الجديد برس:

ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن صيغة جديدة للضغط على حكومة صنعاء وجماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن لوقف الهجمات التي تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، وصولاً إلى المحيط الهندي، فبالتزامن مع إعداد أمريكي لجولة جديدة من التصعيد العسكري للجبهات الداخلية في اليمن، بالاستعانة بالقوات المناهضة لقوات صنعاء، تفيد مصادر أن واشنطن قدمت صيغة جديدة للسعودية لخارطة الطريق، بديلة عن تلك التي توصلت إليها الرياض وصنعاء برعاية سلطنة عُمان وتبنتها الأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة ضغطت على الأخيرة لمنع إعلانها في الوقت الحالي.

وبحسب المصادر سلَّمت الولايات المتحدة، خلال الأيام الماضية، صيغة جديدة لخارطة الطريق التي يفترض أن تؤدي للحل السياسي في اليمن وتنهي الحرب، التي قادتها السعودية منذ مارس 2015، حيث تضمنت النسخة الجديدة الأمريكية التزام قوات صنعاء بوقف هجماتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية، وهو ما ألمحت إليه واشنطن في عدة مناسبات وظلت حكومة صنعاء والحوثيون يرفضون ذلك.

وتزامن تسليم الخارطة الأمريكية مع زيارة الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، التي تمت في التاسع والعاشر من مايو الجاري ولم يعلن عنها إلا أمس السبت، حيث نشرت القيادة المركزية خبر الزيارة على موقعها الرسمي، وتضمن ما يبدو أنه مزيد من الضغط الأمريكي على السعودية التي قاومت المحاولات الأمريكية السابقة، منذ بدء هجمات البحر الأحمر، لخوض جولة صراع عسكري جديدة مع الحوثيين بعد تسع سنوات من الحرب التي أقنعت السعودية بعدم جدواها.

في هذا السياق قال الخبر إن الجنرال كوريلا التقى مع رئيس الأركان العامة الفريق أول فياض الرويلي وغيره من كبار القادة العسكريين السعوديين، وأجرى لقاءات مع السفير الأمريكي لدى المملكة العربية السعودية مايكل راتني، والسفير الأمريكي لدى الجمهورية اليمنية ستيفن فاجن.

وبحسب الخبر ناقش كوريلا والقادة “التحديات الأمنية الحالية في المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن”.

وقال الجنرال كوريلا: “تُعدّ القوات المسلحة الملكية السعودية شريكاً أمنياً مهماً في المنطقة، حيث نتعامل مع التحديات الأمنية الإقليمية من خلال منظمات وقدرات قابلة للتشغيل البيني”. وأضاف: “بناءً على شراكتنا العسكرية المباشرة التي تمتد لأكثر من سبعة عقود، نواصل العمل معاً لتحقيق أهدافنا المشتركة”.

ومنذ بدأت الولايات المتحدة في يناير الماضي تنفيذ هجمات ضد قوات صنعاء والحوثيين لوقف هجماتهم على السفن الإسرائيلية، أكدت تقارير أن السعودية رفضت طلباً أمريكياً باستخدام أراضيها لتنفيذ هجمات في اليمن خشية التورط من جديد في حرب مع الحوثيين، لكن الولايات المتحدة استمرت في ممارسة الضغوط لضمان أي نوع من المساندة السعودية للعمليات الأمريكية.

مرحلة جديدة من الضغوط الأمريكية

وكان موقع “يمن إيكو” حصل على معلومات تؤكد أن الولايات المتحدة تعمل حالياً على إدارة جولة جديدة من التصعيد العسكري في اليمن، ضمن سلسلة من التحركات الأمريكية للضغط على حكومة صنعاء وأنصار الله الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

وفي هذا السياق جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى السعودية، نهاية أبريل الماضي، ولقاؤه وزير الخارجية السعودي ووزراء الخارجية الخليجيين، وسط ما يعتقد بوجود تحفظات سعودية تهدف إلى تجنيب المملكة التعرض لهجمات يمنية تستهدف البنية التحتية الاقتصادية، خصوصاً في ظل التقارير الأمريكية التي أكدت تطور قوات صنعاء والحوثيين بشكل كبير عمّا كان عليه الوضع خلال سنوات الحرب بقيادة السعودية.

حول ذلك حصل موقع “يمن إيكو” على معلومات مؤكدة أن وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته إلى الرياض أكد أن بلاده ستتولى إدارة الجانب العسكري من التصعيد، وأن على السعودية تمويل العمليات المحتملة بواسطة القوات اليمنية المناهضة لقوات صنعاء والحوثيين، على هيئة منحة إلى الحكومة أو وديعة إلى البنك المركزي في عدن.

وتزامن ذلك التحرك مع قيام الوكالة الأمريكية للتنمية والمعهد الديمقراطي الأمريكي بتنظيم مؤتمر للمصالحة بين القوى المناهضة للحوثيين في عدن، على رأسها حزب الإصلاح والانتقالي الجنوبي، على الرغم من خلافاتهما وجولات الصراع الدموي التي خاضاها، حيث وضع مؤتمر المصالحة مواجهة الحوثيين تحت عنوان إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.

