الدكتورة هبة صالح تكتب: تطور تكنولوجيا الحوسبة السحابية وأثرها على تنمية الكوادر المصرية
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
في عصر التكنولوجيا الحديثة، تبرز تقنيات الحوسبة السحابية كواحدة من أهم الابتكارات التي تعزز التحول الرقمي في مختلف القطاعات والدول حول العالم، وتلعب دورًا حيويًا في تعزيز الاقتصاد الرقمي وتعزيز قدرة الشركات والمؤسسات على تقديم خدماتها بكفاءة أكبر وتكلفة أقل. إن فكرة الحوسبة السحابية تقوم على توفير الوصول إلى موارد الحاسوب والبيانات عبر الإنترنت، مما يسمح بتخزين ومعالجة البيانات وتقديم الخدمات دون الحاجة إلى استضافتها محليًا على أجهزة خاصة.
لذلك تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية جاهدة على استغلالها كأحد أساسيات التحول الرقمي الذي تشهده البلاد، بهدف تدعيم الابتكار ودعم الاقتصاد الرقمي، مما يعزز مكانة مصر على الساحة العالمية في عصر الابتكار والتطور التكنولوجي.
وتشير الإحصاءات إلى أن إجمالي الإنفاق في استثمارات الحوسبة السحابية قد بلغ 600 بليون دولار في عام 2023، كما أنه من المتوقع أن يتحول 50% من الأنظمة الحوسبية الحكومية والصناعية الموجودة حاليًا حول العالم إلى نظام الحوسبة السحابية بحلول عام 2028.
تعتمد مراكز الحوسبة السحابية في إدارتها على مصفوفة من المهارات، التي تستخدم لبناء هذه المراكز وإنشائها، ثم لإدارتها وتشغيلها فيما بعد.
ومن هنا، ظهرت في العالم خلال السنوات الأخيرة العديد من المسميات الوظيفية المرتبطة بهذا التخصص، منها وظيفة معماري الحوسبة السحابية ومدير النظم الحوسبية ومشغل الحوسبة السحابية، إلى جانب مطوري التطبيقات والبرمجيات التي يتم نشرها واستضافتها على السحابة. وتُعتبر هذه التطبيقات ذات أهمية كبيرة، حيث تستفيد من الإمكانيات الهائلة لمراكز البيانات، وتوفر الأعباء الفنية والإدارية والمالية على الجهات التي تسعى للرقمنة وتقديم الخدمات بشكل مبتكر، ومن بينها الجهات الحكومية في العديد من الدول التي تسعى للتحول الرقمي كما ذُكر سابقًا.
ومنذ أكثر من 15 عامًا، قرأ معهد تكنولوجيا المعلومات المشهد العالمي والمحلي لهذا الاتجاه، حيث قام بإدراج المناهج النظرية والتدريبات العملية التي تؤهل الكوادر الشابة للحصول على وظيفة في سوق العمل في هذا التخصص الدقيق. وذلك من خلال تزويدهم بمجموعة من المهارات المنتقاة بعناية من قبل نخبة من مستشاري المعهد، والتى تضم أكاديميين وخبراء محترفين.
ومنذ عام 2010، تم إنشاء قسم تدريبي متخصص داخل المعهد في مجال الحوسبة السحابية لتقديم المنح التدريبية لأعضاء هيئه التدريس بالجامعات المصرية وشباب الخريجين من الكليات المتخصصة في مصر. هذا القسم يستهدف التخصصات الفرعية لهذا المجال، سواءً من خلال منحة التدريب الاحترافي التي تستمر لمدة 9 أشهر وتشمل تخصصات عمارة السحابة وإدارة الأنظمة، أو من خلال منحة التدريب المكثف التي تستمر لمدة 4 أشهر وتشمل تخصص أخصائي مركز البيانات. من خلال هذه المبادرات، تم تأهيل نحو ألف أخصائي في إدارة وبرمجة وتطبيقات مراكز الحوسبة السحابية بمختلف فئاتها.
تابع هؤلاء الخريجين للمعهد مسارًا وظيفيًا ناجحًا، حيث انضموا إلى العديد من كبريات الشركات العالمية في هذا المجال، مثل EMC وVMWare وDell وشركة راية، بالإضافة إلى البنوك المصرية مثل البنك الأهلي وبنك مصر والبنك العربي الافريقي وغيرهم. وتم تحقيق هذا من خلال شراكة مثمرة مع المعهد، بالإضافة إلى شركات الاتصالات الأربعة العاملة في مصر، والتي ساهمت في توفير مسارات وظيفية ناجحة لخريجي هذا التخصص من أبناء المعهد.
في نفس السياق، حرص المعهد على توفير فرص التعلم عن بُعد من خلال منصته الالكترونية "مهارة تك"، والتي تم إطلاقها في عام 2017. تهدف هذه المنصة إلى توفير محتوى تدريبي متنوع يتعلق بتخصص الحوسبة السحابية، لتأهيل الكوادر المصرية من مختلف الفئات العمرية للانضمام إلى سوق العمل في هذا المجال.
وقد قام المعهد بتوفير محتوى تدريبي متخصص على المنصة، والذى توفره شركات عالمية كبرى مثل أكاديميات شركات VMWare وRed Hat، وذلك بشكل مجاني للمستخدمين. وقد وصل عدد الدارسين لهذه الدورات التدريبية المتخصصة على المنصة إلى أكثر من 10 آلاف متخصص.
وفي عام 2010، قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإنشاء المركز المصري للحوسبة السحابية في فرع المعهد بمحافظة أسيوط، بتكلفة كبيرة، بهدف تقديم الخدمات الحوسبية لدعم البحث العلمي وتطوير البرمجيات في صعيد مصر. كما تم استخدام المركز لخدمة الاستضافة والتوطين للتطبيقات البرمجية المهمة، مما ساهم في دفع عجلة التقدم في هذه المجالات وإبراز قيمة الحوسبة السحابية في خدمة المجتمع بشكل مثالي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الدكتورة هبة صالح الحوسبة السحابية التكنولوجيا الحديثة الابتكارات الاتصالات الحوسبة السحابیة من خلال
إقرأ أيضاً:
تنمية المشروعات: دعمنا توفير السلع الغذائية بتمويل 97 مليون جنيه
أكد باسل رحمى الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات على تعاون كل جهات الدولة للنهوض بقطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية باستغلال هذا القطاع الهام في توفير المزيد من فرص العمل وتحقيق طموحات المواطنين والشباب في إقامة مشروعات لها مردود اقتصادي متميز.
وأشاد رحمي بالمجهود الكبير الذي تقوم به لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر برئاسة النائب محمد كمال مرعي عضو مجلس النواب ورئيس اللجنة وأعضاء اللجنة؛ للتنسيق بين الجهاز ومختلف أجهزة الدولة المعنية، لخلق فرص استثمارية تتناسب مع قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وتهيئة بيئة عمل أفضل تساعد أصحاب هذه المشروعات على التوسع في مشروعاتهم وزيادة إنتاجيتها لرفع إسهامتها في الاقتصاد الوطني وخلق المزيد من فرص العمل للمواطنين وتطوير مستوياتهم الاقتصادية.
جاءت هذه التصريحات على هامش الاجتماع الذي عقدته لجنة المشروعات الصغيرة برئاسة النائب محمد كمال مرعي وبحضور الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية وباسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، وعدد من مسئولي الوزارة والجهاز لمناقشة آليات التوسع في توفير فرص جديدة للشباب بكافة المحافظات من خلال الخدمات المتنوعة التي تقدمها وزارة التموين للمواطنين.
وأضاف رحمي أن اجتماع اللجنة شهد مناقشات فعالة حول ما يلي:
زيادة التعاون بين الجهاز ووزارة التموين للتوسع في إقامة منافذ تسويقية ثابتة بمختلف المحافظات، من خلال الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين.التنسيق مع المحافظين ورؤساء الأحياء والمجتمعات العمرانية الجديدة لتوفير نقاط تمركز مناسبة لهذه المنافذ.تطوير منافذ جمعيتي والتوسع فيها بناء على الاحتياجات الفعلية للمحافظات وتطويرها من خلال استخدام التقنيات الرقمية مما يسهم في تحسين كفاءة إدارة هذه المنافذ.تعزيز الشفافية، وضمان سرعة تداول السلع وتوافرها بشكل مستمر.وأكد رحمي أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون بين الجهاز والوزارة؛ لتنفيذ مختلف المبادرات والمشروعات التي تعمل على دعم أصحاب المشروعات.
تمويلات تصل لـ 97.1 مليون جنيه
أوضح رحمي أن الجهاز سبق وأن تعاون مع وزارة التموين في تنفيذ عدد من المشروعات منها:
تسليم 465 سيارة مجهزة كثلاجة بتمويل بلغ 97.1 مليون جنيه بكل المحافظات؛ لتوفير السلع الغذائية المبردة والمجمدة للمواطنين، من خلال تعاون ثلاثي ضم وزارة التموين، وجهاز تنمية المشروعات، وصندوق تحيا مصر.تنفيذ مشروع جمعيتي، من خلال التعاقد مع البنك الأهلي المصري، والتعاون بين الجهاز والشركة القابضة للصناعات الغذائية، والذي نتج عنه تمويل 1497 مشروعا بإجمالي تكلفة قدرها 84 مليون جنيه.توقيع 6 مراحل من عقد مشروع تشغيل شباب الخريجين في المنافذ التسويقية المتنقلة، والذي تم من خلاله تسليم 2548 سيارة بتكلفة قدرها 88 مليون جنيه.