زعيتر: تم زراعة 100 دونم حتى الان في ظل تواصل الحرب

رغم الحرب والدمار والموت يقاتل الغزيون من أجل إعادة إحياء أرضهم وذلك لتأمين قوت يومهم من الخضروات والمحاصيل الزراعية لمواجهة حرب التجويع والدمار وقتل الشجر والحجر والبشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً : إعلام عبري: تقديرات بوقف إطلاق النار بغزة بأمر من العدل الدولية

وتبذل المنظمة العربية لحماية الطبيعة جهودا لإعادة مشتل بلدية غزة إلى العمل بزراعة الخضروات من خلال زراعة نحو ستة دونمات ونصف بالبذور والأشتال ضمن حدود البلدية وذلك لإنتاج أنواع مختلفة من الخضروات لموظفي الطوارئ بالبلدية والجهات الأخرى لدعم الغزيين بالثمار الناتجة.

من جهتها قالت رئيسة الهيئة الإدارية للمنظمة العربية لحماية الطبيعة رزان زعيتر في حديث لـ"رؤيا" إن فكرة إحياء مزارع قطاع غزة مستمرة منذ سنوات في ظل السعي لتأهيل المزارع في الضفة وغزة والتي تعرضت لأضرار جراء العدوان والاعتداءات المتواصلة.

وأضافت أن المنظمة تعمل في قطاع غزة منذ العام 2006 وفي فترة تعرض القطاع لستة حروب منذ ذلك العام حتى الآن.

وأشارت إلى أنه بعد كل حرب ممنهجة كانت تستهدف الموارد الزراعية وبشكل مباشر كانت المنظمة تقوم بمشاريع لإعادة تأهيل الأراضي الزراعية، مؤكدة أن خلال الحرب الحالية، أصبح الوضع ملحا للبدء بالمشاريع وحتى قبل الانتهاء من الحرب.

وقالت إن المنظمة تتشارك مع المزارعين في القطاع والمتطوعين ولديها فريق في غزة، لافتة إلى أن العمل في الزراعة بقطاع غزة لن يتوقف بالرغم من العدوان والقصف.

وأشارت زعيتر إلى أن المزارعين والمواطنين الغزيين يقومون بالزراعة بين الخيام وعلى الأسطح.

وبينت أنه تم زراعة 100 دونم حتى الان في ظل تواصل الحرب بالإضافة إلى مشتل بلدية غزة. ومشاتل أخرى في شمال القطاع.

وأكدت أن المنظمة ماضية بمشروعها بدعم 500 مزارع لزراعة الخضار في أول مرحلة وفي المرحلة الثانية سيتم اصلاح البيوت الزراعية وزراعة 50 ألف شجرة.

وأوضحت أن تركيز المنظمة في الوقت الحالي على شمال غزة وأن هناك مشاتل تعمل حاليا في شمال القطاع الذي تعرض للدمار الأكبر.

وبينت أن مساحة الأراضي الزراعية المدمرة في القطاع تبلع 66,640 دونم، يعني ما نسبته 43 إلى 60 بالمئة من الأراضي الزراعية مدمرة.

 

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: دولة فلسطين الحرب في غزة مشاريع حصار غزة

إقرأ أيضاً:

سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! “المجاعة”، محض افتراء، أم مجرد شظف عيش؟!

الجميل الفاضل

ما القصة؟

فالناس صرعي من هول الذل!!

اصطفت “البستلات”، و”الجكوك”، وصغيرات الأواني، من كل صنف ولون، تزح زحا، نحو دنان مطاهي، تسمي “التكايا”، ملأ بعضها عدسا، وشيئا من “بليلة” في آخر، هو إدام بلا خبز، لا يكفي وجبة واحدة لأسرة صغيرة، ينتظره المصطفون لساعات طوال، رغم غياب الخبز، الذي ثمنه شاعر المنافي محمود درويش بقوله:

“إنا نحب الورد لكنا نحب الخبز أكثر.

ونحب عطر الورد لكن السنابل منه أطهر”.

