موسكو ـ (أ ف ب) – أكدت روسيا الثلاثاء أنها صدت ليلا هجوما شنته ثلاث مسيّرات بحرية أوكرانية على سفن دورية تابعة لها في البحر الأسود، في خضم توتر متنام بين كييف وموسكو منذ انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب منتصف تموز/يوليو. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان “دمرت مسيّرات العدو البحرية الثلاث” بنيران أطلقتها الزوارق الروسية، موضحة أن سفن الدورية هوجمت على بعد 340 كيلومترا جنوب غرب مرفأ سيفاستوبول مقر أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.

كما أفاد رئيس المكتب الصحفي لمجموعة قوات “المركز” في الجيش الروسي، ألكسندر سافتشوك، اليوم الثلاثاء، بأن القوات الروسية أحبطت ثمانية محاولات هجوم من قوات أوكرانية على اتجاهي سفاتوفسكي وكراسنوليمان، وتم القضاء على أكثر من 100 جندي أوكراني. وقال سافتشوك لوكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية: “خلال تنفيذ الدفاع النشط على الحواجز المحتلة في الاتجاهين سفاتوفسكي وكراسنوليمان، تم إحباط وإفشال ثمانية هجمات من قبل فصائل هجومية تابعة لثلاث فرق ميكانيكية والفرقة الجوية الـ 25 في القوات الأوكرانية، وذلك بدعم من نيران المدفعية وضربات الطائرات”. وأشار سافتشوك إلى أن خسائر العدو خلال ذلك بلغت أكثر من 100 مقاتل، بالإضافة إلى تدمير قوات الجيش الروسي لسيارتي بيك آب أوكرانيتين وقذيفتي هاون. وأضاف سافتشوك أن طاقم صاروخي لنظام “تور-إم 1” الدفاعي الجوي أسقط طائرة بدون طيار، وأن طيران المجموعة شن 12 ضربة صاروخية بالقنابل على مركز المراقبة القيادي، ونقطتي تمركز مؤقتة، ونقطة قوة العدو بالقرب من مدن تورسكويه ودروجيليوبوفكا وسيريبريانسكوي ليسنيتشيستفو. وألحقت إحدى المسيرات أضرارا بواجهة مبنى شاهق، حسبما قال عمدة موسكو سيرجي سوبيانين على قناته على تليجرام. ووفقا لوكالة الأنباء الحكومية الروسية تاس ، ضربت طائرة بدون طيار المبنى الشاهق التابع لإدارة المدينة. وجرى إغلاق مطار فنوكوفو في موسكو في جنوب غرب العاصمة الروسية مؤقتا أمام المغادرة والوصول ، حسبما ذكرت تاس. وتم تحويل الرحلات الجوية. وكانت العاصمة موسكو بالفعل هدفا للعديد من هجمات الطائرات المسيرة، والتي جاءت في الوقت الذي تواصل فيه روسيا غزوها لأوكرانيا المجاورة الذي بدأ في شباط/فبراير .2022 وأفادت وزارة الدفاع الروسية، صباح اليوم الثلاثاء، أن رئيس أركان القوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، أوعز، أثناء تفقده لمركز القيادة الأمامي في اتجاه زابوروجيه، بتوجيه ضربات استباقية للقوات الأوكرانية. وقالت الوزارة في بيان: “أثناء تفقده مركز القيادة الأمامي في اتجاه زابوروجيه، لفت رئيس أركان القوات الروسية الانتباه إلى التعرف على العدو في الوقت المناسب، وتوجيه ضربات استبقاية إليه، وتنفيذ الاشتباك الناري القائم على الردع”. وتفقد رئيس أركان القوات المسلحة الروسية، اليوم الثلاثاء، موقع القيادة الامامية لتجمع القوات الروسية في اتجاه زابوروجيه. وبحسب ما أفادت به وزارة الدفاع الروسية: “خلال العمل في منطقة العمليات العسكرية الخاصة، قام رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، بزيارة موقع القيادة الامامية لتجمع القوات الروسية في اتجاه زابوروجيه”. وتواصل القوات الروسية عمليتها العسكرية الخاصة، لاستكمال تحرير الأقاليم الأربعة التي انضمت إلى روسيا الاتحادية العام الماضي (جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان ومقاطعتا زابوروجيه وخيرسون). وحددت موسكو منذ إطلاق العملية، يوم 24 فبراير/شباط 2022، أهدافها بحماية سكان إقليم دونباس، وتحييد التهديدات الموجهة لأمن روسيا، وإجبار أوكرانيا على الحياد العسكري، والقضاء على التوجهات النازية فيها.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مركز أبحاث يمني: روسيا انحازت للحوثيين للحفاظ على نفوذها وتهديد الغرب

يمن مونيتور/ خاص

خلص مركز أبحاث يمني، إلى أن روسيا تعتمد بشكل متزايد على دعم الحوثيين في اليمن لاستهداف المصالح الغربية عند المضائق البحرية الإستراتيجية، بهدف تشتيت انتباه حلف الناتو عن أوكرانيا، وإلحاق خسائر اقتصادية بالغرب.

