دعا مشاركون في ندوة نظمها المجلس الأعلى للسلطة القضائية، في موضوع « الأمن القضائي في زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي »، إلى وضع خطط لصناعة بيئة رقمية ‏آمنة تستند إلى تقييم المخاطر والحوادث السيبرانية، ووضع سياسة أمنية محكمة، ومأسسة خلايا اليقظة ‏المعلوماتية، وحماية المعطيات.

وفي هذا الصدد، قال يوسف أستوح، رئيس قطب التحديث والنظم المعلوماتية بالمجلس ‏الأعلى للسلطة القضائية، إن التحول الرقمي في السياسات العامة، بات يكتسي أهمية بالغة، حيث أضحى ‏من المشاريع الكبرى التي تشتغل عليها البلاد.

وأضاف المتحدث، أن حماية المنظومة المعلوماتية، وإرساء مقومات الثقة الرقمية، وتكريس السيادة المعلوماتية، تعتبر تحديا كبيرا  يتعين الاشتغال عليه، عبر وضع خطط لصناعة بيئة رقمية ‏آمنة تستند إلى تقييم المخاطر والحوادث السيبرانية، ووضع سياسة أمنية محكمة، ومأسسة خلايا اليقظة ‏المعلوماتية. ‏

من جانبه، أوضح محمد الساسي، رئيس مكتب محاربة الجريمة السيبرانية للفرقة الوطنية للشرطة ‏القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني، في الندوة التي نظمها المجلس الأعلى للسلطة القضائية، على هامش فعاليات ‏الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم بالرباط، أن النهج المتبع في التعامل مع الجريمة السيبرانية يعرف ‏اختلافات واسعة، تفرضها طبيعة هذا النوع من الجرائم، وهو ما ينعكس على تعريف الجريمة السيبرانية، ‏مؤكدا أن هذه الجرائم متنوعة وذات طبيعة مختلفة تشمل الجرائم « الجديدة » والتي أصبحت ممكنة بفضل ‏وجود تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل الهجمات على الخصوصية والبيانات وأنظمة الكومبيوتر ‏فضلا عن الجرائم التقليدية التي يسهلها بشكل أو بآخر استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.‏

وقال الساسي إن هذا التنوع ينعكس بالضرورة على التحريات والأبحاث في الجرائم الإلكترونية، ‏تتداخل فيه مجموعة من التقنيات كما تشارك فيه العديد من المصالح والأجهزة والمنظمات والشركات ‏والأفراد داخل الدولة وحتى خارجها بطريقة أو بأخرى.

ياسين الريسوني، رئيس مصلحة تتبع استراتيجية المديرية العامة لأمن نظم ‏المعلومات، تناول التهديدات والمخاطر المحدقة بنظم المعلومات الوطنية، كاشفا ‏مختلف المبادرات التي تعتزم المديرية العامة إطلاقها على المدى القريب والمتوسط ‏من أجل ‏تعزيز المكتسبات المحققة في مجال الأمن السيبراني. ‏

وعلاقة بتوجهات محكمة النقض في الجرائم الرقمية، أكد حسن البكري، رئيس هيئة ‏بالغرفة الجنائية بمحكمة النقض، أن سوء استخدام تقنيات المعلومات والاتصال يعتبر أبرز مجال يحتدم ‏فيه الصراع بين مبدأ استتباب الأمن ‏لدى المجتمعات من جهة، ومبدأ حماية الحريات والحقوق الخاصة ‏باستخدام هذه التقنيات لدى الأفراد من جهة ‏أخرى، كما أن كل تدخل تشريعي أو قضائي بغرض تفادي هذا ‏الصراع أو على الأقل التخفيف من حدته ينطوي ‏في الواقع على صعوبات تترجم في جوهرها إلى إشكاليات ‏قانونية سواء من الناحية الموضوعية أو من الناحية ‏الإجرائية. ‏

وأضاف أن هذه التحديات تفرض وضع تشريع معلوماتي يكون في قواعده مواكبا للتقدم الحاصل في ‏تقنيات المعلومات والاتصالات، ومراجعة القيود التي يفرضها مبدأ إقليمية القوانين على نحو يأخذ بعين ‏الاعتبار خصوصية جرائم ‏المعلومات والاتصال التي لا تعترف بالحدود الدولية، وإحداث آليات وبرامج ‏للكشف المبكر عن كل استخدام سيئ لتقنيات المعلومات والاتصال، والرفع من المستوى المهني لأجهزة ‏البحث والتحقيق والحكم في الجرائم المعلوماتية والالتزام بمبدأ ‏الاستمرارية في التكوين المواكب لكل جديد ‏فيها، فضلا عن وضع قوانين للرقابة على استعمال تقنيات المعلومات والاتصال في حدود ما هو مخل ‏بالأمن.‏

