مهرجان المانجو .. انطلاقة حقيقية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الصادرات إلى الأسواق العالمية
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
الثورة /
تعتبر المهرجانات الوطنية ذات أهمية كبيرة للترويج والتسويق للمحاصيل الزراعية اليمنية وخصوصاً المحاصيل ذات المردود النقدي، والتي يمكن أن تشكل رافداً من روافد الاقتصاد الوطني .
وفي هذا الإطار تحرص اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري، على إقامة المهرجانات للترويج للمنتجات اليمنية ومنها مهرجانات البن ، ومهرجانات العسل اليمني ، وصولاً إلى المهرجان الوطني الأول للمانجو الذي تنطلق فعالياته اليوم الأحد في حديقة السبعين في العاصمة صنعاء .
يعتبر محصول المانجو من أهم محاصيل الفاكهة في اليمن وتنتشر زراعته بشكل أساسي في سهل تهامة التي توسعت زراعته فيه منذ التسعينات، حيث وصل عدد مزارع المانجو في السهل التهامي في العام 2003 م إلى حوالي “ 300” مزرعة .
ومنذ العام 2003م توسعت زراعته بشكل كبير ، وأضيفت العديد من الأصناف إلى الأصناف المزروعة مما أوصل اليمن إلى الاكتفاء الذاتي .
ومع دخول اليمن مرحلة العدوان والحصار تراجع تصدير هذه الفاكهة إلى الخارج نتيجة ظروف الحصار الذي فرضه تحالف العدوان على اليمن، حيث يقدر ما يصدر اليوم بحوالي 25% من كمية المحصول الكبيرة مما زاد من الكمية المعروضة في الأسواق المحلية وهو ما أثر سلباً على مزارعي المانجو وأدى إلى كساد كبير لهذه الفاكهة في الأسواق وخصوصاً هذا العام الذي شهدت فيه الأسعار انخفاضاَ كبيراَ ، في ظل انعدام الخطط التسويقية المنظمة لهذا المحصول المميز .
وانطلاقاً من حرص الدولة على الحفاظ على المحاصيل المحلية وتحقيق تنمية مستدامة لهذه المحاصيل تبذل اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة جهوداً حثيثة من أجل الحفاظ على هذه الفاكهة عن طريق النزول إلى المزارعين وتقديم الخطط التي تقلل من كلفة الإنتاج مما يتيح للمزارعين تحقيق ربح مادي عند البيع وكذا العمل على إيجاد خطط منظمة لتسويق المنتج داخليا وخارجياً .
ومن ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على هذه الفاكهة المميزة إقامة المهرجان الوطني الأول للمانجو اليمني التي تنطلق فعالياته اليوم الأحد في حديقة السبعين في العاصمة صنعاء والذي يعتبر أهم خطوة لإشهار المانجو اليمني وتعزيز صادرات المانجو اليمني إلى الأسواق العالمية.
وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية ضيف الله شملان، أوضح أن المهرجان يأتي في إطار الاهتمام بالمنتجات الزراعية اليمنية التي تمتاز بجودتها العالية ومذاقها الفريد.. مشيرا إلى أن المهرجان يهدف للترويج لهذه الفاكهة وتحسين طرق تسويقها، وفتح أسواق خارجية جديدة، وتصديرها للأسواق العالمية.. فيما أشار رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان علي هارب، إلى أن المهرجان سيحظى بمشاركة واسعة من قبل المنتجين المحليين، والجمعيات الزراعية، ومصدري المنتجات الزراعية من تجار ومسوقين ووكلاء، والأسر المنتجة، ومعامل الصناعات الغذائية، والجهات الرسمية ذات العلاقة.
مسابقات وجوائز
ومن ضمن فعاليات المهرجان الوطني الأول للمانجو، مسابقة رسم مفتوحة لجميع الفنانين اليمنيين تحت عنوان “المانجو اليمني: لوحة فنية من الطبيعة” خصصت لها العديد من الجوائز. .
ويركز موضوع المسابقة على إبراز جمال المانجو اليمني بألوانه الزاهية وأشكاله المتنوعة، بالإضافة إلى تصوير مراحل زراعته وحصاده، والاحتفاء بالثقافة والتراث اليمني المرتبط بهذه الفاكهة اللذيذة.
كما يتضمن المهرجان مسابقة تنافسية لأفضل ريلز ، وأفضل تصميم ، وأفضل صورة تتحدث عن المانجو .
استيعاب المواد الخام
إلى جانب إشهار المانجو اليمني تبذل اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة، بالتعاون مع شركاء التنمية، للعمل على استيعاب المواد الخام الزراعية في الصناعات الغذائية، ومنها ثمار المانجو، حيث بدأت أولى الخطوات من خلال مجمع باجل للصناعات الغذائية، الذي سيعمل على تزويد مصانع العصائر بلب المانجو لإحلاله بديلاً عن المواد الخام المستوردة ..
آفاق جديدة
فؤاد طارش مسؤول الفاكهة بإدارة الانتاج النباتي في وزارة الزراعة، يؤكد أن هذا المهرجان سيفتح آفاقاً جديدة للاستثمار وتشجيع عمل ثلاجات ومعامل للتشميع والتغليف بما يحقق تسويق هذا المنتج وفق أرقى المستويات داخلياً وخارجياً .
أنواع المانجو اليمني
تشتهر اليمن بزراعة العديد من أصناف المانجو منها “ قلب الثور، تيمور، أبو سنارة، الحافوص، الفونس، الباميلي، البركاني، والسوداني “ وكلها أصناف ذات جودة عالية .
مميزات المانجو اليمني
يحظى المانجو اليمني بشهرة واسعة ويحتل مكانة مرموقة في الأسواق العربية والدولية .
كما يتمتع المانجو اليمني بطعم غني وفريد، وهو مصدر غني بالفيتامينات والألياف والمعادن المفيدة لصحة الجسم.، ويعد المانجو اليمني متنوعًا ولذيذًا، ما يجعله محط اهتمام الكثيرين، ويمكن تناوله طازجًا أو استخدامه في تحضير العصائر والحلويات المميزة، بفضل نكهته الفريدة وجودته العالية، كما يعد المانجو اليمني اختيارًا مثاليًا لمحبي الفواكه الطازجة واللذيذة .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
«الحرفي المتدرب».. صون الموروث وتعزيز الهوية
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ضمن محطاته التراثية الملهمة والنابضة بالحياة، يواصل «مهرجان الحصن» الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، حتى التاسع من فبراير الجاري، رسالته الرامية إلى صون عناصر تراث الإمارات الثقافي وتاريخها وتقاليدها الغنيّة، ويُسهم في ترسيخ الفخر بالهوية الوطنية وتعريف العالم بجوهرها من قلب الحصن الذي يقف شامخاً ويُعَدُّ رمزاً للأصالة والهُوية والتراث الوطني، ويعزز عبر العديد من المشاهد والممارسات قيم المجتمع والعادات والتقاليد ويرسخ التراث في نفوس الأجيال ويجعله جزءاً من حياتهم بطرق فنية مبتكرة، حيث يشهد إقبالاً كبيراً من طرف الشباب الشغوفين بالتراث ليتعلموا الحرف التراثية الأصيلة وينهلوا من فيض ما يعرضه ضمن ساحاته الزاخرة بالفعاليات والاستعراضات الفنية التي حولت قلب العاصمة أبوظبي إلى لوحة فنية جميلة.
«الحرفي المتدرب»
يحرص المهرجان هذا العام على تناقل التقاليد والحرف العريقة عبر الأجيال، ضمن «برنامج الحرفي المتدرب»، ويرحب بالجميع في مساحة خاصة ضمن منطقة التراث ليشهدوا هذا الإرث الإنساني الثمين، حيث يقوم حرفيون متمرسون بتدريب جيل اليوم على حرف يدوية تتطلب دقة ومهارة عاليتين ليكونوا حماة هذه الحرف في المستقبل، ضمن ورش حية جنباً إلى جنب مع خبراء في الصناعات اليدوية بهدف تمكينهم من دمج الحرف التقليدية في أعمالهم الفنية ذات الارتباط بتخصصاتهم الجامعية على المدى البعيد.
