الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: لا يختلف عاقلان بأنّ إسرائيل تعيش أزمةً خانقةً مع حزب الله في اشمال، وتخشى من أنْ تتحوّل المعركة معه إلى حربٍ إقليميّةٍ متعددة الجبهات، تتعرّض فيها يوميًا لعشرات آلاف الصواريخ علمًا أنّها تُقر بأنّ صواريخ المقاومة باتت تغطي كلّ مكانٍ في العمق الإسرائيليّ، وفي هذا السياق، رأى قائد شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق، الجنرال تامير هايمان، أنّه إذا بات حزب الله اللبنانيّ جريئًا أكثر، وأنّ الجيش الإسرائيليّ يعيش حالةٍ من الضعف والوهن، فإنّ النتيجة الحتمية لذلك أنّ ميزان الردع بين الطرفيْن قد تغيّر، وأن إسرائيل والحزب في طريقهما لصدامٍ عسكريٍّ، على حدّ تعبيره.

ولفت الجنرال في مقالٍ نشره بموقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إلى أنّ استفزازات حزب الله في السنة الأخيرة ارتفعت جدًا، وهو عمليًا يقوم بالتحرّش بإسرائيل ويتحدّاها بشكلٍ سافرٍ. وطبقًا لعقيدته فإنّ العوامل التي تدفع حزب الله لاستفزاز إسرائيل هي معقدّة أكثر من عدم خوفه من الكيان، ولذا فإنّه من ناحيته الطموح في تحسين الردع هو سببٌ كافٍ لفتح المواجهة. وأضاف أنّ الحزب تابع لإيران، وهو يحاول بحكمةٍ كبيرةٍ التوفيق بين الانتماء لإيران والانتماء للبنان، وهذا الانتماء، وفق الجنرال الإسرائيليّ، يٌلل من حريّة عمل التنظيم، وبالمقابل فإنّ هذا الأمر يُتيح لإسرائيل درجةً عاليةً من حريّة العمل. وشدّدّ الجنرال هايمان على أنّ مشكلة حزب الله هي خطيرة جدًا بالنسبة لإسرائيل من الناحية التكتيكيّة، ولكن من المنظور الإستراتيجيّ فإنّ حزب الله لا يُشكّل تهديدًا وجوديًا على كيان الاحتلال، ومع ذلك يتعيَّن على إسرائيل المبادرة لسلسلة عملياتٍ عسكريّةٍ تُعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء حزب الله باستفزازاته وتحرشاته التي تؤكِّد جرأته واستعداده لدفع الثمن في ساحة المعركة، على حدّ تعبيره. وكان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو أجرى أمس الأوّل، الأحد، نقاشًا أمنيًا استثنائيًا على خلفية التوتر مع حزب الله في الشمال، وفي هذا السياق، تطرّق أمين عام منتدى الأمنيين العقيد احتياط يارون بوسكيلا في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية الى التطورات الأخيرة عند الحدود، محذرًا من أنّ “حزب الله يتدرّب على اقتحام مستوطنات الشمال ويبث بشكلٍ علنيٍّ ذلك لإرعاب المواطنين المستوطنين”، وفق تعبيره. وأضاف بوسكيلا في مستهل كلامه “المؤسسة الأمنية ورئيس الحكومة يقظين للتحديات المتكرّرة والاستثنائية التي ينفذّها حزب الله عند الحدود الشمالية. وهذا الأمر تحول الى استثنائي بشكل كبير يُضر بالبنية التحتية الأمنية أو بسيادة إسرائيل مثل الخيمتين اللتين أقامهما حزب الله في أراضي إسرائيل، والخشية الكبرى هي من أنْ يتحول التحدي الى فرصة استغلال لمهاجمة الجيش الإسرائيلي أو المواطنين لأنّ الجانب الثاني يريد أنْ يعودنا على تواجده بالقرب من السياج، وهذا ما تخشاه المؤسسة الأمنية”، وسأل بوسكيلا :” هل نرد على التحديات هذه التي ما زالت غير عنيفة أم يجب تجاوزها في هذا الوقت؟”. وخلال تطرقه الى المنشورات عن تعزيز قوات الجيش الإسرائيلي في الشمال قال: “هناك تعزيز وحدات مثل جمع المعلومات والمراقبة أو كتلك التي نادرًا ما تُرى للعين في محاولة لتحديد نوايا حزب الله. من جانب آخر، تهدف القوات الى الرد بإطلاق النار أو منع إنجازات حتى لو أراد حزب الله اجتياز السياج وتنفيذ هجوم ما محدود في مستوطنة.. قوات الجيش ستمنع تفاقم النتائج”، وفق قوله. وردًا على سؤال حول ما قيل مؤخرًا من أنّ عددًا من رؤساء المستوطنات في الشمال يستعدون لليوم الذي سيكون فيه تسلل لحزب الله واستيلاء على المستوطنات، قال بوسكيلا “هذه المخاوف حقيقية. في حزب الله قالوا بشكل واضح إنّ هذه إحدى أهدافهم، هم يتدربون على ذلك بشكل علني وحتى يقومون ببث ذلك الى جمهورهم ووسائل الإعلام لكي تعلم إسرائيل ماذا ينوون فعله. جزء من ذلك هو للردع، وجزء بهدف إرعاب المواطنين والحكومة الإسرائيلية بأنهم على حين غرة سوف يخترقون السياج أو أحد العوائق ويستولون على منازل معدودة أو مستوطنة كاملة”، كما قال العقي بالاحتياط بوسكيلا للإذاعة العبريّة.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: حزب الله فی

