يمانيون – متابعات
هزيمة جديدة تضاف إلى سجلات هزائم وفضائح أمريكا في اليمن، طبخت على نار هادئة بنكهة خيانة “قوة 400″ التجسسية في صنعاء، غير تلك الهزائم السياسية والعسكرية التي هزمت فيها جزرة الترغيب بالصفقات المغرية، وعصا التهديد بالتحالفات العسكرية، وعنف الضربات والغارات من الجو والبحر على صنعاء.
وبقدر ما تمثل تلك الفضيحة هزيمة لدول العدوان النازية (أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”) على اليمن، تعد انتصارا عسكريا وأمنيا ولوجستيا ومخابراتيا وسياسيا محسوبا لصنعاء بعد كشفها واحدة من أخطر وأقذر العمليات التجسسية التي تحيكها واشنطن ولندن خلف هشاشة كيان “قوة 400”.
ماذا تعرف عن “قوة 400” التجسسية؟
خلايا تجسسية نائمة ومتحركة تنشط ليلا ونهارا، وعلى مدار الساعة، تمتلك خبرات عسكرية وأمنية،
فهي عبارة عن خلايا سرية مقرها مدينة المخأ المحتلة، يحمل أفرادها الجنسية اليمنية، جندوا أنفسهم للتجسس لصالح (أمريكا وبريطانيا ومن يسبح في فلكهما)، لتنفيذ مهام تجسسية وفق الطريقة الأمريكية، وحسب ما تقتضيه مهام الخيانة، وأصول العمالة لزعزعة أمن واستقرار الوطن، مقابل حفنة من الدولارات.
ما المهام التجسسية لـ”قوة 400″؟
حسب اعترافات خلايا “قوة 400” التجسسية، فأن مهامها هي تنفيذ عمليات إجرامية، وتخريبية، وإعطاب وإحراق آليات عسكرية وأمنية، وعمليات اغتيالات بأسلحة كاتم الصوت، وبمتفجرات، ورفع إحداثيات مواقع إطلاق الصواريخ والمسيّرات المستهدفة قوات العدو؛ بهدف اختراق الجبهة الداخلية؛ خدمة لدول العدوان الأمريكي – البريطاني – الصهيوني.
ماذا تعني فضيحة “قوة 400″؟
تعني فضيحة مدوية وصفعة استخباراتية يمنية لجهازي الـ”سي أي أيه”، و “أم أي 6″، كما كشفت السقوط اللاخلاقي الذي وصلت إليه أمريكا وبريطانيا، اللتان تدّعيان أنهما مدرستان للحرية، وراعيتان حقوق الإنسان في هذا العالم.
وهي أيضاً بمثابة كشف حساب الخُبث المستوطن داخل أجهزة استخبارات العدو، وشهادة أثبات فشل تحالفاته العسكرية البحرية والجوية، وإجراءاته السياسية، وحصاره الاقتصادي، وضرباته العدوانية على اليمن من قبل وبعد إعلان وقوفها مع فلسطين، ومساندة المقاومة في خندق غزة ضد الجيش النازي “الصهيوني”.
لماذا لجأت أمريكا إلى التجسس على صنعاء؟
مثل هذه الأفعال القذرة تنم عن سقوط أخلاق فاعلها، ورخص منفذها، ودليل على اهزيمة مموّلها الأمريكي وأذياله في معركة البحر.
هل ذابت قوة أمريكا وقدراتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية واللوجستية والتقنية والتكنولوجية وطرازات الأسلحة المتطورة وحداثة الطائرات الجوية والمسيّرة وتقنيات الأقمار الصناعية والذكاء الأصطناعي، وأسطورة قوة رجال البنتاغون، ومهارة ضباط وجنود المارينز أمام حكمة وشجاعة المقاتل اليمني، ودقة تصويب طائراته المسيّرة، وصواريخه المجنّحة!؟
وما وراء فشل تقنيات واشنطن العسكرية والأمنية وشبكاتها الاستخباراتية المتوغلة داخل أنظمة دول العالم، وجغرافيته، أن تحدد أماكن إطلاق المسيّرات والصواريخ اليمنية، حتى تلجأ لإنفاق ملايين الدولارات لأدواتها وعملائها لمعرفة من أين تطلق الصواريخ والمسيّرات اليمنية التي تستهدف سفن “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا، المتوجهة إلى موانئ الأراضي المحتلة في البحار “الأحمر والعربي والأبيض المتوسط”، والمحيط الهندي؟
-ماذا تعني العملية الأمنية بنظر المراقبين؟
من وجهة نظر المراقبين، فإن العملية الأمنية الأخيرة تعد إنجازا أمنيا تحسب لصنعاء، وتثبت تطورها المذهل في قدراتها العسكرية بالتمويه على مواقع إطلاق الصواريخ والمسيّرات ضد السفن والقطع البحرية لدول العدوان في المعركة البحرية.