الفرجان
قالت ميثاء حمدان، من إدارة «مهرجان الحصن»: للسنة الثانية على التوالي يستضيف المهرجان «برنامج الحرفي المتدرب»، والخاص بطلاب وطالبات الجامعات والكليات الفنية، وذلك من باب الحرص على صون الحرف اليدوية والتقليدية والحفاظ عليها واستدامتها، ودمجها مع الحرف المعاصرة، مؤكدة أن البرنامج يشهد إقبالاً كبيراً، من جانب الطلاب.
وأضافت، «فخورون بهذه التجربة في ظل الشغف الذي يتمتع به هذا الجيل تجاه مختلف الحرف اليدوية، حيث يأتون يومياً للتعلم والاستفادة من خبرات الأمهات والأجداد.
أخبار ذات صلة موسيقى شرطة أبوظبي.. «أهازيج» في حب الوطن «سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعيةمن جانبها، قالت المتدربة جواهر الشوق طالبة في كلية التقنية، إنها اختارت حرفة «سف الخوص»، حيث أتاح لها المهرجان فرصة كبيرة للتعلم على يد خبراء، موضحة أنها سوف تقدم ورشاً تراثية للصغار لتعلم هذه الحرفة. كما أكدت خديجة المهيري من جامعة زايد، والتي اختارت «حرفة الفخار» وتنوي استخدامها في التصميم الداخلي في خطوة لدمج الحاضر بالماضي وإحياء إرث الأجداد.
فخر واعتزاز
ويرسخ المهرجان العادات والتقاليد والقيم المجتمعية، كما يعمل على ترسيخ الموروث ونقله للأجيال من خلال العديد من المؤثرات، ضمن متاحف حيَّة، يبدعها حرفيون إماراتيون من كبار المواطنين، الذين يزاولون هذه الحرف التراثية بفخر واعتزاز، ويعكسون فن عيش الأولين وعاداتهم وتقاليدهم، تعبيراً عن فخرهم واعتزازهم بهويتهم التي يعملون على غرسها ونقلها للأجيال وللعالم، تقديراً لما قدمه الأجداد على مر الزمن، وذلك عبر برنامج تفاعلي يسهم في استدامة التراث، من خلال طلاب الجامعات الذين يقبلون على ممارسة الحرف التراثية الأصيلة، ومنها: التلي، السدو، الفخار، سف الخوص، صناعة القراقير والديين، وقرض البراقع، وسواها من الحرف التي شكّلت أهمية بالغة في حياة الأجداد.
ورش تفاعلية
ينخرط متدربون ضمن ورش العمل الحرفية الفنية، في ظل احتفاء المهرجان بالموروث الثقافي والشعبي العريق، وتسليط الضوء على تراث الأجداد وماضيهم وحرفهم التقليدية، إلى جانب ترسيخ الإرث الثقافي والتعرف عن قرب على العادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع الإماراتي.
الفرجان
يتعرف الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات، ضمن مختلف أقسام المهرجان على «الفريج»، وهو نسخة مصغرة من الفرجان التي عاش فيها سكان الإمارات قديماً، من ناحية أسلوب بنائه والسكيك الضيقة التي تربط بين طرقاته التي تفضي إلى السوق الشعبي والدكاكين والورش التي تعرض المنتجات المتنوعة والحرف التراثية، إلى جانب مشاهدة أدوات الزينة قديماً والملابس التراثية والعطور والبخور وغيرها من المفردات التراثية العريقة، كما يقبل الصغار، وهم بكامل زينتهم، على تعلم الحرف اليدوية والانخراط في مختلف الفعاليات الفنية ليبهجوا المهرجان ويضفوا عليه رونقاً خاصاً.