ووفقاً للمعلومات، فقد عاتب الوزير الأمريكي نظيره السعودي، على خلفية تأكيد الأخير أن هجمات البحر الأحمر لا تؤثر على مسار السلام في اليمن، خلافاً للموقف الأمريكي، حيث أكد الوزير الأمريكي أن تباين المواقف بشأن اليمن بين الرياض وواشنطن يضعف موقفهما كحليفين ويشجع جماعة أنصار الله على الاستمرار في موقفها بشأن منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي نظيره السعودي ووزراء الخارجية الخليجيين إلى تبني الموقف الأمريكي وعدم المضي في الوقت الحالي في إعلان خارطة الطريق التي تم التوافق عليها، وتتضمن إنهاء حرب اليمن والحل السياسي والاقتصادي لإعطاء فرصة للولايات المتحدة للضغط على حكومة صنعاء وأنصار الله بشأن المواجهات في البحر الأحمر.

كما تكشف المعلومات أن وزير الخارجية الأمريكي، في اجتماعه مع نظيره السعودي، أكد أن بلاده تعمل مع القوى المناهضة لحكومة صنعاء لخلق ضغط عسكري في عدة جهات حساسة ضد قوات صنعاء وأنصار الله الحوثيين، وأن الولايات المتحدة تأمل أن ينجح ذلك في كسر موقف حكومة صنعاء ودفعها لوقف الهجمات في البحر الأحمر، حيث طلب الوزير الأمريكي من الجانب السعودي عدم ممارسة أي ضغط على القوى المناهضة لقوات صنعاء لمنعها من التحرك العسكري، وأن يوقف السعوديون أي خطوات بشأن الإعلان عن خارطة الطريق التي كرر السعوديون دعمهم لها ورفضوا ربطها بالوضع في البحر الأحمر، الأمر الذي أغضب الجانب الأمريكي.

ولم يتضح ما إذا استجابت السعودية للمطالب الأمريكية، حيث أظهرت السعودية خلال الفترة الماضية تمسكها بإنهاء الحرب مع قوات صنعاء، بل كان موقفها في 12 يناير الماضي مع بدء الغارات الأمريكية ضد قوات صنعاء على غير ما ترغب به الولايات المتحدة، إذ لم تؤيد العمليات الأمريكية وظلت تؤكد عدم تأثير هجمات البحر الأحمر على اتفاق السلام في اليمن.

وجاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الرياض بالتزامن مع تحشيدات عسكرية مستمرة للقوات المناهضة لحكومة صنعاء، خصوصاً التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، وتصعيدها عسكرياً بتفجير الوضع في بعض الجبهات القتالية التي كانت تشهد هدوءاً منذ بدء المفاوضات بين صنعاء والرياض.

*نقلاً عن موقع “يمن إيكو”

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الأمریکی السفن الإسرائیلیة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر حکومة صنعاء قوات صنعاء فی الیمن

إقرأ أيضاً:

سقوط طيّارين من البحرية الأميركية فوق البحر الأحمر

#سواليف

أعلن الجيش الأميركي، اليوم الأحد، أن طيّارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة “نيران صديقة”.

وتم إنقاذ الطيارين، لكن أحدهما أصيب بجروح طفيفة، وفقا للأسوشيتد برس.

وجاء في بيان القيادة المركزية: “أطلق الطراد الحربي يو إس إس غيتيسبيرغ، وهو جزء من مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان، النار بالخطأ على طائرة من طراز إف/إيه-18، والتي كانت تحلق من على متن حاملة الطائرات هاري ترومان”.

مقالات ذات صلة القسام تبث مشاهد للمرة الأولى تجمع قادة حماس هنية والسنوار والعاروري- (فيديو) 2024/12/22

وكانت القوات الأميركية تنفذ ضربات جوية استهدفت الحوثيين في اليمن وقت وقوع الحادث، ولم يقدم بيان القيادة المركزية الأميركية تفاصيل إضافية حول طبيعة المهمة.

وكان الجيش الأميركي نفذ ضربات ضد أهداف في العاصمة اليمنية صنعاء، بينها منشأة لتخزين الصواريخ و”مرفق قيادة وتحكم”، بحسب ما ذكرت القيادة الوسطى الأميركية “سنتكوم”.

وقالت القيادة الوسطى الأميركية “سنتكوم” في بيان إن القوات الأميركية أسقطت أيضا خلال العملية طائرات مسيرة هجومية عدة فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ كروز مضاد للسفن.

وأضافت أن “هذه الضربات جاءت بهدف تعطيل وإضعاف عمليات المسلحين في المنطقة، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف السفن الحربية الأميركية وسفن الشحن التجارية”.

وتابعت “تعكس هذه الضربات التزام القيادة الوسطى المستمر بحماية الأفراد الأميركيين وشركاء التحالف، بالإضافة إلى الشركاء الإقليميين وحماية الملاحة الدولية”. “سكاي نيوز

مقالات مشابهة

  • عملياتُ اليمن البحرية .. لا نهايةَ في الأفق
  • عُمان وبيلاروس تعززان التعاون الاقتصادي.. خارطة طريق جديدة للشراكة التجارية والاستثمارية
  • الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة اف 18 واستهداف حاملة طائرات.. والجيش الأمريكي يرد
  • صنعاء تكشف تفاصيل إسقاط الطائرة الأمريكية F/A18 فوق البحر الأحمر(فيديو)
  • أول تعليق من الحوثيين على سقوط طائرة أمريكية F18 في البحر الأحمر
  • سقوط طيّارين من البحرية الأميركية فوق البحر الأحمر
  • الجيش الأمريكي يشن غارات جوية دقيقة على مواقع للحوثيين في اليمن
  • إسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر وإصابة أحد طاقمها
  • اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق
  • القصف الأمريكي البريطاني على اليمن.. غارات جديدة تستهدف مواقع الحوثيين في صنعاء