بماذا ردت صنعاء؟
عقب إعلان اعترافات خلايا واشنطن التجسسية في صنعاء، قال نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال للدفاع والأمن، الفريق جلال الرويشان: “إن محاولات العدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني استهداف الجبهة الداخلية فشلت أمام وعي الشعب، وتلاحمه مع القوات المسلحة والأمن، كما فشلت عسكرياً في مسرح العمليات الحربية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، ولا يمكن تعويضه بالعمل الأمني”.
وأضاف النائب الرويشان، في تصريح إعلامي يوم الاثنين 6 مايو 2024: “سنعلن، خلال الأيام القادمة، عن شبكات وخلايا عقب استكمال الإجراءات الأمنية”.. مؤكدا أن “المؤامرات الأمنية لن تنال من موقف اليمن تجاه نصرة فلسطين، بل ستعززه ضد العدو الصهيوني”.
وفي سياق موقف صنعاء، وصف المكتب السياسي لأنصار الله العملية الأمنية بالنوعية والضربة القوية للعدو ومخططاته، الذي يحاول استهداف الأمن خدمة للعدو الصهيوني – الأمريكي.
وقال بيان سياسي أنصار الله: “إن المؤامرات الدنيئة تكشف مستوى السقوط المخزي للمرتزقة في خدمة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية بحق شعب غزة”.. داعيا أبناء الشعب إلى الحذر من تلك المخططات التي تستهدف أمن واستقرار البلاد لصالح العدو.
وفي وقت سابق في اليوم ذاته، أعلنت الأجهزة الأمنية -بمساعدة لوجستية من خبراء في وزارة الدفاع- القبض على عدد من الجواسيس جندوا أنفسهم بإشراف ضباط خلف كيان استخباراتي ما يسمى “قوة 400″، بقيادة المطلوب للعدالة الجاسوس عمار عفاش.
ما إجمالي الخلايا التجسسية في 9 سنوات؟
حسب أحدث حصيلة أمنية أعلنتها الأجهزة الأمنية بصنعاء في مارس 2024 ، تم خلال السنوات الـ9 للعدوان على اليمن ضبط ألف و782 خلية تعمل لصالح العدوان، وإفشال 354 عملية انتحارية لعناصر تكفيرية، وضبط وتفكيك 3 آلاف و693 عبوة ناسفة ومتفجرة، ناهيك عن ضبط ألف و160عنصرا تكفيريا، و25 ألفا و665 جاسوسا جُندوا لخدمة العدو وعدوانه، واستهداف حرمة أمن الوطن ودماء المواطن اليمني.
ماذا بعد؟
بعد النجاح الأخير والانتصار الأمني لصنعاء، تبدو ملامح هزيمة العدو واضحة أكثر من قبل، بعد فضح ألاعيبه القذرة التي أظهرت هزائمه النفسية والمعنوية والاجتماعية والأمنية والسياسية والعسكرية، وسقوطه اللأخلاقي في مستنقع العمالة..
وتتوالى أخفاقات العدو كعادته مثل كل مرة في لعبة “الغمِّيضة”، بعد أن وقع في شباك الصياد اليماني في البحر.
– السياسية – صادق سريع
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أمریکا وبریطانیا
إقرأ أيضاً:
ترامب بين “أمريكا أولاً” و”إسرائيل أولاً”: كيف سيتعامل مع حلفائه الخليجيين؟
يمانيون – متابعات
تواجه سياسة “الضغط الأقصى” التي ينوي الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إعادة تطبيقها على إيران تحديات كبيرة في ظل التغيرات العميقة في المشهد السياسي في الشرق الأوسط. ووفقًا لصحيفة “التلغراف” البريطانية، فإنّ التحولات الأخيرة في العلاقات الإقليمية وتراجع الثقة في واشنطن يهددان قدرة الإدارة الأمريكية على حشد الدعم لاستراتيجيتها الصارمة تجاه طهران.
تغيرات إقليمية وتحولات في التحالفات
شهدت منطقة الشرق الأوسط تغيرات جذرية خلال السنوات الأخيرة، أبرزها تقارب السعودية مع إيران بوساطة صينية، مما يعكس انفتاحًا على سياسات جديدة بعيدة عن الاعتماد المطلق على واشنطن. الاتفاق السعودي الإيراني لاستعادة العلاقات الدبلوماسية العام الماضي، الذي رُعِيَ من قبل الصين، يشير إلى ظهور لاعبين دوليين جدد في صياغة التوازنات الإقليمية.
وفي تطور لافت، اجتمع وزراء خارجية دول الخليج لأول مرة ككتلة واحدة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، مما يدل على بدء عهد جديد من الحوار بين الأطراف الإقليمية، بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية التقليدية.
شكوك إزاء إدارة ترامب المقبلة
الدبلوماسيون والمحللون يشيرون إلى أنّ ترامب قد يواجه صعوبة في حشد الحلفاء الخليجيين خلف نهجه تجاه إيران. وأحد أسباب هذه الشكوك هو تزايد الاعتقاد بأنّ إدارة ترامب قد تولي اهتمامًا أكبر لمصالح “إسرائيل”، وهو ما يقلق الشركاء الخليجيين. هذا التوجه برز في تصريحات دبلوماسي غربي ذكر أن دول الخليج تخشى أن “ترامب يختار مسؤولين يبدون أكثر ميلًا إلى (إسرائيل أولاً) من (أمريكا أولاً)”.
العلاقة مع “إسرائيل” والتوتر مع السعودية
الصحيفة لفتت إلى أن السعودية صعّدت انتقاداتها لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، خاصة على خلفية الحرب على غزة. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصف سياسات نتنياهو بأنها “إبادة جماعية”، مما يعكس تحولاً جذريًا في موقف السعودية، التي كانت شريكًا رئيسيًا لترامب خلال فترته الأولى.
وبينما كانت العلاقات بين ترامب ودول الخليج في 2016 قوية، تبدو هذه العلاقة الآن متوترة في ظل المتغيرات الإقليمية واتهامات الرياض لواشنطن بالتغاضي عن مصالحها.
توازنات معقدة وتوقعات متباينة
مع عودة ترامب إلى المشهد السياسي، تبدو سياسته تجاه الشرق الأوسط محاصرة بين تحقيق وعوده المعلنة لدعم “إسرائيل” وتشجيع التصعيد ضد إيران، وبين الالتزام بتوجهاته الانعزالية السابقة التي ترفض التورط في صراعات الشرق الأوسط.
خبيرة الشرق الأوسط في “تشاتام هاوس”، سنام فاكيل، ترى أن ترامب قد يكون أقل ميلًا لمنح “إسرائيل” حرية التصرف المطلقة، محذرة من تداعيات كارثية لمنح تل أبيب “شيكًا مفتوحًا”. وتضيف أن الإدارة القادمة ستوازن بين دعمها التقليدي لـ”إسرائيل” ورغبتها في تجنب الانخراط في حروب جديدة في الشرق الأوسط.
تحديات أمام واشنطن
تشير هذه التطورات إلى أن الإدارة الأمريكية المقبلة ستواجه مشهدًا إقليميًا أكثر تعقيدًا، حيث تتشابك فيه المصالح الدولية والإقليمية. قدرة واشنطن على إدارة هذا الملف ستكون محدودة ما لم تعالج التصدعات في تحالفاتها التقليدية وتتبنى استراتيجية تراعي الواقع المتغير في الشرق الأوسط.