لبنان ٢٤:
2024-07-03@18:26:35 GMT

صيف ساخن غزاوي ولبناني؟

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

صيف ساخن غزاوي ولبناني؟

كتب طارق ترشيشي في "الجمهورية":   تدلّ كل المعطيات الراشحة من المساعي الجارية لوقف النار فيغزة وتالياً في جنوب لبنان، إلى انّه في حال لم تنجح هذه المساعي في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري، فإنّ الوضع على هاتين الجبهتين قد يكون على ابواب "صيف ساخن" يمكن ان تتأخّر معه مشاريع التسويات سواءً في ما يتعلق بالأزمة اللبنانية او بالحرب الإسرائيلية على غزة او بقية الأزمات المفتوحة في المنطقة.

  يستبعد المطلعون على الموقف الاميركي ان تتوقف الحرب في غزة، بدليل انّ نتنياهو يرفض كل الصيغ التي تطرحها الوساطة المشتركة الاميركية  القطرية المصرية، ويضرب عرض الحائط بالمواقف الاميركية التي تؤيّد وقف النار وفي الوقت نفسه تبدي تأييداً مبطناً لخطته الهادفة الى اجتياح رفح.   ويبدو انّ نتنياهو، حسب هؤلاء، سيمضي في هذه الخطة في قابل الايام والاسابيع،لاعتقاده بأنّها ستمكنه من "الإطباق" على كل قطاع غزة، وبالتالي الانطلاق في حرب واسعة ضدّ لبنان، وهو الامر الذي تقول اوساط المقاومة انّه "قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة، شكّل الردّ الإيراني على قصف القنصلية الايرانية في دمشق صورة مصغّرة عمّا يمكن ان يُقدم عليه محور المقاومة من ردود إن حاولت إسرائيل اجتياح الاراضي اللبنانية انطلاقاً من الجبهة الجنوبية".   يقول المطلعون على الموقف الاميركي انّ الخلاف المتصاعد بين تل ابيب وواشنطن أنهى احتمالات حصول اتفاق لبناني اسرائيلي على تنفيذ القرار1701 في الجنوب، يعمل عليه الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين ويعاونه الجانب الفرنسي الذي يطرح اوراقاً لم يقبل بها الجانب اللبناني نظراً لانحيازها الى اسرائيل، حسب اوساط "الثنائي الشيعي".
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حتى لا ننسى غزة

ما زال العدوان الصهيوني على غزة مستمرا، في ظل تواطؤ رسمي دولي وتحالف أمريكي وغربي يدعم المعتدي بالسلاح والمال والمهام الاستخبارية، في حين صمت كثير من العرب والمسلمين صمت القبور، وتواطؤ البعض مع الغرب تواطؤ ابن العلقمي تاركين إخوتهم يُقتلون بالنابالم تارة وبالجوع تارة أخرى.

وما زلنا نسمع ونرى أسماء تحمل أسماءنا وتتكلم بلغتنا تحمّل المقاومة تبعات ما حدث ويحدث بغزة، وكأن غزة كانت تعيش في تنمية مستدامة، وباتت من الثراء أنها تفيض على غيرها بالخيرات، وهي التي كانت تعيش في حصار خانق لأكثر من سبعة عشر عاما، ونظرت قبل غيرها لمخاطر هدم المسجد الأقصى، في الوقت الذي تسابق فيه المتخاذلون للتطبيع مع العدو الصهيوني وتكاملوا معه اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، وما زالت قوافلهم من السلع تغدو وتروح للعدو عبر دولهم.

ما زلنا نسمع ونرى أسماء تحمل أسماءنا وتتكلم بلغتنا تحمّل المقاومة تبعات ما حدث ويحدث بغزة، وكأن غزة كانت تعيش في تنمية مستدامة، وباتت من الثراء أنها تفيض على غيرها بالخيرات، وهي التي كانت تعيش في حصار خانق لأكثر من سبعة عشر عاما
ومع كل هذه الصورة الظالمة المظلمة فإن نور الأمل والعزة والنصر لجيل التحرير يبدو مبصرا من شوارع غزة المهدمة، ومن قلوب مؤمنة ما فترت يوما في الوقوف مع أهلها في غزة، وإنسانية في شعوب العالم تدين هذا العدوان الغاشم وتطالب بإنهاء الحرب.

فغزة ما زالت صامدة وأهلها يضربون أروع الأمثلة في الثبات والتضحية، والمقاومة ما زالت تكبد العدو خسائر فادحة لم يشهدها من قبل، وأزالت من ذاكرة التاريخ اسم الجيش الذي لا يقهر، هذا الجيش الذي هزم دولا عربية هزيمة مدوية في ست ساعات؛ أصبح يحيط به الموت من كل جانب، ويتلقى الضربات تلو الضربات من المقاومة رغم مرور على العدوان نحو تسعة أشهر.

