صحيفة تكشف: قنبلة فجرت الخلافات بين بايدن ونتنياهو
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
سرايا - قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إنه لاحقا لمقابلة الرئيس الأمريكي عبر شبكة "سي إن إن" الأمريكية؛ سلطت الضوء على قنبلة "مارك 80" وذلك خلال تهديده بإيقاف تسليح جيش الاحتلال الإسرائيلي في حال أقدم على هجوم عسكري واسع النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث قال: "لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن بايدن كان يشير إلى قنبلة مارك 84 التي تزن 2000 رطل وهي القنبلة الأكبر في طرازها.
وفجر هذا التصريح خلافاً مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تعهد بمواصلة حربه على قطاع غزة ولو بمفرده في حالة منع إدارة بايدن تزويده بالأسلحة.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن القنبلة الأمريكية صُممت بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، وأدت إضافة مجموعات التعديلات إليها إلى إبقائها قيد الاستخدام لأكثر من 70 عاماً.
كما وتعدّ القنبلة الأكبر في طرازها، حيث إن القنبلة الأساسية هي مارك 80، ووفقاً للمعجم العسكري، تستخدم قنابل مارك 80 التي تزن نحو طن للأغراض العامة، ما يعني أنه يمكن استخدامها تقريباً ضد أي هدف يتوقع مواجهته في الحرب، وهناك إصدارات عدة منها مثل مارك 84 التي تزن 2000 رطل وكذلك مارك 83 التي تزن 1000 رطل ومارك 82 التي تزن 500 رطل.
والقنابل الأمريكية التي تزن 2000 رطل كانت مسؤولة عن أسوأ الهجمات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
ووفقاً للمكتب المسؤول عن الذخيرة في وزارة الدفاع الأمريكية، فإن الأهداف المثالية لأسلحة بهذا الحجم هي المباني وخطوط السكك الحديدية والاتصالات.
وبحسب الصحيفة؛ فإنه عند تفجير هذه القنابل، تنقسم القنبلة إلى شظايا حادة يمكن أن تمزق الأجسام البشرية والمركبات غير المدرعة على حد سواء.
وقالت الصحيفة إن لبعض الوقت، احتكرت الولايات المتحدة هذه القنابل ولكن الآن يتم تصنيعها وبيعها في عدد من البلدان، بما في ذلك أستراليا والبرازيل وكندا وفرنسا والهند وإيطاليا وباكستان وإسبانيا وسويسرا وتركيا بينما يصنع الاحتلال نسخه الخاصة من القنابل، لكن بيانات التصدير تشير إلى أن الدول تشتري معظم قنابلها من الولايات المتحدة من خلال منحة سنوية بقيمة 3.5 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب الأميركيين.
وتقول الصحيفة، إن جيش الاحتلال يستخدم قنابل مارك 84 في كثير من الأحيان، ففي الأسبوعين الأولين من الحرب، كان ما يقرب من 90 في المائة من الذخائر التي أسقطها جيش الاحتلال على غزة عبارة عن قنابل موجهة عبر الأقمار الاصطناعية تزن ما بين 1000 و2000 رطل، وفقاً لمسؤول عسكري أميركي كبير.
وبقية القنابل فكانت عبارة عن قنابل صغيرة تزن 250 رطلاً، ويستخدم جيش الاحتلال أيضاً نوعاً مختلفاً قليلاً من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل تسمى "خارقة المخابئ" التي يمكنها اختراق الأرض للوصول إلى أهداف مدفونة مثل الأنفاق.
يقول عدد من السياسيين والناشطين إن القنابل التي تزن 2000 رطل أقوى من أن تستخدم بشكل مسؤول في غزة، وهي منطقة مكتظة بالسكان.
وقال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، على وسائل التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى نتنياهو: "لا يمكن للولايات المتحدة أن تطلب من نتنياهو أن يتوقف عن قصف المدنيين في يوم من الأيام ثم ترسل له في اليوم التالي آلاف القنابل الإضافية التي يبلغ وزنها 2000 رطل، التي يمكن أن تسوي مباني مدينة بأكملها بالأرض، هذا أمر فاحش ويجب أن ننهي تواطؤنا: لا مزيد من القنابل لإسرائيل".
وفي 2021، حاول ساندرز منع بيع قنابل أميركية بقيمة 735 مليون دولار لجيش الاحتلال لأسباب مماثلة.
واستخدمت قوات الاحتلال هذه الأسلحة من قبل خلال حرب شاملة أخرى ضد الفلسطينيين في عام 2008 واستخدمتها مرة أخرى في عام 2021 لتدمير مبنى في مدينة غزة كان يضم مكاتب وكالة "أسوشيتد برس" و"الجزيرة ومؤسسات إعلامية إخبارية أخرى.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: التی تزن 2000 رطل جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
ما هي وحدة نيلي التي تأسست بعد 7 أكتوبر.. تفاخرت بإنجازات كاذبة
بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى، عمل جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" على تشيكل وحدة "حباك نيلي"، بهدف تصفية اغتيال جميع عناصر المقاومة الفلسطينية الذين شاركوا في عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ورغم الضجة التي أثيرت حول الوحدة منذ بدء حرب الإبادة، إلا أنها لم تفشل فقط في القضاء على العديد من أبرز قيادات وعناصر المقاومة، بل أنها نسبت لنفسها "إنجازات" غير حقيقية تكشفت خلال الأيام التالية من التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
أصل التسمية
تتكون اسم الوحدة بالعبرية من كلمتين، ولكل جزء منها معنى محدّدا فكلمة "حباك" هي اختصار لعبارة "غرفة القيادة المتقدّمة"، وهي تسمية تعود لحرب السادس تشرين الأول/ أكتوبر 1973، أما "نيلي" فهي اختصار لما ورد في التوراة "نصر إسرائيل لا يكذب" ضمن "سفر صموئيل".
وفي أعقاب حرب 1973 والإخفاق الاستخباراتي الذي تسبّب بالفشل العسكري الكبير في تلك الحرب، وفي أعقاب توصيات "لجنة أغرانات" التي حقّقت في هذا "القصور" والتي كان من بين أهمها إعادة صياغة وتعريف العلاقة من جديد بين المستويين العسكري والأمني والمستوى السياسي.
وفي ذلك الوقت تم إنشاء ما يُعرف بـالـ "حباك" لأول مرة وببصلاحيات واسعة في اتخاذ القرار وفقا لمعطيات الميدان ودون العودة إلى القيادة العليا سواء السياسية أو العسكرية والأمنية، للحصول على موافقة قرارات عسكرية، بحسب ما ذكر "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية - مدار".
وهذه الصلاحيات منحت الوحدة سلطة مختلفة عن القوى الأخرى العاملة في الميدان، كمنا أن تسمية "نيلي" ترجع أيضا إلى منظمة التجسّس اليهودية التي أُقيمت خلال الحرب العالمية الأولى في فلسطين، والتي كانت مهمتها التجسّس على الدولة العثمانية لصالح القوات البريطانية من أجل الحصول على مكاسب سياسية لليهود خلال، إلى جانب تهريب الأموال لصالح اقتصاد المستوطنات والتي بدأت في التكون.
وقال موقع "والا": إنه "ليس من قبيل الصدفة أن يحمل الاسم المركّب لهذه الوحدة هذه الدلالات، فالهدف منها واضح: جمع المعلومات الاستخباراتية عن كل المشاركين في هجوم السابع من أكتوبر، ومن ثم القيام بتصفيتهم واغتيالهم فرداً فرداً- بعد أن حصلت بشكل ضمني على تفويضٍ كامل- بدون الحاجة للعودة إلى المستويات القيادية".
יחידת ניל"י - הנה עוד ועוזריהם https://t.co/OXUiOy4Aa6 — ???????? Soul Assassins אלמוג סארון ???????? (@Alm0gSAr0n) November 15, 2023
وأضاف الموقع أن للوحدة "طاقم قيادي متقدّم، ويعمل بشكل منفرد عن بقية الوحدات في "الشاباك" لتنفيذ المهام الموكلة إليها، ودون الالتزام بإطار زمني محدد.
فشل متكرر
رغم المشاهد الواسعة لتواجد عناصر وقيادة كتائب القسام وظهور العديد من عناصر وحدات "النخبة" و"الظل" وغيرها، التي تكشفت خلال عمليات الإفراج عن الأسرى، ورغم أن الاحتلال أعلن مرارا القضاء عليها، إلا أن فشل الوحدة الجديدة تمثل بإعلانها بيانات كاذبة أو غير دقيقة".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، بفشله في اغتيال قائد كتيبة الشاطئ التابعة لكتائب القسام هيثم الحواجري الذي كان أعلن أنه اغتاله في كانون الأول/ ديسمبر 2023.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" و"القناة 12" الإسرائيلية الخاصة.
وقال هاغاري إنه في 3 كانون الأول/ ديسمبر 2023، تعرض هيثم الحواجري، قائد كتيبة الشاطئ التابعة لحركة حماس، لهجوم.
و"بعد الهجوم، قرر جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الإسرائيلي بدرجة عالية من الاحتمال أنه تم القضاء عليه، وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا حول الموضوع"، وفق هاغاري.
وأضاف: "يظهر الفحص الإضافي أن الدليل الاستخباراتي الذي اعتمد عليه الشاباك والمخابرات العسكرية والقيادة الجنوبية كان غير صحيح"، مشيرا إلى أن الحواجري لم يتم القضاء عليه في الهجوم.
والسبت، ظهر الحواجري، وهو يسلم الأسير الإسرائيلي كيث سيغال إلى الصليب الأحمر، رغم أن "إسرائيل" كانت قد أعلنت سابقا عن اغتياله.
وفي 22 كانون الثاني/ يناير الماضي ظهر حسين فياض، وهو قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسام في مقطع فيديو بعد 8 أشهر من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله في شمال قطاع غزة.
ظهر قائد كـتيبة بيت حانون التابعة لحركة حــمــاس، حسين فياض، هذا الصباح، في بيت حانون، وذلك وفق ما أكدته وسائل إعلام عبرية.
▪️وكان جيش الاحــتلال الإسرائيلي، قد أعلن في وقت سابق اغتــياله في شهر مايو الماضي، في إدعاء هو الثاني من نوعه، بعد زعمه اغتــيال مقاومٍ آخر ليتبينَ فيما… pic.twitter.com/kFPYzN4i47 — عربي21 (@Arabi21News) January 22, 2025
وتضمّن الفيديو لقطات لفياض خلال لقائه مع مواطنين بقطاع غزة، وسط مشاهد الدمار الذي خلّفته الإبادة الإسرائيلية في القطاع.
وتحدث القيادي عن الحرب، مشيرا إلى الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي وفشله في هزيمة غزة، مؤكدا أن الاحتلال لم يحقق أهدافه التي أعلنها، ما يظهر فشله الاستراتيجي.
وفي أيار/ مايو الماضي ادعى جيش الاحتلال أنه تمكن من اغتيال فياض بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، وأوضح في حينه أن "فياض كان مسؤولا عن الكثير من عمليات إطلاق القذائف المضادة للدروع نحو إسرائيل خلال الحرب وعن الكثير من عمليات إطلاق قذائف الهاون نحو بلدات شمال غلاف غزة".
وفي أيلول/ سبتمبر 2024، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال نجاح جهاز "الشاباك" في عملية مشتركة مع الجيش في التوصل لمحمود حمدان الذي يقود كتيبة تل السلطان في كتائب القسام ومعه قيادة الكتيبة وتصفيتهم.
حركة حـماس تنعى الشــهيد "محمود حمدان"، قائد كتيبة تل السلطان في #رفح، الذي ارتقى في الاشتباك مع جيش الاحـتلال في حي تل السلطان، رفقة زعيم الحركة "يحيــى الســنوار".#عربي21 pic.twitter.com/kfnPJdCjQM — عربي21 (@Arabi21News) October 18, 2024
واحتفى الاحتلال بهذا المنجز، معتبرا أن اغتيال حمدان ورفاقه هو ضربة لعمل الكتيبة بشكل كامل، لكن حركة حماس التي ينتمي إليها حمدان لم تعلق على ادعاءات جيش الاحتلال في حينه.
وبعد ذلك بشهر تقريبا، أصدرت حماس بيانا تنعى فيه حمدان الذي أكدت أنه استشهد برفقة رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار في معركته الأخيرة في حل تل السلطان في رفح.
وعددت الحركة حينها مناقبه في الجناح العسكري للحركة كتائب القسام أي أنه لم يستشهد قبل أكثر من شهر كما ادعى جيش الاحتلال.
وفي وقت سابق ظهر أحد أبرز أعضاء المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء غزة عز الدين الحداد في برنامج "ما خفي أعظم" في إشارة إلى فشل الاحتلال في اغتياله طيلة الحرب التي امتدت 15 شهرا.
بكل فخر واعتزاز، ألقى القائد المجاهد عز الدين الحداد، عضو المجلس العسكري لكتائب القسام، التحية العسكرية لشعبنا الفلسطيني. pic.twitter.com/PxkjrUQ9pk — د. هاني الدالي #غزة ???????? (@DrHaniAlDali) January 24, 2025
عرف عن الحداد وكنيته "أبو صهيب"، أنه كان يشغل منصب قائد لواء مدينة غزة قبل انطلاق الحرب الحالية، وهو عضو بارز في المجلس العسكري المُصَغَّر لكتائب القسام، ويعتبر أحد الشخصيات المركزية في حركة حماس بشكل عام.
وتعمل تحت قيادة "الشبح" ست كتائب على الأقل، ومن ضمنها كتيبة النخبة المسؤولة عن الاقتحام الأول للمستوطنات المحيطة بقطاع غزة صباح 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وسبق أن نجا من عدة محاولات اغتيال، بما في ذلك واحدة خلال شهور حرب الإبادة الأولى.
وخلال خدمته، عمل الحداد كحلقة وصل مهمة بين مختلف قادة "حماس"، وشارك في تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات العسكرية، ونشأ "من الأسفل" في لواء غزة وشغل منصب قائد سرية وقائد كتيبة، وأخيرا تم تعيينه قائدا للواء.
وعلى مدار 15 شهرا من الحرب والإبادة، كانت المنظومة الأمنية والسياسية للاحتلال تتحدث عن تفكيك كتائب الذراع العسكرية لحركة حماس البالغة 24 كتيبة، وتحولها من كتائب نظامية إلى مجموعات عشوائية تعمل بشكل منفرد وهو ما كذبته المراسم المتعلقة بعمليات تسليم الأسرى منذ اليوم الأول.
قديمة جديدة
تعد" وحدة "نيلي" جديدة من حيث التأسيس، إلّا إنها تعكس سياسة قديمة ومستمرّة وصفة ملازمة للعقلية الإسرائيلية في الانتقام و"إغلاق الحساب"، كما هو معروف في القاموس العسكري الإسرائيلي ضد كل فلسطيني أو عربي يُشارك في عمليات ضدّها.
وأكد مركز "مدار" أن هذه "سياسة تمأسست عبر المحطّات التاريخية المختلفة وأخذت أشكالا متعدّدة، كان أبرزها عملية "غضب الرب" التي أطلقتها رئيسة الحكومة الإسرائيلية غولدا مائير ضد منظمة أيلول الأسود في أعقاب عملية ميونيخ في العام 1972، والتي استمرّت لسنوات طويلة في كل أنحاء العالم وتضمنّت عمليات مطاردة واغتيال لعشرات من قيادات وأعضاء المنظمة والمشاركين في تلك العملية نفذها جهاز "الموساد" انتهت مطلع ثمانينيات القرن الماضي".
وأضاف المركز "لا يُمكن فصل استحداث هذه الوحدة عن الجهد الإسرائيلي الدعائي (الهسبراه) الساعي للانفراد في رواية أحداث صبيحة السابع من أكتوبر؛ إذ أن عقلية الانتقام مدفوعة أيضا بسعي محموم لاحتكار "رواية" الهجوم للعالم الغربي تحديدا، بما يُمكّنها من الاستمرار في عملية نزع الشرعية والإنسانية عن الفلسطينيين لتبرير عمليات القتل والإبادة الجماعية في حربها على قطاع غزة، والتي يتم ارتكابها بحجّة الدفاع عن النفس في ظل شرعية وغطاء دولي واضح".