نخب يمنية وعربية تثمن مواقف اليمن في نصرة فلسطين
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
وثمّن المشاركون في الندوة التي نظمها "ملتقى كُتاب العرب الأحرار بعنوان "موقف اليمـن من العدوان الصهيوني على غزه"، النخب السياسية والفكرية والإعلامية، اليمنية والعربية، عبر تقنية "الزوم"، مواقف قيادة اليمن وشعبها وقواتها المسلحة وعملياتها العسكرية البطولية في نصرة غزة ضد العدو الصهيوني ومواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".
وفي الندوة، التي نسّق أعمالها الناشط حسن مرتضى وأدارت حواراتها الإعلامية بدور الديلمي، دعا مستشار رئاسة الوزراء - رئيس الحملة الدولية لكسر الحصار عن مطار صنعاء الدولي، العميد حميد عنتر، دول محور المقاومة إلى تشكيل غرفة عمليات موحّدة وتوجيه ضربة عسكرية في وقت واحد؛ ردا على عمليات الجيش الصهيوني في اجتياح رفح.
واعتبر نائب وزير التعليم العالي، الدكتور علي شرف الدين، إعلان اليمن مرحلة التصعيد الرابعة، باستهداف سفن العدو الصهيوني في البحر المتوسط، معادلة عسكرية جديدة ستجبره على الجنوح إلى السلم.
بدوره، أشار البروفيسور نور الدين أبو لحية (من الجزائر) إلى أن مواقف اليمن لفتت أنظار العالم.. معتبرا العمليات العسكرية لصنعاء في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي معجزة، وتأييدا ربانيا لها بالغ الأثر في النصر.
وأشار عضو رابطة علماء اليمن، القاضي عبدالكريم الشرعي، إلى أهمية إعلان المرحلة الرابعة من التصعيد والمناورات العسكرية تؤكد جاهزية صنعاء على مواجهة قوى العدوان.
وثمُن الكاتب السياسي الدكتور أحمد الزين (من لندن) مواقف اليمن في قلب معادلة الصراع العربي - الصهيوني ونصرة القضية الفلسطينية، وقال: "إن اليمن الدولة الوحيدة التي رفعت السلاح بوجه أمريكا والعدو الصهيوني؛ نصرة للمستضعفين قولا وفعلا، وفرضت قوتها العسكرية الضاربة في البحار والمحيطات والمضايق على دول الاستكبار العالمي".
وأشارت الإعلامية حنان معوضة إلى عجز دول العدوان في مواجهة وردع عمليات القوات اليمنية المسلحة في المعركة البحرية وكواليس الاستخبارات.
ودعت الدكتورة مريم أبو دقة (من فلسطين) دول محور المقاومة إلى نصرة غزة وردع المحتل، الذي يجتاح مدينة رفح الفلسطينية، وسط صمت عربي ودولي مخزي.
وقال الناشط السياسي علي الملاح (من كندا): "لولا الرد المدوي من اليمن، ومواقف وبطولات مجاهديها، لما استفاق العالم".
وأشارت رئيسة تحرير موقع رؤىٰ للثقافة والإعلام، الإعلامية عريب أبو صالحة، إلى أن العدوان على اليمن للعام العاشر ما هو إلا نتيجة لمواقفها من القضية الفلسطينية.
وأشادت رئيسة تحرير موقع "صدى الولاية" اللبناني، الإعلامية ماجدة الموسوي، بدور أحرار دول محور المقاومة في مواجهة الاحتلال وحلفائه من دول الغرب، التي تخلّت عن القيم الإنسانية بكل معانيها.
ودعا الإعلامي عبدالرحمن فايع أحرار العالم إلى رفع شعار الصرخة بوجه دول الاستكبار وأثره في تغيير مسار المعركة بين الحق والباطل، والنصر على عدو الأمة.
واعتبر أمين سر حركة الجهاد الإسلامي (في لبنان)، هيثم أبو الغزلان، نجاح عمليات اليمن العسكرية في الأراضي المحتلة وضد سفن الكيان والعدوان البحري على صنعاء سببا رئيسا للانتصارات التي يسطرها أحرار المقاومة في غزة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
اكتشفت على أرضها آثار عمرها سبعة آلاف سنة، وملامح مدينة عمرها أربعة آلاف سنة من بداية العهد الكنعاني، تمتد على مساحة ثمانين دونما.
صفورية قرية فلسطينية مُهّجَّرة، تقع شمال غرب مدينة الناصرة، وتتميز بموقعها المتوسط بين مدينتي حيفا والناصرة، وتتوسطُ عديد القرى والمدن ومنها: كفر مندا، رمانة، كفر كنا، المشهد، مدينة الناصرة، الرينة، عيلوط، غزالين، وخربة زرير.
وتشكل المنطقة المحيطة بصفورية مدخلا إلى الجليل الأسفل مما أكسبها لفترة زمنية طويلة أكبر وأهم قرية في منطقة الجليل، ومنحها موقعها هذا ميزة إستراتيجية عبر العصور.
قرية صفورية في أربعينيات القرن الماضي
تقدر مساحتها المبنية بنحو 102 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة نحو 55378 دونم. وبلغ عدد سكان صفورية عام 1945 نحو 4330 جميعهم من العرب المسلمين .