إن الذين ينالون من المقاومة ويريدون إيقاد نار الفتنة بين شعب غزة والمقاومة كما نراه -بصفة خاصة- خلال الأيام القليلة الماضية لن تفلح خطتهم، وهذا السلوك ليس جديدا فقد سلكه المنافقون في عهد الرسالة من قبل وحاولوا تفتيت الصفوف وتحقيق الفتور في النفوس، فأبى الله إلا أن يفضحهم على الأشهاد كما هم الآن مفضوحون على الأشهاد.

والمقاومة بدأت معركة تحرير الأقصى وهذه هي البداية لنهاية كيان محتل ظالم يعلم هو نفسه أنه في آخر أيامه، ولا يظن أحدا أن جيلا من أهل غزة من الأطفال نشأ تحت ظلال قنابل الإجرام لن يكون أشد قوة وبأسا من سابقيه وأنه لن يكمل مسيرة التحرير.

كما أن من الإيمان الصادق التصديق ببشارة الرسول الكريم بالطائفة المنصورة وأهل الرباط الظاهرين على الحق، الذين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، وهم بلا جدال اليوم أهل غزة الذين بأكناف بيت المقدس، والذين خرجوا في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر دفاعا عن عرض الأمة وضد انتهاك مقدساتها والنيل المستمر من المسجد الأقصى؛ مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

إن من حسنات انتفاضة الأقصى الكثير والكثير، فقد غلّت يد الصهاينة عن اقتحام المسجد الأقصى وهدمه، وكشفت للعالم زيف الصهاينة وإجرامهم وعدوانهم، مما أفقدهم التعاطف من الشعوب الحرة، وبرزت قضية فلسطين للعالم بصورة عادلة فتحركت لها التظاهرات في الشوارع والجامعات وباتت قضية حية في نفوس أحرار العالم. كما أن قضية التطبيع العربي الصهيوني وصفقة القرن التي كانت تسير بسرعة الريح ذُبحت ذبحا ولم يتبق لها نصيب، فضلا عما أصاب الاقتصاد الإسرائيلي من تدمير، فالسياحة ماتت موتا بطئا، والاستثمارات الأجنبية هربت هروب المستجير، والمصانع توقفت، والمدارس والجامعات أُغلقت، والبطالة باتت سيدة الموقف، والهروب الجماعي للصهاينة خارج دولة الكيان بات ملحوظا، وازدياد شرائهم لمساكن في قبرص أصبح مشهودا، بل والهروب من الجيش بات ظاهرة، والاختلاف بين قيادات الكيان العسكرية والمدنية طفا على السطح للجميع، والمظاهرات لتحرير الأسرى ووقف الحرب باتت عملا مستديما في شوارع تل أبيب.

إن الألم الذي يُصاب به أهل غزة يقابله ألم لدى الصهاينة، ولكن شتان بين الألمين، والحياة مهما طالت مدة العيش فيها فهي قصيرة، والموت قادم لا محالة لكل البشر، ولكن أشرف الموت أن يموت الإنسان بشرف وكرامة في سبيل الله، والذين يصنعون الموت ويحرصون عليه توهب لهم الحياة الكريمة ولأجيالهم من بعدهم. أما من رضوا بالدون والذلة ووضعوا أيديهم في يد المحتل المعتدي قولا أو فعلا فقد باءوا بالخسران المبين، ولا حاضر ولا مستقبل لهم في ظل وعد الله والثقة في نصره الذي هو واقع لا محالة ولو بعد حين.

من أجل كل هذا يجب أن لا ننسي ولا نفتر تجاه حرب التحرير على أرض غزة، ولنضع نصب أعيننا قيمة بذل النفس والمال والدعاء ومقاطعة سلع الأعداء، فمن وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ليس منا من بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم، وأن مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمي، وأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. فما أحوجنا نحن قبل أهل غزة من أن نشد من أزرهم وأن نكون معهم بنيانا مرصوصا حتى يستعملنا ربنا ولا يستبدلنا.

x.com/drdawaba

مقالات مشابهة

  • عدن على صفيح ساخن: قائد مكافحة الإرهاب ينفي التورط في الإفراج عن متهم الجعدني
  • حتى لا ننسى غزة
  • ترقّب لمحادثات هوكشتاين ولودريان اليوم.. والموفد الاميركي يقترح حصر العمليات في شبعا
  • القوادة والدعارة السياسية /1ـ 2
  • الحاج حسن: العدو الصهيوني أدرك أن أي حماقة قد يرتكبها ضد لبنان سترتد عليه سلبًا
  • ما هي أسرار الناتو التي اكتشفتها روسيا في صاروخ ATACMS الذي استولت عليه؟
  • بعد 9 أشهر من القتال.. ما المطلوب أن تتنازل حماس عنه!
  • إسرائيل البديل التقتيل
  • وماذا بعد تلك التصريحات؟
  • يزبك: لبنان غير قادر على تحمل الحرب