محمد خليفة، كادر حزب البعث والقحاتي السابق، يتكلم عن الحقيقة هذه الأيام وكأنه أفلاطون
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
يتكلم محمد خليفة، كادر حزب البعث والقحاتي السابق، عن الحقيقة هذه الأيام وكأنه أفلاطون.
فجأة اكتشف جمال وعظمة الحقيقة هذه الأيام ولكن فقط فيما يتعلق بأخبار المعارك وبشكل أخص في حال تعرض الجيش لهزيمة أو تراجع.
حسنا، ماذا عن حقيقة هذه الحرب وطبيعتها؟ ماذا عن الدور الخارجي في دعم الجنجويد بالمال والسلاح والمرتزقة الأجانب؟ ألا يجعلها حربا ضد السودان كدولة وضد الشعب السوداني؟ ويجعل مليشيات الدعم السربع قوة متحالفة مع الخارج ضد الدولة إن لم نقل أنها أصبحت مجرد أداة؟ أليست هذه حقيقة أيضا؟
ويترتب عليها بالضرورة موقف وطني وأخلاقي مساند للجيش وداعم له بشكل قاطع، لأنه يقاتل في معركة دفاع عن الوطن ضد عدون خارجي سافر، تساهم فيه عدة دول بالمال والمرتزقة والسلاح وأشكال الدعم الأخرى.
فهذه ليست معركة بين طرفين مستاويين متكافئين لنقف فيها موقف الحياد الموضوعي وكأننا من بلد آخر.
تصوير المعركة وكأنها مباراة كرة قدم بين فريقين هذا ليس انحيازا للحقيقة، هذه مساواة بين مليشيا معتدية تحارب الدولة والشعب وبين جيش يدافع عنهما. هذه خيانة للحقيقة.
محمد خليفة لا يعمل كمراسل صحفي لوكالة أجنبية، هو ناشط سياسي وله مواقف معروفة.
فمن السذاجة التعامل مع ناشط سياسي على أنه باحث عن الحقيقة لوجه الله، خصوصا إذا كان هذا الشخص هو ديسمبري كان يخبرك بأن مدينة كاملة قد خرجت إلى الشارع والحقيقة هي أن ثلاثة أطفال قد أشعلوا لستك وهربوا قبل وصول الشرطة. فالسيد محمد خليفة نفسه جاء واعترف تحت نشوة انتصار ديسمبر بأنه كان يكذب بشأن المظاهرات وبأنه كان يقوم بتضخيم الأخبار بشكل مبالغ فيه، والهدف مفهوم ومبرر وهو التعبئة وإثارة الحماس.
الآن، ماذا كان يسمي من يأتي ليقول الحقيقة وسط هياج ديسمبر؟ بأن المظاهرات ليست بذلك الحجم وأن الشعب ليس كله في الشارع وأن تجمع المهنيين عبارة عن كذبة! سيوصف بأنه خائن، وبأنه ضد الشعب. والسبب مفهوم، وهو أن الصراع هنا ليس حول الحقيقة، فحتى لو قلت الحقيقة فأنت هنا تعبر عن موقف سياسي، والغاية هي الموقف السياسي وليس الحقيقة.
الخلاصة؛ نحن في حرب، ولسنا في مؤتمر علمي أو في مناظرة. الحقيقة تقدر بقدرها، نستخدمها بقدر ما تخدم انتصارنا في الحرب، وحينما تكون الحقيقة خصما علينا فنحن لسنا في مدرسة فلسفية ولا شيء يجبرنا على الاعتراف بالحقيقة وكأننا في سباق، يمكن أن نخفيها، أن نتجاهلها، أو نخفف من وقعها أو حتى أن نكذب. في الحرب الروح المعنوية أهم من الحقيقة. الموضوع في النهاية يحكمه نوع من الحكمة وليس الحب الأعمى لقول الحقيقة. هذا إن كانت حقيقة أساسا.
ففي الواقع الإنساني الحقائق لاتوجد بشكل مجرد موضوعي، فهناك دائما زوايا ومناظير وتأويلات للواقع. عبارة مثل “هل تسير المعركة في صالح الجيش” لا يمكن التعامل معها بشكل موضوعي مثل الحقائق الفيزيائية. عندما يتم طرح هذا السؤال من قبل القادة العسكريين داخل غرف التخطيط فالغرض هو في الغالب تقييم الاستراتيجيات وإعادة تقويمها ان لزم، وليس الخروج بخلاصة مفادها أننا سنخسر الحرب. كذلك في الرأي العام، حينما يكون الهدف هو النقد الإيجابي البناء تكون الإجابة مختلفة عما إذا كان الهدف هو إقرار حقيقة مفادها أن الجيش ضعيف وفاشل منهزم.
