قال اللواء هشام الحلبي مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن الموقف المصري حاول وقف إطلاق النار في غزة رغم التصعيد الإسرائيلي ومماطلة تل أبيب في الوصول للاتفاق.

انتهاء مهمة الحكومة الإسرائيلية

وتابع الحلبي، خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج في المساء مع قصواء، تقديم الإعلامية قصواء الخلالي، المذاع على قناة cbc، أن وصول إسرائيل لاتفاق يعني انتهاء مهمة الحكومة الإسرائيلية فهي لا تريد ذلك وتسعى لإجهاض أي أمر يحقق ذلك، وهناك تنسيق مستمر مع الدول الأوروبية والعربية لتوضيح الموقف، منوها بأن هناك استعداد تام من مصر لجميع السيناريوهات حتى أسوأها.

الحكومة الإسرائيلية تأمل في إطالة أمد الحرب 

ونوه أن القوات المسلحة لا تعلن عن خططها الاستراتيجية التي قد تتخذها، ومن المهم أن نثق في أجهزة الدولة المصرية ولنا في المواقف السابقة دليل، وحرب أكتوبر والذي لم يعلم أحد عنها أي شيء قبل شنها، مشيرا إلى أن إسرائيل في مأزق شديد جدا فهي تبحث عن مخرج، موضحا أنها لم تخضع للضغوط الداخلية والخارجية رغم صعوبتها لأنها تأمل في إطالة أمد الحرب واستمرار الحكومة الإسرائيلية.

وتابع أن الجانب الإسرائيلي سيدفع ثمن دخوله رفح الفلسطينية لأنه موقف كارثي بالنسبة له إضافة الكارثة الإنسانية التي ستحدث في حق المدنيين المتكدسين هناك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة فلسطين جيش الاحتلال الحكومة الإسرائيلية نتنياهو الحکومة الإسرائیلیة

إقرأ أيضاً:

لا تركعوا لجيش وضع الدواعش فوق رؤوسكم

رشا عوض

إن المتابع بأمانة لمقالاتي يعلم أنني منذ بداية الحرب نزعت عنها المشروعية الوطنية والسياسية والأخلاقية، ووصفتها بأنها صراع سلطة أرعن وقذر بين طرفين عسكريين القاسم المشترك بينهما الاستخفاف بحياة السودانيين والافتقار للحدود الدنيا من المسؤولية تجاههم والرغبة الجامحة في قمعهم بالقوة، وقلت بالحرف الواحد إن انتصار أي طرف منهما انتصارا حاسم معناه تدشين استبداد أرعن، ولذلك لم أتمن شيئا منذ اندلاع الحرب سوى توقفها واستيعاب طرفيها أو بالأحرى أطرافها لحقيقة أن طريق السلطة في السودان يجب أن لا يمر بفوهات البنادق؛ لأن ذلك سيشعل الحروب المدمرة نظرا لتعدد الجيوش. ولخصت الحرب بأنها آخر تجليات “المرض المناعي” الذي أصاب النظام الإسلاموي، فجعل المنظومة الأمنية والعسكرية لهذا النظام تقاتل بعضها البعض بدلا من أن تحمي النظام.

قمة الغباء والعبط أن تأتي جحافل “بني عالم” و”بني معلوف” وتتحدث معي حديث الشماتة الساذجة عن ما يسمى “انتصارات الجيش” وكأنني قائد عسكري في الد. عم السريع!! أو كأنني أراهن على بندقية الدعم السريع، وانتظر منها خلاصا!

يصنعون الكذبة، ويصدقونها ويتعاملون معها كحقيقة مطلقة!

إن كل من يتحدث عن انتصارات بشكل قاطع ونهائي قبل أن تضع الحرب أوزارها، وتتوقف تماما فهو أحمق!

خمسة عشر شهرا والدعم السريع متقدم والجيش ينسحب، وفي الخمسة أشهر الأخيرة ظل الجيش يتقدم والدعم السريع ينسحب، وفي هذه المطاردة اللعينة المستمرة حتى هذه اللحظة قتل عشرات الآلاف، وتشرد الملايين وتجرعوا ألوانا وأشكالا من المذلة والهوان وتدمرت البلاد، نتمنى أن يدفع تقدم الجيش ميدانيا نحو المفاوضات لإنهاء الحرب لا أن يدفعه للارتهان للدواعش، وتمكينهم من ذبح الثورة والثوار.