علي أية حال، يظل الناس هنا صرعي، وماهم بصرعي، زائغة عيونهم في ذهول، من هول ذل، يحلق فوق رؤوسهم المطرقات، كأنما حط عليها طير، بفعل حرب قيل لهم: أنها ما شبت إلا لأجل “الكرامة”، كرامتهم.

أنها كرامة، يزعم “البلابسة” الأشرار، أن هذه الحرب ستمنحها للناس بيمينها القوية، “فتكا” و”متكا”، قبل أن يتفاجأ الجميع بأن “الجوع” قادر بصفوف طعامه المهينة، أن يسلبها لهم، بين غمضة عين عن شر الحرب، وإنتباهتها علي صوت جوع، يصدر من غور سحيق، من كل جوف خاوي.

هذا بالطبع في الحضر، حيث “غرف الطوارئ” ذات التكايا، فما بالك بجوع من الدرجة الرابعة أو الخامسة، يبحث لإيجاد مخرج منه، مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين، جوع أضطر الناس في معسكرات النزوح بدارفور، لمشاركة الحيوان نوع غذائه، وفي قري وبوادي أخري يأكل الآن أهلها أوراق الشجر.

لتبقي حقيقة واحدة هي: أن من لا يملك قوته، لا يملك كرامته، ولا قراره، وإن إمتلك السلاح.

والي أين سيركض هذا الشبح القادم؟

لجان دولية تقرع ناقوس الخطر!!

تقطع لجنة دولية أن خمسة علي الأقل من مناطق السودان، تقع الآن بالفعل في نطاق المجاعة، التي تقول ذات اللجنة أنها ستتمدد خلال شهر مايو المقبل، لتشمل (17) منطقة أخري، مالم تتخذ تدابير فورية لتقديم الغذاء الكافي، بصورة عاجلة ومستدامة لسكانها.

وكيف تحل بالناس المسغبة؟

يقولون: إستمرار الحرب يوسع رقعة المجاعة!!

يعد إستمرار الحرب لنحو واحد وعشرين شهرا، وإتساع نطاقها المحتمل في ظل تصاعد حالة الإستقطاب الإثني والمناطقي الحاد، وإرتفاع وتيرة خطاب الكراهية العنصري بين المكونات السودانية، التي باتت تعاني تهتكا وتمزقا متناميا يوما بعد يوم، في نسيجها الإجتماعي، وبشكل شبه ممنهج، نتيجة للسياسات التي كرست لواقع الإنقسام، من خلال إجراءات الإستبدال الجزئي للعملة ببعض مناطق البلاد، وحرمان عشرات آلاف الطلاب من حق الجلوس لإمتحانات الشهادة السودانية، الأمر الذي أنتج غبنا لا يخفي، ربما رشح هو الحرب لدخول مناطق لم تدخلها من قبل، كرد فعل يأتي علي كل ذلك، فضلا عن شبهة إستهداف الطيران الحربي، لما يعرف بمناطق حواضن الدعم السريع، إضافة لما ينظر اليه كشكل من أشكال العقاب التعسفي الجماعي، المطبق جزافا بمناطق سيطرة الجيش، علي المشكوك في تعاونهم مع العدو، تحت طائلة ما عرف بقانون “الوجوه الغريبة”.

عليه فإن تقارير المنظمات الدولية تشير الي أن دخول العمليات العسكرية الي مناطق الإنتاج الزراعي قد أدي في ولايتي الجزيرة وسنار، لحرمان المزارعين من حصاد محاصيلهم الغذائية، وبالتالي فإن خروج مناطق أخري من دائرة الإنتاج بدخول العمليات الحربية إليها، سيؤدي لإطلالة شبح المجاعة علي مزيد من السكان، في مناطق أخري بالبلاد، تقدرهم المنظمات بنحو خمس وعشرين مليونا.

لكن “المجاعة”، لما ينكرون وجودها؟

فهناك ما ينبغي أن يحذره “أشقي ثمود” السودان؟!

