شهادات من الداخل.. تعذيب أسرى غزة كان بتوجيه طبي إسرائيلي
تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT
نشرت صحيفة "هآرتس" شهادة جديدة لطبيب إسرائيلي يعمل في منشأة يحتجز فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي، المعتقلين من غزة في ظروف غير إنسانية، كاشفا أن الحرمان من تلقي العلاج، وإساءة المعاملة جاءت بتوجيهات من رئيس نقابة الأطباء الإسرائيلية.
وكشف طبيب للصحيفة، مشترطا عدم ذكر اسمه، أنه لاحظ صعوبة في استيعاب المعتقلين في المستشفيات، الأمر الذي يضر بنوعية العلاج ويناقض المنطق الطبي الأساسي.
وذكّرت الصحيفة أن المعتقلين الفلسطينيين، حتى وإن كان بعضهم ينتمي لحماس، لهم حق في العلاج المتساوي والمنطقي، وفق القوانين الدولية، لكن ما يجري يعد انتكاسة لهذه المبادئ، وانحراف عنها، حيث كشف الطبيب الذي عمل في معتقل "سديه تيمان"، المخصص للمعتقلين من غزة، أن توجيهات نشرها الدكتور يوسف وولفيش، رئيس مكتب الأخلاقيات المهنية في نقابة الأطباء الاسرائيلية، من خلال مقالين منفصلين، حرضت على حرمان الأسرى من تلقى العلاج اللازم. حيث وصفهم جميعا في رسالته بأنهم "مخربين"، وهذا يمثل إدانة واتهام يتنافى مع مبدأ الحياد الطبي، وفق الطبيب.
وحرض وولفيش إلى الاستخدام الزائد للتكبيل الذي أدى حتى إلى بتر الأطراف، تماشيا مع تعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية التي قالت، إن "المعتقلين يجب تكبيلهم طوال الوقت، وعيونهم معصوبة طوال الوقت"، وهكذا لا يسمح لهم القيام بأي حركة، وبحسب الطبيب، فإن المعتقلين كانت تتم تغذيتهم بواسطة أنابيب ويقضون الحاجة في الحفاضة، وهذا تماشيا مع موقف وولفيش ونقابة الأطباء، تحت ذريعة أن سلامة الطاقم الطبي فوق أي اعتبار أخلاقي آخر.
وذكر الطبيب الشاهد أن هذه التعليمات المشددة لم تأخذ بعين الاعتبار بدائل أقل ضررا ولا إمكانية فحص حقيقي وفقا لخطورة المعتقل ووضعه الصحي، وفيما يتعلق بعصب العيون، الذي يظهر في بروتوكول وزارة الصحة، فإن منظمة الصحة العالمية وجهت الأطباء الى أنه "يجب عدم الموافقة في أي وقت على فحص المعالجين وهم معصوبو العيون.
ولفتت الصحيفة إلى أن "مقاربة وولفيش تجبي ثمنا باهظا من الطواقم الطبية المتطوعة في سديه تيمان، التي بطبيعة الحال تواجه تحديات مهنية صعبة وخاصة، فمن جهة هي تتعرض للخطر على اعتبار أنها متعاونة مع التعذيب وحتى مع جرائم الحرب، ومن جهة، في إسرائيل تتم مهاجمتها لمجرد تقديم العلاج للمعتقلين".
وأشار الطبيب الذي يعمل في سديه تيمان إلى أنه في ظل الواقع السياسي الإسرائيلي، الذي يتجرد من الإنسانية، فإن طواقم طبية كثيرة لا تشعر بواجب الإبلاغ عما يجري للمعتقلين الفلسطينيين، والأخطر هو أن الكثير منهم يمتنعون عن الإبلاغ بشكل متعمد خوفا من الإضرار بمكانته ومصدر رزقهم.
وشدد على أن نقابة الأطباء لها دور أساسي في طرح طلب السماح بزيارة الصليب الأحمر للمعتقلين، وهذه الخطوة الإنسانية التي في بعض الحالات توجد لها أهمية طبية.، لكنها تواطأت في ذلك، وامتنعت عن إبداء رأيها في السماح بزيارة المعتقلين، رغم أن دورها معتبر ويؤخذ به.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحرمان العلاج سديه تيمان حرمان دولة الاحتلال العلاج اسري غزة سديه تيمان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تقرير يكشف دور هولندا في تعذيب الفلسطينيين بواسطة الكلاب
هولندا – كشفت صحيفة “إل فاتو كوتيديانو” الإيطالية عن استخدام إسرائيل كلابا مدربة مستوردة من هولندا لتعذيب الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال ضمن عملية ممنهجة وثقتها شهادات مرعبة.
