يمانيون../
تزامناً مع اعلان اليمن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد كيان الاحتلال، سُرّب عن قادة أوروبيين خشيتهم من محدودية قدراتهم في ردع صنعاء عن تنفيذ تهديداتها بعد عدة أشهر من تموضع البوارج الأميركية الغربية قبالة السواحل اليمنية. هذا التطور الذي يعد بمثابة نقطة تحول هامة في المنطقة ككل، يمتد إلى ما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ليصبح اليمن -كما لم يكن من قبل- مسألة تحدٍّ مستعجلة للإدارات الأميركية المتعاقبة.

لم تنجح الولايات المتحدة في حشد تأييد دولي لتشكيل تحالف بحري يحول دون وصول الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية إلى وجهتها. وبعد “تملّص” غالبية الدول الأوروبية من تلبية النداء الأميركي، لعدم جاهزية الأسطول البحري لدى بعضها، وعدم ملاءمة الوضع السياسي عند بعضها الآخر، نقل عن قائد البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر، طلبه للمساعدة في بروكسل. نظراً إلى أن عدداً قليلاً جداً من الدول يرسل سفناً حربية، لم يعد بإمكانه أداء مهمته.
مع الإشارة إلى ان الاعلام العبري كان قد تحدث منتصف كانون الأول/ ديسمبر عام 2023 عن انسحاب كل من فرنسا واسبانيا وإيطاليا من التحالف.

وبحسب ما نقلت صحيفة شبيغل الألمانية، حذر قائد العمليات الأدميرال فاسيليوس جريباريس، الأسبوع الماضي في اجتماع سري في بروكسل أنه بعد انسحاب الفرقاطة الألمانية “هيسن” سيكون لديه ثلاث سفن حربية فقط تحت تصرفه للأشهر المقبلة. وهذا يعني أنه لم يعد قادراً على الوفاء بمهمة حماية السفن من الهجمات اليمنية، بعد اتخاذ قرار فصل الفرقاطة الألمانية عن المهمة في 20 نيسان/ابريل الماضي.

ويقول جريباريس أنه بعد انسحاب الفرقاطة “هيسن”، وباستخدام هذا الأسطول الصغير، يمكنه مرافقة أربع سفن تجارية كحد أقصى يومياً عبر مضيق باب المندب قبالة الساحل اليمني، فيما تحتاج مهمته عشر سفن حربية على الأقل، كما أن الدعم الجوي من طائرة دون طيار أو طائرة استطلاع بحري ضروري أيضاً.

اللافت، كان اعتراف الأدميرال الذي قضى أكثر من 18 عاماً من الابحار على متن الفرقاطات وزوارق الدوريات السريعة كضابط اتصالات وأسلحة وعمليات وضابط تنفيذي وضابط قائد، أن “الخطر الذي تشكله هجمات الحوثيين أكثر حدة من أي وقت مضى”.
مؤكداً نجاح “الحوثيون لأول مرة في نهاية نيسان/ أبريل في إشباع الدفاع الجوي لسفن الاتحاد الأوروبي بسرب من الطائرات دون طيار وإلحاق أضرار بسفينة تجارية”. موضحاً أن “السفن الحربية لديها نظام دفاع جوي حديث يمكنه محاربة عدة أهداف في نفس الوقت. ومع ذلك، مع وجود سرب كامل من الطائرات دون طيار، حتى أقوى الأنظمة تستسلم في مرحلة ما”.

وتجدر الإشارة، أنه على الرغم مما يصنف “نداءً عاجلاً” من الأدميرال إلا ان بلجيكا وهولندا فقط استجابتا وأشارتا إلى انهما قد تنشران سفناً حربية خلال الأشهر المقبلة. في حين أنها قد تستغرق وقتاً طويلاً للالتحاق. اذ أن الفرقاطة “هامبورغ” التي وضعت كبديل عن “هيسن” لن تصل إلى البحر الأحمر حتى شهر آب/ أغسطس.

في فبراير 2024، كادت البحرية الألمانية ان تسقط طائرة أميركية من طراز MQ-9 Reaper في البحر الأحمر. أخطأت الفرقاطة في التعرف على الطائرة المسيرة الأميركية وأطلقت صاروخين على الهدف والذي أخطأ هدفه أيضاً. فتح هذا الحادث باب النقاش حول حول قدرات البحرية الألمانية واستعدادها.

ويقول موقع الأمن البحري الدولي CIMSEC أن ذلك “ان تلك النقاشات يمكن أن تؤدي إلى تآكل ثقة البحارة الألمان بمهاراتهم المهنية وأنظمة أسلحتهم، وثقة الحلفاء والشركاء. نظرا لأن الثقة هي العملة النهائية”.

ويتابع “CIMSEC” أن التحالف البحري الغربي في البحر الاحمر يواجه تحدياً جديداً وصعباً، لمواجهة الغواصات المسيّرة اليمنية، وهذا يشكل أيضاً تحدياً للعمليات البحرية الغربية المصممة في المقام الأول لمواجهة التهديدات السطحية والجوية”.

ويضيف المركز أن “ظهور تهديد الغواصات المسيّرة اليمنية يستلزم إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيات وتكتيكات الدفاع البحري المستخدمة في البحر الأحمر… الدفاعات البحرية التقليدية المصممة لمواجهة التهديدات السطحية والجوية غير فعالة ضد الغواصات المسيّرة”. مؤكداً على ان “تأثير الغواصات المسيّرة اليمنية، يمتد إلى ما هو أبعد من الأضرار المحتملة للسفن الفردية، ووجود تهديد مثل هذا تحت سطح البحر يعد أمراً مدمراً”. وخلص المركز إلى ان “أزمة البحر الأحمر بمثابة لحظة محورية، تقدم دروسًا في الأمن البحري”.

– المصدر: موقع الخنادق

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: البحر الأحمر فی البحر

إقرأ أيضاً:

اعتراف أمريكي بالهزيمة: البحرية الأمريكية تتخبط بعد الهجوم الباليستي اليمني

يمانيون – متابعات
اعترفت الولاياتُ المتحدة، على مضض، بالعملية الكبرى التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، الجمعة، في البحر الأحمر ضد ثلاث مدمّـرات أمريكية كانت تعبُرُ المنطقة لإسناد العدوّ الصهيوني، وذلك بعد محاولات للتكتم على الهجوم الذي يعتبر الأوسع منذ بدء معركة إسناد غزة.

ووصفت نائبة المتحدث باسم وزارة الحرب الأمريكية، سابرينا سينغ، الهجوم الذي تعرضت له المدمّـرات الثلاث بأنه “هجوم معقد بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار” مشيرة إلى أن المدمّـرات لم تكن تعلم ما إذَا كان الهجوم يستهدفها أم يستهدف سفناً أُخرى، وهو ما يعكس ارتباكًا واضحًا في الخروج برواية متماسكة عن الهجوم التي لم تتحدث عنه واشنطن إلا بعد أن أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع.

ونقلت شبكة “فوكس نيوز” عن مسؤول أمريكي قوله: إن “المدمّـرتين (يو إس إس ستوكديل) وَ (يو إس إس سبروانس) إلى جانب السفينة القتالية الساحلية (يو إس إس إنديانابوليس) كانت تعبر مضيق باب المندب عندما تعرضت لهجوم من وابل من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار”.

ونقلت الشبكة عن السناتور الأمريكي الجمهوري روجر ويكر قوله: إن ما حدث “ليس أقل من عمل حربي” مُشيراً إلى أن استراتيجية إدارة بايدن في البحر الأحمر فاشلة.

وتتبع هذه المدمّـرات مجموعة حاملة الطائرات (أبراهام لينكولن) التي تم إرسالها لاستبدال الحاملة (روزفلت)؛ مِن أجلِ التصدي للعمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة، لكنها لا زالت تفضّل البقاء بعيدة عن منطقة العمليات اليمنية حتى الآن؛ خوفًا من التعرض لضربات يمنية.

ونقلت شبكة “سي بي إس” عن مسؤول أمريكي قوله: إن الهجوم يعتبر “واحدًا من أكبر الهجمات على السفن الأمريكية العاملة في الشرق الأوسط حتى الآن”.

وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أكّـدت أن الهجوم نُفِّذَ بـ23 صاروخًا بالستيًّا ومجنحًا وطائرة مسيَّرة، وحقّق إصابات مباشرة.

وتعتبر هذه العملية أحدث انعكاس للفشل الذريع للولايات المتحدة في البحر الأحمر؛ فبعد أن حشدت أساطيلها لوقف العمليات اليمنية المساندة لغزة والحد من تأثيراتها أصبحت سفنها الحربية تكافح لمُجَـرّد عبور منطقة العمليات اليمنية بسرعة أَو التواجد بالقرب منها؛ وهو ما يعزز توصيفات “الهزيمة” و”النكسة” التي أطلقتها وسائل الإعلام الأمريكية نفسها عن وضع الجيش الأمريكي في المواجهة مع اليمن.

وقد جاءت العملية تزامنًا مع هجوم نوعي استهدف “يافا” (تل أبيب) و”عسقلان” المحتلّتين في عُمق كيان العدوّ، بصاروخ فرط صوتي من نوع (فلسطين2) وطائرة مسيَّرة بعيدة المدى من طراز (يافا).

مقالات مشابهة

  • اعتراف أمريكي بالهزيمة: البحرية الأمريكية تتخبط بعد الهجوم الباليستي اليمني
  • بايدن: سنرد على استهداف الحوثيين السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • انضمام فرقاطة يونانية جديدة إلى العملية الأوروبية في البحر الأحمر وباب المندب
  • صناعة النقل البحري ترفع مستوى التهديد للموانئ الإسرائيلية
  • شاهد| بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت 3 مدمرات حربية أمريكية معادية في البحر الأحمر (إنفوجرافيك)
  • شاهد| بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت 3 مدمرات حربية أمريكية معادية في البحر الأحمر
  • القوات اليمنية تعلن استهدافها 3 مدمرات أمريكية في البحر الأحمر
  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف 3 مدمرات أمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثي تكشف تفاصيل استهداف مدمرات أمريكية في البحر الأحمر (شاهد)
  • الحوثي تكشف تفاصيل استهداف مدمرات أمريكية في البحر الأحمر