جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-11@06:23:24 GMT

عُمان والكويت.. نحو مستقبل مزدهر

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

عُمان والكويت.. نحو مستقبل مزدهر

 

حاتم الطائي

 

الحديثُ عن العلاقات الأخوية الراسخة بين سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة، لا يخلو من المشاعر الصادقة تجاه إخوتنا وأحبائنا في هذا البلد الشقيق العزيز على قلب كل عُماني وعُمانية، ليس فقط لأن العلاقات بين البلدين على مستوى القادة تحظى برسوخ قلّما نجده بين دول أخرى، وليس فقط لأن شعب الكويت واحد من أطيب شعوب العالم، وليس فقط لأن الكويت منارة ثقافية أضاءت بنورها عقول العُمانيين وكُل العرب، وليس فقط لأن الكويت وجهة مُفضّلة لدى الطلاب والسيّاح العُمانيين، وليس لأن التعاون الثقافي والإعلامي بين البلدين قديمًا وحديثًا يعكس رسوخ ومكانة العلاقات، ولكن ببساطة شديدة لأننا نُحب الكويت، والشعب الكويتي يُحب عُمان.

. إذن هي علاقات محبة وأخوّة وشراكة مُتكاملة، تحُفها وحدة الهدف والمصير، ويُعزِّز من قوتها نُبل المنطلقات، وإنسانية التعاطي مع مختلف القضايا.

ولا شك أنَّ الزيارة المرتقبة- التي سيقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى دولة الكويت الشقيقة غدًا الإثنين، ولقاءَه بأخيه حضرةِ صاحبِ السُّمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح- تمثلُ ترجمةً وتأكيدًا على رسوخ العلاقات الثنائية، ومستوى التعاون القائم بين البلدين الشقيقين، خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، لا سيما بعد افتتاح مصفاة الدقم التي تعد أضخم مشروع استثماري مشترك في قطاع البتروكيماويات في الشرق الأوسط، وبتكلفة فاقت التسعة مليارات دولار أمريكي. هذا إلى جانب الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين، على مدى العقود الماضية؛ سواءً في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- أو خلال مسيرة النهضة المُتجددة بقيادة جلالة السلطان المعظم- أبقاه الله.

لكن قبل أن أخوضُ في الأبعاد والأصداء المرتقبة لهذه الزيارة التاريخية لجلالته إلى دولة الكويت، أودُ أن أُعرِّج على جُملة من المواقف والمشاهد التي لا تغيب أبدًا عن ذاكرتي، ومن حُسن الطالع أنني أكتبُ هذا المقال من قلب العاصمة الكويت وتحديدًا على كورنيش الكويت، بُعيْد جولة سريعة شاهدتُ خلالها ألوان العلم العُماني تضيء مبنى بنك الكويت المركزي؛ حيث أتشرف بحضور مؤتمر الشراكة والمسؤولية الاجتماعية. وللكويت مكانة خاصة في نفسي؛ إذ أسهم الأديب والإعلامي الراحل عبدالله الطائي في تعزيز النهضة الثقافية والاجتماعية في دولة الكويت الشقيقة، وكان من روّاد العمل الإعلامي في الكويت إبان فترة الستينيات من القرن الماضي، وكثيرًا ما يُحدِّثني أصدقائي الكويتيين عن إسهامات الأديب عبدالله الطائي في مسيرة العمل الثقافي الكويتي، وقد أخبرني بذلك الصديق الكاتب والمفكر محمد غانم الرميحي. ولقد تشرفت خلال العقود الماضية بمصادقة إخوة أعزاء من دولة الكويت، منهم الدكتور رمضان الشراح الخبير في الشؤون الاقتصادي، وله كتاب مُهم عن نهضة عُمان، وقد ألّف الكتاب حُبًا ومعزةً للسلطنة، التي يعتبرها بلده الثاني. وهناك عدد آخر من الكُتاب الحاليين أو الراحلين كتبوا عن عُمان وحضارتها وتاريخها ونهضتها الحديثة، منهم الدكتور عبدالله الصانع والذي كتب عن عُمان في مراحل مُبكرة للغاية، وتحدث عنه الأديب عبدالله الطائي؛ باعتباره واحدًا من الأدباء العظام الذين أثَّرُوا في نهضة الخليج العربي، وذلك خلال النصف الأول من القرن العشرين. ولا يُمكن أن ننسى الأستاذ والإعلامي الكبير أحمد الجار الله، والذي انفرد بإجراء أكثر من حوار صحفي مع السلطان قابوس- رحمه الله. أيضًا يجب أن أذكر الصديق المُحب لعُمان الأستاذ محمد الربيعان، والذي أعلم بفضل علاقتي الشخصية به، مدى حرصه على زيارة عُمان كل سنة، في عادة دأب عليها بكل حُبٍ منذ 30 عامًا. ولا يمكن أن أنسى الصديق الدكتور نبيل العون، رجل العمل الإنساني بامتياز، والصديق الإعلامي القدير ماضي الخميس رائد المبادرات الإعلامية في الكويت.. ولكل هؤلاء وغيرهم من الأصدقاء في كويتنا الحبيبة، أوجِّه لهم تحية حب وتقدير، على هذه العلاقات الطيبة المليئة بالمحبة والصداقة النبيلة.

وبالعودة إلى الزيارة المرتقبة، فإنَّ ثمّة نتائج اقتصادية وسياسية وثقافية سيجنيها البلدان من هذه الزيارة؛ إذ من المقرر أن تشهد الزيارة التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والتعاون والبرامج التنفيذية، علاوة على توقعات بأن ينتج عن الزيارة، الإعلان عن مشروعات مستقبلية بين البلدين الشقيقين، في إطار ما تحظى به العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بأهمية كبيرة لدى قائدي البلدين- أيدهما الله.

زيارة الدولة التي سيقوم بها جلالة السلطان، تأتي بعد نحو أقل من 3 أشهر من زيارة سمو الشيخ أمير الكويت، خلال حضور سموه مراسم افتتاح مصفاة الدقم، ما يعني أن زيارة جلالته تمثل امتدادًا للزيارات المتبادلة والمتواصلة بين البلدين، في ضوء الحرص الثنائي الحثيث على تطوير العلاقات البينية، وزيادة أحجام التبادل التجاري، وتعزيز مجالات الاستثمار المشترك، ودعم زيادة التبادل السياحي، خاصة وأن السياح الكويتيين في ازدياد كبير كل عام، لا سيما إلى خريف ظفار، الذي يجتذب أعدادًا كبيرة من السياح من دولة الكويت.

أيضًا على المستوى السياسي، لا شك أنَّ مسيرة العمل الخليجي المشترك والتحديات التي تواجهنا في هذه المسيرة، ستكون حاضرة على جدول أعمال القمة العُمانية الكويتية في الكويت، علاوة على القضية الأولى الآن في العالم، وهي القضية الفلسطينية، خاصةً وأن المواقف العُمانية والكويتية في هذا الجانب تتطابق تمامًا وتؤكد على أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الحرب فورًا على قطاع غزة، وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، واستعادة كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967. كما إن العلاقات الخليجية مع دول الجوار سيكون لها نصيب من المباحثات الثنائية، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية والتحديات الجيواستراتيجية التي تُهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم، وهو ما يؤكد البلدان على رفضه تمامًا، وحرصهما على أن تنعم منطقة الخليج والشرق الأوسط والعالم بالأمن والاستقرار.

ويبقى القول.. إنَّ عُمان والكويت دُعامتان أساسيتان، وركيزتان من ركائز العمل الخليجي والعربي المشترك، ولهما بصمات دولية مشهودة في إرساء السلام وبسط الاستقرار في المنطقة ونزع فتيل الأزمات إقليميًا ودوليًا، علاوة على الأدوار الإنسانية التي لا تُخطئها عين في الكثير من أنحاء العالم، ودور البلدين المؤثر على صعيد التنمية الفكرية والثقافية عربيًا وخليجيًا، كما إن رسوخ العلاقات الثنائية وقوة وشائج القربى والصلات المتينة بين الشعبين الشقيقين، تؤكد أن البلدين مُقبلين على مرحلة جديدة من العمل المشترك، وصولًا إلى مراحل أكبر من الشراكة والتعاون؛ بما يحقق الازدهار والنماء لشعبي البلدين الشقيقين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مستقبل وطن بالعلمين: العمل السياسي مسؤولية والحزب هو الأقرب للمصريين بجميع المحافظات

قال الشيخ عطية فضل عبد الرازق، أمين حزب مستقبل وطن بمدينة العلمين، إن العمل السياسي في مصر يحتاج إلى خطاب أقرب للناس مؤكدًا أن تجربته الحزبية طوال السنوات الماضية كانت نابعة من قناعة راسخة بأن السياسة ليست سلطة وإنما مسؤولية، تبدأ من احترام الناس والإنصات لهم، لا الاكتفاء بالحديث عنهم.

برلماني: معدل النمو يعكس صلابة الاقتصاد المصري.. والصناعة الوطنية مفتاح التعافيبرلمانية: ارتفاع معدل النمو يؤكد نجاح السياسات الماليةبرلماني: مؤشرات التعافي الاقتصادي تؤكد صلابة الدولة وقدرتها على تجاوز الأزمات العالميةتعليم البرلمان: البكالوريا يمنح الطالب أكثر من فرصة ويخفف عبء الثانوية العامة

وأضاف: “نحن لسنا أوصياء على أحلام الناس، نحن خُدّام لهذه الأحلام، وعندما ننسى ذلك تبدأ السياسة في التحوّل لمجرد مناصب وألقاب”.

وأوضح أمين مستقبل وطن بالعلمين أن الحزب يسعى جاهدًا لأن يكون موجودًا على الأرض في كل لحظة، من خلال المبادرات الاجتماعية والتفاعل المباشر مع المواطنين، لأن الناس لم تعد تقبل بـ”الكلام من فوق”، بل تريد من يشعر بها ويمشي في نفس الشارع الذي تمشي فيه.

وشدّد “عبد الرازق” على أن الوعي السياسي الحقيقي لا يُقاس بعدد المؤتمرات، بل بقدرة السياسي على تبسيط القضايا وطرح الحلول الممكنة، بعيدًا عن التزييف أو التجميل، مضيفًا أن المرحلة المقبلة تتطلب سياسيين لا يُجيدون فقط الظهور الإعلامي، بل يتحركون وسط الناس، يستمعون أكثر مما يتحدثون.

وأكد أن حزب مستقبل وطن يعي جيدًا أن الدولة المصرية تمر بمرحلة دقيقة تستدعي من الجميع خطابًا مسؤولًا لا شعبويًا، مشيرًا إلى أن الحزب يقف في صف الدولة لكنه لا يغفل عن مسؤولياته في النقد البنّاء والتقييم الواقعي للأداء.

واختتم قائلًا:" إذا أردنا أن نُعيد ثقة الناس في السياسة، فعلينا أن نُعيد أولًا احترامنا للناس، ونؤمن بأن السياسة ليست مهنة للوجاهة، بل عهدٌ مع الضمير والتاريخ”.

طباعة شارك الشيخ عطية فضل عبد الرازق حزب مستقبل وطن مدينة العلمين أمين مستقبل وطن بالعلمين الوعي السياسي

مقالات مشابهة

  • خدمات السباكة والصيانة المنزلية في الكويت.. لماذا تحتاج إلى فني صحي محترف على مدار الساعة؟
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني يبحث مع القائم بأعمال سفارة دولة التشيك لدى الجمهورية العربية السورية السيد فيتسلاف بيونكا، العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، والتعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين
  • الخارجية الروسية: لافروف يزور كوريا الشمالية غدًا لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين
  • جلالة السلطان يتلقى برقية شكر جوابية من أمير الكويت
  • قيادي بـ مستقبل وطن: زيارة رئيس الحكومة الصينية تساهم في تعزيز الشراكة التنموية
  • وزير صومالي: العلاقات بين القاهرة و مقديشيو تاريخية وراسخة بين البلدين
  • جلالة السُّلطان يتلقى برقية شكر جوابية من أمير الكويت
  • رئيس مجلس الدولة الصيني: نقدر جهود البرلمان في تعزيز علاقات البلدين
  • مستقبل وطن بالعلمين: العمل السياسي مسؤولية والحزب هو الأقرب للمصريين بجميع المحافظات
  • وزير الخارجية يبحث مع السفير الكوري سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين