منذ بدء الحرب في غزة تعيش راشيل غولدبرغ بولين (54 عاما) على أعصابها، إذ لم تكن تعلم إذا ما كان ابنها، هيرش، على قيد الحياة أم لا في غزة، حيث كان بين الرهائن الذين اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

وأمضت راشيل أكثر من 200 يوم حتى أصدرت حماس فيديو يظهر فيه ابنها هيرش، حيث شاهدت المقطع مع زوجها جون، وهما في منزلهما بالقدس، مشيرة إلى أنها كانت "تضع يدها على قلبها، وكانت تستمع إلى صوت ابنها من دون أن تسمع كلماته"، بحسب ما قالته لصحيفة وول ستريت جورنال.

بدا هيرش (23 عاما) في الفيديو شاحبا ومضطربا، ويعاني من كدمات ويده اليسرى مبتورة، إذ كان قد فقدها جراء انفجار في الهجوم الذي وقع في مهرجان نوفا الموسيقي.

وتحدث هيرش باللغة العبرية في الفيديو الذي عرف فيه باسمه وعائلته، وتحدث ببيان انتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووجه رسائله إلى عائلته بالقول: "أنا أحبكم كثيرا.. أن تبقوا أقوياء من أجلي وألا تتوقفوا عن القتال حتى أعود أنا وجميع الرهائن بسلام إلى المنزل".

وقالت راشيل: "في اللحظة التي رأيته فيها، تحطم قلبي.. بالنسبة لي لأنه طفلي، لكني لم أره بهذا الشكل من قبل".

وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا من جنوب إسرائيل، ما زال 128 منهم محتجزين رهائن في غزة، بينهم 36 تقول إسرائيل إنهم لم يعودوا على قيد الحياة وجثثهم محتجزة في غزة.

وتأتي مقاطع الفيديو وسط ضغوط داخلية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

من "الأمل إلى اليأس" كانت عائلة بولين تعيش المخاوف والهواجس حول ما إذا كان هيرش على قيد الحياة، إذ يأملون أن يخرج برفقة الرهائن الآخرين الذين اختطفتهم حماس.

ومنذ اختطاف ابنها تحدثت راشيل مرتين في الأمم المتحدة، والتقت بعشرات زعماء العالم وقادة شركات، واجتمعت مع البابا فرانسيس، لتمثل "وجه أزمة الرهائن" الإسرائيليين.

وترفض راشيل الحديث عن اتفاق وقف إطلاق النار أو الهجوم على رفح بحسب الصحيفة، وتقول: "أنا مجرد أم وشخص لا يريد أن يتعرض أي شخص آخر لمزيد من الأذى والتأثر".

وأضافت "يمكنني أن أتحدث فقط عن الرغبة في الهدوء، ووضع حد لمعاناة في المنطقة بأكملها، وللمدنيين الأبرياء الذين يعيشون في غزة، بما فيهم الـ 132 رهينة الذي اختطفوا في السابع من أكتوبر وبينهم هيرش".

وتأمل أن يذكر فيديو هيرش وهو يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية الناس بـ"تكلفة الحرب لجميع الأطراف، وأن يكون حافزا للتغيير".

وتقول راشيل "الأشخاص العاديون مثلنا، سواء كنت تعيش في غزة أو تل أبيب أو في مكان آخر، لا تزال هذه اللعبة، هذا المسرح، حيث نمثل إضافات في إنتاج لم نشترك فيه أبدا".

وأسفر هجوم حماس على مستوطنات إسرائيلية في السابع من أكتوبر عن مقتل 1170 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وردا على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة وهي تشن مذاك عملية عسكرية ضخمة ضد قطاع غزة أسفرت حتى عن مقتل 34971 قتيلا في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وتلفت راشيل إلى أنها كانت تعمل من المنزل في أواخر أبريل، عندما اتصل بها زوجها ليخبرها أن الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية أبلغته أن حماس تخطط لنشر شريط فيديو لابنها خلال ساعة، حيث اتصلت بابنتيهما ليبي (20 عاما) وأورلي (18 عاما).

وكانت العائلة قد شاهدت هيرش آخر مرة في فيديو خلال هجمات السابع من أكتوبر، وكان يسحب نفسه ليصعد إلى مركبة تحت تهديد السلاح، وذراعه اليسرى ممزقة وتسيل منها الدماء.

وقالت راشيل بعدما شاهدنا الفيديو، وعادت البنات إلى المنزل، أصبح الجميع في حالة "هستيرية"، وجلست إحدى البنات "بصمت ونهر من الدموع يتدفق على وجهها".

وأضافت أنها بالنهاية "شعرت بالارتياح لرؤية ابنها حيا، والتقطت همساته في صوته وحركاته، وتفاجأت بسماع أصداء صلواتها في كلماته لعائلاتها"، إذ لطالما كانت تكرر "أنا أحبك، ابق قويا".

غزة.. "أوامر إخلاء" و"ضربات" تستهدف رفح وجباليا واصل الجيش الإسرائيلي ضرباته على قطاع غزة، السبت، حيث شن غارات عنيفة على مناطق متفرقة والتي كانت أشدها في مخيم جباليا شمال القطاع.

ووصفت الحكومة الإسرائيلية الفيديو بأنه "إرهاب نفسي" وحثت الإسرائيليين على عدم مشاهدته.

وقال منتدى العائلات في بيان صدر في وقت سابق السبت: "كل إشارة حياة تأتينا من الرهائن الذين تحتجزهم حماس هي صرخة ألم أخرى للحكومة الإسرائيلية وقادتها".

أضاف "ليس لدينا وقت نضيعه! يجب أن تكافحوا لتنفيذ اتفاق يعيدهم جميعا اليوم".

وفي الوقت ذاته، تجمع مئات المتظاهرين في مدينتي تل أبيب والقدس مطالبين بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى.

وفشلت حماس وإسرائيل حتى الآن في التوصل إلى اتفاق على الرغم من جولات متكررة من التفاوض غير المباشر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السابع من أکتوبر فی غزة

إقرأ أيضاً:

الموساد: إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة

قال جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في بيان إن إسرائيل تدرس رد حركة حماس على اقتراح يتضمن اتفاقا على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وجاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، نيابة عن الموساد "الوسطاء في اتفاق الرهائن قدموا لفريق التفاوض رد حماس على الخطوط العريضة لصفقة الرهائن. إسرائيل تدرس الرد وسترد على الوسطاء".

وفشلت جهود تبذلها الوسيطتان قطر ومصر، وتدعمها الولايات المتحدة، حتى الآن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اللتين تتهمان بعضهما بالتسبب في هذا الجمود.

وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى وقف مؤقت للقتال لحين القضاء على حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.

وفي يونيو الماضي، رفضت حماس "الاقتراح الإسرائيلي" الذي سبق أن أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، وكررت مطالبتها بأن أي اتفاق يجب أن ينص على وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة، والعودة غير المشروطة للفلسطينيين الذين شردتهم الحرب.

وقال نتانياهو إن إسرائيل لا تزال ملتزمة باقتراحها الخاص بوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة.

وذكر نتانياهو في كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي "نحن ملتزمون بالاقتراح الإسرائيلي الذي رحب به الرئيس (الأميركي جو) بايدن. موقفنا لم يتغير. الأمر الثاني الذي لا يتعارض مع الأول، هو أننا لن ننهي الحرب قبل القضاء على حماس".

وجاء ذلك بعد زوبعة أثارتها تصريحات نتانياهو أثناء مقابلة تلفزيونية والتي كشف فيها عن أنه يوافق على صفقة تبادل جزئية يتم في إطارها تحرير عدد من المختطفين مقابل استمرار الحرب.

وقال نتانياهو: "مستعد لصفقة جزئية نعيد بها بعض المختطفين، لكن سنستأنف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها".

وهدد شريكان لنتانياهو من اليمين المتطرف في الائتلاف، هما الوزيرين إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الائتلاف وإسقاط الحكومة إذا تحوّل الاقتراح إلى اتفاق.

وحشدت إدارة بايدن دعما دوليا واسع النطاق للاقتراح، وتمكنت من جعل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمرر قرارا يؤيده.

وردت حماس رسميا على الاقتراح بعد أسبوعين تقريبا من خطاب بايدن. وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في 12 يونيو، إن حماس طلبت تغييرات في الاقتراح وطرحت مطالب جديدة تتجاوز مواقفها السابقة.

وقال بلينكن في ذلك الوقت إنه في حين قبلت إسرائيل الاقتراح، فإن حماس لم تقبله.

وكشف موقع "أكسيوس" الأميركي، في ٢٩ يونيو، أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا بـ"صياغة جديدة" لبعض أجزاء الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس جو بايدن في مايو الماضي، لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس وإطلاق سراح الرهائن في غزة.

واستند "أكسيوس" في تقريره إلى تصريحات من 3 مصادر مطلعة على المفاوضات المتعثرة، مشيرا إلى أن الصياغة الجديدة التي لم يعلن عنها من قبل، هي "تعديل للمقترح الإسرائيلي الذي وافق عليه مجلس الحرب، وأعلن عنه بايدن في خطاب ألقاه الشهر الماضي".

وقالت المصادر الثلاثة إن الجهود الأميركية التي تتعاون فيها واشنطن مع وسطاء قطريين ومصريين، "تتركز على المادة الثامنة في المقترح السابق، المتعلقة بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل وحماس خلال المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تشمل تحديد شروط دقيقة للمرحلة الثانية، الرامية إلى التوصل إلى هدوء مستدام في غزة".

كما أشارت المصادر، وفق أكسيوس، إلى أن حماس "ترغب في أن تركز تلك المفاوضات على عدد وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، مقابل كل جندي أو رهينة من المحتجزين في غزة".

يأتي ذلك في حين ترغب إسرائيل في أن تكون لديها "القدرة على إثارة مسألة نزع سلاح غزة، بجانب قضايا أخرى خلال تلك المرحلة من المفاوضات"، وفق أكسيوس.

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي: تلقينا ردا من حماس دون المطالبة بالالتزام بوقف الحرب في المرحلة الأولى
  • مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على رد حماس بشأن مقترح وقف إطلاق النار
  • الموساد: تسلمنا رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار عبر وسطاء المفاوضات
  • بالفيديو.. آلاف المدنيين في سنجة يواجهون خطر الموت أو النزوح في ظل معاناة إنسانية متفاقمة
  • الموساد: إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح لوقف حرب غزة
  • "الموساد": إسرائيل تدرس رد "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار
  • أصوات من غزة.. معاناة دفن الأهالي لشهدائهم
  • المتحدث باسم الأمم المتحدة: إخلاء بهذا الحجم الهائل لن يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة المدنيين وزيادة أكبر في الاحتياجات الإنسانية
  • ماذا سيحدث في غزة بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي موعد انتهاء الحرب بشكلها الحالي؟