حتى لو كانت هذه هي الحقيقة بالفعل، أن الجيش ضعيف وفاشل ومنهزم فهي ليست حقيقة نهائية لأن الجيش يمكن أن يعيد ترتيب صفوفه ويقلب هذه الحقيقة. أفهم أن تقول أن الجيش ضعيف منهزم لأنك تريده أن يعالج هذا الضعف وهذه الهزيمة ومن موقع المؤيد المناصر للجيش، ولكنك حين تقول ذلك وأنت محايد وتطالب بوقف الحرب فأنت خائن.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: محمد خلیفة حقیقة هذه أن الجیش
إقرأ أيضاً:
اعترافات جلاد البعث: إعدام الشيخ عارف البصري ورفاقه.. قرار سياسي بغطاء أمني
25 مارس، 2025
بغداد/المسلة: في ظل السعي المستمر لكشف جرائم النظام البعثي السابق في العراق، تتوالى الاعترافات التي تسلط الضوء على الفظائع المرتكبة بحق المعارضين.
وأحدث هذه الاعترافات جاءت من اللواء السابق في مديرية الأمن العامة، خير الله حمادي عبد جارو، الذي كشف عن تفاصيل مروعة لعمليات إعدام جماعية وتعذيب ممنهج نفذها النظام البائد.
أوضح حمادي أن قرار إعدام الشيخ عارف البصري ورفاقه الأربعة في ديسمبر 1974 كان قرارًا سياسيًا اتخذه رئيس الجمهورية آنذاك، أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين.
وأشار إلى أن البصري، بصفته قائدًا بارزًا في حزب الدعوة الإسلامية، كان يُنظر إليه كتهديد رئيسي للنظام بسبب تأثيره الكبير على الشباب من خلال خطبه وكتاباته.
وتم اعتقال البصري مع 30 شخصية دينية وقيادية أخرى في يوليو 1974، وتولى التحقيق معهم ضباط معروفون بقسوتهم، حيث وُجهت إليهم تهم التحريض على المظاهرات بهدف إسقاط النظام، وهي تهم كانت عقوبتها الإعدام المحتوم.
كشف حمادي أن جثامين الشهداء نُقلت من سجن أبو غريب إلى معهد الطب العدلي وسط تعتيم إعلامي شديد. ورغم محاولات النظام منع التجمعات، احتشد عدد كبير من المواطنين، معظمهم من طلبة الجامعات الغاضبين. رفضت السلطات تسليم الجثامين خشية أن يتحول التشييع إلى تظاهرة ضد النظام، ودفنتهم سرًا في مقابر النجف الأشرف، مع تهديد عائلاتهم بعدم إقامة مجالس عزاء تحت طائلة العقاب.
في شهادة أخرى، تحدث حمادي عن عمليات إعدام جماعية نفذها أثناء توليه منصب مسؤول دائرة أمن ناحية بلد عام 1981. بعد إعدام شيخ عشيرة الحمزاويين، قيس عبد علي مجيد، ومجموعة من أبناء العشيرة بتهمة الانتماء لحزب الدعوة الإسلامية، لجأ أفراد من العشيرة إلى بساتين بلد هربًا من ملاحقة الأجهزة الأمنية.
ونظراً لصعوبة الوصول إليهم، لجأ حمادي إلى خطة لاغتيالهم باستخدام السم. تم تنظيم وليمة عشاء دُس فيها السم في مشروبات البيبسي كولا، مما أدى إلى وفاة عدد منهم، واعتقال وإعدام من حاولوا طلب العلاج في المستوصف المحلي.
وفي سياق آخر، أشار حمادي إلى توجيهات علي حسن المجيد، المعروف بـ”علي كيمياوي”، بتنفيذ إعدامات بأساليب وحشية.
وذكر حادثة إعدام ثلاثة من أعضاء حزب الدعوة الإسلامية عام 1984، حيث تم تقييدهم وزرع عبوات ناسفة على أجسادهم، ثم تفجيرهم عن بُعد في منطقة نائية، في مشهد يعكس مدى الوحشية التي انتهجها النظام في تصفية معارضيه.
تأتي هذه الاعترافات لتؤكد مجددًا حجم الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام البعثي بحق أبناء الشعب العراقي، وتسلط الضوء على ضرورة مواصلة الجهود لكشف الحقائق وتحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts