تعاون بين "العمانية للنطاق العريض" و"بي نت" البحرينية
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
المنامة- الرؤية
وقعت الشركة العمانية للنطاق العريض- الشركة الرائدة في توفير البنية الأساسية للألياف البصرية في سلطنة عمان- برنامج تعاون لتبادل المعرفة مع شبكة البحرين (بي نت)، الشركة الوطنية للنطاق العريض في مملكة البحرين.
ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في قطاع الاتصالات بين المؤسستين، إذ ستقوم كلٌ من شبكة البحرين (بي نت) والشركة العمانية للنطاق العريض بتسهيل تبادل الموظفين، مما يتيح لأعضاء الفريق تبادل زيارة المنشآت ومشاركة الأفكار حول تشغيل الشبكات والتطورات التكنولوجية والتخطيط الاستراتيجي.
وقال المهندس سلطان بن أحمد الوهيبي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للنطاق العريض: "تمثل هذه الشراكة خطوة مهمة لتعزيز تبادل المعرفة والشراكة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ومن خلال تبادل أفضل الممارسات، يمكننا المساهمة في النمو والتطور الشامل لقطاع الاتصالات في الخليج، ونتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع شبكة البحرين (بي نت) والاستفادة من الخبرات المشتركة بين المؤسستين".
من جانبه، أوضح المهندس أحمد جابر الحقباني الدوسري الرئيس التنفيذي لشركة شبكة البحرين (بي نت): "من خلال تبادل المعرفة والخبرات مع شركة إقليمية رائدة مثل الشركة العمانية للنطاق العريض، يمكننا تعزيز قدراتنا أكثر والمشاركة في تطوير قطاع الاتصالات في كل من مملكة البحرين وسلطنة عمان الشقيقة".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: العمانیة للنطاق العریض شبکة البحرین
إقرأ أيضاً:
مأساة فاوست: بين المعرفة والطموح المفرط
يُعتبر كريستوفر مارلو (1593-1564) من أبرز كتّاب المسرح الموهوبين فى عصر الملكة إليزابيث الأولى. فقد أظهرت أعماله، مثل دكتور فاوست، مهارته الاستثنائية فى دمج الدراما والشعر والموضوعات الفلسفية العميقة. ومنذ بداية دراستى فى الأدب الانجليزى وأنا أعتقد أنّ موهبته كان من الممكن أن تتفوق على موهبة وشهرة ويليام شكسبير، لو لم يُقْتَل بشكل مفاجئ فى مشاجرة عام 1593 عن عمر لا يتجاوز 29 عامًا. لقد منعه موته المبكر من أن يحقّق كامل إمكانياته، لكن تأثيره فى تطور التراجيديا الإنجليزية كان عظيما.
تظل شخصية فاوست واحدة من أبرز الأساطير التى ألهمت الفكر الإنسانى عبر العصور، حيث تتجسد مأساة الإنسان فى سعيه الحثيث وراء المعرفة المطلقة والطموح اللامحدود. وكريستوفر مارلو لم يكن وحده الذى عالج هذه الاسطورة فقد تناولها كل من غوته فى مسرحيته الشعرية (عام 1808)، فاوست وكذلك توماس مان فى روايته دكتور فاوست (عام 1947)، التى تصوّر بطلها الموسيقار، وهو يعقد اتفاقًا مع الشيطان ليحصل على العبقرية الفنية.
كانت رؤية فاوست للمعرفة أداة للسلطة والخلود، اعتقادًا منه أن امتلاك هذه المعرفة سيمنحه القدرة على التحكم فى الحياة وتحقيق الخلود. لكنّه فى غمرة طموحه، فقد البوصلة الأخلاقية، فباع روحه فى صفقة غير قابلة للإلغاء. كما يوضّح مارلو، فإن السعى وراء القوة هو فخٌ يخدع صاحبه دون أن يدرك العواقب الكارثية التى قد تترتب عليه.
يعبّر فاوست عن تعطش مفرط لامتلاك المعرفة والسيطرة بقوله: « لَو كانت لى أرواحٌ بعدد النجوم فى السماء، لما ترددت فى أن أهبها جميعها لميفوستوفيليس (الشيطان). به سأصبح إمبراطورًا عظيمًا للعالم، وأبنى جسرًا فى الهواء المتحرك لعبور المحيط مع كوكبة من الرجال؛ سأوحّد الجبال التى تفصل الشواطئ الأفريقية، وأجعل تلك الأرض قارة تتصل بإسبانيا، لتكونا معًا ثروتى الملكية...»
تطرح المسرحية تساؤلات هامة عن العلاقة بين المعرفة والأخلاق. ففى سعيه الحثيث وراء «الحقول الكاملة» للمعرفة، لم يتساءل فاوست عن الثمن الذى سيُدفع مقابل ذلك. ورغم نبل سعيه لفهم العالم، أغفل الأسئلة الأعمق المتعلقة بالأخلاق وقيمة الروح.
فى نهاية المسرحية يصرخ فاوست: «إلهى، إلهي! لا تنظر إليّ بتلك النظرة القاسية! أيتها الأفاعى والثعابين، دعونى أتنفس قليلًا! يا جهنم القبيحة، لا تفتحى فمك!»
تُجسد هذه الصرخات اليائسة لفاوست فى نهاية المسرحية التحوّل الكامل فى شخصيته. هنا، يحاول العودة إلى حياة البراءة ويتوسل لله، بعد فوات الاوان، أن يغفر له ذنبه العظيم.
مأساة فاوست تقدم درسًا تحذيريًا غاية فى الأهمية: تظل الروح، ذلك الوميض الوحيد فى عتمة الوجود، أغلى ما يملك الإنسان، ولا يجب بأى حال أن تُباع أو تُستبدل مهما توافرت المغريات وعَظُمَت المكاسب.