من جانبه، قال محمد بنحمو، رئيس الغرفة الجنائية بمحكمة النقض، إن الحق في الحياة ‏الخاصة يعد من أسمى الحقوق الطبيعية للإنسان، وهو حق أكدته المنظومة العالمية لحقوق الإنسان، ‏وأقرته القوانين الوطنية والشرائع السماوية، غير أن غزو التكنولوجيا والرقمنة كافة مجالات الحياة، جعل ‏من الصعب الحفاظ على خصوصية حياة الإنسان الشخصية وحرمتها. ‏

وتساءل المتحدث عن السبيل إلى ضمان سرية حياة الإنسان والمعطيات الخاصة وحرمتها، مشددا أن ‏مراقبة المراسلات السرية، أو التلصص عليها لا يمكن أن يكون إلا بأمر قضائي، في إطار الحفاظ على ‏الأمن في المجتمع، تماشيا مع الاتفاقيات والمواثيق التي أكدت على الحق في سرية المراسلات ‏والمعطيات الخاصة، التي استمدت منها التشريعات الوطنية القوانين المنظمة في هذا المجال. ‏

كلمات دلالية الأمن القضائي الرقمي المجلس الاعلى للسلطة القضائية حماية المعطيات الخاصة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الأمن القضائي الرقمي المجلس الاعلى للسلطة القضائية حماية المعطيات الخاصة الأعلى للسلطة القضائیة المعلومات والاتصال

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب توقف تمويل أمن السلطة الفلسطينية بشكل كلي

أفادت وسائل إعلامية أميركية بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوقفت بشكل كلي تمويل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.

اقرأ ايضاًمصر تعلن عن مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بعيدا عن خطط ترامب

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الأربعاء تقرير يفيد بأن "إدارة ترامب أوقفت بالكامل تمويل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وفلسطينيين".

وتواجه السلطة الفلسطينية "وقتا صعبا في الحفاظ على سيطرتها في مناطق متفرقة بالضفة الغربية"، مشيرة، الصحيفة الأميركية، إلى أن إيقاف التمويل عن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية يأتي في "وقت حرج" في ظل سعيها لتعزيز دورها في حكم غزة بعد الحرب.

المرة الأولى

وبحسب تقرير الـ "واشنطن بوست" فإن إيقاف التمويل لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية يسجل للمرة الأولى، إذ أوقفت واشنطن آخر مساعدة مباشرة للسلطة خلال فترة ولاية ترامب الأولى لكنها استمرت في تمويل التدريب والإصلاح لقوات الأمن.

قيمة المساعدات الأمريكية للسلطة؟

تتفاوت قيمة المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية تبعا للسياسات الأمريكية والظروف الاقتصادية والسياسية، والتي تكون مشروطة بالتزام السلطة الفلسطينية باتفاقيات السلام.

اقرأ ايضاًهيئة البث: إسرائيل تستعد لاستلام جثث 5 مختطفين الخميس المقبل

ومنذ توليه فترته الرئاسية الثانية، في أواخر كانون الثاني يناير الماضي، يهدد ترامب بوقف المساعدات الأميركية، خاصة مصر والأردن، ضمن خطته الرامية إلى "تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة" إلى دول مجاورة.

والمساعدات الأمريكية إحدى أكبر المنح التي تتلقاها السلطة الفلسطينية، وتشمل دعما ماليا مباشرا، إضافة إلى تمويل مشاريع تنموية وإنسانية عبر وكالات مثل USAID.
 

ويبلغ إجمالي المساعدات السنوية يتراوح بين 200 إلى 300 مليون دولار، مع تركيز على مشاريع إنسانية وتنموية.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند تولغا ساريتاش يتعرض لحادث سير خلال توجهه إلى موقع تصوير "المنظمة" إدارة ترامب توقف تمويل أمن السلطة الفلسطينية بشكل كلي أمير دولة قطر يصل إلى طهران تشكيلة باريس سان جيرمان المتوقعة اليوم ضد بريست في دوري أبطال أوروبا 2024-25 دعاء عند نزول الثلج والمطر مستجاب Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • المجلس العلمي الأعلى يعتزم توحيد دروس الوعظ والإرشاد في رمضان على شاكلة خطب الجمعة
  • حلقة التواصل الاجتماعي.. شراكة تؤسس إطارًا وطنيًا لبيئة رقمية آمنة
  • انطلاق مناقشات مشروع قانون العمل.. وحماية العمال بإجراءات خاصة
  • مصطفى وزيري يكشف حقيقة تبليط الهرم.. شاهد
  • عُمان تشارك في "عمومية منظمة التعاون الرقمي".. وتوقيع اتفاقية لتعزيز بيئة الابتكار
  • "تقنية صحار" تنظم فعالية "نحو بيئة رقمية آمنة" لتعزيز الوعي بأمن المعلومات
  • إدارة ترامب توقف تمويل أمن السلطة الفلسطينية بشكل كلي
  • الرئيس الأمريكي يوقف تمويل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية
  • ندوة في صحار تدرس أمن المعلومات والتحديات السيبرانية
  • محمد الكويتي: الإمارات تدشن شراكات دولية لتبادل الخبرات حول التهديدات السيبرانية