عين ليبيا:
2025-05-01@07:33:29 GMT

غزة بين شروال الأردن وطربوش مصر وعمامة إيران

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

ربما يقول التاريخ يوما، إن الجغرافيا خذلت قطاع غزة خصوصا وفلسطين عموما، فالجوار المطبع مع إسرائيل، كان عقبة كبيرة أمام أي عمل جدي فلسطيني للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي، وإن كانت “إسرائيل” بلا عمق جغرافي، فإنها ولدت هكذا، أما الفلسطينيون فقد أداروا صراعهم مع العدو تاريخيا على أرضية العمق العربي، شرقا وغربا وشمالا.

السؤال اليوم، كيف تغيرت معادلة العمق لصالح إسرائيل، ولماذا بات الفلسطينيون محاصرون ضمن أسلاك شائكة سياسية عربية بالمطلق، بينما توسع الأمن القومي الإسرائيلي ليصبح أكثر عمقا، وهذا ما كشفته الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ سبعة أشهر.

لنبدأ من الأردن، ونسأل عن مدى تأثيره في هذه الحرب، وهل كانت عمان نصيرا لغزة، الجواب تقدمهم مجموعة وقائع يعرفها الجميع، فمع انطلاق الحرب في غزة عززت القوى الأمنية الأردنية والجيش إجراءاتها الأمنية على الحدود مع الضفة الغربية و الاراضي الفلسطينية عموما، كما أغلقت بشكل محكم الحدود مع سوريا، وكان الهدف واضحا، لايريد الأردن أن تتحرك جبهة الضفة الغربية لنصرة غزة، كما أنها ارادت فصل الجبهة الأردنية الداخلية عما يجري في غزة، وحاولت تغطية موقفها بتصريحات سياسية تدعو لوقف الحرب لكنها كانت مفضوحة بأنها ليست سوى قنابل دخانية لتغطية الموقف الاردني الحقيقي الراغب بانهاء حالة حماس في غزة.

في مكان آخر، فتحت الأردن أراضيها أمام قوافل التجارة البرية من الخليلج العربي إلى إسرائيل، لتعويض إغلاق طريق البحر الأحمر من قبل جماعة أنصار الله في اليمن، وبات الأردن طريق الإمداد الرئيسي للإسرائيل تجاريا، في وقت كان الملك “عبد الله بن الحسين” يلتقط الصور وهو يلقى مساععدات جوية فوق غزة من طارة ملكية، حصلت مسبقا على مواقة إسرائيلية.

لكن الموقف الأردني الأبرز ظهر عندما أشتبكت إيران وإسرائيل بشكل مباشر وقررت إيراد الرد العسكري على استهداف قنصليتها في دمشق وقصف الاراضي الإسرائيلية، لقد كان سلاح الجو الملكي الأردني حاسما في التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية وإسقاطها قبل أن تصل إلى إسرائيل، كان الاردن واضحا جدا في هذه اللحظة، وهو أنه جزء من منظومة أمن إسرائيل التي صممها حلف الناتو.

بالذهاب إلى مصر العروبة، ربما كانت الخيبة الفلسطينية أكبر، بحكم التاريخ، فالأردن لا يقارن بمصر، ولا ينسى الفلسطينيون جمال عبد الناصر، وكيف كانت إسرائيل ترتجف لسماع اسمه، فماذا حصل ولماذا خيب المصريون أمل جيرانهم في غزة؟.

مرت علاقة مصر بالفلسطينيين بأربعة مراحل مصر عبد الناصر كانت حليفا لفلسطين وعدوا لإسرائيل، وفي زمن السادات اصبحت مصر، حليفا للفلسطينيين لكنها باتت في حالة لا حرب مع إسرائيل، وجاء زمن حسني مبارك، حيث وانت مصر بين السلام مع إسرائيل والموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية، وتحول الدعم إلى دعم سياسي أدبي لا أكثر.

مع قدوم عبد الفتاح السيسي، ظهرت مستجدات خطيرة في خارطة الصراع العربي الإسرائيلي، توجت باتفاقات سلام بين إسرائيل وكل من عمان والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وكانت مصر هنا هدفا للضغط المالي الخليجي لوضع مصر في جانب هذه الاتفاقات، وقبلت مصر “السيسي” بتلقي الهدايا السياسية (تثبيت الحاكم) و الاقتصادية (معونات مالية واستثمارات خليجية) مقابل تبني مصر للموقف الخليجي الرافض للحرب مع إسرائيل.

سمحت مصر بإغلاق معبر رفح للضغط على الفلسطينيين إنسانيا وعسكريا، وكانت عنصرا حاسما في إيقاع الفلسطينيين في فخ أسمه قطاع غزة للضغط على الفصائل الفلسطينية التي تقاتل إسرائيل وجمهورها محاصر تحت القصف دون حماية من أحد.

نعم لقد اختارت مصر أن تكون ضمن التيار المصر على فرض تسوية على الفلسطينيين لاتتناسب مع طبيعة الصراع، وقبلت مصر أن تتراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 بالمئة، لأنها تلقت تعويضا خليجيا أوروبيا عن ذلك، كما أنها لعبت دورا محايدا هي وقطر عندما استضافتا مفاوضات الهدنة، وتعاملتا مع الطرفين بنفس المقياس، مع أفضلية لإسرائيل بسبب المونة المالية.

ولمن يسال عن سوريا، فإن المراقب لا يحتاج الكثير من الجهد ليكتشف أن الدولة التي تعيش صراعا داخليا مدمرا منذ 13 عاما، ليس لديها ما تقدمه للفاسطينيين، وهي بالكاد تستطيع أن توفر الوقود لنقل الموظفين إلى عملهم، ومع ذلك يمكن القول إن سوريا لم تكن متشجعة لدخول الحرب خاصة وأن حماس كانت قد وقفت موقفا سلبيا من الحكومة السورية في بداية الحرب السورية، لذلك ربما لم يكن لدى سوريا مشكلة في تلقي حماس ضربة قوية، لكنها لم تكن تتخيل أن تصل الأمور إلى حد التصفية العسكرية والسياسية لحماس.

يبقى أن نتحدث عن إيران وحزب الله، وهما حليفان كبيران لحماس، ويعلنان العداء لإسرائيل، فهل كانا قادرين على فعل شيء، أكثر مما قاما به؟.

بالنسبة لحزب الله فقد اختار أن يكون مشاغلا لإسرائيل في الجبه الشمالية لتخفيف الضغط عن جبهة قطاع غزة، وكانت الاشهر السبعة الماضية حافلة بالضربات المتبادلة بين الحزب و إسرائيل، لكن هل كان ذلك كافيا؟، الجواب قطعا لا، أما لماذا؟، فربما لأن الحزب لم يحصل على موافقة إيرانية على بدء حرب مفتوحة مع إسرائيل، فغيران لديها حساباتها كدولة إقليمية وهي حسابات تلتقي مع حسابات حزب الله في نقاط كثيرة لكنها أوسع منها في كثير من الجوانب، وخاصة لجهة العلاقة مع أمريكا ودول الخليج، وتأثير الحرب المفتوحة على المشروع الإيراني الممتد من طهران إلى غزة وخاصة أن المعركة مع إسرائيل تعني بالضرورة المعركة مع أمريكا، فهل تخاطر إيران بمشروعها كاملا مقابل جبهة اعتادت على تلقي الضربات بشكل منفرد؟ كان الجواب الإيراني واضحا..تسطيع غزة أن تتحمل المزيد..ولو كانت غزة على حدود إيان لتغير الوضع حتما لكنها للأسف بعيدة عن طهران، قريبة من القاهرة وعمان ودمشق والرياض.

هل انتهت الأمور هنا؟، لايبدو ذلك مقنعا، فالجميع يعلم أن العرب و الأاوروبيين والأمريكان، أعطوا فرصة لنتانياهو للقضاء على حماس، لكنها ليست فرصة بلانهاية، ويبدو أن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ المهمة، لذلك حتى لو اجتاحت رفح ودمرتها فإن الحرب ستنتهي لكن حماس لم تنتهي، وهناك يبدأ فصل آخر، تعلم الفلسطينيون الدرس، وأدكوا ان المعركة يجب ان تنتقل لداخل إسرائيل، ليس عبر الصواريخ فقط، لابد من وجود حماس داخل إسرائيل، وهذا ما أتنبأ به شخصيا…لن يعتمد الفلسطينيون على شروال عمان أو طربوش مصر أو عمامة إيران، سيعملون تحت القلنسوة الإسرائيلية ..والأيام ستكشف أن الشعوب عندما تشعر باليأس تبدأ بالبحث عن معجزة.. فهل اقتربت معجزة انهيار إسرائيل؟ .. لننتظر ونرى ما سيجري بعد وقف إطلاق النار وانكشاف مدى خيبة الفلسطينيين من الجغرافيا.. التي خانتهم دون تخفي أو مواربة هذه المرة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: مع إسرائیل قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: إسرائيل ستسيطر على غزة عسكريا ولن تسمح للسلطة باستبدال حماس

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، إن إسرائيل ستسيطر عسكريا على قطاع غزة ولن تسمح للسلطة الفلسطينية بأن تستبدل حماس في الحكم في نهاية الحرب.

وأضاف نتنياهو في خطاب ألقاه أمس خلال مؤتمر تعقده وكالة الأنباء اليهودية (JNS) في القدس أنه "لن نرضخ لأي ضغوط تقول لنا أن ننفذ ذلك"، وأن "السبب الوحيد أننا لا نقضي على حماس هو المخطوفون"، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الإثنين.

واعتبر نتنياهو أنه "يتعين علينا إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المخطوفين وإبادة حماس"، ورحب بخطة تهجير الغزيين التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقال "صدقوني، الكثير منهم يريدون المغادرة".