وبحسب تقرير أصدره مركز البحوث حول الشركات متعددة الجنسيات “سومو” (SOMO) يكشف عن صناعة صامتة، وهي صناعة كلاب الهجوم المدربة التي تصدرها شركات هولندية إلى إسرائيل وتستخدمها وحدة الكلاب “عوكتس” التابعة للجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأشار تقرير “سومو” إلى أن هولندا تعد واحدة من أكبر مصدري الكلاب المدربة لإسرائيل، حيث تم تصدير ما لا يقل عن 110 كلاب بين أكتوبر 2023 وفبراير 2025، معظمها من مركز “فور ويندس كيه 9” لتدريب كلاب الشرطة، رغم الجدل القانوني الذي يلاحقه منذ عام 2017.
تم توثيق العديد من الانتهاكات عبر شهادات مباشرة، منها ما قاله رجل سبعيني احتُجز في غزة: “في كل ليلة، كانوا يأمروننا بالاستلقاء على الأرض ثم يُطلقون الكلاب، عضني أحدهم في يدي وجرّني خارج الغرفة، ضربوني بعدها بالهراوات، كان الأمر مرعبا”.
وشهد الطفل الفلسطيني الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره أحمد حين كان نائما في حضن أمه آمنة، خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي منزل العائلة في نابلس، برفقة كلب هجومي، لحظات مرعبة عاشتها الأم وهي ترى الكلب ينقض على صغيرها، ينهش من جسده لعدة دقائق بينما تملأ صرخاته الغرفة، حاولت الأم إنقاذه فكان جزاؤها الضرب، ثم أعيد الطفل إليها بعد أن فقد الوعي، مضرجا بالدماء، واحتاج إلى 42 غرزة خلال 8 أيام من العلاج في المستشفى.
أما أحد مسعفي غزة، فتحدث كيف اعتُقل خلال مداهمة مستشفى، وأُجبر على الاستلقاء ليُهاجم من قبل الكلاب، بينما يهدده الجنود بإطلاقها عليه ما لم يعترف بما لم يقترف، وفي شهادة أخرى من غزة، يروي فلسطيني تفاصيل اقتحام منزله فيقول: “نمت على زجاج مكسور، وكان دمي في كل مكان، عندما طلبت ماء، سكبوه على رأسي، وأطلقوا 3 كلاب قامت بلعق الدم وأطفأوا السجائر على ظهري”.
وعلى الرغم من احتجاجات منظمات المجتمع المدني وعدد من البرلمانيين، استمرت هولندا في تصدير الكلاب المدربة لإسرائيل، ووقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية صفقة جديدة مع موردين موثوقين من هولندا وألمانيا في يناير 2024.
وتخضع هذه الصادرات حاليا لنفس إجراءات نقل الحيوانات الأليفة، دون أي ضوابط تتعلق بحقوق الإنسان أو الاستخدام العسكري.
وأوضح المحامي كريستيان ألبر دينك تايم، الذي يترافع عن 9 منظمات غير حكومية هولندية وفلسطينية، للصحيفة الهولندية، قائلا: “لا تقوم هولندا سوى بجهد ضئيل للغاية لمنع تصدير الأسلحة والكلاب إلى إسرائيل التي تستخدم الكلاب لتهديد وعض الفلسطينيين”.
وبعدما وصلت الدعوى المرفوعة أمام القضاء الهولندي إلى مرحلة الاستئناف، مطالبة بوقف تصدير الكلاب العسكرية فورا أو فرض نظام ترخيص صارم يقيد استخدامها، قوبلت الدعوى بالرفض ليبقى الحال على ما هو عليه.
ويكشف التقرير الذي نشرته صحيفة “إل فاتو كوتيديانو” الإيطالية جانبا صادما من الحرب الدموية، يتمثل في استخدام الحيوانات البرية التي كان من المفترض أن تكون أليفة للإنسان، لتعذيب الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال وكبار السن.
المصدر: “إل فاتو كوتيديانو”