأسبوع اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدوليّ والبنك الدوليّ لعام 2025، حيث يشارك وزراء المالية، ومحافظو البنوك المركزية من جميع أنحاء العالم؛ لمناقشة القضايا الاقتصادية العالمية.

وبينما تُعدّ هذه الاجتماعات فرصة جيدة لمناقشة التّحديات الاقتصادية الراهنة، والتي تشمل المتاعب المتصاعدة مؤخرًا في العديد من الاقتصادات الكُبرى، على خلفيّة فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربًا تجارية على العديد من حلفائه وخصومه، لا نتوقع أن نسمع كثيرًا عن المشكلة الأكثر إلحاحًا، والمتعلّقة بإلغاء ديون الدول النامية، أو إعادة هيكلة بعضها.

وعلى مدار سنوات شهدت العديد من الاجتماعات الأخيرة، تكرار مشهد خروج الوزراء ورجال المال والأعمال من السيارات الفارهة أمام بوابات مباني مجموعة البنك الدولي وسط العاصمة الأميركية، يرتدون بزاتهم الداكنة، وتفوح منهم الروائح العطرة، بينما يترقّبهم بعض المشردين والمتسولين من حديقة صغيرة، يفصلها عن مباني البنك الدولي أمتار معدودة، وقد اعتاد هؤلاء نصب خيامهم أمام المؤسسة المالية العريقة في توقيت الاجتماعات، لتذكيرهم غالبًا بالظروف القاسية التي يعيشونها وملايين غيرهم في الدول النامية، التي تزعم المؤسسة المالية سعيها لتقديم العون لها، لمساعدتها في تحسين أوضاع مواطنيها.

إعلان

ويقدّم الاقتصادي الأميركي ديفيد غرايبر، الذي كان أستاذًا في جامعة ييل الأميركية وكلية لندن للاقتصاد، نقدًا جذريًا للطريقة التي تعمل بها المؤسسات المالية العالمية، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي، في تعاملها مع الدول النامية، حيث يرى أن القروض المقدمة منها لم تكن في تاريخها الطويل أداة اقتصادية فحسب، بل كانت في كثير من الأحيان عصا سياسية للهيمنة وإخضاع الشعوب، وهو ما اعتبره مجسدًا بوضوح في سياسات صندوق النقد الدولي في العقود الأخيرة، خصوصًا من خلال ما يسمى ببرامج التكيّف الهيكلي.

وفي كتابه عن الدَّين "Debt: The First 5000 Years"، بيّن غرايبر كيف تؤدي شروط صندوق النقد، التي تُفرض على الدول المقترضة، إلى تدمير النسيج الاجتماعي لتلك الدول، لا سيما حين يتعلق الأمر بخفض الإنفاق العام على القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم.

ورغم أنّ هذه السياسات يتمّ الترويج لها باعتبارها خطوات ضرورية للإصلاح المالي، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، فقد أثبت الواقع أنها كانت، في كثير من الأحيان، السبب المباشر في كوارث إنسانية لا تُمحى.

ومن بين الأمثلة التي أوردها في كتابه، أشار غرايبر إلى زامبيا التي اضطرت في أواخر التسعينيات إلى خفض ميزانيتها المخصصة للرعاية الصحية بنسبة بلغت 50% تنفيذًا لشروط صندوق النقد.

وأدى ذلك إلى نقص حادّ في الأدوية والأطباء، وتراجع أعداد حملات التلقيح، وهو ما تسبَّب في وفاة ما يقرب من 30 ألف طفل سنويًا لأسباب كان يمكن الوقاية منها.

وفي تلك الفترة، كانت زامبيا تنفق أكثر من 40% من دخلها القومي على خدمة الدين الخارجي، بينما كانت المستشفيات تفتقر لأبسط أدوات التشخيص، وكان المرضى يُطلب منهم شراء الشاش والمضادات الحيوية من السوق السوداء إن أرادوا تلقي العلاج.

أما في تنزانيا، فقد أدّت سياسات خفض الإنفاق التي فُرضت ضمن برنامج التكيّف الهيكلي إلى تخفيض ميزانية التعليم بنسبة 40% خلال عقد واحد فقط، وهو ما تسبّب في إغلاق مئات المدارس، وتراجع نسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي إلى أقل من 50% بحلول منتصف التسعينيات.

إعلان

وتراجعت قدرة الأسر الفقيرة على إرسال أبنائها إلى المدارس بعد فرض رسوم دراسية ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها العذاب، خاصة للفتيات. وقدّر البنك الدولي نفسه تسبب هذه السياسات في فقدان أكثر من 10 ملايين طفل أفريقي فرصة التعليم بين عامي 1985 و2000.

وفي بيرو، وهي من الدول التي خضعت لإصلاحات قاسية تحت إشراف صندوق النقد، أُجبرت الحكومة في بداية التسعينيات على تقليص ميزانية الصحة بنسبة 25%، ممّا تسبب في كارثة صحية، خاصة في المناطق الريفية، إذ تم إغلاق أكثر من 1.000 وحدة رعاية صحية أولية في أنحاء البلاد، وانخفضت نسبة التلقيح ضد الحصبة من 80% إلى أقل من 50%، الأمر الذي أدّى لتفشي المرض مجددًا وموت الآلاف من الأطفال.

يربط غرايبر في كتابه، كما في العديد من مقالاته ومحاضراته، بين هذه الكوارث وبين طبيعة النظام المالي العالمي، الذي لا يعامل الدول النامية كشركاء، بل كمذنبين يجب تأديبهم.

ويشير غرايبر إلى أن هذه السياسات صُمّمت بالأساس لحماية مصالح البنوك والدائنين في دول الشمال، على حد تعبيره، خصوصًا الولايات المتحدة، وبريطانيا، حيث تم توجيه الأموال التي أُقرضت لدول الجنوب في أغلب الأحيان إلى إعادة جدولة ديون سابقة، وسداد الفوائد المتراكمة، دون أن يستفيد المواطن العادي من دولاراتها.

ولا يكتفي غرايبر بالتحليل الاقتصادي، بل يربط هذه الظواهر بتاريخ طويل من استخدام الدَّين كوسيلة للسيطرة، ففي العصور القديمة، كما يذكر، كانت فترات تراكم الديون الكبيرة تنتهي غالبًا بإعلان ملوك تلك العصور "عفوًا عن الديون" لحماية المجتمع من الانهيار. أما في النظام النيوليبرالي الحديث، فإن العكس هو ما يحدث، إذ يتم التضحية بالشعوب من أجل إنقاذ الدين.

المفارقة التي يشير إليها غرايبر هي أن الدول الغنية التي تفرض هذه السياسات على الدول الفقيرة، مثل الولايات المتحدة، لم تكن لتنشأ أساسًا لولا إلغاء ديونها الخاصة في مراحل مبكرة من تاريخها، أو من خلال إعادة جدولة ميسّرة تم تقديمها لها في فترات لاحقة.

إعلان

وفي المقابل، تُفرض على الدول النامية شروط قاسية، تجبرها على بيع أصولها العامة، وتفكيك شبكات الحماية الاجتماعية، وفتح أسواقها بشكل غير متكافئ.

فقدت القروض المقدمة من المؤسسات الدولية وبعض الدول المانحة، في صيغتها المعاصرة، أيَّ معنى أخلاقي، وتحوّلت إلى وسيلة لإعادة إنتاج الفقر والتبعية، الأمر الذي يفرض إعادة التفكير في الأسس التي يقوم عليها النظام المالي العالمي، حيث أثبتت الخبرات العالمية الأخيرة أن تحرير الشعوب لا يمكن أن يتم دون التحرر من قبضة الدائنين، ومن منطق السوق الذي يقيس كل شيء بالربح والخسارة، حتى الأرواح.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • افتتاح فرع لشركة نقل سعودية في مطار مسقط الدولي
  • الطفولة والأمومة توقع برتوكول تعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لتعزيز حقوق الفتيات
  • الأكاديمية السلطانية للإدارة تطلق برنامج التواصل المجتمعي
  • الصحة: شراكة جديدة مع الأمم المتحدة لتعزيز خدمات تنظيم الأسرة حتى 2028
  • برنامج المدن الطبية بوزارة الداخلية وكلية التمريض بجامعة الملك سعود يوقّعان مذكرة لتعزيز التعاون في المجالات الأكاديمية والتدريبية والبحثية
  • هذه هي عصا الاقتصاد السحرية التي أخضعوا بها الشعوب
  • "جهاز الرقابة" يشارك بركن توعوي في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • المعهد الملكي للفنون التقليدية الشريك الثقافي في فعالية “امش30”
  • مطارات ومحطات مترو.. حالة ارتباك في أوروبا بسبب انقطاع كبير للكهرباء بثلاث دول
  • لتعزيز التبادل الثقافي.. محافظ الوادي الجديد يلتقي وفد فولبرايت مصر