شكّلت العملية العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تحديا لدول العالم بأسرها بما فيها الولايات المتحدة، التي تعد الحليف الأساسي للاحتلال منذ بدء عدوانه على القطاع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وبدأت العملية بإعلان جيش الاحتلال أنها "محدودة" في المناطق الشرقية من رفح، عبر إلقاء منشورات لإخلاء المنطقة وتوجيه السكان والنازحين إلى مواصي خانيونس، وسرعان من اخترقت دبابات الاحتلال وآلياته العسكرية السياج الفاصل وتقدمت في محورين، الأول صوب معبر رفح والثاني في حي الشوكة.



وادعى جيش الاحتلال أنّ سيطرته على معبر فح جاءت كخطوة ضرورية لإزالة مظاهر الحكم لحركة حماس في قطاع غزة، لكن ذلك تسبب في إغلاق المنفذ الوحيد للقطاع وأوقف عجلة المساعدات الواردة لغزة؛ ما أثار انتقادات دولية وحقوقية واسعة، إلى جانب مطالبة واشنطن بفتح فوري للمعبر.

وعلى صعيد آخر، زاد سيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، مظاهر التوتر مع مصر، وتحديدا بعد نشر جيش الاحتلال مشاهد لآلياته داخل ما يعرف "محور فيلادلفيا".

المحور جزء من قطاع غزة
ونشر موقع "القاهرة الإخبارية" المقرب من السلطات المصرية، تصريحا صحفيا منسوبا لمصادر خاصة، قال فيه إن "محور فيلادلفيا هو طريق ضمن أراضي قطاع غزة، وسُمي بهذا الاسم عقب توقيع اتفاق أوسلو وقبل دخول رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات إلى غزة".

وأشار الموقع المصري إلى أنه "تم عمل خرائط لقطاع غزة بين الارتباط العسكري والجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مضيفا أنه "تم الاتفاق على زيادة أعداد العناصر الأمنية المصرية بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة لتأمينها".



وتابع: "تم تقسيم القطاع لمناطق وتسميتها بأسماء مختلفة لتسهيل عملية التعرف، مشيرة إلى أنه تم تحديد المناطق والتنسيق بقطاع غزة فيما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوجود قوات إسرائيلية ومستوطنات داخل القطاع وقتها.

كيف يُفهم التصريح؟
وفور سيطرة الاحتلال على معبر رفح الواقع على "محور فيلادلفيا"، أدانت مصر بأشد العبارات العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وقالت الخارجية المصرية إن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمد اعتمادا أساسيا على هذا المعبر، باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة".

وطالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة، لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقيق نتائجها المرجوة.



لكن تأكيد مصر أن "محور فيلادلفيا" جزء من قطاع غزة أثار مخاوف الفلسطينيين، بأنه تمهيد لسيطرة إسرائيلية على المحور، ضمن نطاق توسع العمليات العسكرية في رفح، وذلك بعد مطالبة الاحتلال بإخلاءات جديدة في أحياء وسط المدينة.

وتزامن التصريح المصري مع إشارات الإخلاء الجديدة، وتحذيرات الاحتلال بعدم الاقتراب من الحدود مع مصر، ما أدى إلى حركة نزوح واسعة في صفوف السكان والنازحين الذين كانوا متواجدين في المنطقة الحدودية.

اتفاق "فيلادلفيا"
بالعودة إلى الوراء قليلا، اتفق الاحتلال الإسرائيلي مع مصر قبل سنوات، على ترتيبات تتعلق بتسيير قوة مصرية مكونة من 750 جنديا على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل عبر الحدود، وأكد الاتفاق على أنه لا يلغي أو يعدل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ويبقي حالة المحور وصحراء سيناء كمناطق منزوعة السلاح.

و"محور فيلادلفيا" هو عبارة عن شريط حدودي ضيق لا يتعدى عرضه مئات الأمتار، ويصل طوله إلى 14.5 كيلومتر، ويقع على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى معبر كرم أبو سلام التجاري، ويقطع بالكامل في المنطقة منزوعة السلاح.



واحتفظ جيش الاحتلال بالسيطرة على المحور من الجانب الفلسطيني حتى عام 2005، حينما انسحب بشكل أحادي من قطاع غزة، ونقل مهمة المحور ومعبر رفح إلى السلطة الفلسطينية، مع وجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.

 ما مصير المحور بعد اجتياح رفح؟
وأمام هذه المعطيات والتطورات المتسارعة في عملية الاحتلال العسكرية في مدينة رفح، واتساعها المتوقع خلال الأيام المقبلة، يبقى "محور فيلادلفيا" حاضرا بقوة في المشهد، وسط تساؤل بارز: "هل يعيد الاحتلال سيطرته التي كانت قبل عام 2005 على المنطقة الحدودية؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال رفح معبر رفح مصر محور فيلادلفيا مصر الاحتلال معبر رفح رفح محور فيلادلفيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محور فیلادلفیا جیش الاحتلال قطاع غزة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

الايكونمست: حديث عن لقاء بين ترامب والخامنئي - عاجل

بغداد اليوم- ترجمة

نشرت شبكة "ذا ايكونمست"، اليوم الخميس (21 تشرين الثاني 2024)، تقريراً تحدثت خلاله عن وجود "محاولات تواصل" تجري بين فريق الرئيس الأمريكي الفائز بالانتخابات دونالد ترامب وبعض المسؤولين الإيرانيين تهدف الى عقد "لقاء" بين ترامب والمرشد الإيراني علي خامنئي.

وقالت الشبكة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، إن "بعض المصادر أكدت لها وجود "جهود" من الطرفين لعقد اجتماع سيكون "الأول من نوعه" بين الرئيس الأمريكي والمرشد الإيراني الأعلى بهدف التوصل الى صفقة نووية جديدة تحظى بمباركة ترامب وتضمن لإيران التخلص من بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها". 

وأشارت الصحيفة الى ان "تلك الانباء وعلى الرغم من انها ما تزال "محاولات أولية" الا انها تشير لوجود رغبة من الرئيس الأمريكي الجديد لنزع فتيل الاأزمة في الشرق الأوسط من خلال "مقاربة الصفقة" كما وصفتها"، موضحة ان "ترامب ما يزال متحفظا على العودة الى الاتفاق النووي الإيراني السابق". 

يشار إلى أن وسائل إعلام اجنبية نشرت اخبارا أول أمس الثلاثاء قالت خلالها إن المرشد الإيراني الأعلى يعاني حاليا من "وعكة صحية" اجبرته على ترك منصبه بشكل مؤقت، الأمر الذي نفته الخارجية الإيرانية بشكل رسمي.

مقالات مشابهة

  • "حديث الحيتان" يكشف غموض أصوات المحيطات بعد 4 عقود
  • التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه بعد السقوط من قطار بالقليوبية
  • نسبة الشبه بين المطربة همس فكري وشهد ليو حديث الجميع ..فيديو
  • لجنة عسكرية تزور محور علب وتطلع على سير العمليات العسكرية
  • حادث مروع.. التصريح بدفن جثة سيدة دهستها سيارة فارهة في شبرا
  • الايكونمست: حديث عن لقاء بين ترامب وخامنئي
  • الايكونمست: حديث عن لقاء بين ترامب والخامنئي - عاجل
  • التصريح بدفن جثة طالب لقى مصرعه غرقا فى ترعة بالقليوبية
  • خبير مصري: نعيم قاسم بات مفأجاة لـ إسرائيل أكثر من نصر الله
  • التصريح بدفن جثة شخص لقي مصرعه في حادث انقلاب سيارة بالشرقية