علماء بريطانيون يستكشفون إمكانات تطبيقات الذكاء الاصطناعي لفك إشارات التواصل بين الحيوانات
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
لا ينفك العلماء عن دراسة لغة الحيوانات لمحاولة فك رموز إشاراتها ودلالاتها، ولكن تلك الجهود المضنية لم تؤت ثمارها؛ فنحن لا نمتلك "حجر رشيد" ليترجم لنا تلك الإشارات الصوتية، والطريقة الوحيدة لفك شفرة اتصالات الحيوانات هي المراقبة الدقيقة لأصواتها وحركاتها.
ومؤخرا، أحدثت تطبيقات الذكاء الاصطناعي ثورة في مجالات شتى، ونشرت دورية "ساينس" في 13 يوليو/تموز الماضي بحثا عن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لفك شفرة أنظمة الاتصال لدى بعض الحيوانات مثل الحيتان والغربان والخفافيش وغيرها.
يقول كريستيان روتز الأستاذ بجامعة سانت أندروز البريطانية، والباحث الأول في الدراسة والخبير في سلوك الحيوانات في البيان الصحفي الذي نشره موقع "فيز دوت أورغ"؛ إن ظهور الذكاء الاصطناعي خلق فرصا واعدة في تطوير الأبحاث العلمية حول فهم سلوك الحيوانات، ولكن في الوقت ذاته هناك مخاطر بالغة يجب مواجهتها.
الذكاء الاصطناعي ولغة الحيواناتورغم التقدم الجيد في الأبحاث على مدى العقود القليلة الماضية، فإن عملية جمع البيانات وتحليلها لطالما كانت مهمة شاقة على العلماء؛ فأحيانا يكون من الصعب عليهم التمييز بين أنواع الإشارات التي تبدو متشابهة.
وتقول سونيا فيرنز الخبيرة في التواصل الصوتي للخفافيش وأحد الباحثين في الدراسة "يمكن أن يساعدنا الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الإشارات التي تستخدمها الحيوانات وربما حتى ما تعنيه تلك الإشارات".
لذلك فكر الباحثون في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحديد وتصنيف وتحليل إشارات الحيوانات المسجلة في مقاطع صوتية أو مرئية.
الباحثون يستخدمون مجموعة متنوعة من الأساليب لجمع بيانات عن التواصل لدى حيتان العنبر (غيتي) حلول إبداعية لجمع البياناتيعتمد الذكاء الاصطناعي على استقبال كميات هائلة من البيانات؛ فعلى سبيل المثال طور المبرمجون نموذج اللغة في تطبيق "تشات جي بي تي" الشهير باستخدام مئات المليارات من "الرموز"، وأصبحت قادرة على معالجة مختلف لغات الإنسان المكتوبة والمنطوقة، وعلى نحو مماثل فإنها قد تحدد وتصنف إشارات الحيوانات من تسجيلات الصوت والفيديو.
وقال داميان بلاسي أستاذ اللغات في جامعة هارفارد وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة إن "استخدام مئات المليارات من الرموز في تطبيقات الذكاء الاصطناعي يعادل أكثر من مليوني كتاب، لذا نحن بحاجة إلى حلول إبداعية لجمع بيانات عن الحيوانات البرية".
ويوضح مايكل برونشتاين أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة أكسفورد وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة "نستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب لجمع بيانات عن حيتان العنبر؛ منها علامات توضع على ظهر الحيتان، وميكروفونات صغيرة، ومستشعرات، وروبوتات تحت الماء؛ وذلك لرسم خرائط سلوك التواصل بين الحيتان".
تحديد إشارات الاتصال بين الحيوانات قد تساعد في وضع إستراتيجيات لحمايتها من الانقراض (غيتي) حماية الحيوانات من خطر الانقراضتخلق هذه الأساليب طوفانا من البيانات، وهنا يأتي دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل تلك البيانات، مثل بيانات تحركاتها وأنماط غذائها وتكاثرها وغيرها، وذلك لتحديد الأنماط السلوكية الخاصة بهذه الحيوانات، بالإضافة إلى فهم الأسباب التي قد تؤدي إلى انقراض بعض الأنواع، وبذلك يمكن تطوير إستراتيجيات لحماية الحيوانات من خطر الانقراض.
يقول روتز "إذا تمكنا من تحديد إشارات الاتصال بين الحيوانات وتمييز مشاعرها وإحساسها بالحزن أو الفرح، فقد تتوفر أداة تقييم قوية وسريعة لتطوير إستراتيجيات تحمي الحيوانات المهددة بخطر الانقراض".
وحسب الباحثين، فقد يكون من الممكن الاستماع إلى مجتمعات الحيوانات بأكملها مستقبلا. ومع ذلك، يقر المؤلفون بأن ثمة عقبات كبيرة سيواجهونها، بما في ذلك الاعتبارات الأخلاقية؛ مثلا الظروف اللائقة التي تسمح ببدء المحادثات وتواصل الإنسان مع الحيوانات، أو محاولة استئناس أنواع من الحيوانات البرية التي لم يتمكن الإنسان سابقا من ترويضها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تطبیقات الذکاء الاصطناعی فی الدراسة
إقرأ أيضاً:
أول معلمة بتقنية الذكاء الاصطناعي تبدأ مهامها في تركيا
أنقرة (زمان التركية) – بدأت “أدا”، أول معلمة روبوتية مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي في تركيا، في إرشاد الطلاب وأولياء الأمور في كل من الدروس والأداء الوظيفي.
بدأت ”أدا“ أول روبوت معلم بالذكاء الاصطناعي شبيهة بالإنسان في تركيا، تقديم التعليم في باليكسير.
وتساعد ”أدا“ الطلاب من خلال حضور الدروس في المؤسسة التعليمية، كما تقدم الإرشاد لأولياء الأمور.
وتكشف آدا التي تصف مهن المستقبل بقولها ”أنا أول معلمة ذكاء اصطناعي في العالم“، عن قوة التكنولوجيا في مجال التعليم.
وبينما يقوم الروبوت ”أدا“، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، بدور فعال في الفصول الدراسية بقدراته التعليمية، فإنه يوفر أيضًا التحفيز للطلاب.
ولا تتفاعل آدا، التي تحضر الفصول الدراسية مع الطلاب في مؤسسة تعليمية في باليكسير، فقط من الناحية الأكاديمية ولكن أيضًا من الناحية الاجتماعية.
لا يكتفي الروبوت آدا بإلقاء المحاضرات على الطلاب فحسب، بل يتحاور معهم ويجيب على أسئلتهم.
ولا تحل أدا محل المعلمين فحسب، بل تقدم الدعم لهم أيضًا. تقوم أدا، التي تقدم معلومات عن الأدب الشعبي للطلاب في درس الأدب، بتلوين جو الفصل الدراسي من خلال الإجابة عن الأسئلة الفردية.
ويشعر الطلاب بالرضا الشديد عن أسلوب الروبوت الدافئ وأسلوبه في نقل المعلومات. يقول مراد إركول، أحد مؤسسي دورة التعليم الخاص لكبار الشخصيات، ”لقد جعلت آدا عملية تعليم طلابنا أكثر متعة.
Tags: أنقرةالروبوتالعدالة والتنميةتركيا