وقال مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، إنه رغم محاولات الكرملين الحفاظ على توازن دبلوماسي مع الأطراف اليمنية، كـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” ودول الخليج، إلَّا أنَّ تعاونه الخفي مع الحوثيين يُنذر بتحوُّله إلى طرفٍ منحاز، ما يُهدِّد علاقته بالرياض، خاصَّة مع توقُّعات بتراجع التعاون السعودي في “أوبك+”، أو إبرامها اتِّفاقية دفاعية مع واشنطن.

المركز أفاد في تحليل له، إلى أنَّ موسكو استغلَّت أزمة البحر الأحمر لطرح مزايا طرقها اللوجستية البديلة، مثل ممرُّ “شمال- جنوب” مع إيران، والطريق الأوراسي البرِّي مع الصين، وكذلك طريق بحر الشمال الروسي.

كما تستخدم موسكو الحوثيين لتهديد أمن الممرَّات المائية، ما يضرُّ بمصالح الولايات المتَّحدة ومكانتها، فضلًا عن أنَّها رأت في الحوثيين ورقة مساومة مربحة ضدَّ السعودية، التي لها تأثير كبير على أسعار الطاقة.

وأشار إلى أن إستراتيجية روسيا تحولت مِن التركيز على الأيديولوجيا إلى توظيف تحالفات هشَّة مع ميليشيات طائفية، في محاولة لتعويض تراجع نفوذها العالمي، عبر تصدير الفوضى واستغلال الصراعات لتحقيق مكاسب آنية، ما يُعمِّق التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.

وحسب المركز، فإن هجمات الحوثيين على السفن الدولية في البحر الأحمر، واستهدافهم المصالح الإسرائيلية، شكلت أحد أبرز التطوُّرات المـُفاجئة في حرب الشرق الأوسط، خلال العام الماضي؛ وحظيت بتأييد روسي لافت. هذا التحوُّل جاء بعدما كشفت المواجهات عجز التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتَّحدة الأمريكية، عن وقف هجمات الحوثيين، ما وفَّر لموسكو ذريعة لاتِّهام واشنطن بتأجيج التصعيد الإقليمي، بينما استغلَّت هي الوضع لتعزيز نفوذها الجيوسياسي بالمنطقة.

لم تكتف موسكو بالدعم السياسي، بل حوَّلت الأزمة إلى ورقة ضغط اقتصادية، حيث ساهمت هجمات الحوثيين في تعطيل الممرَّات البحرية الإستراتيجية، ممَّا حال دون انخفاض أسعار النفط العالمية بشكل كبير، وهو ما يخدم المصالح الروسية في ظلِّ العقوبات الغربية المفروضة عليها. وهكذا، حوَّلت روسيا أزمة البحر الأحمر إلى منصَّة لتعريض ضعف الهيمنة الأمريكية، واختبار قدرة الغرب على حماية مصالحه في نقاط الاشتباك الدولية.

ويرى الفيلسوف الروسي، “ألكسندر دوغين” ، أنَّ هجمات الحوثيين في اليمن ليست مجرَّد عمليَّات عسكرية محدودة، بل هي جزء مِن صراع جيوسياسي أوسع لتحرير المنطقة مِن الهيمنة الغربية، وفرض نموذج “سيادة الأطراف” ضدَّ مركزية القطب الأمريكي.

ويُبرز “دوغين”، في تحليله، أنَّ استمرار الحوثيين في استنزاف الاقتصادات الغربية عبر تعطيل الممرَّات البحرية، وتكبيدها خسائر عسكرية، خاصَّة في أنظمة الدفاع الصاروخي، وتشويه هيبتها الدولية، ما يمنحهم قيمة إستراتيجية كشريك غير تقليدي لروسيا في معركة إعادة تشكيل النظام العالمي.