وتميزت صفورية بتربتها الخصبة ومناخها المتوسطي المعتدل صيفا والبارد شتاء، إضافة إلى مساحة أراضيها الواسعة، ما جعل النشاط الاقتصادي متركزا على الزراعة، حيث عمل معظم الأهالي بالزراعة، وفي تربية قطعان الأغنام والماعز. ومن أهم المحاصيل الزراعية في القرية الزيتون، إضافة إلى كروم العنب وأشجار التين والتوت، والمحاصيلِ الموسمية كالقمح والشعير والعدس، وبعض الخضروات الأخرى.
وقد يعود سبب تسميتها إلى الاشتقاق من الكلمة السريانية "صفرة" أي "عصفور"، وربما كانت تلك إشارة إلى التل الذي تحط عليه كالطائر.
ويصعب تحديد الفترة الزمنية الدقيقة لتأسيس القرية غير أن غالبية الأبنية والموجودات الأثرية تدل على وجود مبان وأدوات تعود إلى العصرين البرونزي والعربي الكنعاني، إضافة إلى الأبنية التي لا تزال أجزاء منها قائمةً حتى اليوم كالقلعة والمسرح الروماني، ونبع مياهه "القسطل"، ولوحات فسيفسائية أبرزها لوحة موناليزا الجليل، إضافة إلى دير القديسة حنة.
فتح المسلمون صفورية في عام 634 للميلاد، في أوائل أيام الفتح الإسلامي. ولم تزل لها مكانة بارزة في التاريخ اللاحق. وأطلق عليها الصليبيون الذين بنوا قلعة فيها "لو سيفوري"، وانتزعها صلاح الدين الأيوبي من أيديهم بعد معركة حطين في عام 1187. وقد أتى إلى ذكر صفورية عدد من الجغرافيين العرب والمسلمين، منهم البلاذري، وياقوت الحموي، وابن العماد الحنبلي .
في سنة 1745 شيد ظاهر العمر الزيداني حاكم فلسطين الشمالية، قلعة ذروة التل، الذي يعلو عن صفورية، وفي سنة 1880 بنيت كنيسة القديسة حنا في القرية على أنقاض كنيسة قديمة تعود إلى أواخر القرن السادس للميلاد، وفي بعض الروايات أن مكان الكنيسة كان منزلا لآل عمران والد السيدة مريم العذراء.
احتلت صفورية في تموز/يوليو عام 1948 تمهيدا للهجوم على مدينة الناصرة في سياق عملية "ديكل". وتشدد الروايات الإسرائيلية المتعلقة باحتلال صفورية على شهرتها بمقاومة القوات الصهيونية.
ويروي أهل القرية بأن ثلاث طائرات إسرائيلية قصفت القرية وألقت براميل مشحونة بالمتفجرات، فهرب أهل القرية إلى أماكن أمنة، وصمد المجاهدون وقاتلوا دفاعا عن بلدهم، ولأن المقاومة كانت شديدة قامت القوات الإسرائيلية بطرد أهل القرية وتسوية مبانيها بالأرض.
وكان احتلال صفورية على يد كتيبة مدرعة من "لواء شيفع" وكتيبتي مشاة من "لواء كرميلي" التي قصفت القرية بالطائرات التي أدت إلى قتل عدد من المواطنين وجرح أعداد أخرى.
لم يبق من القرية اليوم إلا بضعة منازل، أما باقي الموقعِ فتغطيه غابة صنوبر، ولا تزال قلعة ظاهر العمر ماثلة على قمة التل، إضافة إلى كنيسة للروم الأرثوذكس، وعلى الطريق الجنوبية المفضية إلى القرية، ثمة كنيس لليهود كان مقاما للمسلمين فيما مضى، وأنشأَ الصهاينة على أرضها مستعمرتي "تسيبوري" و"هسوليليم" في عام 1949، وفي زمن أحدث أُنشئت ثلاث مستعمرات على أراضي القرية: "ألون هغليل" عام 1980، "هوشعيا" عام 1981، و"حنتون" عام 1984.
بعد أن هجر أهالي صفورية عن قريتهم، اتجه بعضهم إلى لبنان وسوريا، في حين بقي آخرون داخل فلسطين، حيث يعيش اليوم في فلسطين ما بين 16 إلى 18 ألف نسم أصولهم من صفوريةَ، في حي مجاور لقريتهم في مدينة الناصرة، ويحمل الحي اسم، "الصفافرة"، ويقدر عدد أهالي صفورية في الشات بنحو 40 ألفا.
منظر عام لأراضي القرية وتظهر مدينة الناصرة في الخلف 2003.
لقد كان سر ازدهار صفورية عبر العصور يكمن في وفرة ينابيعها وآبارها إلى جانب الرزاعة والمراعي وتوفر مساحات الصيد، وهذا السر دفن معها بعد احتلالها في نكبة فلسطين وتشريد سكانها وإغراقها بالمستوطنات.
المصادر:
ـ محمد أمين صفوري، "صفورية تاريخ وتراث وحضارة"، ج1، مكتب النورس للنشر، الناصرة، 2000.
ـ مصطفى الدباغ، "بلادنا فلسطين"، الجزء السابع، القسم الثاني "في ديار الجليل"، 1991، دار الهدى.
ـ وديع عواودة، "صفورية زاخرة بآثار من كل العصور"، الجزيرة نت، 21/8/2012.
ـ زهير دوله، "صفورية..مدينة الفسيفساء والينابيع"، الإمارات اليوم، 26/8/2016.
ـ الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.
ـ موقع فلسطين في الذاكرة.