عندما كان ألد. عم السريع يدخل إلى أي ولاية جديدة منذ بداية الحرب كنت أقول إن الخبر اليقين من وجهة نظري هو استمرار القتل والتشريد والدمار للبلد، ولم يسبق مطلقا أن احتفلت بشيء اسمه “انتصارات الد. عم السريع” لأن الانتصار من وجهة نظري هو تحقيق السلام، وهو انعتاق مصيرنا من سيطرة كل الفصائل العسكرية. وهو استيعابنا لا هم الدروس والعبر من هذه الحرب والعزم على بناء المستقبل على ضوء هذه الدروس.

المواطن العادي الذي أفقدته هذه الحرب كل شيء، وذاق بسببها مرارة فقدان الأحبة وفقدان الكرامة له دين مستحق في رقبة كل أطراف الحرب سواء من انتصر، أو من انهزم؛ لأنه دفع ثمنا باهظا من دمه وماله وعرضه وأمانة وطمأنينته، وكل تفاصيل حياته في حرب قذرة محورها صراع السلطة بين الكيزان المسيطرين على الجيش والد. عم السريع الذي تمرد على وضعية الشريك الأصغر، وأصبح طامعا في السلطة، وهذا الصراع يعكس الفساد الكبير والخلل الهيكلي في كامل المنظومة العسكرية والأمنية، ذلك الخلل الذي جعلها تنحرف عن أداء واجبها وهو توفير الأمن والحماية للمواطن، وتنخرط في الصراع على السلطة بالسلاح الثقيل وسط الأحياء السكنية ضاربة عرض الحائط بأرواح المواطنين. وهذا الخلل هو السبب في أن الجيش والد. عم السريع في هذه الحرب تشاركا ذات الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين ابتداء من السرقة و”الشفشفة” وصولا إلى المجازر الجماعية للعزل، وتفوق الجيش على ألد. عم السريع بالممارسات الداعشية من جز الرؤوس وبقر البطون.

ولكن الآلة الإعلامية التضليلية تعكس الآية تماما، وتدخل في روع المواطن أنه مدين للجيش ومطالب بالركوع له؛ لأن الجيش طرد ألد. عم السريع من مدينة أو قرية أو حي سكني!

مع العلم أن المنطق القويم يقول إن المواطن العائد إلى بيته المسروق أو المدمر، وإلى مدينته المحطمة التي تكسو شوارعها الأنقاض والألغام والشظايا والجثث المتحللة، من حق هذا المواطن أن يسأل ويلح في السؤال: لماذا حدث لي كل ذلك؟ لماذا يقتلني السلاح الذي دفعت الدولة ثمنه خصما على لقمة عيشي وميزانية صحتي وتعليم أبنائي ونوعية الخدمات التي أتلقاها؟ من حقه أن يسأل ويلح في السؤال لماذا سلبتني المؤسسة العسكرية الأمن والأمان باقتتالها على السلطة داخل منزلي ومدرستي ومشفاي وصيدليتي؟ لماذا انسحب الجيش، ولم يحمني، بل استبسل فقط في حماية ثكناته؛ لأنها رأس ماله الذي يفاوض به على السلطة؟ لماذا يستفزني الجيش بأن يأتيني بعد كل هذا الدمار، وهذه المعاناة حاملا على ظهره كتائب الإسلاميين الإرهابية، ويطلق العنان للسفهاء يهددون ويتوعدون كل من قال لا للحرب بالسجن والتعذيب والقتل بعد أن نفذوا ذلك بالفعل في كل المناطق التي دخلوها؟ لماذا يؤكد لنا الجيش أنه ما زال حصان طروادة الذي سيخرج لنا منه نظام الحركة الاسلامية اسما الإجرامية فعلا التي صنعت الجنجويد، وشاركتهم إجرامهم ومكنتهم عسكريا واقتصاديا لحراسة حكمها، وعندما تمردوا على هذا الدور أشعلت هذه الحرب على أجسادنا، وفرضت علينا أن ندفع ثمن جرائمها في حق الدولة السودانية؟ وبعد هذا الحريق تريد هذه العصابة المأفونة بكل بجاحة وصفاقة أن تعتلي هي محاكم التفتيش الوطني والأخلاقي، وتصدر أحكام الإعدام المادي والمعنوي، وتنفذها على كل معارض لمشروع عودة الاستبداد والفساد الكيزاني مجددا!! على كل من عارض هذه الحرب القذرة واعتزل فتنتها!

آلة التضليل وتزييف الوعي التي تزدري العقل والمنطق ستجيب بأن السبب هو الجنجويد، حسنا، هل الجنجويد هبطوا من السماء يوم 15 أبريل 2023.

ألم يكن نظام الكيزان الذي يقاتل من أجل العودة إلى السلطة الآن هو من أنشأ قوات الد. عم السريع وقنن وجودها كجيش مواز، وفي برلمانهم اجتهدوا في أن لا يتضمن قانون الد. عم السريع مادة تمنح وزير الدفاع الحق في تعيين قيادته!

ألم يكن السبب في الحاجة لقد. عم السريع هو الخلل الفني في الجيش الذي جعله في حاجة دائما لمليشيات تقاتل نيابة عنه، وبالفعل خاض الد. عم السريع حرب الكيزان ضد الحركات المسلحة في دارفور التي كانت مهددا لسلطتهم، وفشل الجيش في حسمها؟

والجيش الذي اعتمد على الجنجويد في محاربة الحركات المسلحة في دارفور هو ذات الجيش الذي يعتمد الآن في حربه مع قوات الد. عم السريع على مليشيات الحركة الاسلامية اسما الإجرامية فعلا البراء بن مالك والبرق الخاطف والبنيان المرصوص، وعلى حركتي مناوي وجبريل، وحركة مالك عقار، أي على الحركات التي كانت بالأمس القريب متمردة وعميلة ومرتزقة وقادتها خونة محكوم عليهم بالإعدام!

إلى متى يستمر هذا العبث بالوطن والمواطن؟

لقد جعل نظام الكيزان القوة العسكرية هي أساس الشرعية السياسية، وفي ذات الوقت نسف وحدة المؤسسة العسكرية بصناعة المليشيات، وهذه وصفة نموذجية للحروب الأهلية! والجيش حتى خلال هذه الحرب ما زال يصنع في عشرات المليشيات شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، الأمر الذي يؤكد أن هذه الحرب بكل ما شهدناه من قسوتها ووحشيتها لو توقفت اليوم يمكن أن تتكرر بكل بساطة وقريبا جدا!! ولن يمنع تكرارها انتصار هذا الطرف أو ذاك، الذي يمنع تكرارها هو معالجة أسبابها الجذرية بحكمة وعدالة ومصداقية، وعلى رأس هذه الأسباب فساد واختلال كامل المنظومة العسكرية والأمنية في البلاد وتعدد الجيوش والمظالم التنموية، وقد كان للنظام الإسلاموي المدحور نصيب الأسد في المسؤولية عن هذه الكوارث.

الوسومرشا عوض

مقالات مشابهة

  • لا تركعوا لجيش وضع الدواعش فوق رؤوسكم
  • الحكومة الإسرائيلية: على حزب الله الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني
  • مستشار «أبو مازن»: المقترحات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين محاولة لتصفية القضية
  • وزير يمني يثني على عمان ويقول: الحكومة لا تعارض مشاركة أي طرف في السلطة بما في ذلك الحوثيين
  • كيف قاد تجاوز إعلان قوى الحرية والتغيير لإجهاض الثورة؟
  • صفقة السبت| حماس وإسرائيل تنهيان الدفعة الثانية من تبادل الأسرى وسط أفراح في قلب غزة.. وخبراء: الدور المصري في الوساطة محوري.. ويهدف للحفاظ على استقرار المنطقة
  • محللان: مشهد تسليم الأسيرات سيكون سببا في خروج نتنياهو من السلطة
  • الإذاعة الإسرائيلية: هناك اتصالات تجرى مع الوسطاء للإفراج عن أربيل يهود
  • مستشار طاقة: قرار ترامب برفع الحظر عن شركات الغاز يسعى لزيادة الإنتاج
  • مستشار الأكاديمية العسكرية: مصر مَن قدمت بنود اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة