الولايات المتحدة – كشفت دراسة حديثة، شملت خام المعادن في أعماق القمر، عن أدلة جديدة لتشكّل القمر نتيجة اصطدام كوكب قديم بالأرض منذ فترة طويلة.

وشهد هذا الاصطدام الكوكبي، الذي يُعتقد أنه حدث قبل حوالي 4.5 مليار سنة، تحطّم كوكب بحجم المريخ اسمه “ثيا” إلى شظايا من الحمم البركانية الساخنة عند اصطدامه بكوكبنا.

وقال العلماء إن بعض بقايا كوكب “ثيا” تبدو مدفونة على شكل “نقط” كثيفة وضخمة في أعماق إفريقيا والصفائح التكتونية للمحيط الهادئ، إلا أنه لا توجد أدلة كافية على مكان تواجد بقية حطام “ثيا”.

والآن، وجدت بيانات جديدة من مركبة ناسا الفضائية لاستعادة الجاذبية والمختبر الداخلي (GRAIL)، رواسب كبيرة من خام الحديد والتيتانيوم في أعماق القمر، ما يدل على أن بقايا “ثيا” الأخرى شكّلت قمر الأرض.

ووصف عالم جيوفيزياء الكواكب، أدريان بروكيت، من مركز الفضاء الألماني في برلين، نتائج GRAIL بأنها “ساحرة”.

وركزت الورقة البحثية الجديدة لفريقه، والتي نُشرت في مجلة Nature Geoscience، على “شذوذات الجاذبية” العميقة تحت سطح القمر: جيوب كثيفة وثقيلة من المادة حددتها مستشعرات المركبة الفضائية GRAIL.

وقال بروكيت: “إن تحليل هذه الاختلافات في مجال جاذبية القمر سمح لنا بإلقاء نظرة خاطفة تحت السطح”.

وهناك منطقتان متشابهتان كثيفتان وغير عاديتين في قاعدة عباءة الأرض، المعروفتين بـLLVPs، قدّمت نوعا من المصداقية للنظرية القائلة بأن اصطداما كوكبيا أدى إلى نشوء القمر. وتقع إحداها تحت الصفيحة التكتونية الإفريقية، والأخرى تحت الصفيحة التكتونية للمحيط الهادئ.

وتأكد وجودها عندما وجد الجيولوجيون أن الموجات الزلزالية تباطأت بشكل كبير على عمق 2900 كيلومتر في المنطقتين، والتي تختلف عن أجزاء أخرى من الأرض.

ويعتقد العلماء أن المادة الموجودة في الـ LLVPs أكثر كثافة بنسبة تتراوح بين 2 و3.5% من الوشاح المحيط بالأرض.

يذكر أنه في العام الماضي، توصل باحثو معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إلى فكرة مفادها أن مادة LLVPs تطورت من كمية صغيرة من مادة “ثيا” التي دخلت الوشاح السفلي للأرض المبكرة.

ولدعم ذلك، طلب الفريق من البروفيسور هونغ بينغ دينغ، في مرصد شنغهاي الفلكي، استكشاف هذه الفكرة باستخدام أساليبه الرائدة.

وبعد إجراء سلسلة من عمليات المحاكاة، اكتشف دينغ أنه بعد الاصطدام الذي أدى إلى تشكيل القمر، فإن كمية كبيرة من مادة “ثيا” (حوالي 2% من كتلة الأرض) دخلت إلى الوشاح السفلي لكوكب الأرض القديم.

قال تشيان يوان، العالم الجيوفيزيائي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والذي عمل أيضا في هذا المشروع: “من خلال التحليل الدقيق لمجموعة واسعة من عينات الصخور، إلى جانب نماذج التأثير العملاق الأكثر دقة ونماذج تطور الأرض، يمكننا استنتاج التركيب المادي والديناميكيات المدارية للأرض البدائية، “غايا” و”ثيا””.

نشر فريق دينغ ويوان الدراسة في مجلة Nature أواخر العام الماضي.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی أعماق

إقرأ أيضاً:

الأجسام الطائرة المجهولة: بحث جديد يكشف أسرار مشاهدات غامضة في بريطانيا

يستعرض برنامج Paranormal على قناة بي بي سي مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة التي زُعمت منذ أواخر السبعينيات، مستعيناً بتكنولوجيا حديثة تُعزز من قدرتنا على كشف ما يحدث في السماء. يحقق البرنامج في قصص شهيرة، من بينها حادثة تلاميذ مدرسة "برود هافن" الابتدائية في بريطانيا، حيث أكد التلاميذ ومدير المدرسة رؤية جسم فضي على شكل سيجار بحجم حافلة مع توهج أحمر نابض في الأعلى، استمر لعشرة ثوانٍ.

انتشار الاهتمام بالأجسام الطائرة المجهولة
في السنوات الأخيرة، زادت الادعاءات حول الحياة خارج كوكب الأرض، مما جذب اهتمام الجمهور. في العام الماضي، عقد الكونجرس الأمريكي جلسة بارزة حول هذا الموضوع، بينما استمرت الصخور الغامضة في الظهور في المملكة المتحدة وحول العالم. على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك، تنتشر منشورات الأجسام الطائرة المجهولة بشكل واسع، حيث يشير أحد خبراء الفضاء إلى أننا في عام 2024 نمتلك قدرات تقنية أقوى لتتبع ما هو معروف وغير معروف في السماء.



التفسيرات العلمية والنفسية
يقول الدكتور سياران أوكيف، رئيس كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة باكينجهامشير الجديدة، إن هناك ذروة هائلة من الاهتمام بمشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة في ثمانينيات القرن العشرين. وقد استحوذت مشاهدات مثل تلك التي حدثت في مدرسة برود هافن على اهتمام الجماهير، مشيراً إلى أن هناك تفسيرات نفسية قد تكون منطقية لما يحدث، تتعلق بشهادة شهود العيان والتي قد تكون عرضة للأخطاء.

النشاط العسكري كمسبب للمشاهدات
يؤكد الدكتور ريان ماركس، مهندس الطيران، أن حركة المرور الجوي في السماء قد تقدم تفسيرات معقولة لمشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة، وخاصة حول المناطق المبنية التي توجد فيها مطارات. ويشير إلى أن هناك مستوى دائماً من النشاط العسكري في السماء، والذي قد لا يتم الإعلان عنه دائماً. على سبيل المثال، خلص تقرير حكومي أمريكي في مارس إلى أن مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة في الولايات المتحدة في الخمسينيات والستينيات كانت ناجمة عن اختبارات طائرات التجسس المتقدمة وتكنولوجيا الفضاء. ومع ذلك، يظل شهود حادثة مدرسة برود هافن مقتنعين برؤيتهم للأجسام الطائرة المجهولة، ويطالبون بتفسير مقنع لما شاهدوه.

مقالات مشابهة

  • المقاومة الفلسطينية تستهدف دبابة للعدو الصهيوني بعبوة “شواظ” في حي الشجاعية شرق مدينة غزة
  • “مرة واحدة في العمر”.. سماء الأرض تستضيف حدثا كونيا في غضون بضعة أيام
  • “وادي الموت”.. صخور تتحرك خلف ظهور البشر!
  • ليست نادرة وتُرى بالعين المجردة.. البحوث الفلكية تكشف تفاصيل اقتران القمر بالمشترى (فيديو)
  • الأجسام الطائرة المجهولة: بحث جديد يكشف أسرار مشاهدات غامضة في بريطانيا
  • صدى “صحن طائر” تحطم في مزرعة أمريكية!
  • هلال شهر محرم.. أهم الظواهر الفلكية خلال شهر يوليو
  • القمر الاصطناعي الصيني «فنغيون-3 إف» يبدأ خدماته التشغيلية
  • القمر الاصطناعي الصيني “فنغيون-3 إف” يبدأ خدماته التشغيلية
  • دليل الظواهر الفلكية لشهر يوليو 2024.. السماء تتزين بزخات شهب الدلويات