وبعد تصعيد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، أطلق الفيلسوف والسياسي الروسي، “ألكسندر دوغين”، تصريحًا لافتًا وصف فيه تصرُّفات الغرب بأنَّها “تجاوزت كلَّ الخطوط الحمراء”، داعيًا روسيا إلى ردٍّ إستراتيجي عبر تسليح خصوم الولايات المتَّحدة في الشرق الأوسط. وتضمَّنت دعوته الصريحة ضرورة “تزويد حزب الله والحوثيين بأسلحة متطوِّرة، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية”، مُعتبرًا أنَّ المواجهة مع الغرب دخلت مرحلة حرجة تتطلَّب إجراءات غير تقليدية.

المركز أشار إلى إن تعميق موسكو لعلاقتها بالحوثيين يأتي في سياق إستراتيجية مواجهة الخسائر الإقليمية، في ظلِّ التراجع الجيوسياسي لروسيا وإيران بعد سقوط نظام الأسد، كجزء مِن إستراتيجية مشتركة مع طهران لتعويض خسائرهما عبر خلق نقاط توتُّر جديدة تُربك الخصوم وتُعيد ترسيم أوراق النفوذ. ويُشير هذا التحرُّك إلى تحوُّل في أدوات موسكو مِن الدعم السياسي إلى الدعم العسكري الفعَّال، كردٍّ على تآكل نفوذهما التقليدي في الشرق الأوسط.

وحول موقع روسيا، .. من الحياد إلى الانحياز، أوضح المركز، أنه بات من الصعب على الكرملين الحفاظ على سردية “الحياد” في الصراع اليمني، بعدما كشفت تقارير دولية عن دور روسي مُتزايد في دعم الحوثيين عسكريًّا وتقنيًّا، خاصَّة مع تصاعد هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وإسرائيل. ويبدو أنَّ هذا التحوُّل جاء نتيجة لتعميق الشراكة الإستراتيجية مع إيران، التي شهدت ذروتها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، في 2022م، حيث تحوَّلت طهران إلى شريك رئيس في إمداد موسكو بالطائرات المسيَّرة والصواريخ.

المركز أفاد، أن التعاون العسكري بين موسكو وطهران أصبح أداة لتعزيز نفوذهما المشترك، عبر استخدام إيران كقناة لنقل الأسلحة الروسية إلى الحوثيين.

وتسعى روسيا، بحسب المركز، مِن خلال تقاربها مع الحوثيين، إلى تعزيز نفوذها الإستراتيجي في مواجهة السعودية، وكسب تأثير على الحوثيين، ما قد يُغيِّر مجريات الصراع في حال قرَّروا تهديد السعودية مرَّة أخرى. في الوقت نفسه، تواصل الرياض وواشنطن مناقشاتهما حول معاهدة دفاع محتملة، قد تُوقَّع مع عودة “ترمب” إلى البيت الأبيض. هذه الديناميكيَّات قد تؤدِّي إلى تقليص نفوذ موسكو في منطقة الخليج، ما يبرز أهميَّة التحوُّلات الجيوسياسية في المنطقة. في الوقت نفسه يبدو أنَّ موسكو فضَّلت تبنِّي نهج الغموض في علاقاتها مع الحوثيين.

روسيا تصر على التفاوض مع الحوثيين بدلاً من قصفهم

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تتقدم على عدد من المحاور وتدمر أهدافا استراتيجية للجيش الأوكراني
  • روسيا: القضاء على معظم القوات الأوكرانية التي دخلت كورسك في أغسطس
  • الجيش الروسي ينفذ هجمات بطائرات مسيرة على كييف وسومي
  • مقتل جندي اثناء صد هجمات للحوثيين في مأرب والجوف
  • الأركان الأوكرانية تعلن ارتفاع خسائر الجيش الروسي في الأفراد والمعدات
  • رئيس البرلمان العربي ورئيس مجلس الدوما الروسي يوقعان مذكرة تعاون مشترك في موسكو
  • مركز أبحاث يمني: روسيا انحازت للحوثيين للحفاظ على نفوذها وتهديد الغرب
  • الفريق أول شنقريحة يُستقبل من قِبل رئيس أركان الدفاع للقوات المسلحة الهندية
  • الفريق أول شنقريحة يستقبل من قبل رئيس أركان الدفاع للقوات المسلحة الهندية
  • "الدفاع الروسية": القضاء على أكثر من 370 عسكريًا أوكرانيا وتدمير 11 دبابة على محور كورسك خلال يوم واحد