عرف السودان دائما المجاعات تأتي في زمن الديكتاتوريات والعهود الشمولية، وكعادتها تذهب مثل هذه الأنظمة والدول البوليسية لإحاطة كافة أمورها بالسرية والكتمان، خشية من أعين الصحافة الفضولة، ومن الأنوف الطويلة، لوكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المعنية، بالحروب، والأمراض، والمجاعات، وبكل ما يتصل بحقوق الإنسان، تلك المنظمات التي تمهد بالضرورة لتدخلات ما يسمي بالمجتمع الدولي، الذي هو شر غائب ينتظر في عرف مثل هذه الحكومات، الحريصة علي ستر عوراتها الكثيرة والكبيرة، وعلي الإستفراد بشعوبها المغلوبة علي أمرها بعيدا عن تطفل ورقابة الآخرين.

ويقول التاريخ في السودان: أن مثل هذه الأنظمة، لا تعلن في العادة عن بلادها مناطق كوارث، أو طؤاري، مهما كان سوء الوضع، والأحوال، والمنقلب.

لكن تاريخ هذه البلاد نفسه يقول أيضا: أن كل المجاعات التي حلت بالسودان لم تذهب إلا ومعها في رحلة إيابها، ذات النظام المكابر، الذي رفض الإعتراف بها أول مرة، أو تلكأ علي الأقل في أن يعينه المجتمع الدولي عليها.

إذن فليتعظ ويحذر رئيس الأمر الواقع، الذي إعتبر أن هذه المجاعة “محض افتراء”، ووزير إعلامه الذي وصفها تقليلا من شأنها كقدر كبير، بأنها مجرد “شظف عيش”.

فإن الحكمة الإلهية ظلت تقضي في تاريخ السودان، بمثلما قضت علي إمرأة حميرية، رمي بها جوع هرة، لم تطعمها، ولم تتركها، لتأكل من خشاش الأرض، في النار.

لكن تري الي أي جحيم سيقذف جوع ملايين وشيك، يطارد شبحه بسرعة البرق، أطفالا صغارا، ونساءا ضعافا، وشيوخا أكل عليهم الدهر وشرب، من سمر البشر، “أصل البشرية” الأول، بشقي، إنبعث فيهم كإنبعاث “أشقي ثمود”، إذ كان في هذه المدينة أيضا، في آخر عهد “إخواني” مندثر، تسعة رهط يفسدون في الأرض، ولا يصلحون، “فنادوا صاحبهم فتعاطى، فعقر”، ليشقي هو أهل هذه الديار بحرب، أجري الله علي لسانه أن أسماها، “حربا عبثية”، رغم أنها فضلا عن عبثيتها تلك، هي حرب من نوع لا يبقي ولا يذر، تبعها جوع كافر، سيحيل من فرط جنوحه لامحالة، حياة كافة السودانيين الي كدر، إذ هو جوع ترافق لحكمة يعلمها الله وحده، بأمراض شتي سرت بينهم كسريان النار في هَشِيمِ مُحْتَظِرِ.

 

الوسومالجميل الفاضل

مقالات مشابهة

  • إزالة التعديات على الأراضي الزراعية ومصادرة مواد البناء بالفيوم
  • إزالة 4 حالة تعد على الأراضي الزراعية بمركزى أبو المطامير و الرحمانية
  • تنفيذ إزالة 8 حالات تعد على الأراضي الزراعية بكوم حمادة والدلنجات
  • وكيل زراعة البحيرة يتفقد الإدارة الزراعية بايتاى البارود
  • مواجهة تعديات البناء المخالف علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالبحيرة
  • سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! “المجاعة”، محض افتراء، أم مجرد شظف عيش؟!
  • «استشاري تنمية»: الرئيس السيسي اتبع سياسة رشيدة في عملية استصلاح الأراضي
  • مركز بحوث الصحراء يواصل جهوده في حصر وتصنيف الأراضي الزراعية
  • بحوث الصحراء يحصر ويصنف الأراضي الزراعية بمنطقة بئر العبد
  • على خُطى الإنقاذ، حكومة بورتسودان تنفي وجود مجاعة في البلاد!