وادعى نتنياهو أن "الفرضية في وسائل الإعلام العالمية التي بموجبها الدخول إلى رفح سيسبب قتلا جماعيا لمواطنين، اتضح أنها غير صحيحة. لقد احتللنا محور فيلالفيا، وليس بإمكانهم تحريب أسلحة".

وقال نتنياهو إن هجوم 7 أكتوبر كان يفترض أن يحدث بالتوازي من لبنان أيضا، "وكانت غايته محونا".

وأضاف أنه "قلت في اليوم الثاني للحرب إنه سنغيّر الشرق الأوسط، وسنتوجه إلى غزة أولا. وقالوا لي في الولايات المتحدة ألا ندخل إلى القطاع وأن ننفذ ذلك من الجو، لكني قلت لجو بايدن: "جو، لقد جربت هذا. ليس كافيا. نحن ملزمون بالدخول إلى هناك". وتوجهنا إلى خانيونس ووصلنا إلى رفح، وعندها أيضا قالوا "دعك، لا تدخل". وقلت لبايدن "إنني أحترمك، لكننا سندخل. وسننفذ ما ينبغي من أجل الدفاع عن أنفسنا".

وادعى نتنياهو أن إسرائيل وقعت على اتفاقيتي سلام مع مصر والأردن، ولم تنجح بالقيام بذلك مع دول عربية أخرى بسبب معارضة الفلسطينيين، "وإصرار السلطة الفلسطينية على معارضة الدولة اليهودية لا يزال العقبة الأساسية للتغيير في الشرق الأوسط"، وأنه "قررت تنفيذ أمر مختلف"، بالالتفاف على الفلسطينيين "وتوسيع دائرة السلام" من خلال "اتفاقيات أبراهام".

ورغم أن نتنياهو عارض قيام دولة فلسطينية بشكل دائم، لكنه زعم في خطابه أمس أن "الرفض الفلسطيني هو أساس الصراع، المفهوم الذي بموجبه قيام دولة فلسطينية سيقود إلى السلام خاطئ. والفلسطينيون، في رام الله وفي غزة، يدعون بشكل صريح إلى القضاء علينا. حماس تدعو إلى القضاء على إسرائيل بواسطة الإرهاب وعمل عسكري، والسلطة الفلسطينية تدعو إلى تنفيذ ذلك في المستوى السياسي وبالعودة إلى حدود 1967".

وقال نتنياهو إن أمام إسرائيل جبهة أخرى، هي "الدولة العميقة"، وأضاف أن "الدولة العميقة عندكم في أميركا هي بركة ماء صغيرة، وعندنا هي محيط. وهذا يهدد الديمقراطية، ويستهدف حقوق الناس، وينبغي حل عذا الأمر".

وتابع أن "توجد أكاذيب تنتشر في أميركا من خلال حملة متواصلة تمولها دول وأشخاص أثرياء معدودون وتُدفع لمؤثرين ويهاجمون المؤيدين لإسرائيل. وهذا خطر على مستقبلنا. وإذا كان هناك أمرا ينبغي فعله، فهو العودة إلى محاربة ذلك بمساعدة الحقيقة".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هرتسوغ يدعو لدراسة صفقة إقرار ذنب مع نتنياهو مقابل عدم دخوله السجن نتنياهو يمثُل للمرة الـ25 أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم فساد نتنياهو حرض ترامب على رفض أي مقترح لإنهاء الإبادة بغزة الأكثر قراءة مصر تُعقّب على دعوات منظمات استيطانية إسرائيلية لتفجير "الأقصى" الوزيران قنديل وأبو زيد يفتتحان ورشة تدريبية حول نظام إدارة الأداء الوظيفي نادي الأسير يكشف عن تصاعد جرائم ممنهجة وتدهور صحي بحق الأسرى حماس تنعى البابا فرنسيس وتثمّن مواقفه الداعمة لفلسطين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الأردن يطالب مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بفتح المعابر وإعادة إعمار غزة
  • إيران اليوم ليست كما كانت
  • «مفاوضات غزة» بين تأكيد حدوث انفراجة ونفي إسرائيل
  • اللواء عبد الحميد خيرت: الإخوان الإرهابية وحماس خططوا لتوريط الأردن في صدام مع إسرائيل
  • سموتريتش: لن نوقف الحرب إلا بالتخلص من حماس وتفكيك سوريا
  • سموتريتش: لن نوقف الحرب إلا بالتخلص من حماس وتفكيك سورية
  • القاهرة الإخبارية: واشنطن تبلغ إسرائيل نيتها تمديد التفاوض مع إيران
  • المؤسسة الأمنية في إسرائيل تبحث توسيع العملية البرية بغزة
  • عاجل- إسرائيل: أكتوبر آخر مهلة لإنهاء حرب غزة.. ومسؤول أمني يكشف التفاصيل
  • نتنياهو: إسرائيل ستسيطر على غزة عسكريا ولن تسمح للسلطة باستبدال حماس