إقرأ أيضاً:

أطباء بلا حدود تحذر من تدهور أوضاع اللاجئين عند حدود جنوب السودان مع اشتداد القتال في الشمال

قالت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية إنه في كل يوم من شهر كانون الأول/ديسمبر، عبر أكثر من خمسة آلاف شخص الحدود من السودان إلى جنوب السودان إثر استمرار أعمال عنف مختلفة ومنتظمة، بالإضافة إلى كوارث مناخية.

ومنذ نيسان/أبريل 2023 تدور حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو في السودان، وقد أدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

وأشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن "تدفق الأشخاص على مدينة الرنك المتواجدة قرب الحدود والمناطق المحيطة بها تسبب في استهلاك شديد للموارد الشحيحة أصلا، ما ترك النازحين في مواجهة أزمة".

وقال إيمانويل مونتوبيو، منسق الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود في الرنك، في بيان: "الوضع صعب للغاية والموارد غير كافية بتاتا".

وما زال أكثر من 100 جريح، عدد كبير منهم يعاني إصابات خطرة، ينتظرون الخضوع لعمليات جراحية هناك. وفي الوقت الراهن، يؤوي مركزا العبور في الرنك المصممان لاستيعاب ثمانية آلاف شخص كحد أقصى، أكثر من 17 ألف شخص، وفق المنظمة.

وقالت روزلين موراليس، نائبة المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب السودان، إن آلاف الأشخاص الذين يعبرون الحدود يواجهون "نقصا حادا في الغذاء والمأوى والمياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية".

فرانس24/أ ف ب  

مقالات مشابهة

  • عراقتشي: الصواريخ اليمنية أربكت حسابات التحالف الأمريكي- الإسرائيلي
  • وزير المالية التركي: نعاني من مشكلة تضخم خطيرة
  • اليمن في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي ولا أحد مستعد لإسناده
  • أطباء بلا حدود تحذر من تدهور أوضاع اللاجئين عند حدود جنوب السودان مع اشتداد القتال في الشمال
  • قوة الردع اليمني..الأسطورة التي هزمت المشروع الأمريكي
  • اليمن.. أسطورة الردع التي هزمت المشروع الأمريكي
  • فوائد صحية مذهلة للمشي 10 آلاف خطوة يوميًا في الشتاء
  • الصواريخ الفرط صوتية تعيد صياغة الردع وتوجه ضربة قاضية لتفوق العدو الإسرائيلي
  • عاجل | يديعوت أحرونوت: رئيس الموساد أوصى بشن هجوم على إيران وليس على الحوثيين ردا على إطلاق الصواريخ على إسرائيل
  • إسرائيل: الاستخبارات ترصد أهدافا عسكرية للحوثيين في اليمن